اتفق خبيران عسكريان في تحليلهما العسكري على قناة الجزيرة على أن الكمين الذي نفذته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قلقيلية بالضفة الغربية هو عملية نوعية وضربة للجيش الإسرائيلي ولأجهزته الأمنية والاستخباراتية.

وبثت قناة الجزيرة اليوم الأحد مشاهد لكمين مركّب قالت كتائب القسام إنها نفذته في بلدة النبي إلياس بقلقيلية في الضفة الغربية.

ووصف الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي هذا الكمين بالعملية النوعية للمقاومة الفلسطينية، غير مستبعد ازدياد مثل هذه العمليات بالضفة ومناطق أخرى من الأراضي المحتلة في الفترة القادمة.

وبشأن كمين كتائب القسام، قال الفلاحي إن التخطيط للعملية يتطلب معلومات استخباراتية دقيقة جدا عن الموقع الذي تم استهدافه، مؤكدا أن عملية التخطيط تحتاج وقتا للمراقبة والرصد وجمع المعلومات وتحليلها، ثم تأتي مرحلة وضع الخطة اللازمة لتنفيذ العملية.

وشرح العقيد الفلاحي تفاصيل العملية بقوله إنها تتكون من 4 مجموعات، وإن القوة المتقدمة أطلقت النار على الموقع العسكري الإسرائيلي، وبعدها بدأت القوات الإسرائيلية الموجودة في المنطقة بالتوافد لغرض المعالجة، قوة أولى وثانية وثالثة ورابعة مع طواقم الإسعاف لتطويق المنطقة.

وأوضح أن منطقة قلقيلية هي ضمن اللواء 877، وهو جزء من الفرقة 877 التي هيء جزء من قيادة المنطقة الوسطى في الضفة الغربية، مبينا أن اللواء أفراين هو المسؤول عن منطقة قلقيلية، والفرقة 877 مقسمة حسب المناطق.

أعقد العمليات

من جهته، وصف الخبير في الشؤون الإستراتيجية والعسكرية اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات كمين كتائب القسام بأنه من أعقد العمليات المركّبة، خاصة أنه جرى في مربع أمني للإسرائيليين، منطقة النبي إلياس.

وقال عريقات إن المقاومة كانت تدرك حجم الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية في المنطقة، وعلى هذا الأساس تم التحضير والتخطيط.

واعتبر اللواء المتقاعد في اتصال هاتفي مع الجزيرة أن نجاح العملية هو مضاعف، حيث إنها ضربة للجيش الإسرائيلي وللأجهزة الأمنية والاستخبارية ولهيبتهم، ورسالة للمستوطنين الذي يقطعون الطرق ويعتدون على الفلسطينيين ويحاولون منع حركتهم، ورسائل إلى الجبهة الداخلية في إسرائيل ولقيادتها واستخباراتها.

من جهته، أعرب العقيد ركن الفلاحي عن قناعته بتكتم الاحتلال على العمليات التي تُجرى في مناطق الضفة الغربية طوال الفترة الماضية، ودلل على ذلك باضطرار جيش الاحتلال لسحب وحدات من قطاع غزة والدفع بها إلى الضفة مثل كتيبة دوفدوفان التي كانت مسؤولة عن منع العمليات الفدائية ومعالجة ما يسميه الإرهاب، والدفع بها إلى مناطق في الضفة الغربية على أمل السيطرة على الوضع هناك.

نقل الصراع

من جهة أخرى، لم يستعبد الخبير العسكري الفلاحي إمكانية نقل صراع فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة مع الاحتلال الإسرائيلي إلى مناطق أخرى من الأراضي المحتلة، مؤكدا توفر الكثير من الإمكانيات والقدرات التي يمكن أن تستخدم إذا أرادت فصائل المقاومة أن تزيد العمل الفدائي في الفترة القادمة.

وقال الفلاحي إنه رغم أن مناطق الضفة الغربية خاصعة للسلطة الفلسطينية حيث توجد قوات أمنية تمنع مثل هذه الأعمال فإنه رأى أن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة بحق المدنييين وإلغاء الاحتلال اتفاقياته مع السلطة أجبرا الفصائل على تنفيذ مثل هذه العمليات في مناطق بالضفة الغربية.

يذكر أن حركة حماس دعت في وقت سابق إلى إضراب عام في الضفة الغربية ردا على ما وصفتها بمجزرة طولكرم عقب استشهاد 14 فلسطينيا خلال عملية عسكرية نفذتها قوات الاحتلال في مخيم نور شمس بمدينة طولكرم شمال الضفة استمرت قرابة 3 أيام.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات فی الضفة الغربیة کتائب القسام

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يوسّع عملياته العسكرية في الضفة الغربية

واصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في مدن ومخيمات الضفة الغربية، لليوم الـ 62 على التوالي، وسط تصعيد غير مسبوق وتدمير للبنية التحتية والممتلكات، وبالتزامن مع حملات اعتقال وتهجير طالت آلاف الفلسطنيين”، بحسب ما أفادت وكالة “وفا” الفلسطينية.

وقالت الوكالة: “تشهد مدينة طولكرم ومخيمها، بالإضافة إلى مخيم نور شمس، استمرار العمليات العسكرية، حيث دفعت القوات الإسرائيلية بتعزيزات عسكرية جديدة تضم آليات ثقيلة وجرافات نحو المناطق المستهدفة”.

