مسيرة مهنية وإنسانية.. مجدي يعقوب حول مستشفى «هيرفيلد» من مصحة إلى مركز عالمي
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
يوثّق كتاب «مذكرات مجدى يعقوب» الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، مسيرة الجراح العالمى العلمية والمهنية والإنسانية، فبعد سفره إلى بريطانيا واجتيازه امتحانات الزمالة هناك تقدّم لشغل وظيفة بسيطة فى عام 1962، هى وظيفة مسئول للجراحة مقيم فى مستشفى لندن للصدر، وكان لذلك المستشفى شهرة عالمية فى علاج أمراض الرئة والمرىء والقلب، فتوافق مع طموحه فى أن يكون جراح قلب، وتحول من النجاح إلى الازدهار فى السنة التالية.
سافر «السير» إلى الولايات المتحدة فى 1968، بالتحديد إلى شيكاغو، التى كانت مركزاً للإلهام، وتجاربه فيها حدّدت الطريقة التى يطور بها وحدة القلب فى هيرفيلد، وينتهجها على مدار مسيرته المهنية.
وقال: «تعلمت أن أدير معملاً، دعتنى الجامعة فى سفرى من أجل البحوث، وتعلمت كيف أقيم علاقات مع كثير من الناس.. قابلت كبار الباحثين فى كل مجال»، لكنه رفض الاستمرار، ليعود إلى مستشفى هيرفيلد، الذى يعمل على تطويره ليصبح «هيرفيلد» هو مركز حياته، وأحد مراكز القلب العظيمة المشهودة فى العالم.
على هامش الرحلة الثرية تحول مستشفى هيرفيلد على يديه من المصحة الغابرة الصغيرة إلى المتخصّصة أساساً فى طب الجهاز التنفسى وجراحة الصدر، إلى المركز ذى الشهرة العالمية فى جراحة القلب.
أجرى أول جراحة لإنقاذ «حديثى ولادة» مشوهينمجدى يعقوب، الرائد صاحب المسيرة المهنية الجراحية، أجرى أولى عمليات التبديل لإنقاذ حديثى الولادة المولودين بتشوّهات فى موضعى الشرايين الأورطى والرئوى.
أول عملية قلب ورئة فى أوروبا عام 1983وأول عملية قلب ورئة فى أوروبا عام 1983، وأول عملية زراعة قلب تتابعية «دومينو» فى العالم عام 1987، وأول عملية زراعة فص حى لمريض تليف كيسى فى المملكة المتحدة عام 1995.
انخرط فى العمل الإنسانى وأسّس فى 1995 «سلسلة الأمل» لعلاج الأطفال الفقراءوينخرط «يعقوب»، أيضاً فى العمل الإنسانى، ففى عام 1995 يبدأ فى عمل «سلسلة الأمل»، مخاطباً جمهوراً فى مستشفى بروميتون الملكى الذى كان أيضاً يرأس قسم جراحة القلب فيه منذ سنين طويلة بجانب عمله فى هيرفيلد، و«سلسلة» الأمل أوسع حالياً فى نشاطها الخيرى لمعالجة الأطفال الفقراء المصابين بمشكلات فى القلب، وكذلك تعاون ابنته «ليزا» مع الجمعية من خلال العمل على توفير الدعم الأولى لها من نظراء فى باريس، كما جذب اسم مجدى يعقوب الكثير من الشخصيات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ملك القلوب حياة السير
إقرأ أيضاً:
إفطارهم فى الجنة.. أحمد جمال من رائحة الأمل إلى أفق الشهادة
في قلب الأرض الطيبة، وفي ربوع مصر التي لا تعرف الانكسار، تُروى قصة الشهيد أحمد جمال الفقي، الذي قرر أن يواجه الموت في اللحظة التي قرر فيها أن يكون بطلًا، وحارسًا للأمن في وطنه.
الشهيد أحمد جمال
لم يكن أحمد مجرد ضابط شرطة، بل كان عريسًا حديث العهد بحياة جديدة، حلم أن يبني بها عائلة ويبني وطنًا. لكنه، في لحظةٍ من لحظات البطولة التي لا تُنسى، قرر أن يضحي بكل ما في قلبه، ليبقى الوطن آمنًا.
بدأت القصة مع أحمد جمال، الذي التحق بكلية الشرطة عام 2004، وتخرج في 2008، ليبدأ مسيرته في خدمة وطنه، عمل أحمد في العديد من الأماكن، من قسم أول إمبابة إلى الانتشار السريع بمرور الجيزة، ثم مباحث المنطقة الأثرية في الهرم، وأخيرًا في قطاع أمن الجيزة، حيث خدم بجدٍ وإخلاص. لكن أكثر ما كان يميز أحمد، هو إصراره على أن يكون في أماكن الخطر، في مكانٍ لا تنحني فيه الرؤوس، بل تقف لتواجه التحديات بشجاعة. وبعد انتقاله للعمل في قسم شرطة ثالث العريش في شمال سيناء، كان يردد دائمًا: "لما كلنا نرجع القاهرة مين يحمى البلد؟". كانت تلك كلمات تؤكد حبه للوطن، ورغبته في الدفاع عنه بكل ما أوتي من قوة.
