"المشاط" تؤكد الحاجة لهيكل مالي عالمي قوي لمواجهة التحديات التي تمر بها الدول النامية والناشئة
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
خلال مشاركتها في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين العاصمة الأمريكية واشنطن، شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي ومحافظ مصر لدى مجموعة البنك الدولي، في العديد من الفعاليات رفيعة المستوى حول إصلاح النظام المالي العالمي، وتعزيز الاستثمارات المناخية في الأسواق الناشئة، وتمكين المرأة.
شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي ومحافظ مصر لدى مجموعة البنك الدولي، في مائدة مستديرة حول «إصلاح النظام المالي العالمي»، نظمتها مؤسسة روكفلر غير الهادفة للربح، وصندوق النقد الدولي، بمشاركة عدد من الوزراء وممثلي مؤسسات التمويل الدولية، حيث ناقشت المائدة المستديرة الحاجة إلى هيكل مالي عالمي أقوى وقادر على الاستجابة تحديات التنمية لا سيما في ظل الآثار السلبية للتغيرات المناخية، وترأس الجلسة، السيدة ميا موتلي، رئيسة وزراء بربادوس، وتاتيانا روزيتو، نائبة وزير المالية البرازيلي، والسيدة/ أمينة محمد، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة.
وفي كلمتها أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، أهمية الحاجة إلى هيكل مالي عالمي قوي، في ظل ما يمر به العالم من تحديات بداية من جائحة كورونا، ثم الحرب في أوروبا، وتعرض البلدان لا سيما النامية والناشئة لأزمات متتالية على مستوى سلاسل الإمداد والأوضاع الاقتصادية، وهو ما ساهم في تأثر هياكلها المالية.
وأوضحت وزيرة التعاون الدولي، أن الدين العام كنسبة للناتج المحلي ارتفع بشكل كبير في العقود الماضية في الاقتصاديات الناشئة والدول متوسطة الدخل، كما أن هناك 39 دولة وفقًا للبنك الدولي تقع بشكل رئيسي في إفريقيا وآسيا تعاني من أزمة ديون وتواجه مخاطر عالية بسبب التحديات المالية.
وأكدت على أهمية قمة الميثاق العالمي الجديد التي انعقدت في باريس، ووضعت 4 أهداف رئيسية هي استعادة الحيز المالي للبلدان التي تواجه صعوبات قصيرة الأجل، ولا سيما الأكثر مديونية، وتعزيز تنمية القطاع الخاص في البلدان منخفضة الدخل، وتشجيع الاستثمار في البنية التحتية "الخضراء" لانتقال الطاقة في البلدان الناشئة والنامية، إضافة إلى تعبئة التمويل المبتكر المعرضة لتغير المناخ.
كما أكدت على أهمية توافر أدوات تمويل مبتكرة من قبل البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، وأن يتم التوسع في آلية مبادلة الديون بالعمل المناخي بما يعزز اتساق الجهود بين التنمية والعمل المناخي.
من جانب آخر شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي ومحافظ مصر لدى مجموعة البنك الدولي، في الجلسة النقاشية التي عقدها المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF)، حول «إطلاق الاستثمارات الخاصة لمواجهة التغيرات المناخية: الوفاء بوعود الأسواق الناشئة»، حيث استهدفت الجلسة مناقشة جهود توفير تمويل القطاع الخاص لمواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية، وتعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، وزيادة الاستثمارات في إطار الاستعدادات لانعقاد مؤتمر المناخ COP29.
وشارك في الجلسة سيمون ستيل، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وجوانا ماكجريجور، المستشارة الخاصة للأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والدكتور سلطان الجابر، رئيس مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP28) بالإمارات، ومختار باباييف، وزير البيئة والموارد الطبيعية بأذربيجان ورئيس مؤتمر المناخ التاسع والعشرين COP29، ومارينا سيلفا، مُضيفة مؤتمر الأطراف COP30، ووزيرة البيئة وتغير المناخ البرازيلية، وغيرهم من مسئولي الحكومات والمؤسسات الدولية.
