جمهورية السوشيال الديكتاتورية
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
قوة جديدة ضربت بجذورها فى باطن المجتمع المصري، وأصبحت ذات تأثير لا يمكن تجاهله أو تغاضى ما يدور على صفحاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعى.. إنها جمهورية السوشيال ميديا، فإنه لا يمكننا غض الطرف والبعد عما يدور فى العالم الافتراضى خاصة إذا كان يمس حياتنا وأمور بلادنا.
تلك الجمهورية المستقلة تحركها الأيادى الخفية أو الأغراض الشخصية أو تصفية الحسابات أو حتى تكدير سلم المواطنين والتأثير على الجبهة الداخلية والرأى العام أحيانا لصالح جهات أو دول أو منظمات لها حسابات تضر بالبلاد والعباد.
ويأتى الانسياق خلف الترندات والهاشتاجات وتداولها دون فهمها والتعليق عليها بصورة أو بأخرى يزيد الأمور تعقيدا ويؤثر أحيانا على متخذ القرار الذى قد يضطر إلى اللجوء لإجراءات عاجلة إرضاء للرأى العام حتى وإن كانت غير منصفة.
وباتت الحملات المنظمة عبر التواصل الاجتماعى بصفحاته المختلفة سواء كانت مدفوعة أو غير مدفوعة طريقة تعبير سلمية جديدة فى ظاهرها بصرف النظر عن حقيقة أغراضها، وأصبحت نتائجها مضمونة مما عزز تكرارها والتأكيد عليها وزيادة متابعيها وناقليها سواء كانت تستهدف الدولة أو الحكومة أو المسؤولين أو الفنانين ولاعبى الكرة والشخصيات العامة وحتى فى النزاعات بين الأفراد.
لا ننكر أن بعض هذه الحملات تكون أحيانا مفيدة لبعض المظلومين ومسلوبى الحقوق الذين يفشلون فى عرض مظالمهم ومآسيهم، وخصوصا المرضى وضحايا الإهمال الطبى والبلطجية ومآسى الطلاب وأولياء أمورهم مع وزارة التعليم، وقصص وحكايات المواطنين فى دواوين الوزارات والمصالح الحكومية ويجد مثل هذا النوع غالبا طريقا سريعا للحل بعد ضغط السوشيال ميديا.
لكن هناك حملات توجه سهامها إلى الدولة وإنجازاتها وتشويه مكتسباتها يستخدم أصحابها النقد الهدام الذى لا يرتكز على القيم الأخلاقية ولا المعايير القانونية، غير مدركين أنهم يتعاملون مع وسائل إعلام دولية، وأنهم فى صراعهم–حتى وإن كانوا على حق- تصيب سهامهم الدولة نفسها وتؤثر عليها بصورة سلبية فى الخارج.
هنا تكمن الخطورة التى يجب التوقف أمامها طويلا، فلابد من أن نفرق بين خلافنا مع الحكومة مثلا أو أحد مسؤوليها وبين مصر الوطن الأكبر.. الحكومة أشخاص وسياسيات تتغير ويتغيرون معها، يأتون ويرحلون وتبقى مصر.
يجب أن نفرق بين حب مصر وحب الحكومة، فالنوع الأول فرض عين علينا جميعا لأن الوطن هو الحماية والأمن والأمان والاستقرار ورمز الهوية والتاريخ والحضارة والفخر، ومستقبل الأجيال القادمة وعزوتنا بين الأمم والشعوب، لذا فإننا مطالبون بأن نعمل على تركيز دعائمه واستقراره داخليا وتحسين صورته خارجيا، وأن يبقى أهله فى رباط إلى يوم الدين، بل إننا مطالبون أن نستخدم السوشيال ميديا للدفاع والتصدى عن بلادنا ضد أى محاولة تشويه خارجية تستهدف النيل من الوطن، مشاكلنا تطرح داخليا وتناقش هنا، أما إثارتها وتدويلها على السوشيال ميديا فتلك خيانة تستوجب العقاب.
النوع الثانى وهو حب الحكومة، فذلك ليس فرضا على المواطنين، فالحكومة أفراد والاختلاف والاتفاق معها واجبان ومتغيران حسب المواقف والسياسات والخلاف مسموح والنقد أيضا، وحتى المطالبة بتعديل المسارات، لكن فى النهاية لست مجبرا على حب الحكومة تحت أى ظرف من الظروف.
