تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
للقهوة سحرها، لا سيما مع من يدمنون السفر أمثالى، سيحلو لهم إدمان القهوة. لن تشعر براحة عقلك ثم بدنك بالتبعية إلا مع فنجان قهوتك المعتاد بشروطك وطقوسك الخاصة. تصبح الحياة حينها مختلفة جدًا. بل إنك تشعر بالوطن فى صورة صغيرة. أنت فى المكان الذى تحب مع الإحساس الذى تحب. لذا يجب أن تحمل ولو "تلقيمة" فنجان واحد على الأقل من قهوتك المفضلة حين تسافر.
من سافر إيطاليا يعلم تقليد "Coffee on the Wall».. إذ تجد بعض المقاهى تفرد لذلك التقليد لوحة من الفلين عليها أوراق ملاحظات ملونة مثبتة بدبابيس صغيرة. مكتوب على كل منها نوع قهوة أو حتى مجرد تعبير "قهوة على الحائط" إذا لم يكن هناك أنواع كثيرة من القهوة فى تلك المقهى. إن شعوب المتوسط مشهورون بأنهم مزاجيون كالبحر الذى يجاورنه ويجاورهم. ولأنهم يعلمون ذلك فإنهم طوال الوقت يحاولون الوصول إلى درجات مستقرة إن لم تكن عالية من "المزاج" لأن "قلة المزاج" بالنسبة لهم تعنى شجارًا كبيرًا وقلقًا طاحنًا». فهم لا يجيدون الحزن، يناسب ذلك من وجهة نظرى أننا نجد لديهم انتشارًا للأساطير والحكايات والمسارح الشعبية والنكات. هم طوال الوقت يربتون على مزاجهم. وفى إيطاليا يجدون أن من حق كل إنسان أن يصل لدرجة العقل المرتاح السعيد التى يقدمها فنجان قهوة. لكن لا يملك الجميع ثمن ذلك الفنجان. وغذا كنا لا نربط السعادة بالمال نظريًا فلماذا لا نقدم ذلك للعالم عمليًا؟! يمكن لكل زبون أن يدفع ثمن فنجان قهوة إضافى ولا يشربه، ويكتب بذلك ورقة ملاحظة على لوحة الفلين. أو يقوم النادل بذلك وفق طريقة الكتابة المتبعة فى المكان. ليأتى أحدهم بلا مال ويصبح مالكًا لقهوة مدفوعة مسبقًا.
أعجبنى التقليد. لكننى أعلم أنه لا يمكن أن ينتشر بذات الطريقة فى دولة أخرى غير إيطاليا. وإلا لماذا لم نره فى أية دولة أخرى حتى فى اليونان مثلًا وهى تشبه إيطاليا فى كثير من التفاصيل؟! لكن يظل الأمر جميلًا أن نهدى المزاج الجميل لبعضنا البعض. هل يوجد أجمل من إهداء السعادة الجاهزة لأحدهم؟! حين عمدت لتطبيق الأمر هنا فى مصر. اخترت قهوة أعجبتنى جدًا وطلبت من النادل "من فضلك القهوة دى جميلة. ممكن أدفع تمن فنجان كمان لأى حد هيطلبها بعدي؟" اندهش وسألنى "هو فيه حد معين جاى بعد حضرتك حتدفعى له؟" فقلت له: "مفيش حد معين. أى حد حتى لو كنت انت». استأذننى وعاد لى بصحبة رجل أنيق عرفنى بنفسه أنه مدير المكان. قال لى: "سياسة المكان ما تسمحش يا افندم. ما بنعملش كده" قلت له: "الموضوع ابسط من سياسة المكان. أنا حادفع تمن الفنجان وهاسيب رقمى مع حضرتك وأول حد هيطلب قهوتى أنا عازماه. حضرتك هتمنعنى أعزم الناس؟!».
تلقيت اتصالًا بعد مرور حوالى نصف ساعة. يستئذننى قبل أن يقدم الكارت المدفوع مسبقًا لأحدهم. الغريب أن سبع زبائن رفضوا الدعوة المجانية. قبل الزبون رقم ثمانية. لكنه أصر على شكرى هاتفيًا وعلى أن يترك ليا كارتًا مدفوعًا بنوع قهوته التى يفضلها أى وقت أعود فيه للمقهى. شعرت بأن للقهوة لغة غريبة ودودة لدرجة قريبة جدًا من الجميع. شكرًا للأستاذ باسل من المنصورة الذى لم أره. لكننى أبادله فناجين القهوة حتى اليوم منذ حوالى الأربع أشهر.