وسلطلت الجلسة الضوء على أهمية التمويل المناخي والدور الذي يجب أن تقوم به الدول المتقدمة في دعم الدول النامية والاقتصاديات الناشئة، كما ناقشت نتائج مؤتمر المناخ COP28، وإجراءات تفعيل صندوق الخسائر والأضرار.
وفي كلمتها قالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، إن تقارير الأمم المتحدة تكشف عن ارتفاعات مازالت مستمرة في غازات الاحتباس الحراري، وأيضًا عدم الوفاء بالوعود للدول النامية والناشئة، فضلًا عن تباطؤ التقدم في مشروعات التكيف مع التغيرات المناخية، مشيرة إلى أن الفجوة في تمويل التكيف تبلغ نحو 194 إلى 366 مليار دولار سنويًا، كما أن مبادرة سياسة المناخ توضح أنه من إجمالي 1.3 تريليون دولار تم حشدها لتمويل المناخ خلال عامي 2021 و2022 تم تخصيص 10% فقط لتمويل التكيف.
وأكدت وزيرة التعاون الدولي، أن الحوار والتنسيق بين الأطراف ذات الصلة المعنيين، مثل الحكومات والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات غير الهادفة للربح وغيرها، بات أمرًا أساسيًا لتفعيل نماذج التمويل المبتكرة المختلفة؛ وبالتالي، خلق بيئة مناسبة لتعزيز الحوافز ودفع الثقة في الاستثمار في الاقتصادات الناشئة للمساعدة، وخفض مخاطر الاستثمارات الخاصة في العمل المناخي.
وقالت إن المنصة الوطنية لبرنامج "نوفي" نموذج للمنصات متعددة الأطراف، المبنية على مبادئ ملكية الدولة والمسئولية المشتركة والشفافية، مضيفة أن المنصة تتميز بأنها تطبيق عملي لمبادئ التمويل العادل، وتمثّل نموذجا فاعلا ومنهجا لتعظيم الاستفادة من الموارد الإنمائية والتمويل الميسر للتعامل مع قضايا التكيف والتخفيف والصمود أمام التغيرات المناخية وتنفيذا للتعهدات.
وشاركت وزيرة التعاون الدولي، في مائدة مستديرة نظمها صندوق النقد الدولي حول "توسيع نطاق تمويل المناخ: مناهج مختلفة لتنشيط الائتمان"، بمشاركة السيد جنيد كمال أحمد، نائب رئيس العمليات، وكالة ضمان الاستثمار المتعددة الأطراف (MIGA) بمجموعة البنك الدولى، والسيد مفوض الاتحاد الأوروبي للشراكات الدولية، ومسئولين من صندوق النقد الدولي ومؤسسة روكفلر ومورجان، حيث أكدت في كلمتها أن الاقتصاديات النامية والناشئة، تواجه أزمتين تتعلقات بتسريع النمو الاقتصادي والتنمية، ومعالجة الآثار السلبية للتغيرات المناخية.
وأكدت أن عبء الديون يهدد إنجازات التنمية المحققة على مدار العقد الماضي، لذلك من الضروري توسيع نطاق تمويل المناخ في الدول منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل، من خلال الشراكات والاستفادة من الأدوات المالية المبتكرة لإطاق العنان لرؤوس الأموال الخاصة بما يدعم جهود الدول لخفض انبعاثات الكربون، فضلًا عن ضرورة التوسع في أدوات خفض المخاطر عن الاستثمارات الخضراء.
من جانب آخر شاركت وزيرة التعاون الدولي، في مؤتمر مؤسسة القيادات السياسية النسائية Women Political Leaders، الذي ناقش الجهود تمكين المرأة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا خلال العقود الماضية، والتقدم المحرز في هذا الملف، كما تمت مناقشة نتائج تقرير المرأة في أنشطة الأعمال والقانون الصادر عن مجموعة البنك الدولي بحضور إندرميت جيل، رئيس الخبراء الاقتصاديين بمجموعة البنك الدولي والنائب الأول لرئيس البنك الدولي لاقتصاديات التنمية وسيلفانا كوخ مهرين رئيسة مؤسسة القيادات السياسية النسائية.
