بوابة الوفد:
2025-02-23@11:29:17 GMT

تفسير الحنين للماضي

تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT

نحِن إلى ما مضى. نستبشر ببرامج تليفزيونية كُنا نتابعها بشغف وترقب فى الثمانينات والتسعينات مثل « نادى السينما»، و»عالم البحار»، و»مواقف وطرائف»، و»العلم والإيمان».

تستلذ ذاكرتنا السماعية بأغانى الجيل المطور الذى نشانا معه: عمرو دياب، محمد منير، هانى شاكر، علاء عبدالخالق، وحميد الشاعرى.

نبتسم بمحبة إن شاهدنا باعة الروبابيكيا يعرضون تليفونا قديما بقرص، أو تليفزيونا أبيض وأسود تابعنا معه صغارا المشاهدات الأولى للدنيا.

نتذكر بشوق مشهد ساعى البريد وهو يقف أمام منازلنا وينادى بصوت عال على فلان فى الطابق الثالث وفلان فى الطابق الرابع ليُسلمه رسالة من غائب كُتبت قبل أسبوع لتبث السلامات والتحيات والأخبار الجديدة.

نطالع بحنين ألبومات الصور القديمة لدينا (عندما كُنا نطبع الصور) لنسترجع أزمنة مرت بناسها وأحداثها وجمالها وسحرها وأزماتها ومشكلاتها، وهمومها.

نسرح أحيانا ( نحن أبناء مهنة المتاعب والوجع) فى مانشيتات لصحف ومجلات قديمة، كانت تقلب البلاد وتُحرك العباد، وتُغير الأحوال، ونتحسر على انطفاء مهنة وخمول نُخبة. نُفتش فى مقالات قديمة لنتذكر أعمدة مؤثرة مثل «فكرة» لمصطفى أمين، و«يوميات» لكمال عبدالرؤوف،«قطايف» لجمال بدوى، و«مواقف» لأنيس منصور، وغيرهم.

لا تصدق ابنتى الشابة أننا كنا نحيا بلا فيس بوك أو تويتر أو محمول. كيف كنتم تعيشون؟ تندهش شقيقتها الأصغر قليلا من قدرتنا على مشاهدة الأفلام أبيض وأسود. تقول إنها لا ترى شيئا، ولا تعرف كيف نُميز الممثل من الممثل الآخر. يستغرب ابنى وأنا أحكى له قصة فتاة كندية كُنت أراسلها وأنا فى عمره، وظللنا أصدقاء لعشر سنوات رغم أن الفارق بين رسالة وأخرى كان يطول لعشرين يوما أو أكثر. يسألنى فى ضجر: كيف كنتم تحتملون هذا الملل؟ فالحب اليوم تيك أوى، سريع الوتيرة وربما من يتأخر دقائق يفقد غرامه.

تسارع الزمن كقطار لا يتوقف فى المحطات. تبدلت أحوال وتغيرت سلوكيات. فقدنا أحباء رحلوا عن دُنيانا، وفقدنا آخرين مازالوا أحياء لكن أرواحهم تغيرت وقلوبهم تقلبت. صعد أناس وهبط آخرون. تغيرت خرائط دول، وتبدلت مواقف ساسة. ولدت أفكار جديدة، وشطبت أفكار تصورها البعض يقينية. غلب التطور كل شيء. اكتشفت عقاقير لعلاج كثير من الأمراض المستعصية ولم يعد الطب الحديث يعترف بعبارة «مرض لا علاج له»، وزاد متوسط عمر الإنسان فى العالم، وازدادت أعداد المعمرين فى كثير من البلدان.

رغم كل هذا، فالماضى بالنسبة لى وربما لمعظم أبناء جيلى، وربما لكافة الأجيال هو الجنة بعينها. الجمال الذى نتطلع إليه منبهرين، اليوتوبيا التى نستلهمها بحثا عن الطمأنينة. لذا نصفه دائما متحسرين، وتتكرر على ألستنا عبارة «زمن الفن الجميل» و«زمن الحب الجميل». نقول عن الساسة فى الماضى «كانوا رجالا عظاما» رغم اننا كنا ننتقدهم فى ذلك الوقت، وربما كنا نلعن الزمن كله.

وهذه هى النوستالجيا. الحنين الدائم للماضى. وهى سمة عامة لا تخص مجتمعا بعينه، فكل إنسان ملتصق بالماضى كحركة مقاومة مستحيلة لقطار الزمن. وربما نحن ننجذب للماضى لأننا كُنا أصغر عمرا، وأكثر قوة، وأعلى حماسا، وأشد عزما.

