بوابة الوفد:
2025-05-02@13:35:30 GMT

السودان.. مجاعة وشيكة و100 مليار دولار خسائر

تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT

يشهد السودان الشقيق وضعًا كارثيًّا على كافة المستويات، بعد مرور عام على الحرب، التى توارت أخبارها خلف العدوان الصهيونى على قطاع غزة، على مدار مائتى يوم، الذى شغل المنطقة والعالم.

فى منتصف أبريل 2023، سقط السودان فى أتون الفوضى، عقب تصاعد التوترات بين الجيش وقوات الدعم السريع وتحولها إلى اشتباكات فى الشوارع فى العاصمة الخرطوم، وسرعان ما امتد القتال إلى جميع مدن وبلدات البلاد.

منذ ذلك الحين، أصبح السودان على شفا مجاعة حقيقية، بعد انهيار قطاعاته الاقتصادية الحيوية، حيث قُدرت خسائره بأكثر من 100 مليار دولار، أضف إلى ذلك نتائج الحرب الكارثية، التى تسببت فى أكبر أزمة نزوح فى العالم، إضافة إلى هروب رؤوس الأموال، ما أدى إلى تجفيف البلاد تقريبًا من النقد الأجنبى، وتعميق الأضرار الداخلية بفعل شحّ السيولة الأجنبية، لتهوى العملة الوطنية وتتآكل قدرتها الشرائية، وتقفز البطالة إلى مستويات قياسية، قدرها محللون بنحو 55%، فى وقت تغيب البيانات الرسمية بسبب الانهيار الذى لحق بالكثير من المؤسسات الحكومية.

كما تسببت الحرب المحتدمة منذ عام فى السودان الشقيق، فى نزوح أكثر من 8.5 مليون شخص من منازلهم، واضطرار عائلات للنزوح عدة مرات، بينما يكافح الناس للهروب إلى الدول المجاورة التى تعانى مشاكل اقتصادية وأمنية خاصة بها فى ظل انهيار شبكات إنتاج وتوزيع الغذاء وانعدام الأمن.

لذلك نتصور أن الحرب فى السودان أعادته عشرات السنوات إلى الوراء، وأضرَّت المعارك بالنشاط الاقتصادى، لينكمش الاقتصاد بنسبة 12% فى 2023، وفق تقديرات البنك الدولى، بينما يؤكد خبراء اقتصاد أن النسبة واقعيًا تصل إلى 20% فى ظل الأضرار الواسعة التى لحقت بمختلف الأنشطة الاقتصادية، ومن المتوقع أن يكون معدل الانكماش أكثر من مثلى ما حدث خلال الحروب فى اليمن وسوريا.

ما يشهده السودان هو شىء مؤسف، خصوصًا فى ظل تعرض البنية التحتية لأضرار بالغة، وانهيار خطوط الإمدادات، وإصابة النظام المصرفى الرسمى بالشلل، ما أدى إلى عدم دفع العديد من الرواتب، إضافة إلى أن ما يقرب من نصف السكان بلا دعم وفقًا لصندوق النقد الدولى.

لم تقف الأمور عند هذا الحد، بل قفزت الأسعار بشكل حاد فى معظم المناطق، فى حين أدى انقطاع التيار الكهربائى الذى ألقى باللوم فيه على الطرفين المتحاربين وتعطل شبكات المحمول إلى إعاقة عمليات الدفع عبر الهاتف المحمول التى يعتمد عليها كثيرون.

الآن، وبعد مرور عام من الحرب المدمرة، تنجرف أجزاء من البلاد إلى حافة المجاعة، حيث ترك الصراع قرابة 25 مليون شخص أو نصف عدد السكان تقريبًا فى حاجة للمساعدات، وفق البيانات الدولية، كما اختفت عن الوجود دولة المؤسسات، والآن نحن تحت شبح اللادولة، فلا مؤسسات اقتصادية ولا صحة ولا تعليم ولا خدمات.. فقط لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص.

وبالعودة إلى طرفى الحرب، نجد قائد الجيش الفريق عبدالفتاح البرهان، الذى يعدّ الحاكم الفعلى للسودان منذ العام 2021، ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتى»، بعد أن أطاح الحليفان السابقان بالمدنيين الذين كانوا يتقاسمون السلطة معهم، منذ خلعت الثورة الرئيس السابق عمر البشير فى العام 2019، لكنّهما اختلفا لاحقًا بشأن مسألة دمج قوات الدعم السريع فى الجيش.