وفي كلمتها أكدت وزيرة التعاون الدولي، أنه لا يمكن للعالم أن يحقق كامل إمكانياته إلا عندما يتم سماع جميع الأصوات، وتقدير جميع الآراء، وتمثيل الجنسين بالتساوي. عالميًا، لا يزال هناك طريق طويل لتحقيق المساواة بين الجنسين فيما يتعلق بالتمثيل والقيادة.
وذكرت أن جهود تمكين المرأة بشكل فعال، يجب أن تكون نقطة البداية هي الوصول إلى التعليم الجيد للفتيات الصغيرات، ليس فقط في القطاعات "المحددة حسب النوع الاجتماعي"، بل بالأحرى تلك التي يهيمن عليها الذكور عادة"، على سبيل المثال، يمثل ظهور الذكاء الاصطناعي فرصة لتحدي الأدوار التقليدية بين الجنسين وتمكين المرأة في المجالات الناشئة مثل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. من خلال الاستثمار في تعليم الفتيات، وتعزيز القيادة النسائية في مجال التكنولوجيا، ومعالجة التحيزات في الوصول إلى التدريب المتعلق بالذكاء الاصطناعي.
واستعرضت وزيرة التعاون الدولي، الإجراءات التي اتخذتها الدولة في إطار جهود تمكين المرأة، حيث تعد مصر من أوائل الدول التي أطقت استراتيجية وطنية لتمكين المرأة 2030 بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لمعالجة جميع التحديات المختلفة التي تواجهها المرأة، وتماشيًا مع الاستراتيجية، في يوليو 2020، أطلقت وزارة التعاون الدولي والمجلس القومي للمرأة والمنتدى الاقتصادي العالمي "محفز سد الفجوة بين الجنسين"، وهو الأول من نوعه بين القطاعين العام والخاص. نموذج التعاون في إفريقيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويهدف إلى دعم وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص وتعزيز الإجراءات الحاسمة لسد الفجوات الاقتصادية بين الجنسين.
وذكرت أن محفظة وزارة التعاون الدولي لتعزيز المساواة بين الجنسين قد وصلت إلى نحو 60 مشروعًا متعلقًا بالنوع الاجتماعي بالتعاون مع 20 شريكًا في التنمية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الدکتورة رانیا المشاط وزیرة التعاون الدولی مجموعة البنک الدولی النامیة والناشئة الأمم المتحدة النقد الدولی تمویل المناخ بین الجنسین فی کلمتها
إقرأ أيضاً:
عاجل - رئيس قناة السويس: نستهدف إعداد جيل متميز لمواجهة التحديات
شهد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، اليوم الأربعاء، مراسم توقيع عقد التعاون بين هيئة قناة السويس، وشركة ميرسك للتدريب Maersk Training، وذلك بمقر الهيئة بمبنى الإرشاد بمحافظة الإسماعيلية.
وقع العقد المهندس ياسر الششنجي مدير إدارة الإتصالات بهيئة قناة السويس، وفيجاي رانجاتشاري مدير شركة ميرسك للتدريب – دبي، رئيس قطاع النمو والمشاريع الاستراتيجية بالمقر الرئيسى، والسيد عمر غاربو مدير عام وكالة ميرسك الملاحية بمصر ولبنان بشركة إيه بى موللر – ميرسك.
حضر مراسم التوقيع، ديڤيد إيسكوف المدير التنفيذي لشركة ميرسك للتدريب، وهانى النادى ممثل مجموعة شركات إيه بى موللر – ميرسك بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عضو مجلس إدارة ممثلًا عن شركة ميرسك لاين ايجينسى هولدنج إيه اس.
