الجديد برس:

أفادت “القناة 12″ الإسرائيلية، أن وزير الدفاع في حكومة الاحتلال، يوآف غالانت، وجه شكراً للرئيس الأمريكي جو بايدن، على خلفية إقرار المساعدة لـ”إسرائيل” في مجلس النواب الأمريكي.

وقال غالانت بحسب القناة الإسرائيلية: “فيما إسرائيل تواجه تهديدات من سبع جبهات، بما فيها إيران، الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل.

شكراً الرئيس بايدن على دعمك الذي لا يتزعزع”.

ويأتي ذلك بعد ساعاتٍ من تصريحٍ لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أكد فيه أن الفلسطينيين “لم يقعوا في فخ توزيع الأدوار بين الأمريكيين والإسرائيليين”، على خلفية “موقف واشنطن المخادع بشأن اجتياح رفح”.

وبالإضافة إلى ما ذكره هنية عن الموقف الأمريكي المخادع من اجتياح رفح، كان توزيع الأدوار قد تجلى أيضاً في فرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوباتٍ على وحدة “نيتسح يهودا” في “جيش” الاحتلال، أمس السبت، بسبب “انتهاكها حقوق الإنسان في الضفة الغربية”، وقبل ذلك في إدراج وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الجمعة، رئيس منظمة “لاهافا” الإسرائيلية، بن تسيون غوبشتاين، في لائحة العقوبات، لانخراط المنظمة في أعمال عنف في الضفة الغربية أيضاً.

ولا يمكن النظر إلى هذه الخطوات بمعزل عن تراجع شعبية الرئيس جو بايدن في الولايات المتحدة، قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وعن تدهور صورة واشنطن في العالم، بسبب دورها الرئيس في استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” في قطاع غزة، وهو الأمر الذي يدفعها إلى اتخاذ إجراءات تهدف إلى محاولة ترميم صورتها.

وقد عاد الموقف الأمريكي الحقيقي من “إسرائيل” ومن عدوانها المفتوح ضد قطاع غزة، ليعلن عن نفسه بوضوح، من خلال تأييد مجلس النواب الأمريكي، أمس السبت، بالأغلبية، تقديم الولايات المتحدة مساعدات عسكرية إلى الاحتلال الإسرائيلي، حيث صوت بأغلبية 366 صوتاً، في مقابل 58، على مشروع قانون لدعم “إسرائيل” بمساعدات تصل قيمتها إلى 26.4 مليار دولار.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

التهجير القسري في فلسطين.. بين الدعم الأمريكي والتواطؤ الإعلامي

عبدالحكيم عامر

تشكل سياسات الولايات المتحدة تجاه القضية الفلسطينية عاملًا رئيسيًّا في تكريس الاحتلال الإسرائيلي وتعزيز سياساته التوسعية، حَيثُ تعتمد واشنطن على مجموعة من الأدوات لتنفيذ مخطّط تهجير الفلسطينيين وإعادة تشكيل الخريطة الديموغرافية للمنطقة بما يخدم المصالح الصهيونية، من خلال الدعم العسكري غير المحدود، والضغط السياسي على الدول المجاورة، والتواطؤ الإعلامي، تسهم الولايات المتحدة في ترسيخ واقع جديد يهدّد الوجود الفلسطيني في وطنه التاريخي.

تقدم الولايات المتحدة دعمًا عسكريًّا هائلًا للاحتلال الإسرائيلي، يشمل تزويده بأحدث الأسلحة والذخائر المتطورة، مما يعزز آلة الحرب الصهيونية ويجعلها أكثر قدرة على تنفيذ عمليات التدمير والقتل الجماعي، لم يكن التصعيد الأخير على غزة استثناء، إذ استخدمت قوات الاحتلال الأسلحة الأمريكية في قصف المناطق السكنية، وتدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها؛ ما أَدَّى إلى خلق بيئة معيشية مستحيلة تدفع الفلسطينيين نحو الهجرة القسرية، هذا الدعم العسكري يتجاوز كونه مُجَـرّد تحالف استراتيجي، ليصبح أدَاة رئيسية في مشروع التهجير والتطهير العرقي.

