العُمانية: تقوم المؤسسات التعليمية في سلطنة عُمان بدور مهم في تعزيز الهُوية الوطنية من خلال ما تقدّمه من برامج ومناهج في مختلف المراحل التعليمية، لدعم قيم التمسك بمفهوم المواطنة؛ تعزيزًا للانتماء للوطن.

وفي ظل ما تتعرض له المجتمعات عامةً في التوجهات المعرفية والفكرية، من خلال تنوع القضايا والتحولات الاجتماعية تأتي أهمية المؤسسات التعليمية التي تدعم التمسك بالهوية الوطنية لدى الطلبة، لإيجاد جيل واع يجمع بين الموروث والحداثة.

وفي هذا السياق يقول الدكتور أحمد بن علي الشحري مساعد رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصلالة: "تقوم الجامعات بدور ملموس في تعزيز جوانب الهُوية الوطنية لطلابها واعتزازهم بموروثهم وتاريخهم، وذلك من خلال عدة مجالات من بينها طرح البرامج الدراسية التي تتناول التاريخ العُماني، ومنجزات النهضة العُمانية، والخطط المستقبلية لـ"رؤية عُمان ٢٠٤٠"، إلى جانب تنظيم الفعاليات الثقافية والاجتماعية التي تُعزز هذا الجانب، بالإضافة إلى الخطط السنوية الثابتة لتنظيم الأنشطة والاحتفالات الوطنية".

وأضاف أنَّ جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصلالة اعتمدت المتطلبات الدراسية التي تتعلق بالتاريخ والثقافة الوطنية مواد إلزامية، إلى جانب إقامة الأنشطة الطلابية الوطنية التي من بينها المسابقات والندوات التي ترفع الوعي بالقضايا الوطنية وتشجع على المشاركة المجتمعية، بالإضافة إلى التأكيد على العمل التطوعي والخدمة المجتمعية من خلال دعم مشاركة الطلاب في المشروعات التطوعية التي يكون لها دور ملموس في خدمة المجتمع ويعزّز الانتماء الوطني.

وأكّد على أنّ تنظيم المؤتمرات والندوات والملتقيات العلمية يُعزّز من مسار الهُوية الوطنية من خلال محاورها التي تبرز النشاط العلمي والبحثي للكوادر الوطنية العُمانية، ودورها في دعم خطط سلطنة عُمان الطموحة في التنوع الاقتصادي وتنمية الموارد البشرية.

ووضّح الدكتور أحمد بن علي الشحري مساعد رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصلالة أنَّ الجامعة ومن خلال منصات التواصل والإعلام تركز على المناسبات الوطنية والفعاليات الداعمة لها؛ وذلك بهدف تعزيز الهوية الوطنية لدى الطلبة في الجامعة.

وتُمثل الهوية الوطنية أهمية قصوى في رفعة الأمم وتقدمها وازدهارها، وبدونها يُفقد وجودها واستقرارها، إذ يستمد الأفراد انتماءهم إلى جملة من الرموز والمعايير التي تجعلهم يرتبطون ببعضهم البعض، وفي هذا الصدد يقول الدكتور أحمد بن عبد الرحمن بالخير أستاذ الدراسات اللغوية المشارك بجامعة ظفار: "إنَّ ما يشهده العالم الآن من تحولات كبرى طالت كل مجالات الحياة الفكرية والمادية والبيئية" يعني أنَّ عالمًا جديدًا يجري صنعه، وتلعب التقنية والعلم الحديث الدور الأخطر فيه، نظرًا للتحولات التي لامست البعد النفسي والفكري للإنسان، مما يعني أنَّ هناك ثقافة جديدة يجري إنتاجها.

وأضاف أنَّه في ظل ما تتعرض له المجتمعات عامة من أزمة متعددة الأبعاد في سياق التغيرات الناتجة عن التحولات الاجتماعية والمعرفية التي دعمت الرفاهية وتوافر البدائل، وتنوع طبيعة القضايا الفكرية حول نوع الإنسان الذي يستطيع مواكبة المتطلبات المتجددة يبرز دور المدرسة كمؤسسة اجتماعية تسعى إلى ترسيخ الهُوية الوطنية، إذ تقوم بدور كبير ومهم في تنمية قيم الهُوية وأركانها من خلال المناهج التربوية التي تُعد عنصرًا أساسيًّا في تشكيل هُوية المجتمع، إلى جانب دورها في تعميق الانتماء والولاء لدى الطلبة والعمل على تأصيله لديهم من خلال غرس القيم الوطنية ومعتقدات المجتمع، وربطهم بلغتهم ودينهم وتاريخهم وحضارتهم.