مازلت أمارس هذا الطقس فى كثير من زياراتى لأماكن أحب قهوتها. أترك الوقت الجميل لأشخاص لا أعرفهم. الحياة تحتاج لمزيد من الإشارات للجمال. اتركوا خلفكم إشارات للجمال. واعلموا أنه لن يجيدها التقاطها إلا الجميلون.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القهوة إدمان القهوة فنجان قهوة
إقرأ أيضاً:
ما هي الكمية اليومية الآمنة من الكافيين؟
#سواليف
يستهلك الكثيرون #الكافيين بشكل يومي من خلال #فنجان_القهوة الصباحي، أو الشاي، أو #مشروبات_الطاقة وغيرها من المنتجات، لتمدهم بالنشاط طوال اليوم.
لكن وراء هذه المادة المنبهة التي نستهلكها يوميا بلا تفكير، تكمن حقائق صادمة عن الجرعات الآمنة والخطرة التي يجهلها كثيرون.
ويشرح عالم الأحياء الدكتور أنكه إيلرز: “بكميات معتدلة، يكون للكافيين تأثير منشط وإيجابي”. ولكن بجرعات عالية، يمكن أن يسبب الكافيين التعرق والقلق واضطرابات نظم القلب، كما قد يؤثر على نمو الجنين في رحم الأم. وفي الحالات القصوى، يمكن أن تكون الجرعات الزائدة الشديدة من المكملات الغذائية المحتوية على الكافيين قاتلة.
مقالات ذات صلةوبحسب القاعدة العامة للبالغين فإن جرعة واحدة من 200 مغ من الكافيين لا تعد ضارة بالصحة. وهذه الكمية تعادل تقريبا فنجانين من القهوة، أو علبتين من مشروب الطاقة، أو أربعة أكواب من #الشاي، أو خمس علب من الكولا.
وعند توزيعها على مدار اليوم، يمكن تناول ضعف هذه الكمية (أي 400 مغ يوميا) دون مشاكل. لكن مستوى ظهور الآثار الجانبية يختلف من شخص لآخر. فمن يعتادون على شرب الكثير من القهوة مثلا يطورون قدرة أعلى على التحمل، وبالتالي يحتاجون إلى المزيد من القهوة ليشعروا بالتأثير الإيجابي.
وينصح بالحذر الشديد عند تناول المكملات الغذائية المحتوية على الكافيين التي تستخدم أحيانا لتعزيز الأداء الرياضي. وفي هذه الحالة، من الضروري الالتزام بالجرعات الموصى بها لتجنب خطر الجرعة الزائدة.
ويحذر إيلرز، خبير المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر: “مسحوق الكافيين النقي بشكل خاص يشكل خطرا كبيرا. تركيزه عال لدرجة أن الميزان المنزلي العادي لا يمكنه قياسه بدقة”. والكمية الآمنة التي تبلغ 200 مغ (أو 0.2 غرام) تعادل هنا قرصة صغيرة فقط، بينما قد تكون ملعقة أو ملعقتان صغيرتان قاتلتين.
وبالنسبة للأطفال والمراهقين، يتم تحديد كمية الكافيين الآمنة حسب وزن الجسم: 3 مغ من الكافيين لكل كم من وزن الجسم يوميا تعتبر مقبولة.
ويدخل الكافيين إلى أجسام #الأطفال الصغار بشكل رئيسي عبر الشوكولاتة. لكن لاستهلاك كمية خطرة من الكافيين من الحلويات، يجب أن يتناول الطفل كمية كبيرة جدا في وقت قصير للغاية.
ويوضح إيلرز: “لنأخذ مثالا طفلا عمره أربع سنوات بوزن 17 كغ، يمكنه استهلاك نحو 50 مغ من الكافيين بأمان”. وهذه الكمية تعادل تقريبا محتوى كافيين شوكولاتتين ونصف بالحليب، أو نصف لتر من الكولا. ويحذر: “بالطبع هذه ليست توصية، خاصة بسبب محتواها العالي من السكر، بل هي مجرد بيان للكمية الآمنة من حيث تركيز الكافيين”.
وتحتوي مشروبات الطاقة على كمية كافيين مماثلة للقهوة. علبة سعة 250 مل تحتوي في المتوسط على نحو 80 مغ من الكافيين. لذلك يكفي للمراهقين ثلاث علب فقط لتجاوز الكمية الآمنة.
ويحذر إيلرز: “خلط مشروبات الطاقة مع الكحول قد يضاعف المخاطر. كل من الكافيين والكحول يؤثران على القلب والأوعية الدموية وقد يسببان اضطرابات في نظم القلب. وعندما يجتمع العاملان معا، قد تتفاقم هذه الآثار السلبية”.