الآن، لا تبدو ثمة حلول فى الأفق لإنهاء الاقتتال، رغم الجهود الدولية والإقليمية عمومًا، والمصرية على وجه الخصوص، بل يزداد الأمر تعقيدًا، بعد فرار مئات الآلاف إلى مصر وتشاد وجنوب السودان، فيما وصلت أعداد صغيرة إلى إثيوبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى.

وأسهمت عمليات النزوح الواسعة فى فرار رؤوس الأموال إلى خارج البلاد لتعمق الأزمة، كما أثرت على النقد الأجنبى وسعر الدولار مقابل الجنيه، وما استتبع ذلك من تأثيرات سلبية كبيرة على الإنتاج وحركة الأسواق والأسعار، التى تضررت بالأساس نتيجة تدمير المصانع وانخفاض القدرة الإنتاجية وتقليل الصادرات وبالتالى قلة عائدات البلاد من النقد الأجنبى.

لكن أقسى ما يمكن ملاحظته فى تداعيات الحرب، هو تلك التداعيات الإنسانية الكبيرة على السكان المتضررين منها، حيث تتفاقم معدلات الفقر، التى لم يجدِ معها نفعًا تحذيرات الأمم المتحدة من كارثة إنسانية وشيكة فى السودان، على خلفية انهيار البنى التحتية للاقتصاد وارتفاع معدلات البطالة وتفاقم انعدام الأمن الغذائى، بعد أن طال التدمير الكثير من المرافق الحيوية.

كما تسببت الحرب فى تهاوى الصادرات السودانية بنحو 60% مع إغلاق مطار الخرطوم ومعظم الموانئ الجافة ونقاط التجارة الحدودية، ما تسبب فى اضطراب سلاسل التوريد، تزامنًا مع تهاوى صادرات الذهب التى تعد مصدرًا مهمًا للنقد الأجنبى بنحو 50%، وبالطبع لم تنجُ كافة القطاعات الأخرى، مثل الطيران والبنوك وغيرهما.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السودان السودان الشقيق كافة المستويات عام على الحرب العدوان الصهيوني قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

البيئة تقدم أكثر من مليون دولار دعما للمشروعات الصغيرة

عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة اجتماعاً موسعاً مع الدكتور عماد عدلى رئيس المكتب العربى للشباب والبيئة ومدير برنامج المنح الصغيرة  للوقوف على الوضع الحالى للمرحلة السابعة من برنامج المنح الصغيرة و دراسة ما سيتم استهدافه فى المرحلة الثامنة من البرنامج ، وذلك بحضور  الدكتور على أبو سنه الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة ، الاستاذ تامر أبو غرارة مستشار الوزيرة للتعاون الدولى ، الاستاذة سها طاهر رئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية والتعاون الدولى ، الاستاذة هدى الشوادفى مساعد الوزيرة للسياحة البيئية ، والمهندسة سماح صالح مدير وحدة التنمية المستدامة.

وقد استمعت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة لعرضا تقديمياً من الدكتور عماد عدلى يوضح ملامح ومعايير المرحلة السابعة من برنامح المنح الصغيرة والتى وصل عدد المشروعات التى يتم تمويلها إلى 27  مشروعاَ بما يقدر بأكثر من مليون دولار ، ويجري تنفيذها في 7 محافظات موزعة على 4 أقاليم جغرافية، تشمل القاهرة والجيزة بإقليم القاهرة الكبرى، والإسكندرية والبحيرة بإقليم شمال الدلتا، وقنا والأقصر بإقليم جنوب الصعيد، بالإضافة إلى محافظة الفيوم، مُشيراً إلى تنفيذ عدد 4 استراتيجيات لكل إقليم جغرافى تتضمن استراتيجية لتضمين النوع الاجتماعي وتحقيق تكافؤ الفرص بين المرأة والرجل في كافة المشروعات ، واستراتيجية المعرفة، لافتا إلى لجنة التسيير الوطنية التى تتضمن  ممثل وزارة البيئة ، ووزارتى التضامن الإجتماعى والخارجية ،كما تتضمن  
ممثلين عن عدد من الوزرات والهيئات و منظمات المجتمع المدنى ، والتى تحدد فيها المعايير الإرشادية الجديدة التى تبدأ مع كل مرحلة ، وقد قامت اللجنة بتنفيذ عدد 11 اجتماع، كما تم تكوين  منصات لأصحاب المصلحة تترتبط بفكرة الحوار المجتمعى مما يدعم الشفافية ويساهم فى حل المشكلات ، موضحاً أنه هناك ما يقرب من 400 جمعية استفادت  من برامج بناء القدرات ، وقد تم إنجاز  مايقرب من  20% من المشروعات المستهدف تنفيذها  من خلال البرنامج.