وأردف أنَّ هناك العديد من المؤسسات التي تُسهم في بناء مفهوم الهوية الوطنية، وتنمية الشعور به لدى الفرد ومنها الأسرة والمؤسسات الدينية والرفاق ومجموعة العمل والمدرسة التي تنفرد عن غيرها بالمسؤولية الكبيرة في تنمية هذا المفهوم، وتشكيل شخصية المواطن والتزاماته، وتنجز المدارس تلك المسؤولية من خلال المناهج الدراسية في شتى المراحل التعليمية.

ووضّح أنَّ المناهج التربوية تمثل الإطار العام للتعليم الذي يتم بموجبه تأهيل الدارسين بالقيم والأنماط السلوكية والمهارات والمعارف اللازمة لحياة الإنسان كمواطن يمتلك شخصية فعّالة في مجتمعه، إذ تُعد المناهج التربوية حلقة وصل بين التربية كفلسفة وأطر نظرية وفكرية تبنى على أسس قيمية واجتماعية وثقافية ونفسية ومعرفية، وبين التعليم بوصفه الجانب التطبيقي الذي من خلاله يمكن أن يتحقق ما يسمى بالأهداف التربوية التي تعرف على أنَّها توجيه الناشئة نحو السلوك المرغوب فيه؛ لتحقيق تكيف الفرد مع ذاته ومحيطه وتكوين ما يسمى بالمواطنة الصالحة.

وأشار إلى أنَّ المؤسسات التربوية الأولية -المدارس- تُعد حجر الأساس لحياة الإنسان كلها، لهذا فقد اكتسبت أهمية عظيمة في تطوير الأفراد وتأهيلهم، لافتًا إلى أنَّ المدرسة تُسهم في عملية التنشئة الاجتماعية والتطبيع الاجتماعي وإعداد الشباب للمستقبل وإكسابهم معايير وقيم مجتمعهم، وتعمل على توثيق الصلة بين المجتمع والمدرسة من خلال توجيه الطلبة إلى التأثير في المجتمع، وتمكينهم من المساهمة في الخدمة الاجتماعية، إلى جانب العمل على نقل التراث الاجتماعي والاحتفاظ به وتطويره وتبسيطه.

وأكّد الدكتور أحمد بن عبد الرحمن بالخير أستاذ الدراسات اللغوية المشارك بجامعة ظفار أنَّ التعليم هو القاعدة الصلبة التي تبني الدول عليها مشروعاتها الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، وتحقق من خلاله مستقبلها الذي تتطلع إليه، إذ يتم من خلاله تنمية مكونات الهوية الوطنية وغرس القيم المعرفية والخلقية في مؤسساته التربوية، مُشيرًا إلى أنَّ المؤسسات التعليمية هي المكان الأهم في تشكيل الهُوية الوطنية وصناعتها.

ووضّح أنَّ للوعي بالهوية الوطنية والالتزام بها آثارًا عظيمة تنعكس على الفرد والمجتمع والوطن بشكل عام، وتتمثل في قوة النسيج الاجتماعي، إلى جانب النهضة في العلم والمعرفة، والقوة في الاقتصاد، والاستغلال الجيد للعقول المبدعة، والتطوير الدائم والبناء للوطن، وهيبة للوطن والمواطن إذا اعتز الكل بهويته الوطنية، فأحسن فهمها، وأجاد لغة التعبير عنها.

إنَّ الهُوية الوطنية في سلطنة عُمان بُنيت على مرتكزات أساسية هي الدين الإسلامي واللغة العربية والتاريخ والجغرافيا، ويقول الدكتور عامر بن أزاد الكثيري محاضر أول لغة عربية بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصلالة "إنَّ كل مرتكز من هذه المرتكزات ينبغي أن يكون حاضرًا في وعي الطالب وإدراكه، وهذا ما تعمل المؤسسات التعليمية على تعزيزه خلال سنوات الدراسة.

