محميات البريمي والظاهرة والجبل الغربي تحتضن تنوعا أحيائيا فريدا معرضا للانقراض
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
قالت هيئة البيئة: إن محميات الجبل الغربي والظاهرة وواحة البريمي الطبيعية، التي أعلن عنها مؤخرا بمرسوم سلطاني سام رفعت عدد المحميات الطبيعية في سلطنة عمان إلى 30 محمية بمساحة تقارب 15 ألف كيلومتر مربع، وذلك في إطار الجهود المبذولة من أجل الحفاظ على الحياة البرية وتعزيز صون البيئة والحفاظ على الحياة الفطرية.
وفي مؤتمر صحفي عقد اليوم، أكد سالم بن نصير الربيعي مدير دائرة المحميات الطبيعية بهيئة البيئة على أن المحميات الثلاث ستغطي جزءا مهما من جبال الحجر الغربي وتشمل محافظات شمال الباطنة والبريمي والظاهرة، مما يعزز جهود الحفاظ على البيئة ويسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لسلطنة عمان، وتسهم في تعزيز التنوع الأحيائي، وتشمل تضاريس البيئة الجبلية وبها تنوع فريد يضم أنواعًا نباتية وحيوانية مختلفة، على رأسها الوعل العربي والغزال العربي، إضافة إلى تنوع كبير في الطيور البرية، وتضمن تلك الحماية استمرارية هذه الأنواع وحمايتها من الانقراض.
وأشار الربيعي إلى أن هناك أنواعا من الحيوانات البرية والنباتات مهددة بالانقراض، بما فيها بعض الثدييات الكبيرة التي تواجه خطر الانقراض بنسبة 38%، فيما تبلغ نسبة الخطر على الطيور من الانقراض ٧٪ والزواحف ١٧٪ والنباتات ٦٪.
وتابع قائلا: "إن المحميات تحافظ على الموارد المائية والأراضي، وسوف تخضع الأنشطة البشرية مثل الزراعة والرعي لقيود بيئية صارمة داخل المحميات لضمان عدم إضرارها بالتنوع الأحيائي والموارد الطبيعية، ومن شأن هذه الإجراءات أن تسهم في الحفاظ على الأودية والمناطق المائية التي تعد حيوية للثروة الحيوانية والحياة البرية، حيث إن مساحة المحميات البرية في سلطنة عمان شهدت ارتفاعا وصل إلى 4.8% بعد أن كانت 3.7% من إجمالي المساحة الوطنية، كما تسهم جبال الحجر الغربي في توفير المياه للأودية والزراعة، وتعد من أهم مصادر المياه الجوفية في محافظات شمال الباطنة والبريمي والظاهرة، وكونت حاجزا طبيعيا ذا أثر بيئي كبير يحافظ على نمط الحياة الرعوية وتوفير مواطنا للحياة البرية المحلية". مشيرا إلى دور المحميات في تعزيز السياحة البيئية ودعم الاقتصاد الوطني، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويعمل على إيجاد فرص عمل في المناطق المحيطة، وبعد الانتهاء من إعداد خطط الإدارة للمحميات الطبيعية الثلاثة سيتم تطوير فرص استثمارية بها وفق ما هو معمول به حاليا على أن تشمل مراكزا للزوار ونزلا بيئية.
وحول دور المحميات الطبيعية في تعزيز التعليم والبحث العلمي أوضح الربيعي أن المحميات توفر فرصًا للبحث العلمي والدراسات البيئية، حيث يمكن للباحثين والطلبة دراسة النظم الإيكولوجية والعمليات الطبيعية، وتسهم في رفع الوعي بأهمية الحفاظ على التنوع الأحيائي، وذلك بالتنسيق مع الجامعات والكليات بالمحافظات الثلاثة.
وأضاف: "إن المحميات تقلل من آثار التغير المناخي من خلال الأشجار والمساحات الخضراء التي تسهم في امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتخزين الكربون، مما يعزز جهود التخفيف من الآثار السلبية للتغير المناخ، وتسعى سلطنة عمان للوصول إلى الحياد الصفري بحلول العام 2050م". وعرج مدير دائرة المحميات الطبيعية في حديثه عن تفاصيل محمية الجبل الغربي الطبيعية التي تقع في شمال سلطنة عُمان بين محافظتي شمال الباطنة والبريمي، وهي عبارة عن سلسلة جبلية ممتدة يفصلها من الجنوب وادي الجزي ومن الشمال وادي رجمي، وتبلغ مساحتها قرابة 485 كم2. وتتميز المحمية بتنوع أحيائي واسع، حيث رصد فيها 58 نوعًا نباتيا منها الشوع والعسبق والحبن والهندبوب، و5 أنواع من الثدييات، وأثبتت الدراسات الميدانية البيئية وجود الوعل العربي "الطهر"، وأنواع متعددة من الزواحف، بالإضافة إلى تسجيل 13 نوعًا من الطيور المهاجرة والمستوطنة منها الحجل الرملي وحمام الجبل.