في يوم 12 أبريل 2015، انفجرت عبوة ناسفة في سيارة مفخخة أمام قسم شرطة ثالث العريش، ليكتب أحمد جمال اسمه في قائمة الشهداء. لم يكن ينقصه شيء؛ كان عريسًا لم يمضِ على زواجه سوى 6 أشهر فقط، وكان ينتظره المستقبل الذي طالما حلم به، ولكن، في لحظةٍ حاسمة، وقف أمام الموت بشجاعة، مدافعًا عن وطنه حتى آخر لحظة، كان أحمد يعرف أن العمل في العريش يعني أن يعيش على حافة الخطر، لكنه اختار هذا الطريق من أجل مصر.
"أنا فخورة أنني زوجة شهيد"، تقول مروة علي، زوجة الشهيد أحمد جمال، وهي تروي قصتها مع زوجها الذي أصبح رمزًا للتضحية والشجاعة، كانت مروة حاملًا في طفلها الأول حين استشهد زوجها، وبكل فخر قررت أن تطلق عليه اسم "أحمد"، ليكون خلفًا لوالده، ويكمل المشوار الذي بدأه.
تقول مروة، "كل عام وأنت بخير يا أحمد.. عارفة انك مبسوط في الجنة.. فخورة بك.. وفرحانة إني زوجة شهيد". كلماتها مليئة بالحب والفخر، على الرغم من الحزن الذي يعصف بقلبها، لكنها تعرف أن زوجها، الذي ضحى بنفسه من أجل الوطن، سيظل في قلبها وفي قلب كل من يعرفونه.
وفي رسالةٍ للإرهابيين الذين حاولوا أن يزرعوا الفزع والخوف في نفوس المصريين، تقول مروة: "أعمالكم الجبانة والخسيسة لن تنال منا، وإنما تزيدنا إصرارًا وقوة". تلك الكلمات هي أصدق رد على كل من يحاول المساس بوطننا، فهي شهادة أن أبناء هذا الوطن لن يتراجعوا، بل سيواصلون العطاء، بل ويزيدون العزيمة. لم يتوقف رجال الشرطة عن تقديم التضحيات، ولكنهم في الوقت نفسه، انتصروا في المعركة ضد الإرهاب، وجعلوا من الشهادة طاقةً للمزيد من الصمود.
مروة، التي لم تكن وحيدة في مواجهة الحزن، تلقت دعمًا كبيرًا من الدولة وأجهزتها المختلفة، من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يذكر الشهداء في كل مناسبة، إلى وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، الذي وجه بتقديم الرعاية الكاملة لأسر الشهداء.
قالت مروة إن هذا الدعم لا يخفف فقط من الألم، بل يبعث في قلبها طاقةً جديدة لتربية ابنها على حب الوطن والولاء له، تمامًا كما فعل والده.
أحمد جمال الفقي ليس مجرد شهيد سقط في معركة، بل هو بطل حي في قلوب كل المصريين. هو قصة شجاعة، وعزة، وحب للوطن لا يتوقف. ورغم أن جسده غادر، إلا أن روحه ستظل ترفرف في كل زاوية من وطننا، رمزًا لكل من يسعى لحمايته، وكل من يضحي من أجل أن يعيش في سلام.
في قلب هذا الوطن الذي لا ينسى أبنائه، يظل شهداء الشرطة رمزًا للتضحية والفداء، ويختصرون في أرواحهم أسمى معاني البذل والإيثار، رغم غيابهم عن أحضان أسرهم في شهر رمضان، يبقى عطاؤهم حاضرًا في قلوب المصريين، فالوطن لا ينسى من بذل روحه في سبيل أمنه واستقراره.
هم الذين أفنوا حياتهم في حماية الشعب، وسطروا بدمائهم صفحات من الشجاعة والإصرار على مواجهة الإرهاب، هم الذين لم يترددوا لحظة في الوقوف أمام كل من يهدد وطنهم، وواجهوا الموت بابتسامة، مع العلم أن حياتهم ليست سوى جزء صغير من معركة أكبر ضد الظلام.
في رمضان، حين يلتف الجميع حول موائد الإفطار في دفء الأسرة، كان شهداء الشرطة يجلسون في مكان أسمى، مكان لا تدركه أعيننا، ولكنه مكان لا يعادل في قيمته كل الدنيا؛ فإفطارهم اليوم سيكون مع النبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا.
مع غيابهم عن المائدة الرمضانية في بيوتهم، يظل الشعب المصري يذكرهم في صلواته ودعواته، تظل أسماؤهم محفورة في ذاكرة الوطن، وتظل أرواحهم تسكن بيننا، تعطينا الأمل والقوة لنستمر في مواجهة التحديات.
إن الشهداء هم الذين حفظوا لنا الأمان في عز الشدائد، وهم الذين سيظلون نجومًا مضيئة في سماء وطننا، فلهم منا الدعاء في كل لحظة، وأن يظل الوطن في حفظ الله وأمانه.
مشاركة