وأضاف: على الجامعات أن تضطلع بدور كبير في مواجهة تحديات العولمة وإبراز الخصوصية الثقافية الكبيرة التي تتمتع بها سلطنة عُمان، من خلال إجراء الدراسات النظرية والتجريبية على المجتمع وإعداد دراسات إحصائية دقيقة من أجل المساعدة في اتخاذ القرارات الصحيحة من الجهات المعنية بوضع التشريعات.

وأكّد على ضرورة الاهتمام باللغة العربية بشكل واسع في الجامعات، إذ تتمثل قوة الشعوب الناعمة في تمسكها بلغاتها والاعتزاز بها، لافتًا إلى أنَّه يحق لنا التمسك بالعربية والاعتزاز بها، فهي لغة القرآن ولغة التدوين والحضارة ويجب أن تكون لغة العلم والحياة أيضًا.

وحول دور الهُوية الوطنية في الحفاظ على الإرث الحضاري ومقومات الهوية العُمانية أشار الدكتور عامر بن أزاد الكثيري محاضر أول لغة عربية بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصلالة إلى أنَّ سلطنة عُمان غنية بموروثها الثقافي واللغوي والتاريخي والحضاري، موضحًا أنَّ عملية توثيق عناصر الهوية يجب أن تتبع مسارين: يتمثل الأول في استخراج المدونات التاريخية التي تتحدث عن مكانة سلطنة عُمان التاريخية واللغوية والحضارية وشواهد ذلك كثيرة، والمسار الثاني يجب أن يتم بشكل منهجي واضح وسليم في توثيق جميع مفردات الهوية العُمانية من خلال الاهتمام بالإرث الحضاري والتراث الثقافي في شِقّيه المادي وغير المادي، مُشيرًا إلى أنَّ سلطنة عُمان غنية جدًّا بالمفردات الثقافية، إذ وثقت 14 مفردة في التراث غير المادي والمجال مفتوح للإضافة ولكنَّه يحتاج إلى منهجية علمية دقيقة للكشف عن هذه المفردات.

ووضّح أنَّ الهوية عندما تُدرّس بشكل واضح وتحدد معالمها ببناء علمي دقيق فإنَّ ذلك يؤدي إلى زيادة التماسك والتواصل بين أبناء المجتمع، لافتًا إلى أنَّه من خلال البحث في التاريخ العُماني المشترك كُشف عن تواصل فعّال منذ القدم بين مختلف أفراد المجتمع الموزعين في جميع محافظات سلطنة عُمان، إذ أثبتت بعض الأبحاث في اللهجات العُمانية بأنَّ هناك ظواهر لغوية تاريخية مشتركة بين أبناء محافظات ظفار وجنوب وشمال الشرقية والداخلية والظاهرة والبريمي ومسندم، مما يعزّز التاريخ المشترك والتواصل القديم بين أبناء سلطنة عُمان، إلى جانب عددٍ من الأبحاث العلمية اللغوية التي أثبتت أيضًا أنَّ العلاقة التي تربط بين الحضر والبدو في سلطنة عُمان علاقة متماسكة جدًّا لا تجد لها نظيرًا في كل المجتمعات العربية .

وأشار الدكتور عامر بن أزاد الكثيري محاضر أول لغة عربية بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصلالة إلى أنَّ من أهم العوامل التي تؤدي إلى استدامة الهُوية الوطنية هي الوعي التام بمرتكزات الهوية ودورها في نهضة البلد، وارتباط العُماني بأبناء دينه وثقافته ولغته، إلى جانب ربط الجوانب الأصيلة من الهوية بالمشاركة المجتمعية من خلال استثمار الهوية الثقافية مثلًا في الجانب السياحي الأمر الذي تعود فوائده على أبناء المجتمع مما يجعلهم يشعرون بقيمة ثقافتهم وأهمية المحافظة عليها، بالإضافة إلى ربط الهوية بنتائج البحث العلمي من أجل إغناء عناصرها بالتقنيات والذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يُسهل نشرها وتلقيها من جمهور الشباب.

