الغرب ينسف منجزاته وقيمه الإنسانية
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
تقترب حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة من إكمال شهرها السابع، ولا يبدو في أفق المنطقة أو العالم أي توجه نحو وقف هذه الحرب أو كبح جماح التوحش الصهيوني نحو حصد المزيد من أرواح الأبرياء الذين يستشهدون كل يوم في قطاع غزة.. كل المؤشرات تقول إن إسرائيل ذاهبة نحو المزيد من المجازر.
لكن الأمر مع ذلك تجاوز كل الحدود التي يمكن تصورها سواء على مستوى ردة الفعل على ما حدث في السابع من أكتوبر أو حتى على فهم لحظة قيح الأحقاد الدفينة المتراكمة في نفوس الصهاينة الذين يحتلون الأراضي الفلسطينية، أو حتى عبر فهم الأنظمة الغربية التي وإن لم تكن في يوم من الأيام نزيهة عندما يتعلق الأمر بالآخر ولكن على أقل تقدير فإن لديها مؤسسات عريقة يمكن التعويل عليها، ولديها ميراث ثقافي كان يمكن أن يقف ضد كل هذا الإجرام الإنساني الذي يتعدى كل ما يمكن تصور حدوثه في العالم.
ورغم الوقفات الشعبية المشرفة، أحيانا، في الغرب إلا أنها لم تستطع حتى الآن أن تحدث أي تأثير يذكر لا على المواقف الحقيقية للبلدان الغربية من الحرب ولا على مؤسسات النظام العالمي بما في ذلك مجلس الأمن.
إن العالم يعيش أسوأ لحظة أخلاقية في تاريخه عندما يدعم بشكل مباشر أو غير مباشر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وفي مقدمة تلك الجرائم ما حدث في مستشفى الشفاء، تلك المقابر الجماعية التي تكشف تفاصيلها كل يوم أمام مرأى العالم الذي لا يتحرك بما فيه الكفاية أو لا يتحرك أبدا.. وهذا ليس في صالح العالم لا في شرقه ولا في غربه فإن هذا الصمت يعني موافقة دولية على مثل هذه الجرائم التي سنراها تنتشر في كل مكان وستنكوي بنارها، مع الأسف الشديد، الكثير من الأمم والشعوب، ويكفي أن تُقرّ هذه الجرائم بدعمها المباشر أو بالصمت عنها وكأنها تحدث في فيلم سينمائي حتى تستنسخ في أماكن أخرى وفي صراعات أخرى ولن يكون الغرب، الداعم المباشر لها، في منأى عنها أبدا.
إن الغرب الذي اعتقد أنه وصل إلى ذروة الكمال البشري في أنظمته وفي ديمقراطيته وفي إعلائه للحقوق الإنسانية ينسف من حيث لا يدري كل تلك الذروة، إن كان ثمة ذروة، ويقر قواعد جديدة للصراعات وخاصة تلك التي تستهدف الأبرياء. ولن تفارق صور الفلسطينيين الذين أبيدوا خلال الأشهر السبعة الماضية المخيلة الحرة في العالم.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
بعد تطبيق قرار وقف العدوان.. «بيت الزكاة» يعلن دخول أولى المساعدات الإنسانية قطاع غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وجه فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر «بيت الزكاة والصدقات» بسرعة تسيير القوافل الإغاثية الإنسانية إلى أهلنا في قطاع غزة عَقب تطبيق قرار وقف العدوان الصهيوني على غزة، حيث أكد البيت دخول القافلة الإغاثية التاسعة لأشقائنا الفلسطينيين، ضمن الحملة الدولية «أغيثوا غزة» تحت شعار «جاهدوا بأموالكم.. وانصروا فلسطين».
وأعلن «بيت الزكاة والصدقات» دخول القافلة التاسعة بالتزامن مع وقف العدوان الصهيوني على غزة، والقافلة مكونة من 200 شاحنة عملاقة محمَّلة بآلاف الأطنان من المساعدات الإغاثية العاجلة، التي تشمل خيامًا وبطاطين وألحفة ومراتب للنازحين ومواد غذائية؛ تمهيدًا لتوزيعها على أشقائنا الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين في جميع مدن القطاع؛ لحين بدء مرحلة إعمار غزة وعودة النازحين لبيوتهم.
وقدم بيت الزكاة والصدقات الشكر للقيادة السياسية والجهات المعنية على دعمهم الدائم في دخول المساعدات الإنسانية لأهلنا في غزة، للتخفيف من معاناتهم، ونصرة القضية الفلسطينية.
وعبّر «بيت الزكاة والصدقات» عن امتنانه وتقديره لجميع الدول والوفود المشاركة في مساندة ودعم جهود البيت لدخول الاحتياجات الأساسية والمستلزمات الإغاثية لإخواننا في فلسطين، حيث شارك في تجهيز القوافل وفود شعبية من 85 دولة حول العالم؛ استجابةً لنداء فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الذي دعا إلى استمرار تقديم الدعم الإغاثي والإنساني لأهلنا في غزة، الذين يواجهون أوضاعًا مأساوية بسبب العدوان الصهيوني الغاشم والحصار الجائر منذ السابع من أكتوبر 2023م، الذي أسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة، حيث استُهدف المدنيون والبنية التحتية، ما أدى إلى تهجير أكثر من 1.9 مليون فلسطيني وتفاقم معاناة السكان مع منع وصول المساعدات الإنسانية وتساقط الأمطار وتعرضهم للبرد الشديد ما أدى لإصابة الآلاف بالأمراض.
وأوضح «بيت الزكاة والصدقات» أن المساعدات يتم توزيعها على الأسر المتضررة من العدوان الصهيوني على غزة ممن يعيشون في العراء بعد تدمير الاحتلال الإسرائيلي لمنازلهم، فضلًا عن من أغرقت أمواج البحر خيامهم، وذلك في إطار الجهود المصرية الداعمة للشعب الفلسطيني منذ اليوم الأول للعدوان.
وجدير بالذكر، أن «بيت الزكاة والصدقات» شكّل غرفة عمليات تعمل على مدار الساعة؛ لإعداد القوافل الإغاثية والاستعداد لإعمار غزة؛ إيمانًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى». [صحيح مسلم]