سامح تؤجر.. أهالي قطاع غزة يتسابقون لإسقاط ديون الشهداء
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
حصدت حملة شعبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي في غزة، حملت اسم "سامح تؤجر"، من أجل العفو عن الديون المستحقة على الشهداء والمفقودين خلال العدوان على قطاع غزة، تفاعلا واسعا وترحيبا، في ظل صعوبة تحصيلها ضمن الظروف الحالية.
وتقوم الحملة، التسامح الاجتماعي بين من لهم ديون أو حقوق مالية، على أشخاص استشهدوا، أو فقدوا ولم يعد يعرف مصيرهم، أو حتى الأشخاص المتواجدين في أماكن النزوح، بسبب الحالة المادية التي فقد معها الفلسطينيون في غزة، كل ما يملكون وباتت سداد الدين أمرا صعب المنال.
وتفاعل سكان غزة، وأصحاب المصالح التجارية مع الحملة، وكتب عبر صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي:
دفتر الديون
وتواصلت "عربي21"، مع عدد من أهالي القطاع، ممن لهم أو عليهم ديون، وبعضهم استشهد أبناؤهم، وهم مدينون ويرغبون في السداد، لكن بسبب الحاجة الشديدة، بدا الأمر متعذرا عليهم.
وقال أبو كامل المصري، صاحب أحد المحال التجارية في منطقة أبراج الشيخ زايد، إن الكثير من سكان المنطقة كانوا مدينين له، لأن الظروف قبل العدوان لم تكن جيدة بالأساس، لكن كان البعض يتمكن من السداد بعد حين.
وأوضح لـ"عربي21" أنه نزح عن منطقته، في الأيام الأولى للعدوان، لأنها كانت من أوائل ما تم قصفه، وكانت الديون المقيدة في دفتر محله، على سكان المنطقة تقارب ألفي دينار أردني.
وأضاف: "كيف السبيل لتحصيل هذه الديون الآن، الكثير من سكان المنطقة إما شهداء أو مفقودين، والأغلب نزوحوا وتفرقوا في أنحاء القطاع، ولا أحد منهم يملك المال مثلي وأنا أجلس في خيمه، لذلك تحصيل هذه الديون غير ممكن إلا يوم القيامة".
وتابع: "لذلك لا يمكن أن أطالب أحدا بالدين المستحق، وأنا أسامح لوجه الله تعالى، وما عند الله خير وأبقى وأعتبر ديوني التي أسامح بها رحمة للشهداء ولأهاليهم".
البحث عن أصحاب الديون
من جانبها قالت شيماء عبد العال، المقيمة في تركيا، وهي شقيقة شهيد، إن شقيقها كتب ورقة مفصلة بكل الديون المستحقة عليه، وسلمها لزوجته، قبل أن يتعرض للقصف في رفح قبل 3 أشهر ويستشهد.
وأوضحت لـ"عربي21" أن صورة الورقة، وصلتها من زوجته، وقامت بمراجعتها بالتفصيل وحساب كافة الديون، من أجل سدادها عنه.
وأشارت إلى أنها وأقارب الشهيد في الخارج، وفور علمهم بالديون المستحقة عليه، قاموا بحملة داخل العائلة وتمكنوا خلال يومين من جمع مبلغ يصل إلى 4 آلاف دينار أردني، قيمة الديون، وبدأوا بالتواصل مع أصحاب الديون المسجلة أسماؤهم في الورقة واحدا تلو الآخر.
وأضافت: "رغم أن الوضع الاقتصادي في غزة، بات تحت الصفر بدرجات، إلا أن كثيرا من أصحاب الديون، سامحوا بها لوجه الله تعالى، رغم أننا أرسلنا الأموال وقمنا بالضغط عليهم ليأخذوها، لكن بعضهم رفض".
مزق وثيقة حقوقه
وقال عز الدين يوسف، وكان موظفا بإحدى الشركات في غزة، إن صاحب الشركة استشهد الشهر الماضي، وكان كتب له ورقة شهد عليها عدد من أصحابة، أن له مستحقات مالية في ذمته وهو راتب الشهر الأخير قبل اندلاع العدوان.