إنَّ التربية على المواطنة تشهد عناية فائقة في سلطنة عُمان، وذلك من خلال الاهتمام الكبير الذي توليه وزارة التربية والتعليم في هذا المجال، وتضمين المناهج الدراسية المعارف والمهارات المتعلقة بالمواطنة في مختلف المراحل الصفية.

وقالت الدكتورة ميزون بنت بخيت الشحرية المكلفة بأعمال المدير العام بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار رئيسة فريق عمل التربية على المواطنة "يعمل الفريق على ترجمة الأهداف والمجالات والأبعاد الواردة في وثيقة التربية على المواطنة، وربطها بجميع البرامج والفعاليات التربوية المختلفة بمدارس المحافظة؛ وذلك لإبراز وتعزيز دور المدرسة التربوي والريادي بصفتها أهم مؤسسة داعمة لتربية النشء، إلى جانب التعاون مع المدارس بمختلف المراحل التعليمية في اقتراح وتنفيذ البرامج والأنشطة الداعمة للطلبة لتعزيز الهوية الوطنية والشعور بالانتماء وغرس حب الوطن والولاء للسُّلطان في نفوس المتعلمين وتقدير رموز الوطن والمحافظة على منجزاته".

وأضافت أنَّ وزارة التربية والتعليم حددت مجموعة من المجالات وفق ما تضمنته الوثيقة المتمثلة في المجال المعرفي والمهاري والوجداني، كما اشتملت الوثيقة كذلك على مجموعة من الأبعاد من بينها البعد الديني والوطني والقانوني والتقني، وتُراعى هذه الأبعاد أثناء إعداد الخطط الاستراتيجية أو تنفيذ المشروعات والدراسات التربوية التي تخدم وتستهدف الطلبة.

ووضّحت أنَّ المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار ممثلة بفريق عمل التربية على المواطنة تقوم بشكل سنوي بإعداد وتنفيذ خطط عمل وبرامج مختلفة منبثقة من وثيقة التربية للتربية على المواطنة التي أُعدت من قبل وزارة التربية والتعليم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التربیة على المواطنة المؤسسات التعلیمیة الدکتور أحمد بن الهویة الوطنیة الع مانیة إلى جانب ا إلى أن تعزیز ا من خلال التی ت

إقرأ أيضاً:

بتوجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك.. «الحق في الهوية والثقافة الوطنية» شعار يوم الطفل الإماراتي 2025

