تعني نظرية «بُصِّ العصفورة» في الموروث الشعبي تحويلَ الأنظار عن حدث معين ومقصود، وذلك عبر التركيز على حدث آخر يصبح هو مناطَ الاهتمام والزخم.
ما مناسبة هذا الكلام؟.. إنه ممارسات إسرائيل الإجرامية وحرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها في حق أهلنا في غزة إثر «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر 2023م، وهو ما يمثل -مع خطورته الشديدة- الحدثَ المقصودَ لفتَ الانتباه إليه، بينما الحدثُ المقصودُ في الجوهر هو «تسريعُ وتيرة الاستيطان» بالقدس الشرقية بهدف القضاء على أي أمل لـ«حل الدولتين» وفقًا لمخرجات «اتفاقية أوسلو» عام 1993م، الذي يعارضه «نتنياهو» وحلفاؤه من المتطرفين الدينيين اليمينيين بقوة.
وخلال الأيام القليلة الماضية، أظهر تقرير خطير لصحيفة الـ«جارديان» البريطانية أن حكومة «نتنياهو» أخذت في تسريع بناء المستوطنات في القدس الشرقية خلال الستة أشهر الماضية المواكبة للعمليات الإسرائيلية في قطاع غزة، إذ تسير مخططات إنشاء 20 مشروعًا تضم آلاف الوحدات السكانية للمستوطنين!!
وتقوم الوزارات والمكاتب الحكومية بالعمل على قدم وساق بهذه المشروعات الاستيطانية، سواءً بشكل منفرد أو بالاشتراك مع الجماعات الدينية اليمينية المتطرفة ذات التاريخ الأسود في محاولة طرد الفلسطينيين من منازلهم في أجزاء من مدينة القدس الشرقية.
والخطوة الخبيثة لـ«نتنياهو» بالطبع تخرج على مبادئ القانون الدولي واتفاقية «أوسلو»، ولكن منذ متى تحترم إسرائيل أي اتفاقيات أو قرارات دولية؟!! علمًا بأن المستوطنات الجديدة المزمع بناؤها ستوفر منازل للأغلبية اليهودية في إسرائيل في أجزاء من القدس التي ضمَّتها إسرائيل من جانب واحد في عام 1980م، وهو ما يشكل عقبةً أمام أي محاولة لإنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة وعاصمتها شرق المدينة، والتي كثُرتِ المطالبة بها من جانب الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين والدول العربية خلال أحداث غزة كحل ناجع لقضية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
والأمر المؤكد أن سلطات التخطيط بالحكومة الإسرائيلية قد وافقت على بناء مستوطنتين جديدتين منذ اندلاع حرب غزة، وهي خطوة تحدث لأول مرة منذ عشر سنوات بالقدس الشرقية، بينما يجري العمل حاليًّا على توسيع مستوطنة «كدمات صهيون» ذات الإجراءات الأمنية المشددة في قلب حي رأس العامود الفلسطيني على المحيط الشرقي للمدينة، علمًا بأن الموافقة على توسيع هذه المستوطنة جاءت بعد يومين فقط من عملية «طوفان الأقصى»!!
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
“تايمز أوف إسرائيل”: نتنياهو يغادر واشنطن بخيبة أمل
#سواليف
قالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، الثلاثاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو يغادر اليوم #الولايات_المتحدة متوجها إلى #إسرائيل بعد #زيارة_مخيبة_للآمال لواشنطن.
ومن المقرر أن يغادر نتنياهو من قاعدة أندروز الجوية قرب #واشنطن العاصمة متوجها إلى إسرائيل الساعة 12 ظهرا، وفقا لمكتبه.
ووفق الصحيفة، سيعود نتنياهو بعد زيارة مخيبة للآمال إلى البيت الأبيض، رفض خلالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الالتزام بإلغاء الرسوم الجمركية على الواردات الإسرائيلية، وأعلن عن محادثات مباشرة مع إيران بشأن برنامجها النووي.
