جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-22@10:24:19 GMT

احترام حقوق الفلسطينيين هو السلام

تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT

احترام حقوق الفلسطينيين هو السلام

 

د. قاسم بن محمد الصالحي

 

من المدهش والمزعج- في آنٍ واحد- أن تضج عقولنا بالكلام عن السلام مع اليهود، ونتناسى تاريخهم، وسيرورة أزمنتهم وصيرورة أمكنتهم، وتوجد أقفال على أبواب تفكيرنا عن جديد واقعهم وأحداثه، وتراكمات أدران قلوبهم، يمر بنا زمنهم المعاصر، لا يوجد من يُعيد أعناقنا إلى وضعها الطبيعي بعد أن لويت لقرون خلت.

تمر السنون، نعيش أحداثها الاستثنائية التي جاد بها زمننا، فترات منها ضَمِنت لنا مكانة بين الأمم، تعددت أنواعها، منها في يومنا هذا أحداث غزة العزة، التي سطر أبطالها فيها إبداعات قتالية ضد الصهاينة المحتلين، لم يسبقهم أحد إليها، ومن غاص في ملحمة غزة وجد فيها نفسه.

عمل المقاومة في غزة استثنائي ومختلف، زالت به عن العالم أقنعته، وأزاحت عنه أصباغه، أسقطت فيه جدران الوهم بين الزمان والمكان، فإذا بالماضي يصير بصيغة الحاضر، والحاضر يتلبس صيغة المستقبل، بدت لحظات الصمود فيه خيرا مطلقا للأمة العربية والإسلامية، تكشفت تحته طبقات سادية بني صهيون في معاناة الشعب الفلسطيني، ورغبتهم الأبدية في الإحساس بالقوة والتعالي.

وقفت سفينة الحياة في أرض فلسطين عندما تقاعست الأمة العربية والإسلامية عن القضية، وتركت الأرض في قبضة كيان اصطنعه المستعمر في زمن الاستسلام والخنوع، ثم جاء طوفان الأقصى عملا بطوليا شامخاً في البحث عن حرية الأرض والإنسان، في زمن تحكمه ازدواجية المعايير تخدم الصهاينة أعداء الإنسانية، في رحلة، لا يبحث فيها أصحاب الحق إلا عن أسمى الرسائل البشرية، رحلة تعمق فيها البحث عن العدل، عبر مراحل الزمان والمكان، رحلة حضارة مازالت تحتل الكينونة الإنسانية بكل توجهاتها، نضال يفرق بوضوح بين الحقيقة والوهم، وزمان يطرح أسئلة في الوجود البشري كله.

لقد حركت المقاومة الفلسطينية زرًا في الجهاز الأممي، وانطلقت في الكفاح عن قضية أتى تاريخها من زمن سحيق، رأى الزمان من خلالها حقول التين وأشجار الزيتون وعسل جبل الطور، شيء من تلك الأنسام أصاب قلوبنا برعشات من الإكسير تغزو العروق، حين دعت المقاومة أمتها التي لم تكن تقوى على الانتصاب، لكن استسلم الشعور بين سواعد أبطال المقاومة لاستعادة القوة، هكذا تابعت شعوب الأمة، توزعت طاقتها الإيجابية في كل أنحاء أرض فلسطين، حتى وجدتُها تسبق بتأييدها حقوق ضيعت مع الزمن؛ فسألت الأرض:

"ألا تحبين الحرية؟"، فأجابتها: "ومن ذا الذي لا يُحب الحرية؟".

ثم استدارت معها شعوب العالم الحرة خلف أصحاب الحق مثل أحجار القدس، وعادت لتضمهم كقبة الصخرة تقف عليها تلك الأعمدة قبل الآلاف من السنين، رحلت بهم إلى ما قبل الميلاد لتحكي لها حكاية الحق التي لم يقلها الصهاينة، كصاعقة زاغت العقول عند بابها! عبر الأزمان تطير! تعود بالزمن عشرات القرون لكي تستجدي تلك الحضارة الإنسانية القديمة، من أجل أن تستقيم الحياة على أرض فلسطين، التي دنستها حضارة الحرب والظلم ولذة القتل.

إنِّه العُوار العظيم في حياة الصهاينة، كلها رذيلة، وكلها افتراس، وكلها قتل وتنكيل بأصحاب الحق!، جعلهم ينادون بالعودة إلى العقيدة لنسألها فيما لو كان اليهود يوما أصحاب عهد أو ذمة، لأنهم الناكثون الماكرون، قتلة أنبياء الله ورسله!، لنعود إلى تاريخهم وسيرورة أزمنتهم الغابرة، وصيرورة أمكنتهم، لكي يقولوا لنا إن كانوا أصحاب عهد أو ذمة!، رغم أننا نعرف  أننا مهما طالبناهم بحقوقنا، نحن مرفوضون!، هذا هو قانونهم، وكل قانون غير هذا عندهم، هو معاداة لساديتهم!، إذن، حتى الآن، يبقى كل ماعدا العمل المقاوم لاسترداد الحق، هو سراب!، ونحن نعلم أن السراب في قانون الظلم يبقينا في انتظار ذاك السراب الذي نراه، ونحن في صحراء العطش منذ أن سلبت أرض فلسطين.

