يمانيون:
2024-11-25@03:07:57 GMT

الدوراتُ الصيفية تأمينٌ وبناءٌ وحصانةٌ لأجيالنا

تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT

الدوراتُ الصيفية تأمينٌ وبناءٌ وحصانةٌ لأجيالنا

منير الشامي
أصبح في عصرنا رهان أعداء الأُمَّــة للسيطرة على أنظمتها وشعوبها على الاحتلال الفكري واستعمار العقول سواء عقول الأنظمة أَو عقول فئات شعوبها وفي مقدمتها عقول أجيالها بمختلف فئاتهم العمرية ومراحل تعليمهم المختلفة، مستغلين التطور التكنولوجي والثورة في عالم المعلومات والاتصال الذي شهده العالم وحوله من عالم مترامي الأطراف إلى قرية صغيرة، بعد أن نشروا وسائل الاتصال الحديثة كالحواسيب والهواتف المحمولة المزودة بأحدث البرامج التي تضمن نجاح مؤامراتهم والقنوات الفضائية لإيصال موادهم الفعالة عبر هذه الأجهزة، وبعد تأكّـدهم من وصولها إلى كُـلّ بيت وكلّ فرد فيها سخروها لتحقيق مؤامراتهم الهادفة إلى إحلال ثقافة الخنوع والخضوع والتدجين التي أعدوها بناء على دراسات نفسية وعلمية دقيقة في مجتمعات الأُمَّــة وأفرادها بدلاً عن ثقافتهم الأصيلة وموروثهم الفكري القوي والأصيل، وبما يضمن تجريدهم عن هُــوِيَّتهم الإنسانية والدينية والإيمَـانية المحافظة والمحصنة لها بهُــوِيَّة الانحلال والتفسخ والتجرد عن الإنسانية وكلّ ما يمت إليها بصلة لهدم النفس البشرية واستهداف باطن الإنسان وفكره ونفسه البشرية بتأجيج غرائزها وإثارة شهواتها وجذب هواها إلى التفسخ والانحلال ودفعها نحو السقوط إلى ما دون الحيوانية؛ فيصبح الإنسان مسخاً حيوانياً وكائناً شاذاً، لا يحمل مبدأ ولا خلقاً ولا قيمة، يأتي الرذيلةُ والجريمة ويدعو إليها ويدافع عنها، ويرى الفضائل قبائح والأخلاق تخلُّفاً والروابط الاجتماعية قيوداً يجب أن يتخلَّصَ منها؛ فينهار المجتمعُ وتندثر القيم وتتهاوى علاقاته ويتحول إلى قطيع خنازير كُـلّ تفكيره في الشهوات والملذات وكلّ تحَرّكه وهمه لإشباعها بأية طريقة وبأي سبيل؛ فيسهل عليهم السيطرة عليهم وتوجيه حركتهم نحو السقوط والضياع والتحكم الكامل بكل شؤونهم وبكل تحَرّكاتهم، لذلك فلا يمكن أن يسكتوا عن أي تحَرّك من أي مجتمع لمواجهة مشروعهم التدميري وإفشال مؤامرتهم الخبيثة، وأصبح تحَرّك أي مجتمع لحماية أبنائه من استهدافهم مصيبتهم الكبرى وكارثتهم العظمى، ومما لا شك فيه أن الدورات الصيفية التي حرصت قيادتنا على تنشيطها خلال العطلة الصيفية من كُـلّ عام أقوى الأسلحة وأشدها فتكاً وتدميراً لمشروعهم الخبيث وكلّ حروبهم الناعمة، وإفشالاً لمؤامراتهم المستهدفة لأجيالنا، خُصُوصاً بعد أن أفشلت ثورة الـ21 من سبتمبر المباركة مؤامرتهم الفظيعة في تعديل المناهج الدراسية وفق الرؤية التي تخدمهم وتحقّق غايتهم.

