عربي21:
2024-09-30@17:52:13 GMT

خطّة 2030 الروسية: المُسيّرات قِبلة الحروب الحديثة

تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT

دخلت الحرب الروسية- الأوكرانية مع بداية العام الجديد مرحلة أخرى على مستوى التسليح، وبالأخص في مجال صناعة المسيرات، حيث وضعت روسيا خطّة من أجل إنتاج أكثر من 32 ألف مسيرة سنويا بحلول عام 2030، باعتبار هذا السلاح "حصانا رابحا" في كل الحروب المستقبلية الحديثة حول العالم.

الغرب يتحسّس خطرَ المسيرات

فقد أعربت صحيفة "نيويورك تايمز" قبل أيام، عن اعتقادها بأنّ الدبابات والمدرعات الغربية "باهظة الثمن"، تبدو ضعيفة ولا تُظهر فعالية بمواجهة المسيرات الروسية "رخيصة التكلفة".

كما كشفت الصحيفة الأمريكية الشهيرة في تقرير، أنّ المعارك باستخدام تلك المسيرات قد "غيّرت وجهَ الحرب" في شكلها الحديث، وذلك بعد أن بدأت تلك المسيرات بإنزال خسائر "مميتة" بواحدة من أبرز رموز القوة العسكرية الأمريكية، أي الدبابات.. وهو ما يهدّد بتغيير النهج المتبع في استخدام تلك الدبابات في أيّ حرب مستقبلية حول العالم!

أمّا المتخصص في الشؤون الدفاعية بمعهد هدسون الأمريكي للدراسات، كان كاسابوغلو، فاعتبر أنّ تدمير واحدة من أقوى الدبابات في العالم (Abrams) بواسطة تفجير مسيّرة بات أمرا ممكنا، بل أكثر سهولة مما كان يفترض بعض الخبراء العسكريين الأمريكيين. وهذا بدوره يشير، بحسب كاسابوغلو، إلى "حدوث تغيّر جوهريّ في طبيعة الحرب الحديثة".

وفي السابق، غالبا ما كانت الألغام والعبوات الناسفة والصواريخ والقذائف الموجهة تستخدم ضد الدبابات، وذلك بنسبة 90 في المئة، ولكن الواقع الحالي يشير إلى أنّ المسيرات باتت أكثر دقة! ويمكن أن تكلف المسيّرة ما يصل إلى نحو ألف دولار أمريكي، وهو مبلغ بخس جدا مقارنة بثمن دبابة أمريكية من نوع "أبرامز" التي تبلغ قيمتها 10 ملايين دولار.

خطّة 2030 الروسية

وبدأت الطائرات الروسية تثير اهتمام المراقبين الغربيينيأتي التوجه الروسي الجديد، ضمن استراتيجية ضمان السيطرة على مهمات الاستطلاع والتجسس والرصد والاستهداف، كما تخطط موسكو من خلال ذلك، ليحتلّ إنتاجها المحلي لتلك المسيّرات بنسبة 70 في المئة، وهو ما هذا يزيد عن حجم الإنتاج الحالي بنحو 3 أضعاف تقريبا، خصوصا مع إعلان روسيا عن خطة 2030 للتحوّل إلى المصدر الأول لهذا النوع من المسيرات في العالم.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، إنّ المسيرات الروسية "لانسيت"، قد أحدثت "ثورة" خلال الصراع في أوكرانيا، مؤكدا أنّ موسكو لم تسلم حتى الآن مثل هذه الطائرات المسيرة لأيّ أحد، بينما أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أنّه سيتم إنشاء مركزَ أبحاث وإنتاج للمسيرات والأنظمة الروبوتية الحديثة، يتّبع مباشرة لوزارة الدفاع الروسية.

وعشية هذا التصريح، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان قبل أيام، إنّ الوزير شويغو تفقد خطّ إنتاج المسيرات في منطقة موسكو العسكرية، وأنّ هذا المركز سيكون بمنزلة "رابط موحد" لمختلف المؤسسات والمختبرات ومكاتب التصميم المشاركة في تطوير وإنتاج المسيرات والأسلحة المتقدمة، كاشفة أنّ كل المسيرات التي عُرضت على شويغو خلال زيارته المركز، منتجة من مواد وقطع روسية محلية.. وهو ما سيسمح لموسكو بـ"الانتقال إلى الإنتاج التجاري لهذه المسيرات في أقصر وقت ممكن".


ونوهت الشركة المنتجة التي زارها شويغو، باستعدادها لإنتاج أكثر من 30 قطعة من المسيرات المروحية شهريا، وكذلك مسيّرات أخرى تتراوح حمولتها بين 10 و200 كلغم من المتفجرات، وتتمتع بقدرة عالية في مجال مكافحة التشويش لقنوات التحكم ونقل البيانات.