هناك نموذج مشرف لحب الوطن شهدته دولة الإمارات العربية المتحدة التى تعرضت لإعصار مدمر خلال الأيام الماضية وظهر العديد من مقاطع الفيديو والصور التى وثقت الكارثة الطبيعية، حيث غرقت السيارات فى الشوارع وداهمت المياه المنازل وأدت العواصف الرعدية إلى العديد من الكوارث، وتكتل الشعب الذى يحب بلده ويضحى من أجلها ضاربا أروع الأمثلة فى إظهار دولته بطريقة قوية غير متأثرة بغضب الطبيعة ومدافعا عن صورتها فى الخارج، ولم يوجه مواطنا واحدا سهامه للدولة على السوشيال ميديا متهمها بالفشل أو «الغرق فى شبر ميه».
باختصار.. آن الأوان لندرك قيمة الكلمة وخطورتها فى السماوات المفتوحة، فمصر تستحق من أهلها كل الحب والتقدير والتفانى فى خدمتها والدفاع عنها داخليا وخارجيا تحت كل الظروف.. نعم كلنا مطالبون بأن نحب مصر ولسنا مطالبين أن نحب الحكومة.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: باختصار قوة جديدة المجتمع المصري الجمهورية المستقلة السوشیال میدیا
إقرأ أيضاً:
ضفائر الأسيرات الإسرائيليات تثير فضول السوشيال ميديا.. والسر ينكشف بمفاجأة (فيديو)
“ضفائر متناسقة بدقة” مشهد يتكرر كل مرة مع إفراج كتائب “القسام” وفصائل المقاومة الفلسطينية عن الأسيرات الإسرائيليات من قطاع غزة ضمن صفقة التبادل واتفاقية الهدنة.
لكن الفضول زاد في شبكات التواصل الاجتماعي بحسب قناة “المشهد”، حيث بدأ الجميع يتسائل عن من يقف وراء هذه الضفائر وإخراج تلك المشاهد.
بعد تسلم الأسيرات.. وجهة سيارات الصليب الأحمر غير معروفة إلى الآن (شاهد) الصليب الأحمر يتسلم الأسيرات الإسرائيليات من حماس بالزى العسكرىلكن الإجابة كانت مفاجئة، إذ تعود إلى آغام برجر، المجندة الإسرائيلية التي كانت أسيرة لدى حماس، حيث قررت أن تترك بصمتها من خلال تصفيف شعر زميلاتها وعمل ضفائر لهن قبل خروجهن، وكأنها رسالة خفية أو وداع صامت.
وباتت برجر حديث الساعة بعد أن تم الإفراج عنها ضمن صفقة تبادل، حيث سلمتها وحدة الظل للصليب الأحمر، ومع ذلك، لم يكن هناك فيديو للأسيرات.
تعليقات رواد مواقع التواصل تنوعت حيث نشر كيفن صورة لها وكتب: "المجندة الإسرائيلية أجم برجر، وعلى يديها علم فلسطين"، وذلك قبل أن تُفرج عنها كتائب القسام في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، فيما نشر سعيد الذي قال: "لن تتحرروا أسيراً واحداً إلا بصفقة".
سلمت فصائل المقاومة الفلسطينية اليوم الخميس الأسيرة المجندة الإسرائيلية آغام بيرغر من بين ركام مخيم جباليا (شمالي قطاع غزة)، والأسيرين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس و5 محتجزين تايلنديين من أمام ركام منزل الشهيد يحيى السنوار بخان يونس (جنوبا)، في إطار الدفعة الثالثة من تبادل الأسرى حسب اتفاق وقف إطلاق النار.
وأفرجت كتائب القسام عن الأسيرة المجندة بيرغر من ساحة الرزان في مخيم جباليا التي شهدت عمليات قصف وتدمير إسرائيلية كبيرة ضمن العملية العسكرية الدامية التي شنها جيش الاحتلال وقُتل خلالها وأصيب عدد كبير من الجنود الإسرائيليين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي تسلم المجندة آغام بيرغر بعد وقت قصير من إطلاق سراحها، قائلا إنها وصلت إلى نقطة الاستقبال الأولية في غلاف غزة والتقت أفراد عائلتها، كما أكد استعداده لاستقبال باقي المحتجزين.
وفي خان يونس، أكد مراسل قناة فضائية أن الصليب الأحمر تسلّم الأسيرين الإسرائيليين يهود وموزيس اللذين أفرجت عنهما سرايا القدس أمام ركام منزل السنوار وسط حشد جماهيري كبير.
وأفاد المراسل بأن سرايا القدس أطلقت أيضا سراح 5 محتجزين من العمال التايلنديين، في حين أكد الجيش الإسرائيلي تسلم الصليب الأحمر 7 أسرى هم يهود وموزيس و5 عمال أجانب.
وكان مقاتلو سرايا القدس انتشروا في خان يونس (جنوبي قطاع غزة) صباح اليوم استعدادا لإطلاق سراح المحتجزين الذي تم في مكانين.
وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي وصول جميع الأسرى المفرج عنهم من غزة اليوم إلى إسرائيل، بمن فيهم المحتجزين التايلنديين.