لكن الحكماء يقولون لنا: «اكسب لحظتك الآنية واستمتع بها» فلا سكون فى الكون، وكل شيء سيزول إلا الطيب.

والله أعلم.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد عالم البحار نادى السينما عمرو دياب

إقرأ أيضاً:

د. الوليد مادبو لسودانايل: حظوظ الحكومة الموازية في الحصول على اعتراف دولي يعتمد على مقدرة القيادة القادمة وربما تكون مدينة كاودا هي مركزها

حكومة بورتسودان تخشى أن يكون مؤتمر نيروبي خطوة في اتجاه الاعتراف الدولي بالحكومة القادمة

عبدالواحد نور يبحث عن حلول مثالية وقد يأتي بعد ذلك صاغرا ذليلا بعد أن كان شامخاً وقوراً

حظوظ الحكومة الموازية في الحصول على اعتراف من دول العالم يعتمد على مقدرة القيادة القادمة

ربما ترتكز الحكومة الموازية القادمة من الناحية الجغرافية في مدينة كاودا

من المرجح أن يتولى حمدوك رئاسة الحكومة القادمة أو إبراهيم الميرغني

حضرت إلى نيروبي بصفتي مراقب ومتخصص في العلوم السياسية ولن أبخل في تقديم مشورة للحكومة المرتقبة

هذه هي طبيعة الصراع الذي يدور حالياً بين أبناء الصادق المهدي والفريق برمة ناصر

خاص سودانايل: شهدت العاصمة الكينية "نيروبي" خلال الأيام الماضية حراكاً ونشاطاً سياسيا واسعاً، حيث تداعت قوى سياسية ومدنية ومهنية وعسكرية لبناء تحالف تأسيسي جديد أطلقت عليه "تحالف تأسيس السودان" تمهيداً لتكوين حكومة خلال الفترة المقبلة، كل من حضر فعالية التحالف بالأمس التي توجت بالتوقيع على "ميثاق سياسي ودستور مؤقت" يدرك أن الأمر دخل حيز التنفيذ بتدافع واسع من مكونات المجتمع السوداني من مختلف إنحاء الوطن. على هامش تلك المستجدات جلست "سودنايل" إلى خبير الحكمانية ومستشار التنمية العالمية الدكتور الوليد آدم مادبو، لاستنطاقه لمستجدات تلك الأحداث وأسبابها ومآلاتها على وحدة البلاد ومستقبلها في الحوار التالي:

• هل توفرت الشروط الموضوعية للوحدة بين أبناء السودان وما هي؟
نعم، تفهم الأغلبية لمفهوم المواطنة وأهمية المساواة بين الجميع في الحقوق والمواطنة.

هذا الأمر لا يتحقق إلا بإدراج مفاهيم العلمانية والديمقراطية الفدرالية في الدستور، فمحاولة اقتلاع السودان من محيطه الإفريقي الزنجي الصوفي الروحي والإنساني قد أضرت بقضية التنمية التي لها ارتباط حيوي بالهوية.

معايشة الجميع ومعاناتهم من مغبة الاستبداد، سيما الاستبداد ذات الصبغة الدينية جعلهم يدركون عمليا مآسي الحكم الآيديولوجي الآحادي.

• ما الذي تنقمه حكومة بورتسودان ممّا يحدث في كينيا؟

كينيا تحكم ديمقراطيا وتحظى باحترام خاص من الولايات المتحدة.



حكومة بورتسودان تخشى أن يكون ذلك خطوة تجاه الاعتراف الدولي بالحكومة القادمة.

الحكومة تفضل قمع أصوات المعارضين وتتحصن بعقلية القرون الوسطى عوض عن تشجيع الحِوار كوسيلة للحفاظ على الوحدة الوطنية، علما بأن العالم صار مفتوحاً ولم يعد يتقبل فكرة الكانتونات السياسية والاجتماعية.

• لماذا اتجه السودانيون إلى أفريقيا عوض عن العالم العربي؟

أفريقيا تمثل العمق الوجداني للسودان وتعتبر وجهته التنموية القادمة.

أسهمت كينيا في حل مشاكل السودان من قبل وكان لها القدح المعلى في إبرام اتفاقية إتفاقية السلام الشامل.

قوة شخصية الرئيس روتو ومقدرته على مقاومة الضغوط التي ظلت تمارسها بورتسودان عبر وكلائها في القارة السمراء، فهؤلاء قوّضوا فرصة السودانيين لبناء دولتهم معتمدين على الإرادة الوطنية الخالصة في ثلاث محطات تاريخية: التركية، المهدية، ديسمبر المجيدة. وما زالوا.