وأضافت، “أطلق الجنود الإسرائيليون القنابل الضوئية في منطقة حارة المحجر بمدينة طولكرم، وانتشروا بشكل كثيف في محيط جبل الصالحين داخل مخيم نور شمس، وسط عمليات تفتيش واسعة النطاق”.

بدورها، أفادت مصدر محلية بأن “مخيم طولكرم يواجه انتشارا عسكريا مكثفا داخل أزقته وحاراته، حيث تواصل القوات الإسرائيلية مداهمة المنازل، وخَلع أبوابها، وتخريب محتوياتها، كما أجبرت سكان حارتي الحدايدة والربايعة على النزوح القسري بعد تهديدهم بالقوة والاستيلاء على عشرات المنازل التي حوّلتها إلى ثكنات عسكرية”.

على صعيد آخر، نصب القوات الإسرائيلية حواجز طيارة على مداخل المدينة الرئيسية، بما في ذلك دوار فرعون جنوبا، ودوار السلام شرقا، وشارع نابلس المقابل لمخيم طولكرم، إضافة إلى ضاحية ذنابة قرب منصات العطار.

وأفاد شهود عيان بأن “الجنود أوقفوا مركبات المواطنين ودققوا في هوياتهم، وأخضعوا العديد منهم للاستجواب الميداني والتنكيل، ما أدى إلى عرقلة حركة السكان وتأخير وصولهم إلى وجهاتهم”.

وفي تطور لاحق، “اعتقلت القوات الإسرائيلية الشابين ميسرة مجلي وأسيد أبو محروق من ضاحية ذنابة شرق طولكرم، قبل أن تفرج عنهما لاحقا، كما أبلغت السلطات الإسرائيلية عائلة الشاب أنس أيمن ترابي بأنه معتقل لديها، وذلك بعد فقدان الاتصال به لمدة يومين، وسط حالة من القلق حول مصيره”.

بدورها، تشهد مدينة جنين ومخيمها، حملة تدمير وتهجير ، حيث تستمر القوات الإسرائيلية في تنفيذ عملياتها العسكرية لليوم الـ68 على التوالي، وسط عمليات تجريف واسعة للطرق وحرق المنازل وتحويل أخرى إلى ثكنات عسكرية.

وأفادت مصادر محلية “بأن القوات الإسرائيلية دفعت بتعزيزات عسكرية من حاجز الجلمة مصحوبة بصهاريج مياه نحو محيط المخيم، حيث تواصل عمليات التجريف والتدمير، لا سيما شبكة الطرق”.

وأعلن رئيس بلدية جنين، محمد جرار، “أن مخيم جنين أصبح منطقة غير صالحة للسكن، مؤكدا أن الدمار الذي خلفته القوات الإسرائيلية طال 600 منزل وتسبب في تدمير البنية التحتية بشكل كامل”.

في سياق متصل، أفادت مصادر فلسطينية باقتحام القوات الإسرائيلية بلدة طمون جنوب شرق طوباس في الضفة الغربية.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” عن المصادر قولها “إن القوات الإسرائيلية اقتحمت البلدة عبر حاجز بوابة عاطوف العسكري، وحاصرت منزلا مع تعزيزات إضافية تضم جرافة عسكرية، وأفادت المصادر بسماع أصوات كثيفة لإطلاق الرصاص داخل البلدة خلال عملية الاقتحام”.

وفي مدينة نابلس، “أصيب شاب يبلغ من العمر 40 عاما وفتاة تبلغ الـ18 من العمر برضوض نتيجة اعتداء القوات الإسرائيلية عليهما بالضرب أثناء اقتحام المدينة فجر اليوم السبت”، وفق ما نقلت “وفا”.

وأفاد مدير مركز الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر بنابلس، عميد أحمد، “بأن طواقم الإسعاف تعاملت مع إصابتين بالرضوض، فيما تم اعتقال الشاب محمود عوادة خلال عملية اقتحام منطقة التعاون العلوي بالمدينة، حيث داهمت القوات عدة منازل وعبثت بمحتوياتها”.

مقالات مشابهة

  • كتائب القسام تعلن عن أول عمليه لها والأزمة السياسية تتفاقم في إسرائيل
  • عاجل| القسام تعلن عن عملية تفجيرية في خانيونس
  • “أونروا”: حجم النزوح في الضفة الغربية غير مسبوق منذ عام 1967
  • تصاعد النزوح في الضفة الغربية.. الأونروا تحذر من أزمة غير مسبوقة
  • مشروع استيطاني جديد يفصل الضفة الغربية ويهدد بإجهاض حل الدولتين
  • حكومة الاحتلال تصادق على خطة تقطع الضفة الغربية وتعمّق الاستيطان
  • الصراع الإقليمي بين الدول ليس معادلة صفرية بالضرورة، بل عملية إعادة تموضع مستمرة
  • الاستيطان يلتهم الضفة الغربية بالتزامن مع تدمير المخيمات
  • تقرير: توسع استيطاني غير مسبوق في الضفة الغربية العام الماضي
  • الجيش الإسرائيلي يوسّع عملياته العسكرية في الضفة الغربية