وتابع حديثه "تقع محمية الظاهرة الطبيعية في محافظة الظاهرة وتحديدًا ضمن السلسلة الجبلية الممتدة من جنوب وادي الفتح بولاية ينقل وحتى منطقة المازم شمال غرب ولاية عبري، وتعد منطقة المازم من المواقع المهمة لطائر الحبارى أثناء هجرته في موسم الشتاء، وتبلغ مساحة المحمية أكثر من 860 كم2، وتمتاز المحمية بوجود السلسلة الجبلية التي تقطعها بعض الأودية الرئيسة بالمحافظة والتي تتجه إلى الجنوب الغربي لتصب في صحراء الربع الخالي، وأشارت هيئة البيئة إلى أن المسوحات الميدانية أثبتت تسجيل أكثر من 70 نوعًا من النباتات البرية، أبرزها الغاف والراك والسلم والسدر، وأنواع من الثدييات الكبيرة فقد رصد الوعل العربي "الطهر" والغزال العربي والوشق والثعلب الجبلي والأرنب البري والقط البري، كما تم تسجيل 17 نوعًا من الطيور البرية، بالإضافة إلى انتشار الضب بشكل ملحوظ". واختتم الربيعي حديثه عن محمية واحة البريمي الطبيعية التي تقع في 3 محافظات وهي: محافظة البريمي، ومحافظة شمال الباطنة، ومحافظة الظاهرة، وبالتحديد ضمن السلسة الجبلية من شمال الشوعية بولاية عبري بمحافظة الظاهرة تحدها قرية العقير بولاية صحم بمحافظة شمال الباطنة من جهة الشرق وقريتي الخد وخضراء المكاتيم بولاية صحار بمحافظة شمال الباطنة من جهة الشمال وحتى وادي صاع بولاية البريمي بمحافظة البريمي من الشمال الغربي، وتضم المحمية أنظمة بيئية مختلفة وتنوعا أحيائيا حيوانيا ونباتيا غنيا، فقد تم تسجيل 80 نوعًا من النباتات، و17 نوعًا من الطيور، ورصد بعض أنواع الزواحف، بالإضافة لرصد الوعل العربي "الطهر" والغزال العربي والوشق والثعلب الجبلي والثعلب الأحمر، ويطلق السكان المحليون على هذه المنطقة بحصن الوعل نظرا لوعورتها وارتفاعها وتضم في جنباتها مجموعة مهمة من الوعل العربي المهدد بشدة لخطر الانقراض".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المحمیات الطبیعیة شمال الباطنة الطبیعیة فی سلطنة عمان الحفاظ على نوع ا من
إقرأ أيضاً:
ولايات محافظة جنوب الباطنة تشهد حركة سياحية نشطة خلال إجازة العيد الوطني
"العُمانية": شهدت ولايات محافظة جنوب الباطنة خلال إجازة العيد الوطني الرابع والخمسين المجيد حركة سياحية نشطة شملت كافة المواقع السياحية والأماكن الأثرية والتاريخية بالمحافظة، ففي ولاية الرستاق كانت عين الكسفة الأبرز في الإقبال من قبل الزوار، نظرًا لما تتميز به من مياه طبيعية حارة، كما شهدت نيابة الحوقين وحصن الحزم وقلعة الرستاق وباقي المواقع زيارات مختلفة، وفي ولاية بركاء شهد شاطئ السوادي إقبالًا من السياح بسبب الموقع المميز للاستجمام بالقرب من مياه البحر وقضاء الوقت مع العائلة كما شهدت حديقة الحيوانات الموجودة بمتنزه النعمان حضورًا من قبل السياح لمشاهدة ما تحويه الحديقة من حيوانات مختلفة. وفي ولاية المصنعة شهدت شواطئ المصنعة التي تتميز بالرمال الدافئة إقبالًا من الزوار وكذلك حصن المصنعة شهد توافد أعداد من السياح نظرًا لما يمتاز به من موقع متميز في مركز الولاية وبنقوشه الفنية وأبراجه الهندسية المختلفة واحتواء ساحته الخارجية على العديد من الشواهد الأثرية القديمة، كما شهد خور القريم زيارات لمشاهدة بعض الطيور النادرة الموجودة فيه.
أما في ولاية نخل فكانت عين الثوارة هي الأبرز في إقبال السياح لقضاء الوقت الجميل بين المياه الطبيعية العذبة والأشجار الظليلة التي تتميز بها العين، بالإضافة إلى زيارة خبة القعدان والتخييم فيها وكذلك قرية الأبيض ووادي مستل الذي يتميز بطقسه المعتدل والجبال المحيطة به. وفي ولاية العوابي كانت قرى وادي بني خروص هي الأبرز في استقطاب الزوار خصوصًا قرية العلياء ومزارع جلب وكور الغابة، نظرًا للموقع المميز الذي يضم مناظر طبيعية جميلة وطقسًا معتدلًا يميل إلى البرودة، بالإضافة إلى قرية الصبيخاء التي شهدت حضورًا واسعًا من السياح. وفي ولاية واي المعاول، شهدت المواقع السياحية إقبالًا من الزوار كالفلج الساخن الموجود في قرية اللآجال الذي يعد إحدى الوجهات السياحية بالولاية وحارة حجرة الشيخ التي تتميز بالإبداع والهندسة في البناء والتعمير منذ القدم.