• ما هي حظوظ الحكومة في الحصول على اعتراف من دول العالم؟

هذا يعتمد على مقدرة القيادة القادمة على تغيير السردية السطحية التي يطرحها أزلام النظام السابق وذلك بشرح الأبعاد البنيوية والهيكلية للمعضلة السودانية والحرص على تقديم خطاب طموح يشجع العالم على الدخول مع "حكومة السلام والوحدة" في شراكات كبرى تعود بالنفع على المستثمرين والمواطنين، خاصة فيما يخص الأمن الغذائي الإفريقي والعربي فقيمة استصلاح الارض في كردفان تعادل ١٣٤ دولار للفدان فيما تعادل قيمة استصلاح الارض في الشمالية ٤٠٠٠ دولار للفدان.

• لماذا تخلف عبدالواحد عن الإمضاء على الميثاق ؟
عبدالواحد كان متقدماً في وعيه على الكل لكنه في الأونة الأخيرة صار يبحث عن حلول مثالية لا توجد في عالمنا، كما إنه ألِف موقفا منذ أبوجا جعله يتوجس من الإقدام (حاله حال الشخص الخوّاف وطمّاع). لا شك أن التاريخ سيتجاوزه إلى غيره من القيادات الشابة صاحبة الرؤية الواعدة. وهو قد يأتي بعد ذلك صاغرا ذليلا بعد أن كان شامخاً وقوراً.

• ما هي أهم التحديات للحكومة التي قد تواجه الحكومة القادمة؟

الحفاظ على التماسك القاعدي وذلك بإجراء المشورة المكثفة، والحرص على نزع الألغام القبلية والعرقية التي استزرعتها الاستخبارات العسكرية في فترة حكم الإنقاذ.

• تحديد معايير الإختيار للحكومة القادمة: هل هي مهنية ، سياسية، أم الإثنان معاً ؟ وانعكاس ذلك على التوافق/التشاكس بين الشركاء.

تقديم الخدمات للمواطنين وحمايتهم من الإغارات الجوية لطيران "العصابة العنصرية".

• ما هي اسباب التأخير للإعلان عن الميثاق وهل هناك مبررات موضوعية؟

ليس لدي صلة تنظيمية عضوية بالمنظمين لكن أعتقد أنه كانت هنالك إشكالات لوجستية وأخرى إجرائية كانت تتعلق بفصح وفد الحركة للميثاق بصورة دقيقة وجادة وانتظار وصول القادة الميدانين.



• ما هي الصبغة التي حضرت بها سيادتك المؤتمر وما هي أهم انطباعاتك؟
حضرت بصفتي مراقب ومتخصص في العلوم السياسية ، كما إنني انتهزت فرصة تواجد الوفود لتعزية أهلي الذين حصد الطيران أرواح ذويهم وذلك قبل وصول الدفاعات الجوية المتطورة والتي يمكنها التشويش الفعال على طيران دولة المركز الظالمة.

• أين ترتكز الحكومة القادمة من الناحية الجغرافية؟

كاودا، ربما.

• وانت ذاهب لمناقشة بعض النواب من مجلس العموم البريطاني بعد غد، ما هي رسالتك لهم؟

لابد أن يعووا أن السودان يتشكل اليوم وفق رؤى موضوعية وأنها الأقرب إلى مقررات الحضارة الإنسانية التي رفضت التفاضل بين المواطنين على أسس عرقية ودينية وجهوية.

الاعتراف بالحكومة القادمة التي تتوج سبع عقودٍ من نضال الهامش ضد المركز سيسهل إمكانية تقديم الخدمات وإيصال المعونات الإنسانية لمناطق من السودان مأهولة بالسكان المنتجين الذين يمثلون ٨٢ ٪؜ من الشعب السوداني.

دعوة بريطانيا للاستثمار في الحزام الأكثر ثراءً في العالم من حيث الموارد البشرية والموارد المادية.

• من يتولى رئاسة الحكومة القادمة وما هي التوازنات التي سيخضع لها؟
أتصور أن يؤول مجلس السيادة لشخصية عسكرية ذلك أن المرحلة مرحلة حرب، أمّا رئاسة مجلس الوزراء فتحتاج إلى شخصية سياسية لها مقدرة تنفيذية، ولا استبعد رجوع حمدوك لما لديه من قبول في الأوساط الإقليمية والدولية.

