لماذا اضطرت كبرى دور الأزياء للاستعانة ببقايا الأقمشة في منتجاتها؟
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
لم تعد بقايا الأقمشة التي تستخدمها كبرى دور الأزياء العالمية تذهب هدرا، إذ لجأ الكثير من الشركات لإعادة تدوير الكميات الفائضة وطرحها كمنسوجات ثمينة في الأسواق بأسعار مخفضة.
فعلى غرار قماش الألبكة المجعدة أو دانتيل الجبر بعقد مكرامية أو حتى الحرير، أصبح لهذه القصاصات مكان في الأسواق، وفي زمن تضغط فيه السلطات على الشركات لانتهاج سلوك أكثر مراعاة للبيئة، يُعاد طرح كل البقايا الفائضة منذ العام 2021 في سوق ثانوية لم يسبق لها مثيل، بعدما كان هذا الأمر من المحرمات في الماضي.
وقبل إطلاق منصة "نونا سورس" الإلكترونية وصالتي عرض في باريس ولندن، كانت تلك الكيلومترات من الأقمشة الفائضة تُحرق أو يتكدس عليها الغبار في المستودعات، لكن سرعان ما رأى رومان برابو -أحد ثلاثة وراء هذه المبادرة – أن هذا المشروع يمكن أن يشكّل فرصة تجارية ومبادرة بيئية في الوقت نفسه.
برابو قال إنه لاحظ أن ثمة "أقمشة رائعة تتبقى في المستودعات بعد طرح كل تشكيلة للمصممين، يصح أن تُطلق عليها تسمية (الجميلات النائمات)، تظل خاملة لأعوام عدة ولم تكن تُستخدم".
وتشكّل هذه الأقمشة أهمية كبيرة للمصممين الشباب وطلاب معاهد الأزياء الذين تشكل التكلفة الباهظة لهذه اللفات من القماش الضرورية لابتكاراتهم عبئا عليهم.
وباعت "نونا سورس"، المتخصصة في إعادة تدوير القصاصات وبقايا الأقمشة، العام الماضي نحو 280 كيلومترا من الأقمشة، ونحو 140 ألف قطعة من الملابس.
مكتبة الأقمشةومن بين المواظبين على الشراء المصمم الإسباني أرتورو أوبيخيرو (31 عاما)، الذي يعمل فقط بهذه "المخزونات الميتة"، وهذه وسيلته للابتكار، إذ نشأ المصمم الشاب قرب البحر، وتعلم من مدينته الصغيرة تابيا "احترام الطبيعة".
وأتاحت العلامة المستدامة والفاخرة لأقمشة "نونا سورس" له اكتساب بعض الزبائن، ففي معمله الصغير الذي أقامه في منزله، على سبيل المثال، ابتكر ثوبا أسود من الدانتيل الإسباني ارتدته نجمة البوب بيونسيه في جولتها "رينيسانس".
وقال بوخيرو "يولي الناس المزيد من الاهتمام بأصل ما يشترونه، لكنّ عرض قطع مستدامة عليهم بسعر معقول، يصبح بالفعل أمرا صعبا".
وبدأت الضغوط التي تمارسها السلطات العامة، خصوصا في أوروبا، تتزايد على صناعة الأزياء، التي يُطلب منها أن تضع حدا لكميات النفايات الهائلة التي تنتجها.
واللافت أن المبادرات المشابهة لمبادرة "نونا سورس" باتت تنتشر في فرنسا وخارجها، ففي باريس، ستقام عملية البيع المرتقبة لـ"تيسوتيك" أو "مكتبة الأقمشة"، المتخصصة في فائض الأزياء الراقية، في الفترة الممتدة بين 14 إلى 17 يونيو/حزيران المقبل.
"التبييض البيئي"وأوضحت مديرة التنمية البيئية في مجموعة "إل في إم إتش" إيلين فالاد، أن الأولوية هي "لتطوير قواعد ما هو جميل، أو مواكبة هذه التقاليد الجديدة، ولو مع بعض التأخير".
وأضافت "قبل 10 أعوام، عندما كنا نرتدي قطعة معادا تدويرها، كان يجدها الجميع قبيحة، ولكن لم تعد الأمور حاليا كما كانت في السابق".
وفي نظر بعض مراقبي التحول البيئي، تعتبر مبادرة "إل في إم إتش" إيجابية، لكنهم يحذرون من أن يكون الأمر مندرجا في إطار ما يُعرف بـ"التبييض البيئي" أو "غرين ووشينغ"، وهو تضليل المستهلكين عبر ادعاء انتهاج سياسات بيئية مسؤولة.
وفي ظل التشديد القانوني على أهمية الحفاظ على البيئة، لم يعد أمام دور الأزياء العملاقة التي تخضع لمراقبة شديدة خيار سوى المخاطرة، والاستعداد للانتقال إلى إدارة أفضل لاستهلاك المياه في مرحلة التصنيع أو حتى استخدام الجلود النباتية.
ورأت دانا توماس، التي أصدرت كتاب "فاشونوبلويس" (Fashionopolis) الاستقصائي عن التأثير البيئي للأزياء، أن هذه الشركات "لن تستطيع أبدا الادعاء بأنها صديقة للبيئة ما لم تُزل مادة الكلوريد المتعدد الفينيل البلاستيكية من عملياتها الصناعية، وخصوصا لدى دار لوي فويتون".