ينص التعاقد على تقديم شركة Maersk Training برامج تدريبية متقدمة للعاملين بهيئة قناة السويس في مجالات القيادة وإدارة الأزمات، بالإضافة إلى تقديم برامج "تدريب المدرب" (Train the Trainer) يقدمها كوكبة من الخبراء المعتمدين بالشركة بما يساهم نحو بناء قدرات بشرية وخبرات مستدامة طويلة الأمد لدى هيئة قناة السويس.
وخلال لقائه، أعرب الفريق أسامة ربيع عن اعتزازه بعلاقات التعاون والشراكة الممتدة التي تجمع هيئة قناة السويس بمجموعة ميرسك والتي أثمرت عن تحقيق العديد من النجاحات المشتركة، مؤكدا استمرار التعاون المستقبلي ليشمل مجالات عمل جديدة أبرزها مجال التدريب للارتقاء بمستوى الكوادر البشرية من خلال إنشاء مركزين للتميز في أساليب القيادة وإدارة الأزمات بشكل علمي ممنهج داخل أكاديمية التدريب التابعة لهيئة قناة السويس والمقرر افتتاحها مطلع العام المقبل بمشيئة الله.
وأوضح رئيس الهيئة، أن قناة السويس تسعى لاستكمال استراتيجيتها الطموحة للتطوير بتنمية مواردها البشرية بإعداد جيل متميز من الكوادر والطاقات المبدعة بقطاعات الهيئة المختلفة لتكون قادرة على مواجهة التحديات المختلفة عبر توفير برامج تدريبية متقدمة وفق أحدث الأساليب العلمية وطرق التدريب العالمية لمواكبة المستجدات المتسارعة في مجال النقل البحري والصناعة البحرية وبما يمكنها من التفاعل المرن والاستجابة السليمة والسريعة مع التحديات المختلفة.
وأشار رئيس الهيئة، إلى أن عقد التعاون يستهدف العمل المشترك لوضع حجر الأساس لتقديم محتوى تدريبي متخصص تقدمه أكاديمية التدريب التابعة لهيئة قناة السويس لتكون صرحا علميا بمواصفات عالمية لتقديم خدمة تدريب متميزة للعاملين بالهيئة في المقام الأول ومستقبلا لعملاء الهيئة من الخطوط الملاحية وشركات الشحن.
وصرح ديفيد إيسكوف الرئيس التنفيذي لشركة ميرسك للتدريب قائلا: "نحن في ميرسك للتدريب نفتخر بالعلاقة الوثيقة والشراكة الممتدة لعقود مع هيئة قناة السويس، والتي تعد نموذجًا يحتذى به في التعاون المثمر، ونتطلع لتعزيز التعاون عبر إطلاق برامج تدريبية عالمية متخصصة خلال عام 2025 بما يساهم في تحقيق الأهداف المشتركة نحو تطوير المهارات البشرية للكوادر بقناة السويس وبناء مستقبل مشرق ومستدام للجميع.
من جانبه، أكد هانى النادى ممثل مجموعة شركات إيه بى موللر – ميرسك بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأن هيئة قناة السويس ومجموعة أيه بى موللر – ميرسك تجمعهم عقود من شراكات النجاح الاستراتيجية وستستمر لعقود أخرى، وهو ما يعد انعكاسًا لتوافق الرؤى والخطط الاستراتيجية المستقبلية والتى تهدف دائمًا إلى استكشاف أُطر التعاون الجديدة فى كافة مجالات الشحن والنقل البحري وسلاسل الإمداد والتمويل وكافه الخدمات البحرية واللوجيستية بما يحقق قيمة مضافة جديدة ومكاسب مشتركة".
جدير بالإشارة، أن شركة Maersk Training تمتلك خبرة في مجال التدريب تمتد لأكثر من 40 عامًا وتتبنى استراتيجيات متطورة للتدريب من خلال تقديم برامج تدريبية قائمة على سيناريوهات واقعية تُحاكي بيئات العمل الواقعية باستخدام أجهزة محاكاة متطورة مع تقييم وتحليل الأداء لضمان تحقيق التحسينات المستدامة.