أعلن المجلس الأعلى للأمومة والطفولة شعار يوم الطفل الإماراتي لهذا العام، وذلك بتوجيهات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.
وكشف المجلس عن الشعار، وهو «الحق في الهوية والثقافة الوطنية»، مؤكداً أن هذا الحق يعد جانباً أساسياً من جوانب نمو الطفل وتشكيل هويته، ويشمل ذلك قدرته على التفاعل مع تراثه الثقافي والمشاركة فيه والتعبير عنه، بما في ذلك اللغة، والتقاليد، والفنون، وانطلاقاً من أن الاعتراف بهذا الحق ورعايته يسهم في تعزيز شعور الأطفال بالانتماء والهوية، وهو أمر جوهري لرفاههم وتطورهم المتكامل.
ويتميز هذا العام بأنه سيتم فيه الإعلان عن أفضل المشاركات حول الحق في الهوية والثقافة الوطنية والتي تشمل سبع فئات، الفئات الدائمة، وهي «احتفالنا بهم.. فرحة لهم»، وتُمنح للجهة التي تنظم الاحتفال الأكثر تأثيراً وتفاعلاً بيوم الطفل الإماراتي، وفئة «صوت الطفولة.. صدى الإعلام» لأفضل محتوى إعلامي متميز (تلفزيوني، صحفي، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي) يبرز يوم الطفل الإماراتي وينقل رسالته بفعالية، وفئة «لطفولتهم تتزين الإمارات» وتمنح لأكثر الزينات ابتكاراً وجمالاً، وتعكس أجواء احتفالية شاملة تشجع على المشاركة المجتمعية.
جيل يروي تاريخه
كما تشمل الفئات المرتبطة بشعار هذا العام، فئة «جيل يروي تاريخه»، لأفضل «تطبيق، برنامج، لعبة، كرتون» لتعليم الأطفال التراث الثقافي الإماراتي، و«هوية إماراتية فخر أجيالنا»، لأفضل برنامج لتعزيز الهوية الوطنية لدى الأطفال، و«بالعربية نبدع» لأفضل مبادرة لتعزيز اللغة العربية وترسيخها لدى الأطفال، وأخيراً فئة «جسور بين الأجيال - تراث عريق» لأفضل مبادرة تعزز التواصل بين الأطفال وكبار المواطنين للحفاظ على التراث الإماراتي.
وسيعلن المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في نهاية العام الجاري، عن أفضل المشاركات في هذه الفئات السبع.
الموروث الشعبي
يهدف شعار يوم الطفل الإماراتي إلى تعزيز الربط بين الأجيال، من خلال إشراك كبار المواطنين والأطفال في أنشطة مشتركة، وتوثيق وتدوين الممارسات المحلية بأسلوب مبسط وصديق للأطفال، لضمان تخليدها للأجيال المقبلة، والتشجيع على القراءة باللغة العربية، لتعزيز ارتباط الأطفال بلغتهم الأم، إضافة إلى دعم التبادل الثقافي المحلي والمعرفي بين فئات المجتمع المختلفة بما يسهم في المحافظة على الموروث الشعبي الإماراتي الذي يشمل على سبيل المثال لا الحصر الشعر والحكم والأمثال والفنون التراثية والعيالة والحربية والتغرودة والصناعات التقليدية، وكل ما يحمل في طياته تاريخاً طويلاً من العادات والتقاليد التي تميز دولة الإمارات.
 وتتضمن المشاركات أنشطة ومبادرات تمتد على مدار العام الجاري، تنظمها وتشارك فيها المؤسسات والجهات المختلفة من القطاعين الحكومي والخاص في الدولة وجميع فئات المجتمع إماراتيين ومقيمين.
الهوية والثقافة الوطنية
أكد المجلس أن احترام حق الطفل في الهوية والثقافة الوطنية ينعكس إيجاباً على العديد من جوانب شخصيته، من بينها تعزيز احترام الذات والثقة بالنفس لديه، إذ إن الأطفال الذين يتم تشجيعهم على استكشاف تراثهم الثقافي والتعبير عنه يطورون شعوراً قوياً بالفخر بهويتهم، تتم ترجمته إلى أداء أكاديمي وتفاعلات اجتماعية أفضل وروابط عائلية أقوى.
المهارات الاجتماعية
أوضح المجلس في دليل يوم الطفل الإماراتي الذي أطلقه عبر الموقع الإلكتروني الخاص بالمجلس، أن الانخراط في التقاليد الثقافية يقوي الروابط الأسرية ويضمن نقل المعرفة الثقافية عبر الأجيال، وأن تحسين المهارات الاجتماعية يساعد الأطفال على فهم ثقافتهم الخاصة وتقديرهم لها، الأمر الذي ينمي لديهم التعاطف واحترام الآخرين.
ولفت إلى أن الوعي الثقافي يعزز لدى الطفل علاقات اجتماعية أفضل، ويقلل من الأحكام المسبقة والصور النمطية، ويعزز لديه المرونة والقدرة على التكيف، خصوصاً أن الأساس الثقافي القوي يساعد الأطفال على مواجهة التحديات والتغييرات، ويكون لديهم رؤية عالمية أوسع؛ لأن أولئك الذين يرتكزون على ثقافتهم ويطلعون على ثقافات الآخرين يطورون منظوراً أكثر شمولاً وعالمية ما يعزز نجاحهم الأكاديمي، إذ أثبتت التجارب أن المدارس التي تدمج التعليم الثقافي في مناهجها الدراسية تشهد تحسناً في مشاركة وأداء طلابها التعليمي.
التراث الإماراتي
دعا المجلس إلى تعزيز الأنشطة اللامنهجية التي تحتفي بالثقافة والتراث الإماراتي، مثل الموسيقى التقليدية والرقص والفنون والحرف اليدوية، وإتاحة المكتبات والمراكز الثقافية لجميع الأطفال؛ لأنها تلعب دوراً محورياً في توفير الموارد والمساحات للتعليم الثقافي والمشاركة.كما دعا إلى دعم البرامج المجتمعية التي تعزز التعبير الثقافي بين الأطفال، وتوفر فرصاً تعليمية غير رسمية وتدعم الشعور بالفخر المجتمعي والثقافي، وتنظيم المهرجانات والفعاليات الثقافية التي يشارك فيها الأطفال في تراثهم الثقافي والتعرف عليه، وإنشاء مساحات آمنة يسهل الوصول إليها لهم، ليشاركوا في الأنشطة الثقافية ويستكشفوا هوياتهم الثقافية.
وأكد المجلس أهمية تعزيز المحتوى الذي يعكس التنوع الثقافي والتراثي: عبر وسائل الإعلام التي تؤدي دوراً مهماً في تشكيل التصورات والمواقف تجاه التنوع الثقافي، وتشجيع برامج الأطفال التي تقوم بالتثقيف والاحتفاء بالتقاليد الثقافية.
العادات والتقاليد
قالت الريم بنت عبدالله الفلاسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، إن الاحتفالات بيوم الطفل الإماراتي لهذا العام، تؤكد جانباً مهماً جداً في مسيرة بناء شخصيته وتكوين قناعاته ونظرته إلى مجتمعه ومحيطه، وهو الجانب الثقافي الذي يركّز على تعزيز ارتباطه بوطنه ومجتمعه واعتزازه بالقيم والعادات والتقاليد الأصيلة التي يتميز بها.
وأضافت أن الموروث الشعبي الإماراتي، بمكوناته الغنية والمتنوعة سواء على مستوى الفنون أو العادات أو القيم، يعد ركيزة أساسية من ركائز الهوية الوطنية، التي يسعى المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، بالتعاون مع جميع المؤسسات المعنية في القطاعين الحكومي والخاص إلى غرس مبادئها في نفوس الأطفال والناشئة وتعزيز ارتباطهم بها، وتشجيعهم على التمسك بها والمحافظة على أصالتها، مشددة على أن هذا الأمر مسؤولية مجتمعية مشتركة تتطلب تضافر الجهود كافة للحفاظ عليه ونقله إلى الأجيال المقبلة.
الشعور بالفخر
دعت الفلاسي الجهات الحكومية ذات الصلة، إلى الإسهام الفاعل والمشاركة في دعم وتفعيل الحق في الثقافة والهوية لأطفال الإمارات، والحرص على ضمان احترام الحقوق الثقافية، والمشاركة في تعزيز وتعميق الشعور بالفخر والانتماء لديهم، الأمر الذي يدعم نموهم الشامل وبالتالي بناء أجيال محبة لوطنها منتمية لترابه، مخلصة في ولائها لقيادته الرشيدة، قادرة على حمل رايته ومواصلة مسيرته في النهضة والتنمية والعبور نحو المستقبل الذي يتطلع إليه أبناؤه.

