سهام بنت أحمد الحارثية

harthisa@icloud.com

 

في عصر التكنولوجيا والابتكار، يُشكِّل التمويل الجماعي أنموذجًا جديدًا لجمع الأموال ودعم المشاريع والأفكار الإبداعية ويقوم هذا النوع من التمويل على مبدأ جمع الأموال من مجموعة واسعة من الأفراد أو المستثمرين الصغار الذين يرغبون في استثمارات قليلة مما يتيح الفرصة لأكبر عدد من الناس للاستثمار وتثمير أموالهم وذلك بغرض دعم مشاريع محددة وتحقيق أهداف مُحددة.

ويعتمد التمويل الجماعي على منصات متخصصة عبر الإنترنت تكون مرخصة من هيئات الأسواق المالية والكثير منها يتوافق مع الشريعة الإسلامية وهذا النموذج من التمويل يتميز بالشفافية والوضوح؛ حيث يتيح للمستثمرين الاطلاع على المشاريع المعروضة في المنصة ودراستها قبل الاستثمار ومتابعة سير هذه المشاريع بعد الاستثمار حيث يقوم رواد الأعمال والمبتكرون بالتسويق لمشاريعهم وطرح المميزات فيها لاستقطاب المساهمات من المهتمين والمستثمرين.

ويمثل التمويل الجماعي فرصة مثيرة للاستثمار في مجموعة متنوعة من المشاريع والأفكار، بدءًا من الشركات الناشئة وحتى المشاريع الاجتماعية وتصل الى مشاريع التطوير العقاري ويتيح هذا النموذج للمستثمرين الصغار الفرصة للمشاركة في الاقتصاد بشكل مباشر، مما يمنحهم تجربة فريدة وقيمة في عالم الاستثمار.

على الجانب الآخر، يعد التمويل الجماعي أداة حيوية لرواد الأعمال لجمع التمويل اللازم لتنفيذ أفكارهم وتحقيق أحلامهم الريادية بدلًا من الاعتماد على التمويل التقليدي الذي يمكن أن يكون صعب الحصول عليه، يمكن لرواد الأعمال استخدام منصات التمويل الجماعي للوصول إلى مجموعة واسعة من المستثمرين المحتملين.

كما يمكن أن يكون للتمويل الجماعي تأثير إيجابي على المجتمع؛ حيث يمكن أن يدعم مشاريع تركز على حل مشاكل اجتماعية أو بيئية بالتالي، يصبح التمويل الجماعي وسيلة فعَّالة لتحقيق التنمية المستدامة وتحقيق الأثر الاجتماعي الإيجابي في المجتمعات.

ومن القصص الناجحة للتمويل الجماعي قصة "شركة تجارة الساعات"؛ ففي عام 2013، أثناء مناقشتهما لشراء الساعات، أدرك الشريكان لابلانت وكرامر أن الساعات الأنيقة غالية التكلفة جدًا وغير متاحة للجميع، فقاما بأبحاث مكثفة وتواصلا مع موردي الساعات لفهم تكاليف الإنتاج، فاكتشفوا أن وجود وسطاء التجزئة يزيد من تكلفة الساعات بشكل كبير، ولحل هذه المشكلة، قررا بيع الساعات مباشرة للعملاء بأسعار معقولة، ولجذب التمويل اللازم لبدء عملهما، تقدما إلى منصة التمويل الجماعي كيك ستارتر، لكنهما تعرضا للرفض مرتين ومع ذلك، لم يستسلما واستمرا في العمل على فكرتهما وقررا أن يبحثا عن خيارات أخرى حتى لاحظا أن منصة التمويل الجماعي في حاجة إلى تحسينات، فتم تغيير المنصه فتوجها إلى منصة أخرى تدعى إنديغوغو؛ حيث نجحا في جمع 300000 دولار خلال 50 يومًا عبر حملتين متتاليتين، واستمر نجاحهما وبناء علامتهما التجارية بعد الحصول على التمويل. في النهاية، تم بيع شركتهما مفمت بمبلغ 300 مليون دولار لمجموعة موفادو في عام 2018. وقصص اخرى كثيرة مشابهه يمكن الاطلاع عليها في منصات التمويل الجماعي.

