نحِن إلى ما مضى. نستبشر ببرامج تليفزيونية كُنا نتابعها بشغف وترقب فى الثمانينات والتسعينات مثل « نادى السينما»، و»عالم البحار»، و»مواقف وطرائف»، و»العلم والإيمان».
تستلذ ذاكرتنا السماعية بأغانى الجيل المطور الذى نشانا معه: عمرو دياب، محمد منير، هانى شاكر، علاء عبدالخالق، وحميد الشاعرى.
نبتسم بمحبة إن شاهدنا باعة الروبابيكيا يعرضون تليفونا قديما بقرص، أو تليفزيونا أبيض وأسود تابعنا معه صغارا المشاهدات الأولى للدنيا.
نطالع بحنين ألبومات الصور القديمة لدينا (عندما كُنا نطبع الصور) لنسترجع أزمنة مرت بناسها وأحداثها وجمالها وسحرها وأزماتها ومشكلاتها، وهمومها.
نسرح أحيانا ( نحن أبناء مهنة المتاعب والوجع) فى مانشيتات لصحف ومجلات قديمة، كانت تقلب البلاد وتُحرك العباد، وتُغير الأحوال، ونتحسر على انطفاء مهنة وخمول نُخبة. نُفتش فى مقالات قديمة لنتذكر أعمدة مؤثرة مثل «فكرة» لمصطفى أمين، و«يوميات» لكمال عبدالرؤوف،«قطايف» لجمال بدوى، و«مواقف» لأنيس منصور، وغيرهم.
لا تصدق ابنتى الشابة أننا كنا نحيا بلا فيس بوك أو تويتر أو محمول. كيف كنتم تعيشون؟ تندهش شقيقتها الأصغر قليلا من قدرتنا على مشاهدة الأفلام أبيض وأسود. تقول إنها لا ترى شيئا، ولا تعرف كيف نُميز الممثل من الممثل الآخر. يستغرب ابنى وأنا أحكى له قصة فتاة كندية كُنت أراسلها وأنا فى عمره، وظللنا أصدقاء لعشر سنوات رغم أن الفارق بين رسالة وأخرى كان يطول لعشرين يوما أو أكثر. يسألنى فى ضجر: كيف كنتم تحتملون هذا الملل؟ فالحب اليوم تيك أوى، سريع الوتيرة وربما من يتأخر دقائق يفقد غرامه.
تسارع الزمن كقطار لا يتوقف فى المحطات. تبدلت أحوال وتغيرت سلوكيات. فقدنا أحباء رحلوا عن دُنيانا، وفقدنا آخرين مازالوا أحياء لكن أرواحهم تغيرت وقلوبهم تقلبت. صعد أناس وهبط آخرون. تغيرت خرائط دول، وتبدلت مواقف ساسة. ولدت أفكار جديدة، وشطبت أفكار تصورها البعض يقينية. غلب التطور كل شيء. اكتشفت عقاقير لعلاج كثير من الأمراض المستعصية ولم يعد الطب الحديث يعترف بعبارة «مرض لا علاج له»، وزاد متوسط عمر الإنسان فى العالم، وازدادت أعداد المعمرين فى كثير من البلدان.
رغم كل هذا، فالماضى بالنسبة لى وربما لمعظم أبناء جيلى، وربما لكافة الأجيال هو الجنة بعينها. الجمال الذى نتطلع إليه منبهرين، اليوتوبيا التى نستلهمها بحثا عن الطمأنينة. لذا نصفه دائما متحسرين، وتتكرر على ألستنا عبارة «زمن الفن الجميل» و«زمن الحب الجميل». نقول عن الساسة فى الماضى «كانوا رجالا عظاما» رغم اننا كنا ننتقدهم فى ذلك الوقت، وربما كنا نلعن الزمن كله.
وهذه هى النوستالجيا. الحنين الدائم للماضى. وهى سمة عامة لا تخص مجتمعا بعينه، فكل إنسان ملتصق بالماضى كحركة مقاومة مستحيلة لقطار الزمن. وربما نحن ننجذب للماضى لأننا كُنا أصغر عمرا، وأكثر قوة، وأعلى حماسا، وأشد عزما.