وإن كنت اعتقد أن السيد / إبراهيم الميرغني له وعي وإدراك جيد ويمكن أن يكون الأنسب حال رفض حمدوك تولي الأمر وآثر الامتثال "لثوابت" (قحت/تقدم) التنظيمية ورؤاها الصبيانية.

• هل هذه الحكومة مدعاة للانفصال؟

لا، إنها خطوة لخروج نخب الريف السوداني كافة من الوصاية واكتساب الشرعية للتواصل مع العالم الخارجي دون وسيط ومن ثم الاستعداد لمعركة التحرير الكبرى التي ستوحِد السودان قاطبة وستحرم أزلام النظام السابق من حدود الماء المالح والماء العذب.

• ما هي طبيعة الصراع الذي يدور حالياً بين أبناء الصادق المهدي والفريق برمة ناصر؟

بعد أن اتخذ الفريق برمة ناصر موقفه الجسور من الوقوف مع الجمهور (جماهير الأنصار وحزب الأمة) أصبح أبناء الصادق المهدي يملكون "حِبالاً بلا أبقار"، حتى هذه الحبال أصبحت مهترئة لا قيمة لها في سوق الشجرة بأم درمان.

• لماذا يهتم "السودانيون" بأمر الحكومة الموازية إذا كانوا يعتقدون بأنها غير ذات الوزن؟

النخب المركزية التي تهيمن على الفضاء العمومي بأبعاده الثقافية والسياسية والفكرية تدرك أن إعلان "حكومة الوحدة والسلام" هو بمثابة إجراء مراسم دفن للدولة القديمة التي كانت من نصيب فئة معينة. أمّا الآخرون والذين يمثلون أقلية عرقية وعقائدية استمرئت واقع الاسترقاق للشعوب فهؤلاء يعانون من أمية أبجدية وأمية حضارية عمّقتها العنجهية والاستبداد والازدراء للأخرين. وهم اليوم يقفون متبلدين إزاء ما أصابهم لا يفقهون قول الله عزّ وجل (فكأين من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلاً وكنا نحن الوارثين).

• هل ما زالت هنالك فرصة للخليج ومصر للإسهام في القضية السودانية؟

نعم، متى ما عُرف توجه الإدارة الأمريكية الجديدة.

ترمب باعتباره رجل براغماتي ورجل أعمال ناجح يمكن أن يفرض صيغة وفاقية تجعل كل هؤلاء اللاعبين بما فيهم الولايات المتحدة يطمحون لتحقيق مصالحهم الحيوية من خلال التعويل على مصلحة السودان أولاً وليس تدميره أو إقصاء أهله من دائرة المشورة.

• هل يمكن للأيام القادمة أن ترجح كفة أحد الفريقين عسكريا؟

ليس بمقدور أيّا منهم تحقيق نصر حاسم، وكل الذي سنشهده هو إضعاف وإرهاق لكليهما على حساب إزدياد المعاناة للشعب السوداني.

• هل ترغب في تقديم مشورة للحكومة المرتقبة؟
لن أبخل عليهم بأي نصح على المستوي الشخصي.
سأتعاون معهم بكل ما لدي ولطاقمي الاستشاري من همة وعزيمة.
وهذا ليس لهم خاصة ولكن لكل من يرغب في ازدهار ونهضة الشعب السوداني.

بالانابة عن سودنايل شكرا جزيلا للدكتور الوليد على إتاحة الفرصة لنا للجلوس معه واستنطاقه في قضايا الراهن السوداني.

شكرا جزيلا

   

مقالات مشابهة

  • هوامش على دفتر الوداع !
  • سوريا ورد الجميل
  • د. الوليد مادبو لسودانايل: حظوظ الحكومة الموازية في الحصول على اعتراف دولي يعتمد على مقدرة القيادة القادمة وربما تكون مدينة كاودا هي مركزها
  • أسامينا
  • عمرو أديب: جمهور الأهلي يلبس أسود وأنا بأكل فطير بالجبنة
  • واتساب تواجه تحقيقات وربما عقوبات أوروبية.. ما السبب؟
  • صور | "سيارات الزمن الجميل" تأسر قلوب زوار الشرقية في يوم التأسيس
  • بعد عقود من الرعب.. تفسير منطقي لـفوانيس الأشباح
  • دهشة إسرائيلية من دقة ترتيبات حماس لمراسم إطلاق سراح الأسرى في غزة
  • البلوشي عن زواجها بدون مهر: كتبت شروطي بورقة ووافق عليها ..فيديو