أخبار ذات صلة هزاع بن زايد يشدّد على المسؤولية المشتركة في رعاية الأطفال أطفال الإمارات.. حماة التراث المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • أمانة منطقة الرياض تطلق فعاليات الخيمة الثقافية لتعزيز الهوية الوطنية والتواصل المجتمعي
  • رئيس جامعة قناة السويس: نواصل جهود تعزيز التحول الرقمي كمحور رئيسي لتطوير العملية التعليمية
  • تعزيز الإطار القانوني والرقابي للقطاع المصرفي في سلطنة عُمان
  • نهيان بن مبارك: تعزيز الهوية الوطنية ركيزة أساسية لنمو المجتمع
  • احتفال ثقافة نجع حمادى.. محافظ قنا يؤكد أهمية تعزيز الهوية الوطنية
  • الهوية الوطنية والهوية العربية: جدلية التداخل ومسارات المشروع الثقافي الأردني
  • «أطفال الشارقة»: ترسيخ الهوية الوطنية
  • «الأرشيف» و«الهوية» يبحثان تعزيز التعاون
  • بتوجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك.. «الحق في الهوية والثقافة الوطنية» شعار يوم الطفل الإماراتي 2025
  • الخطاب الديني في سلطنة عمان.. تعزيز للتسامح والاعتدال والتقارب