محمد رامس الرواس
لا يمكن أن يصبح الإنسان عادلًا في أحكامه وآرائه إلّا إذا صلحت نفسه وتجرد من أهوائه وتناول الموضوع الذي يتحدَّث عنه بكل مصداقية وإنسانية وشفافية؛ لأن الإنسان العادل مصدر عدله الرحمة.
هذا النموذج الإنساني الذي سنتحدث عنه في هذا المقال يحمل في ضميره الحي الكثير من معاني الرحمة والإنسانية والعدل.
وحتى هذه الساعة ما زال جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل إعداماته للفلسطينيين العزل أمام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي. ومن المفيد هنا أن نستحضر ما وثقه تقرير فرانشيسكا عام 2023 لحادثة قتل 11 فلسطينيًا عُزَّل بحي الرمال أمام عائلاتهم بشكل مروع وبدم بارد، خلال اقتحام قوات الاحتلال للحي، وقد وصفت فرانشيسكا حينها الوضع بأنه "إعدام خارج القانون"، ولقد تكررت كثيرًا مثل هذه المشاهد خلال العدوان الغاشم على غزة؛ منها إخراج جنود الاحتلال لسكان بيت لاهيا من منازلهم تحت تهديد السلاح، وتجريدهم من ملابسهم ليمارسوا فيهم أبشع جرائم القتل المتعمد، وهذا غيض من فيض إنما مثال للدلالة على هول الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الحر الذي أصبح يباد خارج القانون الدولي.
تقرير فرانشيسكا الأخير حمل عنوان "تفصيل الإبادة الجماعية" وأكدت فيه أن هناك أسسًا معقولة للاعتقاد بأن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في قطاع غزة خلال حملتها العسكرية ضد حركة حماس. وأضافت أن إسرائيل تهدف إلى التدمير المنهجي لجميع سكان غزة أو لجزء كبير منهم وأن القادة والجنود والعسكريين في إسرائيل شوَّهوا عمدًا مبادئ القانون من خلال محاولة ارتكاب أعمال عنف وإبادة جماعية ومجازر يتعرض لها الأطفال قبل الكبار بقطاع غزة وينفذها جنود إسرائيليون بمشاركة من جنود مرتزقة من عدة دول مختلفة، تتهرب فيه إسرائيل من مسؤولية حقيقة ما تقوم به من إبادة جماعية.
ختامًا.. تأتي الإعدامات والاغتيالات ونسف المنازل والتهجير وكل الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضمن جريمة الإبادة الجماعية وهي جريمة محددة بالقانون الدولي في اتفاقية عام 1948، وفيها بنود مخصصة في حالة تدمير أو تصفية أي مجموعة دينية أو عرقية، أو تدمير مجموعة من الناس. ويشار إلى جريمة الإبادة الجماعية بأنها "جريمة الجرائم" بسبب صعوبة إثبات النية المُبيَّتة إن لم تكن واضحة.. وللحديث بقية.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي: الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتوسيع المستوطنات
قال سهيل خليلية، المحلل السياسي والخبير في شؤون الاستيطان، إن مخططات الاحتلال الاستيطانية التي يتم طرحها تتماشى مع رؤية سموتريتش الذي يقول إن من يمتلك الأرض يمتلك السيادة عليها، وبالتالي الفكرة عند الحكومة المتطرفة أنه يجب زيادة البناء الاستيطاني في الضفة الغربية وتوسيع مناطق نفوذ المستوطنات في مناطق مختلفة.
توسع المستوطنات وزيادة المستوطنينوأضاف خليلية، خلال مداخلة مع الإعلامية مارينا المصري، ببرنامج «مطروح للنقاش»، المذاع على فضائية «القاهرة الإخبارية»، أن أخطر ما في الموضوع أن توسع المستوطنات وزيادة عدد المستوطنين خلال توسيع عمليات البناء، سيأخذ مساحات كبيرة من الضفة الغربية، لافتًا إلى المستوطنات تلتهم نحو 10% من مساحة الضفة.
وتابع: «التغيرات الحادثة في الإدارة المدنية الإسرائيلية وتحويل السلطات التي تتعلق بالتخطيط والبناء ووضع الميزانيات تسعى لتوفير مساحات لعدد كبير من المستوطنين للقدوم والسكن في المستوطنات، ويتوقع الاحتلال الإسرائيلي حدوث هجرة من الخارج إلى إسرائيل، في ظل ادعائهم بأن هناك موجة عالمية معادية للسامية، فيتوقعون هجرة اليهود من الخارج إلى الأراضي المحتلة».