تمسكي يا أمتي في حبل مشيمة رحم الإسلام، إنه ذاك الحبل الذي يعيدنا إلى جذر الجذور، عندما يكون كل شيء في عالمنا مسموحًا، القوي هو من يكتب فيه ما يشاء! حتى إذا ما أسودت صفحات الحق بقانون الظالم، جاء الضعيف لكي يرى نفسه فيها ضحية! يرى في لحظة ظنَّ فيها أن الآمال قريبة، تجسدت في كلام عن سلام منشود، وإذا بمفاوضاته تحطم صخور القدس والأقصى، ونابلس، وجنين، ورام الله، وتقتلع غزة بمن فيها، وبقي الفلسطيني، مثل شعوب الأمة، يحلم بين ضياع الأرض وأنشودة السلام مع من لا يحترم حقوق الآخر ولا يعترف بوجوده، ناظرًا؛ بل ولا يعترف بإنسانيته.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أستاذ علوم سياسية: الدور المصري محور أساسي في التحولات الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية

أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن تصريحات رئيس الوزراء الإسباني بشأن مصر تأتي في سياقين رئيسيين: الأول يتعلق بالدور الفاعل الذي تلعبه القيادة السياسية المصرية في هذا التوقيت، والثاني يرتبط بأهمية إسبانيا كدولة رئيسية في مسار عملية السلام، خاصةً مع دورها التاريخي في مؤتمر مدريد للسلام في مطلع التسعينيات وما تبعه من جهود قبل وبعد اتفاقية أوسلو.

الشوا: مصر مارست ضغطا كبيرا على إسرائيل لإدخال المنازل المتنقلة إلى غزةأستاذ علاقات دولية: نتنياهو لن يكون جزءًا من المشهد السياسي بعد حرب غزة

وأوضح فهمي، خلال مداخلة على قناة "إكسترا نيوز"، أن إسبانيا لطالما كانت لاعبًا رئيسيًا في توجيه مسار الصراع العربي-الإسرائيلي في مراحل متعددة، مشيرًا إلى أن تصريحات رئيس الوزراء الإسباني تعكس إدراكًا أوروبيًا متزايدًا لأهمية الدور المحوري الذي تلعبه مصر في عملية السلام وخفض التوترات في الشرق الأوسط، بما يتماشى مع الرؤية المصرية لحل الدولتين.

وأضاف أن المواقف الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية تشهد تحولًا تدريجيًا، خاصةً مع تكشف الحقائق على الأرض، واستجابةً لحالة الاحتجاجات الشعبية في الشوارع الأوروبية ضد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.

كما أشار إلى أن القاهرة تتبنى نهجًا دبلوماسيًا ذكيًا لحشد أكبر عدد من الدول الداعمة للموقف الفلسطيني، ليس فقط من حيث الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ولكن أيضًا من خلال السعي لتحويل الدعم السياسي إلى خطوات فعلية على الأرض.

ولفت إلى أن أوروبا تتحرك بشكل متزايد نحو لعب دور أكثر فاعلية في المنطقة، من خلال دعم جهود إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار، مشددًا على ضرورة أن تترجم هذه التحركات إلى إجراءات ملموسة تسهم في إنهاء الأزمة وتحقيق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • نائب حزب مصر القومي: القاهرة تتحرك لدعم أي مسار سياسي يعيد حقوق الفلسطينيين
  • أبو العينين يفضح روايات الاحتلال الكاذبة أمام برلمان البحر المتوسط ويؤكد: لا سلام دون استعادة حقوق الشعب الفلسطيني
  • فلسطين تبعث رسائل لمسؤولين أمميين حول تكثيف العدو الصهيوني اعتداءاته على الضفة بما فيها القدس
  • أستاذ علوم سياسية: الدور المصري محور أساسي في التحولات الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية
  • مصر وإسبانيا تؤكدان دعم حق الفلسطينيين في البقاء ورفض التهجير
  • كواليس الـ48 ساعة التي انقلب فيها ترامب على زيلينسكي
  • الأديبة اللبنانية إيمان حميدان لـ 24: علينا احترام أوطاننا وإظهار أجمل ما فيها
  • وزير الخارجية الإيراني: خطة تهجير الفلسطينيين مؤامرة لإبادة فلسطين
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين الطريق الوحيد لتحقيق السلام
  • برلمانية: إدخال معدات إعادة إعمار غزة يعكس التزام مصر بدعم الفلسطينيين