استراتيجية السيطرة والتحكم

ويأتي التوجه الروسي الجديد، ضمن استراتيجية ضمان السيطرة على مهمات الاستطلاع والتجسس والرصد والاستهداف، كما تخطط موسكو من خلال ذلك، ليحتلّ إنتاجها المحلي لتلك المسيّرات بنسبة 70 في المئة، وهو ما هذا يزيد عن حجم الإنتاج الحالي بنحو 3 أضعاف تقريبا.

ويشمل المشروع الروسي تمويل إنتاج المسيرات بميزانية، يقدّرها الخبراء بنحو 8 مليارات دولار، بحلول العام 2030. وهذا ما يزيد من قدرة روسيا على مراقبة وحماية كل حدودها الشاسعة مع جيرانها، لا سيما دول حلف شمالي الأطلسي (الناتو)، التي يصل طولها إلى 2600 كيلومتر، من دون نفقات عسكرية ودوريات جوية واسعة.

بذلك، سوف يضمن الجيش الروسي الفوز بكل الجولات التي خاضها أو يستعد لها من أجل مواجهة الهجمات الغربية. أي أنّ الاهتمام الروسي سيكون في الفترة المقبلة منصبا على التصدي للمخاطر المقبلة في ظل وجود العديد من بؤر التوتر والعداء الواسع مع دول حلف "الناتو"، وحتى مع الدول التي كانت تنتهج الحياد في صراع موسكو والغرب مثل السويد وفنلندا.

روسيا: الأكثر استعدادا لريادة هذه الصناعة

أمّا أسباب لجوء روسيا إلى إنتاج هذا العدد الضخم من المسيرات فيعود إلى العوامل التالية:

- اعتماد روسيا على المسيّرات الخفيفة، وحاملات الذخائر الجوالة لأنّها تمنح الجيش المزيد من الحرية والسهولة في الاستهداف، بتكلفة تراوح بين 20 و50 ألف دولار للمسيّرة الواحدة.

- التوسع في "توطين" صناعة المسيرات، هو ردّ روسي منطقيّ وطبيعيّ على فرض الولايات المتحدة عقوبات على نحو 10 شركات روسية تمدّ القوات المسلحة الروسية بالمسيرات، وعلى 120 كيانا في كلّ الصين وتركيا ودول أخرى، بتهمة توريد مكونات تدخل في صناعة المسيّرات الروسية، وهو ما يحفز موسكو على الاعتماد على ذاتها في امتلاك زمام إنتاج هذا السلاح الرابح زهيد التكلفة، مقارنة بفعاليته.

- القوة التي أظهرتها المسيرات الروسية، ودورها في التصدي للدبابات الغربية المتطورة، مثل "تشالنجر" و"ليوبارد" و"أبرامز"، جعلت تدمير كل الأسلحة الغربية التي يقاتل بها الجيش الأوكراني على خطوط المواجهة أمرا سهلا.

- الطبيعة الجغرافية والجوية لدول الشمال في العالم (روسيا ضمنا)، حيث الشتاء قارس البرودة، تفرض أهمية المسيرات في ظل حالة الجمود على خطوط القتال بأوقات كثيرة، وذلك لصعوبة تحرك الآليات العسكرية الثقيلة، من دبابات ومجنزرات وناقلات جند.

إذا، على مدى ما يزيد على سنتين، استطاعت روسيا أن تحقق نجاحات كبيرة بفضل هذا السلاح الفتاك، الذي أصبح الجيش الروسي يستخدمه بشكل كثيف في العمليات القتالية في أوكرانيا، وذلك في سابقة جديدة حول العالم، خصوصا ضدّ الخنادق والتمركزات المخفية للجيش الأوكراني وأرتال الدبابات.. ما جعل سلاح المسيرات سلاحا واعدا قد ينقل روسيا إلى مصاف "الريادة" في صناعة وتصدير هذا السلاح، الذي سيزيد الطلب عليه في ظلّ عالم متعدّد النزاعات ومتفجّر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المسيرات روسيا الطائرات الأسلحة روسيا أسلحة طائرات مسيرات صحافة من هنا وهناك سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المسیرات فی رات الروسیة هذا السلاح المسی رات وهو ما

إقرأ أيضاً:

هيئة الأدب والنشر والترجمة تُسخر التقنيات الحديثة لخدمة زوار “كتاب الرياض”

المناطق_الرياض

يوفر معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، تجربة رقمية مميزة لزواره عبر خرائط إلكترونية تفاعلية منتشرة في أنحاء المعرض المُقام بجامعة الملك سعود في المدة من 26 سبتمبر الجاري حتى 5 أكتوبر المقبل تحت شعار “الرياض تقرأ”.

وبجانب كل لوحة خرائط إلكترونية، يقف شاب سعودي أو فتاة لمساعدة الزوار للوصول إلى وجهاتهم وأهدافهم، من خلال مخطط عام يشمل أفضل المسارات والأروقة التي يسير فيها الزائر للوصول إلى وجهته بعيدًا من التزاحم.