وتلجأ دار لوي فويتون -العلامة التجارية الفاخرة الأكثر ربحية في العالم- إلى تصنيع إكسسواراتها الشهيرة المطبوعة بشعار "إل في"، ليس من الجلد ولكن من القماش المغطى بمادة الكلوريد المتعدد الفينيل، أو القماش المشمع الفاخر.
وترحب دانا توماس بمبادرة "إل في إم إتش" لفضلات الخياطة الفاخرة والمستعملة، لكنها تسأل أيضا "لماذا لم يفعلوا ذلك قبل 20 عاما؟".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
جامعة قناة السويس تطلق المؤتمر العلمي البيئي الأول .. غدا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تنظم كلية العلوم بجامعة قناة السويس المؤتمر العلمي البيئي الأول للكلية، بعنوان "رؤى مستقبلية للاستدامة البيئية". وذلك يوم الاثنين , في رحاب جامعة قناة السويس.
يسعى المؤتمر إلى أن يكون منصة علمية لمناقشة قضايا الاستدامة وتبادل الأفكار والخبرات بين الباحثين وصناع القرار في هذا المجال الحيوي.
ويأتي تنظيم المؤتمر بإشراف الدكتور محمد سعد زغلول، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتورة دينا أبو المعاطي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وترأسه الدكتورة مها فريد سليمان، عميد كلية العلوم.
ويأتي المؤتمر تحت اشراف تنفيذي لكلا من الدكتور رأفت محمد عفيفي وكيل كلية العلوم لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة و نائب رئيس المؤتمر ومقرره والدكتورة شرين محمد البنا وكيل كلية العلوم لشئون الدراسات العليا والبحوث ونائب رئيس المؤتمر والدكتورة مروة ابراهيم سعد الدين منسق المؤتمر
وأكد الدكتور ناصر سعيد مندور رئيس الجامعة على الدور المحوري لهذا المؤتمر في تحقيق الاستدامة البيئية، مشيراً إلى أهمية تشجيع الشراكات والتعاون بين القطاعين العام والخاص، والمؤسسات الأكاديمية، والمجتمع المدني لتحقيق أهداف الاستدامة. مضيفا إن هذا المؤتمر يجسد التزام الجامعة بتقديم حلول علمية لتحديات البيئة، ودعم التعاون بين الجهات المعنية، ما يتيح الفرصة لخلق حوار بناء حول كيفية تحقيق التوازن بين التطور البيئي والاقتصادي.
وأوضح مندور أن المؤتمر العلمي البيئي الأول لكلية العلوم بجامعة قناة السويس يعد حدثاً مميزاً على الصعيد الأكاديمي والمجتمعي، إذ يسعى إلى دعم البحث العلمي والاستفادة من الأفكار الجديدة لتحفيز تبني ممارسات بيئية تساهم في بناء مستقبل مستدام.
من جانبه، اشار الدكتور محمد سعد زغلول نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث ان المؤتمر يهدف إلى دعم الأبحاث التي تركز على الحلول المستدامة لمواجهة التحديات البيئية. موضحا أن الجامعة تؤمن بأهمية تشجيع الأبحاث العلمية التي تسعى لإيجاد حلول مبتكرة تساهم في تقليل الأثر البيئي للصناعات المختلفة، وتعزز استخدام تقنيات صديقة للبيئة بهدف الحفاظ على الموارد الطبيعية وضمان استدامتها للأجيال القادمة.
وأشادت الدكتورة دينا أبو المعاطي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، بأهمية دور الجامعة في رفع الوعي البيئي وتعزيز الالتزام المجتمعي نحو الاستدامة، وأكدت على دعمها لهذا المؤتمر كمساهمة علمية فعّالة من الجامعة نحو مستقبل أكثر استدامة.
كما رحبت الدكتورة مها فريد سليمان، عميد كلية العلوم ورئيس المؤتمر، بالمشاركين في هذا الحدث العلمي، مشددة على أن المؤتمر يمثل فرصة هامة لاستعراض أحدث الأبحاث والتجارب العلمية في مجال الاستدامة البيئية، ويساعد على تحفيز الباحثين على تقديم أفكار وحلول رائدة.
وأعرب الدكتور رأفت محمد عفيفي، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ونائب رئيس المؤتمر، عن تطلعه إلى أن يسهم المؤتمر في دعم الجهود الأكاديمية والمجتمعية لتحقيق بيئة مستدامة، مؤكداً أهمية تحفيز الصناعات على التحول إلى أساليب إنتاج صديقة للبيئة للحد من التلوث.
واختتمت الدكتورة شرين محمد البنا، وكيل كلية العلوم لشئون الدراسات العليا ونائب رئيس المؤتمر، بالإشادة بدور الشباب والباحثين في المشاركة العلمية الفاعلة، ودعتهم للاستفادة من محاور المؤتمر التي تشمل قضايا متعددة منها التغير المناخي، التنوع البيولوجي، إدارة الموارد المائية، والطاقة المتجددة.