لذلك فلا غرابة أن أصبحت الدورات الصيفية كابوسهم الفظيع الجاثم على صدورهم، الذي يؤرق مضاجعهم ويثير غضبهم، ويفاقم من قلق نفوسهم ويضاعف رعبهم وحزنهم؛ بسَببِ قدرتها على هزيمة مشروعهم وصد حروبهم وتأمين أبنائنا منها بثقافة قرآنية تحصنهم أمام أقوى محاولاتهم، ووعي إيمَـاني تتساقط كُـلّ إمْكَانياتهم أمامه وتضيع جهودهم سدى أمام صلابته، ثقافة إلهية قويمة تبني أجيال الأُمَّــة وتعزز من قوتها وتماسك مجتمعها، وتعجل بانهيار أحلامهم التدميرية وتهاوي كُـلّ أمانيهم المرجوة، ولذلك اعتدنا كُـلّ عام أن نرى أعداء مجتمعنا اليمني في الداخل والخارج يشنون حملات مسعورة على أعلى مستوى ضد الدورات الصيفية ويصفونها بأقبح الصفات وأبشع العبارات، ويدسون فيها عشرات الشائعات الكاذبة المعاكسة تماماً لثمارها العظيمة، ويوجهونها بصفة خَاصَّة نحو الآباء والأُمهات تخويفاً لهم من التحاق أبنائهم بهذه الدورات وتحريضاً لهم ودفعاً لمنعهم من الالتحاق بها وعلى مستوى كُـلّ المنابر الإعلامية ومختلف أنواعها؛ بسَببِ قلقهم الكبير من هذه الدورات التي تستثمر مساحة كبيرة من فراغ أبنائنا في العطلة الصيفية فلا تذهب سدى ولا تستغل لاستهدافهم، بل تستثمر لإكسابهم وعياً راسخاً وحصناً إيمَـانياً قوياً، وتفقد هؤلاء الأعداء فرصتهم الثمينة في أبنائنا ولو توفرت لهم لحقّقت مرادهم وأثمرت حربهم الناعمة نجاحاً كَبيراً وملموساً.

إن هذه الحقائق الجلية توجب على كُـلّ أم وأب أن يبادروا في دفع أبنائهم للالتحاق بالدورات الصيفية المغلقة إن أمكن ذلك؛ فهي أكثر فائدة وأعظم أثراً في تسليح أبنائهم بثقافة القرآن وتأمينهم أمام أقوى أساليب الحروب الناعمة وإكسابهم حصانة تتحطم أمامها كُـلّ أساليب الاستهداف الدنيئة، فإن لم يتمكّنوا من إلحاق أبنائهم بالدورات المغلقة فإلى الدورات المفتوحة وليحرصوا على متابعة تواجدهم وانضباطهم خلال فترة إقامة الدورة الصيفية من كُـلّ يوم فلها نفس الفوائد وتحقّق نفس الأهداف وتتضمن نفس المواد الدراسية المقرّرة في الدورات المغلقة تقريبًا من قرآن كريم وتجويد وثقافة قرآنية وإسلامية ودينية ودروس تقوية في اللغات والمواد العلمية الأُخرى والأنشطة الأُخرى المرافقة واكتشاف الموهوبين والمبدعين وتشجيعهم، ووفق مناهج سليمة وهادفة إلى غرس القيم والأخلاق وتنمية الوعي الإيمَـاني والوطني والتربوي، وتعزز ارتباطهم بالله سبحانه وتعالى، وبرسوله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- وتقوي إيمَـانهم به وتؤصل ثقافة مجتمعهم الأصيلة المستمدة من جواهر موروثهم الفكري والحضاري القرآني والنبوي المؤكّـد الذي يبني الأجيال ويصنع الرجال.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الدورات الصیفیة

إقرأ أيضاً:

محكمة الاستئناف بطنجة تلغي حكما أدان امرأة وعشيقها بسبب قبلة

هل القبلة بين رجل وامرأة ليس بينهما علاقة شرعية تعتبر فسادا في القانون الجنائي المغربي؟
هذه القضية كانت موضوع حكم قضائي ابتدائي بإدانة سيدة بشهرين حبسا موقوف التنفيذ، وعشيقها بـ3 أشهر موقوفة التنفيذ، بعدما اعترفا أمام الشرطة بأنهما قبلا بعضهما البعض، وهو ما كيفته المحكمة على أنه فساد. لكن محكمة الاستئناف قضت اليوم الجمعة بتبرئة السيدة من الفساد، معتبرة أن القبلة ليست فسادا.