مقالات ذات صلة مدعوون للتعيين / أسماء 2025/04/08وكان نتنياهو أعرب عن دعمه الحذر للدبلوماسية تجاه إيران، لكنه شدد على ضرورة منع إيران من امتلاك القنبلة، في حين أعلن ترامب عن اجتماع رفيع المستوى يوم السبت.
وفي الوقت نفسه، حذر #ترامب من أنه “إذا لم تنجح المحادثات.. فسيكون يوما سيئا للغاية على إيران”.
وفي حديثه للصحفيين في المكتب البيضاوي، عقب لقائه نتنياهو قال ترامب إن المحادثات بدأت وستستمر يوم السبت.
وقال ترامب: “نجري محادثات مباشرة مع إيران، وقد بدأت. ستعقد يوم السبت. لدينا اجتماع مهم للغاية، وسنرى ما يمكن أن يحدث. وأعتقد أن الجميع متفقون على أن التوصل إلى اتفاق سيكون أفضل”.
وبدا نتنياهو، الذي سافر بشكل غير متوقع من بودابست إلى واشنطن العاصمة بدعوة من ترامب، مؤيدا بحذر لمبادرة ترامب.
بدوره قال نتنياهو إنه إذا كانت الدبلوماسية قادرة على القضاء بشكل كامل على البرنامج النووي الإيراني، فإن ذلك سيكون “شيئا جيدا”، ولكن لا بد من وقفه بطريقة أو بأخرى.
وأضاف نتنياهو: “نحن متحدون في هدف منع إيران من امتلاك أسلحة نووية”. وقال: “إذا أمكن تحقيق ذلك دبلوماسيا، وبشكل كامل، كما حدث في ليبيا، فأعتقد أن ذلك سيكون أمرا جيدا”.
وأكد نتنياهو: “لكن مهما حدث، علينا التأكد من عدم امتلاك إيران أسلحة نووية”.
من جهة أخرى، رفض ترامب الالتزام بإلغاء الرسوم الجمركية البالغة 17% التي فرضها على إسرائيل يوم الاثنين.
وقال ردا على سؤال حول ما إذا كان سيلغيها: “حسنا، نحن نتحدث عن تجارة جديدة كليا – ربما لا”.
وكانت إسرائيل تأمل في تجنب مرسوم ترامب الشامل الأسبوع الماضي بفرض رسوم على الواردات العالمية. وبدلا من ذلك، فرضت عليها رسوم جمركية بنسبة 17% على الرغم من رفع جميع الرسوم الجمركية المتبقية على الواردات الأمريكية في محاولة في اللحظة الأخيرة لتجنبها.
وقال ترامب، بينما كان نتنياهو يستمع بجانبه إلى الانتقادات الضمنية: “لا تنسوا، نحن نساعد إسرائيل كثيرا. نمنح إسرائيل 4 مليارات دولار سنويا، وهذا مبلغ كبير”.
نمنح إسرائيل مليارات الدولارات سنويا. مليارات. إنها من أعلى المبالغ التي نمنحها لأي دولة. نمنح دولا كثيرة أموالا، لن تصدقوا ذلك.
وقال: “نعتني جيدا بأصدقائنا، ولا نهتم بأعدائنا”.
بدوره، قال نتنياهو في تصريحاته المعدة مسبقا إن إسرائيل ستزيل جميع الحواجز التجارية مع الولايات المتحدة.
وأضاف: “يمكن لإسرائيل أن تشكل نموذجا يحتذى به للدول الأخرى التي تسعى إلى أن تحذو حذوها”.
وأكد نتنياهو تعاطفه مع موقف ترامب بشأن الرسوم الجمركية، وأنه من دعاة التجارة الحرة، لكن “التجارة الحرة يجب أن تكون تجارة عادلة”، وفق تعبيره.