وأوضحت وزيرة البيئة أن العرض التقديمى تناول أيضا المشروعات التى ينفذها البرنامج والتى تبلغ عدد 19 مشروع حول تغير المناخ وعدد 4 مشروعات تنوع بيولوجى ، و 3مشروعات لمواجهة تدهور الأراضى ، بالإضافة إلى مشروع حول  إدارة المعرفة ، تركز جميعها على  رفع القدارت، والنوع الإجتماعى وتدعم الشراكات فى العديد من المجالات  البيئية ككفاءة إستخدام الطاقة والزراعة المستدامة ، الطاقة الشمسية ،إدارة  المخلفات ، وغيرها من المشروعات ، كما أوضح  أن المرحلة الثامنة من مشروع المنح الصغيرة سيقوم بإتاحة نسبة حوالى  30% لمشروعات يتم تنفيذها فى مناطق اخرى خارج الأقاليم الجغرافية المستهدفة ، و جارى التنسيق مع مشروعات أخرى تابعة للوزارة ، مثل شرم خضراء ، والغردقة خضراء و البرنامج الوطنى  للمخلفات ، موضحاً اهتمام المرحلة الثانية بتنفيذ عدد من المبادرات الاستراتيجية حول الزراعة المستدامة ، الأمن الغذائى ، إدارة المخلفات وغيرها من الموضوعات البيئية الهامة.

وأكدت وزيرة البيئة بعد استماعها للعرض التقديمى على ضرورة وضع مصفوفة بالمشروعات التى سيتم ربطها بمشروعات أخرى تتضمن أولويات عمل الوزارة وبرنامج الحكومة الجديد ، ويبرز إهتمام مصر بتلبية إحتياجات المواطنين  بالتوزاى مع سعيها فى تحقيق إلتزاماتها الوطنية.

ووجهت د. ياسمين فؤاد بضرورة متابعة الإدارة العامة الجمعيات الأهلية بالوزارة المشروعات التى تنفذ بالمحافظات محل تنفيذ البرنامج لمتابعتها على أرض الواقع، وعمل تقرير يوضح الإيجابيات و المعوقات التى تواجه التنفيذ، لافتةً إلى ضرورة إدراج موضوعات أخرى تحت نطاق عمل البرنامج كالصيد الجائر ، البلاستيك و الاقتصاد الأزرق والأقتصادى الدائرى.

طباعة شارك وزيرة البيئة ربطها بمشروعات الأمن الغذائى

مقالات مشابهة

  • خسائر بقيمة 1.6 مليار يورو في إسبانيا بسبب انقطاع الكهرباء
  • البيئة تقدم أكثر من مليون دولار دعما للمشروعات الصغيرة
  • ماذا يفرحك ويبهجك ويجعلك تضحك يا تلفزيون السودان !!
  • التحفظ على 9 مليون جنيه من مضبوطات الإتجار في النقد الأجنبي
  • 35 مليار دولار خسائر القطاعات الاقتصادية في غزة
  • إسبانيا.. 6ر1 مليار يورو خسائر بسبب انقطاع الكهرباء
  • طبول الحرب تُقرع في كشمير: وزير باكستاني يحذر من ضربة هندية وشيكة خلال ساعات
  • ضبط قضايا اتجار في النقد الأجنبي بـ 10 ملايين جنيه
  • السودان.. تحديات جسيمة تعرقل عودة الجامعات إلى البلاد
  • الحرب في السودان .. خسائر بمليارات الدولارات