تعود تفاصيل القضية إلى شكاية وضعها شخص قال فيها إن طليقته (25 عاما) تمارس الفاحشة مع شخص (29 عاما) في شقة، وإن معها طفلتها، ما يشكل قدوة سيئة.

وبناء على متابعة وكيل الملك وعلى محضر الشرطة القضائية المنجز بتاريخ 2023/08/08 من طرف فرقة الأخلاق العامة بالمصلحة الولائية للشرطة بالعرائش، انتقلت عناصر الضابطة القضائية إلى عين المكان، حيث عاينت وجود المتهمة برفقة صديقها، وسجلت وجود مجموعة من المشروبات الكحولية من نوع الفودكا وبلاك رام، ليتم إنجاز البحث التمهيدي.

وبناء على محضر التصريحات التمهيدية للمتهمة تبين أنها على علاقة حميمة مع المتهم، وأنها تبادلت معه القبل والعناق، ولم يسبق لها أن مارست الجنس معه بشكل كامل.
وبناء على محضر التصريحات التمهيدية للمتهم، والذي أكد من خلالها كونه كان يقبل المتهمة قبلا حميمة فقط، وليس هنالك أي علاقة جنسية كاملة ربطته وإياها.
وبناء على إدراج القضية بعدة جلسات آخرها بتاريخ 2023/10/16، ترافع دفاع المتهمين واعتبر أن أركان جريمة الفساد غير متوفرة.

وقضت المحكمة بمؤاخذة المتهمين من أجل ما نسب إليهما، والحكم على المتهمة الأولى بشهرين اثنين حبسا موقوف التنفيذ وغرامة مالية نافذة قدرها خمسمائة درهما (500)، وعلى المتهم الثاني بثلاثة أشهر حبسا موقوف التنفيذ وتحميلهما الصائر تضامنا، وتحديد مدة الإجبار في الأدنى.

وفي الدعوى المدنية التابعة قضت بأداء المتهمة لفائدة المطالب بالحق المدني تعويضا مدنيا قدره ألفا وخمسمائة (1500) درهم وتحميلها الصائر، وتحديد مدة الإكراه البدني في الأدنى، ورفض باقي الطلبات. وقد بني الحكم الابتدائي على أساس أن المتهمين اعترفا بتقبيل بعضهما البعض وهو ما يعتبر إقرارا منهما بممارسة الفساد.

وجاء في حيثيات الحكم « حيث إنه طبقا للفصل 493 من القانون الجنائي، فإن الجريمة المعاقب عليها في الفصل 490 من نفس القانون أي جريمة الفساد – تثبت بناء على محضر رسمي يحرره أحد ضباط الشرطة القضائية في حالة التلبس أو بناء على اعتراف تضمنته مكاتيب أو أوراق صادرة عن المتهم أو اعتراف قضائي ». وحيث أن تصريحات المتهمين التمهيدية هي بمثابة اعتراف تضمنته مكاتيب وأوراق صادرة عنهما.

ولكن الحكم الاستئنافي في محكمة طنجة قضى بتبرئة المتهمة من تهمة الفساد، لكون القبلة لا تعتبر فسادا.

كلمات دلالية فساد قبلة محكمة الاستناف طنجة

مقالات مشابهة

  • تكريم خريجي الدورات العسكرية في محافظة حجة
  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
  • حجة.. تكريم دفعة جديدة من خريجي الدورات العسكرية المفتوحة “طوفان الأقصى”
  • حمدان بن محمد لمكتوم بن محمد: نحتفي بك قائداً في مسيرة العطاء وبناء المستقبل
  • التعليم تقرر حرمان المتغيِّبين من إعادة الاختبارات القصيرة والدرجات التعويضية
  • الصراع حول إعادة تعريف ما يمثله الإسلام في عالم القرن 21.. قراءة في كتاب
  • وزارة الشباب تُطلق أولي فعاليات برنامج " تنمية المهارات وبناء الذات " في جـنوب سيناء
  • اختتام فعاليات الدورة التدريبية لمدربي الأنشطة والدورات الصيفية بصنعاء
  • محكمة الاستئناف بطنجة تلغي حكما أدان امرأة وعشيقها بسبب قبلة
  • اختتام الدورات التدريبية المتخصصة لتعزيز القدرات الأمنية بمكتب المباحث الجنائية أجدابيا