وأوضح يوسف لـ"عربي21" أنه لم من يطلب من صاحب عمله تلك الورقة، لكن بمبادرة منه لحفظ حقوقه، طلب اللقاء به في مدرسة للإيواء في النصيرات، وخلال جلسة أشهد الحاضرين بأنه مدين لي، إلى حين تحسن الأوضاع ورد الراتب.
وأشار إلى أن الرجل استشهد مع عدد أفراد أسرته بقصف منطقتهم، وفور سماع نبأ استشهاده، "قمت بتمزيق ورقة اعترافه بحقوقي المستحقة، وسامحته لوجه الله في الدنيا والآخر، راجيا من الله أن يرحمه ويرحمنا، فالمأساة التي نمر بها أكبر من أن نبحث عن تحصيل أموال من بعضنا فالجميع في الفقر سواء".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الديون الشهداء غزة الاحتلال ديون شهداء المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
تكثيف عمليات نسف المنازل في قطاع غزة.. وارتفاع حصيلة الشهداء
كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ الساعات الأولى لفجر اليوم الجمعة، من عمليات نسف المنازل والمربعات السكنية في مناطق مختلفة بقطاع غزة، تزامنا مع تواصل القصف الجوي والمدفعي، ضمن حرب الإبادة المستمرة لليوم الـ441 على التوالي.
بدورها، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية إلى 45 ألفا و206 قتلى فلسطينيين و107 آلاف و512 مصابا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي: "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45,206 شهداء، و107,512 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023".
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي ارتكب "3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 77 شهيدا و174 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية".
وأشارت الوزارة إلى وجود "عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات"، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم.
ولأكثر من مرة، قالت طواقم الدفاع المدني والإسعاف بغزة إنها تعجز عن الوصول إلى مناطق يتوغل فيها الجيش الإسرائيلي لانتشال قتلى أو إنقاذ جرحى بسبب خطورة الأوضاع الأمنية والاستهداف المتعمد لها.
قصف مدفعي مكثف
وقصفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي بشكل مكثف بلدة بيت لاهيا ومشروعها، ومخيم جباليا وبلدة جباليا النزلة شمال قطاع غزة.
وأكد شهود عيان، أن جيش الاحتلال كثّف أيضا عمليات نسف المنازل والمربعات السكنية في مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا ومشروعها، وذلك في إطار التطهير العرقي ضد الفلسطينيين.
وتسببت عمليات النسف بأصوات انفجارات ضخمة، سمعت في أنحاء مختلفة من شمال قطاع غزة، واتسعت هذه العمليات على مدار الأيام الماضية، وبات جيش الاحتلال يقوم بتفخيخ المنازل الفلسطينية ونسفها، ما غيّر من معالم المدن الفلسطينية.
وفي 5 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، اجتاح الجيش الإسرائيلي مجددا شمال قطاع غزة؛ بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة".
إظهار أخبار متعلقة
وفي مدينة غزة، قال شهود عيان؛ إن آليات إسرائيلية أطلقت نيرانها صوب حي الصفطاوي في المنطقة الشمالية الغربية.
كما استهدفت المقاتلات الإسرائيلية منزلا يعود لعائلة الغندور قرب مسجد "النور المحمدي"، في محيط منطقة "أبو اسكندر" بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، وفق الشهود.
عمليات نسف في رفح
أما وسط القطاع وجنوبه، فقصفت المدفعية الإسرائيلية شمال غرب وشرق مخيم النصيرات (وسط)، وشمال مخيم البريج (وسط)، وبلدة عبسان شرق مدينة خان يونس (جنوب).
وقال شهود عيان؛ إن غارات إسرائيلية استهدفت مدينة رفح (جنوب)، بالتزامن مع عمليات نسف لمبان في المدينة.
والثلاثاء، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في بيان؛ إن إسرائيل تتوسع في "إبادة المدن"؛ كأداة لتنفيذ جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، مشيرا إلى أنه تحقق من صحة مقاطع فيديو وصور، أظهرت مسح وتدمير مناطق واسعة في الشمال ومدينة رفح.
وبدعم أمريكي، يرتكب الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن أكثر من 152 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.