أخبار قد تهمك معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 يستضيف ندوة بعنوان: “مجامع اللغة.. الأدوار والتحديات” 28 سبتمبر 2024 - 6:11 صباحًا “منطق الحكاية العربية”.. إحدى ندوات معرض الرياض الدولي للكتاب 27 سبتمبر 2024 - 10:17 مساءً

وتساعد لوحات الخرائط الزوار في البحث عن المنتجات الثقافية، وذلك بخلاف عملية تقسيم الأجنحة حسب المعروضات أو النشر المتخصص، لاسيما وأنه يُقدم أحدث إصدارات الكتب في شتى المجالات التي تعرضها أكثر من 2000 دار نشر محلية وعربية وعالمية من أكثر من 30 دولة.

ويتيح المعرض لزواره من عشّاق القراءة والكتاب والمعرفة، لقاء عدد من أبرز الكُتّاب والمبدعين والأدباء والمثقفين ضمن تجربة ثقافية ومعرفية فريدة ومتكاملة، إذ تسهم اللوحات والخرائط الإلكترونية في تسهيل عملية الاستدلال على أماكن الفعاليات وأنشطة البرنامج الثقافي من جلسات حوارية وورش عمل وأمسيات شعرية، وكذلك العروض المسرحية والفنية.

على أحد أجهزة الخرائط التفاعلية تقف ريماس حسن لتحكي تجربة خدمة زوار المعرض، حيث أشارت إلى مدخلات عملية البحث المتمثلة في اسم المؤلف أو الكتاب أو دار النشر أو حتى رقم الجناح، لافتة إلى أن قاعدة البيانات الموجودة في الأجهزة تتضمن جميع الناشرين والمؤلفين والمطبوعات المشاركة في معرض الرياض.

وأوضحت أن الزائر يمكنه التفاعل مع الخرائط مباشرة ومن دون مساعدة حال توافر المعرفة التقنية لديه، مشيرة إلى توافر عشرات الأجهزة في المعرض يعمل عليها شباب سعوديون طول أوقات العمل من لحظة فتح أبواب الدخول وحتى الإغلاق اليومي.

هشام فهد أحد الزوار الذين لجؤوا إلى استخدام الشاشات الإلكترونية، حيث عبر عن سعادته بها لدورها في إنجاز وتسهيل العديد من الأمور في رحلة زيارة المعرض، لافتاً إلى دقة المعلومات الموجودة في الشاشات، من خلال تجربته، متضمنة جنسية دار النشر أيضاً منعاً للالتباس مع أسماء متشابهة في دول أخرى، وكذلك تقسيم المعرض إلى مربعات ذات ألوان مختلفة بحيث يتمكن الزائر من التعرف إلى وجهته بيسر.

وعبر فهد عن أمنياته برؤية مثل هذه الخرائط التفاعلية في العديد من المعارض، لما لها من أثر في تسهيل رحلة الزائر للوصول إلى أهدافه سواء جهة مشاركة أو فعاليات وأنشطة ثقافية، بل وكذلك توضيحها أقرب المسارات التي يتبعها وصولاً إلى وجهته.

ويُقام معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 تحت شعار “الرياض تقرأ” بهدف تعزيز مكانة المملكة الثقافية التاريخية والحديثة إقليمياً وعالمياً، ويتضمن العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية والترفيهية.

ويشارك في نسخة المعرض هذا العام، أكثر من 2000 دار نشر ووكالة من المملكة والمنطقة والعالم، موزعة على 800 جناح، وتنتمي إلى أكثر من 30 دولة، ما يعكس بوضوح الأهمية الكبيرة لمعرض الرياض الدولي للكتاب لكونه أحد أهم وأبرز معارض الكتاب على المستويين الإقليمي والعالمي.

مقالات مشابهة

  • العرادة في حفل تخرج ''قادة سرايا مدرعات والطيران المسير والهندسة العسكرية والأمن السيبراني'' :الحروب لم تعد كما كانت و الانتقال إلى الوسائل الحديثة أصبح ضرورة ملحة
  • توصيل الطلبات.. والمطلوب من مرور جدة
  • حزب الله: هاجمنا بسرب من المسيرات الانقضاضية معسكر ألياتكيم شمالي إسرائيل
  • حزب الله: هاجمنا بسرب من المسيرات الانقضاضية معسكر ألياتكيم الإسرائيلي
  • إعلام عبري: سرب من المسيرات استهدف مستوطنة نهاريا وسقوط قتيل على الأقل
  • في تصريح لوكالة “سبوتنيك” الروسية، أعرب وزير النفط والمعادن عن تطلع بلادنا لتعزيز التعاون والتبادل مع روسيا
  • هيئة الأدب والنشر والترجمة تُسخر التقنيات الحديثة لخدمة زوار “كتاب الرياض”
  • محافظ جنوب سيناء يشكر "مدبولى": يقود باقتدار أهم مراحل بناء مصر الحديثة
  • أوكرانيا تعلن إسقاط عشرات المسيرات الروسية
  • روسيا تدين بشدة الاعتداءات الصهيونية التي تنتهك سيادة لبنان