باختصار.. إن التمويل الجماعي يمثل فرصة ممتازة للمستثمرين للمشاركة في الاقتصاد بشكل مباشر، ولرواد الأعمال للحصول على التمويل اللازم لتحقيق أفكارهم وتحقيق أحلامهم الريادية. وقد اثبتت التجارب المختلفة في دول كثيرة أنه من خلال الجمع بين الرأسمال والابتكار والأثر الاجتماعي، يمكن للتمويل الجماعي أن يؤدي دورًا مُهمًا في دعم الاقتصاد وتعزيز التنمية المستدامة فهو ليس اداه التمويل وخلق شركات وتعزيز فرص الاستثمار، وإنما خلق ثقافة المشاركة وتعزيز فكرة الجرأة في الاستثمار في الشركات الناشئة.. لذلك ينبغي توخي الدقة في اختيار شركة التمويل الجماعي ودراسة المشاريع المطروحة ونسبة نجاحها.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يفتتح فعاليات منتدى الأعمال المصري الفرنسي بمارسيليا

افتتح المهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية فعاليات منتدى الأعمال المصري الفرنسي، وذلك في إطار زيارته الحالية لفرنسا وبحضور عدد كبير من المسؤولين وممثلي مجتمعي الأعمال بالبلدين.

وقال الوزير إن مدينة مارسيليا تحظى بأهمية اقتصادية خاصة؛ نظرا لموقعها الجغرافي كميناء هام على ساحل البحر المتوسط، مشيرا إلى أن اختيار مدينة مارسيليا لعقد فعاليات المنتدى يعكس أهميتها اللوجستية والاقتصادية ودعمها للعلاقات الاقتصادية الثنائية بين مصر وفرنسا.

وأضاف «الخطيب» أن مارسيليا تستضيف المقار الرئيسية لعدد كبير من المجموعات الاستثمارية العالمية، والتي تعتبر شريكة رئيسية لمصر في مجالات النقل البحري والنقل والطاقة الخضراء، لافتا إلى أن مارسيليا تستضيف أيضا عددًا من الشراكات الاقتصادية، والتي تتطلع لتحسين مستويات التعاون مع نظيرتها المصرية لدعم المشروعات الاستثمارية المشتركة بين المستثمرين المصريين والفرنسيين.

وأوضح الوزير أن هناك فرصة هائلة للشراكات بين البلدين في القطاعات ذات الأولوية الاستثمارية والتجارية لمصر وفرنسا، والتي تشمل النقل البحري واللوجيستيات والتكنولوجيا الخضراء والمستدامة والطاقة الخضراء والهيدروجين، وذلك استنادا إلى التوجه الحالي للدولة المصرية لدعم التحول الأخضر، والذي عكسه توقيع فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي على مجموعة من الحوافز الضريبية لمشروعات الهيدروجين الأخضر، والتي تستهدف زيادة إنتاجه والتوسع في استخدامه محليا في عدد من القطاعات الاقتصادية المختلفة.


ولفت «الخطيب» إلى أن مصر تتطلع أيضا للتعاون مع فرنسا في مجال السياحة، لا سيما سياحة اليخت وبما يحقق التوجهات المصرية الهادفة لجعل مصر مقصدا رئيسيا لسياحة اليخت.

وأشار الوزير إلى أن مشروع تنمية شبه جزيرة رأس الحكمة الضخم على ساحل البحر المتوسط غرب مدينة الإسكندرية، ساهم في زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة لمصر لتصل إلى ٤٦.١ مليار دولار خلال العام المالي٢٠٢٣/ ٢٠٢٤، حيث بلغت استثمارات المشروع ٣٥ مليار دولار.

مقالات مشابهة

  • وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يشارك في اجتماعات بالتنسيق مع اتحاد أرباب الأعمال الفرنسي "ميديف"
  • جمال الدين يبحث سبل الاستثمار مع اتحاد الأعمال الفرنسي
  • هيئة الاستثمار تشارك في ورشة عمل «مراجعة ديناميكيات الأعمال»
  • وزير الاستثمار والتجارة يشارك في اجتماعات اتحاد أرباب الأعمال الفرنسي "ميديف"
  • 24 مليار دولار حجم الاستثمارات في منطقة الكوميسا خلال عام 2024
  • وزير الاستثمار يفتتح فعاليات منتدى الأعمال المصري الفرنسي
  • وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يفتتح فعاليات منتدى الأعمال المصري الفرنسي بمارسيليا
  • أهم 30 تصريحا لرئيس الوزراء اليوم.. توفير 8 ملايين فرصة عمل السنوات المقبلة
  • وزير البترول يجتمع بأعضاء النواب والشيوخ ورجال الأعمال للترويج لفرص الاستثمار
  • اقتصادية قناة السويس تبحث فرص الاستثمار بمنتدى الأعمال بباريس