إلى جانب الدعم العسكري، تمارس الولايات المتحدة ضغوطًا سياسية واقتصادية على الدول المجاورة لفلسطين لإقناعها بقبول الشعب الفلسطيني، في خطوة تهدف إلى تفريغ الأرض من سكانها الشرعيين، ويتم الترويج لهذه الخطوة تحت غطاء “المساعدات الإنسانية”، لكنها في حقيقتها محاولة لفرض واقع ديموغرافي جديد يخدم الاحتلال الصهيوني، إذ يسعى إلى إنهاء القضية الفلسطينية وتحويلها إلى قضية لاجئين بدلًا عن أن تبقى قضية وطنية مرتبطة بحق العودة، وهذا الضغط يضع الدول المجاورة أمام معادلة صعبة، حَيثُ تخشى من تداعيات سياسية واقتصادية وأمنية، لكنها تجد نفسها تحت تهديد الابتزاز الأميركي في حال رفضها الامتثال لهذه المخطّطات.

وتلعب وسائل الإعلام الغربية والصهيونية دورًا خطيرًا في شرعنة هذه الجرائم، حَيثُ تعمل على تضليل الرأي العام العالمي من خلال تصوير عمليات التهجير القسري وكأنها “إجراءات إنسانية” تهدف إلى إنقاذ الفلسطينيين من الحرب، متجاهلة أن الاحتلال الإسرائيلي هو المسؤول الأول عن هذه الكارثة وعن هذه الجرائم، ويتم التلاعب بالمصطلحات في التغطيات الإعلامية، فتُوصف المجازر بحق المدنيين بأنها “أضرار جانبية”، ويتم تجاهل سياق العدوان، بينما تُقدَّم العدوّ الإسرائيلي على أنه في حالة “دفاع عن النفس”، في حين تُمنع الأصوات الفلسطينية من الوصول إلى المنصات الإعلامية الكبرى، هذا التواطؤ الإعلامي لا يهدف فقط إلى تبرير الجرائم، بل يسعى إلى تطبيع التهجير وتحويله إلى حَـلّ مقبول على المستوى الدولي.

إن المشروع الأمريكي-الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين يعتمد على مزيج من القوة العسكرية، والدبلوماسية الضاغطة، والحرب الإعلامية المضللة؛ بهَدفِ فرض واقع جديد على الأرض، لكن رغم كُـلّ هذه المحاولات، يبقى الشعب الفلسطيني متمسكًا بحقه في أرضه، ومقاومًا لكل محاولات اجتثاثه من جذوره التاريخية.

فالتهجير القسري ليس مُجَـرّد “خيار إنساني”، بل هو جريمة ضد الإنسانية ولإنهاء القضية الفلسطينية، تتطلب وقفة جادة من المجتمع الدولي، وفي هذه المرحلة بات الاختبار الحقيقي موجهًا للدول العربية والإسلامية، وللنخب التي لا تزال تمتلك زمام القرار، فهل سيواصل البعض تقديم المبادرات العقيمة التي لا تثمر إلا في ترسيخ الاحتلال وتعزيز سطوته؟ أم أننا أمام لحظة وعي فارقة تدرك فيها الأُمَّــة أن فلسطين لا تُستعاد إلا عبر مقاومة فاعلة، وحراك شامل على جميع الجبهات لإفشال المخطّطات الصهيونية؟

مقالات مشابهة

  • الرئيس الأمريكي يكشف قيمة الرسوم «على السيارات والرقائق والأدوية»
  • لافروف: المحادثات الروسية مع الولايات المتحدة كانت “مفيدة للغاية”
  • مسؤول لدى الاحتلال: مخزون الأسلحة قد تم تجديده بفضل دعم الرئيس الأمريكي ترمب
  • الأمم المتحدة: “إسرائيل” تستخدم القوة المفرطة في الضفة
  • يريدون إرضاء بوتين..زيلينسكي يأسف على سعي الولايات المتحدة لإسعاد الرئيس الروسي
  • من ضمنهم أورتاغوس.. وفد من الكونغرس في إسرائيل وهذا ما قيل عن حزب الله
  • التهجير القسري في فلسطين.. بين الدعم الأمريكي والتواطؤ الإعلامي
  • سفارة الولايات المتحدة الأمريكية تحتفل بيوم الاستقلال الـ ٢٤٩
  • نائب الرئيس الروسي: الولايات المتحدة لم تعين مسؤولا للتفاوض بشأن أوكرانيا حتى الآن
  • الاستخبارات الأمريكية حذرت بايدن وترامب من محاولة إسرائيل ضرب منشآت نووية إيرانية