لكن الحكماء يقولون لنا: «اكسب لحظتك الآنية واستمتع بها» فلا سكون فى الكون، وكل شيء سيزول إلا الطيب.
والله أعلم.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصطفى عبيد عالم البحار نادى السينما عمرو دياب
إقرأ أيضاً:
محافظ مطروح يفتتح مدرسة الشهيد عقيد شرطة أحمد جاد الجميل
إفتتح اللواء خالد شعيب محافظ مطروح اليوم الاثنين مدرسة الشهيد عقيد شرطة أحمد جاد الجميل للتعليم الأساسي بمنطقة القصر بحضور النائبة سحر عيد والنائب حسن أبو قديرة والنائب جمال الشورى أعضاء الهيئة البرلمانية بالمحافظة ونادية فتحى وكيل وزارة التربية والتعليم والعمدة عبد الكريم يونس رئيس مجلس العمد والمشايخ والمهندس طارق عبدالله مدير فرع هيئة الأبنية التعليمية بمطروح و رضا جاب الله رئيس مدينة مرسي مطروح وأحمد هاشم رئيس مجلس أمناء تعليم مطروح ، وعدد من قيادات التعليم بمطروح. .
حيث تم توسعة المدرسة بعدد ١٥ فصل بتكلفة بلغت ٩،٦ مليون جنيه، بالإضافة إلى ٦ فصول سابقة مما يعمل على تقليل الكثافة بالفصول من ٥٦ طالب إلى ٢٢ طالب في الفصل ويأتي ذلك ضمن افتتاح عدد ١٢ مدرسة خلال احتفالات المحافظة بالعيد القومى بإجمالي عدد فصول ٢٠٢ فصل بإجمالي تكلفة ١٣٧ مليون جنيه لتقليل الكثافات بالفصول وتقديم منتج تعليمى متميز لأبناء المحافظة.
وخلال الإفتتاح عرض فريق كورال مدارس مطروح عدد من الاغاني الوطنية والحماسية .
بينما رحب النائب حسن أبو قديرة بزيارة المحافظ وافتتاح مدرسة أحمد جاد الجميل ضمن خطة المحافظة لتحسين الخدمات المقدمة بمنطقة القصر للتيسير علي أهالى المنطقة خاصة مع دخولها ضمن المرحلة الثانية للمبادرة الرئاسية حياة كريمة .
وفي كلمته وجه اللواء خالد شعيب محافظ مطروح التهنئة لأهالي منطقة القصر بافتتاح المدرسة ، موجها لمديرية التربية والتعليم والأبنية التعليمية بالدراسة التربوية لإقامة مدرسة تعليم ثانوى لطلاب المنطقة و كذلك التنسيق بين الأبنية التعليمية وقطاع كهرباء مطروح لتوصيل كابل كهرباء للمدرسة لتأمين استقرار التيار الكهربائي بها.
منناحي اخرى وفى وقت سابق تابع اللواء خالد شعيب محافظ مطروح إستمرار جهود الأجهزة التنفيذية بمحافظة مطروح في إزالة وسحب مياه الأمطار من الشوارع الرئيسية والفرعية بمدن ومراكز المحافظة وتمركز سيارات ومعدات الجهات المعنية من شركه مياه الشرب والصرف الصحى بمطروح ومراكز المدن والحماية المدنية ببعض المناطق لتجمعات مياه الأمطار،طوال اليوم الخميس بعدما شهدت عدد من مدن المحافظة أمطارغزيرة متوسطة وحالة من عدم الاستقرار مع إنخفاض درجات الحرارة
ففى مدينة مرسي مطروح كثفت سيارات شركة مياه الشرب والصرف الصحي بمطروح ومركز المدينة جهودها في التعامل مع تراكمات مياه الأمطار في عمليات شفط وتصريف مياه الأمطار والإجراءات الاحترازية لمواجهة الظروف الجوية وإزالة تجمعات المياه في عدد شوارع وأحياء المدينة من خلال فرق الطوارئ التمركزة في عدد من مناطق تراكمات المياه بأفراد وسيارات ومعدات سحب المياه سواء بالشوارع الرئيسية وعلى طول الطريق الساحلى ،مع متابعة الاستجابة لاستغاثات لسحب تراكمات المياه.