مع بداية فترة رئاسية جديدة يراودنا جميعا سؤال هام، كيف نرى مصر خلال السنوات القادمة؟، في الحقيقة الإجابة أنني لا أعرف، ولكني أعرف كيف أريد أن أرى المصريين، أرى الطلبة المصريون يملأون قاعات المحاضرات في هارفارد وأكسفورد وستانفورد وكامبريدج، أرى طلبة الماجستير والدكتوراه المصريين مشهورين بتفوقهم في المجالات العلمية الحديثة، تعج بهم مراكز الأبحاث الأشهر في العالم، أرى أشهر جامعات العالم تسعى لفتح مقرات لها في مصر، أرى سمعة التعليم المصري تعود للمقدمة مرة أخرى.

لا أعرف لماذا بدأت بالتعليم، ولكن يبدو ان التعليم هو ما سيقود مصر الى التقدم الذي نرجوه على يد أبنائنا، هو القاعدة التي بها يمكن ان نُخرج للعالم شباباً يستطيع مواكبة المجالات المتطورة على مستوى العالم. 

هل نضب السوق المصري ذو المائة وعشرة ملايين مواطن اكثر من نصفهم من الشباب، من اخراج شركات ناشئة تتبوأ مقدمة الشركات العالمية من حيث القيمة المالية والشهرة، وتصبح مثل الشركات التي تتعدى ميزانيتها السنوية موازنات دول كاملة؟. نعم أحلم بأن يصبح الشباب المصري روادا في الذكاء الاصطناعي، يكتسحون سوق المبرمجين، أحلم بأول طائرة مسيرة مصممة ومنفذة في مصر.

ما أتوقعه أننا سنرى مراكز الأبحاث والجامعات المصرية تعمل ليل نهار بميزانيات ضخمة. قدرات عقلية لا محدودة قادرة على حل المشاكل المزمنة وإيجاد حلول أكثر محلية لمشاكل مثل ارتفاع تكلفة الطاقة الشمسية. كيف لبلد مثل مصر تتميز بهذا الكم من إشراق الشمس ولا تصبح من اكبر دول العالم في انتاج الطاقة الشمسية، سنوات معدودة من التفرغ للأبحاث والتجارب كفيلة بتحقيق ذلك وتصديره للعالم.

كيف لبلد يعاني من مشكلة مياه ولا يزال يزرع بالطرق التقليدية، أتوقع ان أرى مصر من اكبر الدول في استخدام الطرق الحديثة للزراعة مثل الزراعة بدون تربة والزراعة العمودية ومشابه ذلك، أرى كل شاب مصري يملك القدرة على العمل سواء في الريف او الحضر يستطيع افتتاح مشروعات زراعية حديثة وشركات جمع وتصنيع وتعبئة وتغليف ونقل وتصدير، أرى المحافظات ذات المكون الريفي تعج بالعمل ليل نهار بدلا من البطالة التي تقوض الهرم الاجتماعي لهذه المحافظات، أحلم بأن أسمع أسماء المحافظات والقرى الصغيرة على أنواع المنتجات الزراعية مثلما كنا نسمع عن عصائر قها وأمثالها.

كم أنتظر لسماع خبر تحقيق عدد قياسي من براءات الاختراعات المصرية، هل سنسمع خبر تحقيق انتاجيات قياسية للفدان والمتر المربع باستخدام كميات قياسية من المياه، هل يمكن ان نفخر في يوم من الايام بأن مصرياً هو من اخترع نوعاً من أنواع بطاريات السيارات الكهربائية التي ستغير صناعة السيارات في العالم، نعم أحلم، نعم أنتظر مِن الذي بنى الصحراء وشق الجبال وغيّر وجه العمران في مصر أن يغير وجه الانسان في مصر.

نعلم جيدا حجم العقبات والضغوطات التي يواجهها الشعب المصري في كل خطوة وساعة ويوم في حياته وأنتظر العمل على رفع مستوى جودة الحياة في مصر، سنعمل جميعا متكاتفين على توفير وسائل التأمين الصحي للشعب المصري، توفير التعليم المجاني ولكن بكفاءة عالية تغني عن التعليم الخاص إلا في أضيق الحدود، فلنعمل سويا على توفير حق السكن لكل مواطن مصري، ستكون حقا وسيلة فعالة لتخفيف ضغوط الحياة عن المصريين.

سنوات بناء الانسان قادمة دعونا نستثمر في الانسان ونري النتيجة أقرب مما نتوقع، ما سردته ليس احلاما وتمنيات شخصية، ولكني أعتقد انها صياغة لأحلام جيل كامل رأي ظروف الحياة الصعبة عاصر التحولات العالمية ورأي شعوبا نهضت وتحول فيها الانسان الي جوهرة تنتج وتخترع وتألف وترسم وتقود العالم بعد سنوات صعبة ومريرة عاشتها هذه المجتمعات حتى حدث التغير في الاتجاه الي الاستثمار في الانسان.

أريد بوضوح وضع اهداف محددة للسنوات القادمة، تدور هذه الأهداف حول محور النهوض بالبشر، فلنحلم ونحلم ونحلم، فلنرفع رؤوسنا لتطال السماء، لا سقف يحد من احلامنا، ثم نضع الخطط والاستراتيجيات، فنتحدى الزمن والظروف، نمتلك شبابا يصنع المستحيل وإرادة تشق الجبال وتصل الى عنان السماء بخطوات مدروسة وخطط دقيقة وعزيمة لا تلين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فی مصر

إقرأ أيضاً:

ذكري ميلاده.. اللحظات الأخيرة في حياة حسن مصطفى

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان القدير حسن مصطفى الذي يُعتبر واحداً من أعمدة الفن المصري. 

وترك بصمة لا تُمحى في المسرح والسينما والتلفزيون المصري على مدار عقود من الزمن.

من جانبها كشفت الفنانة ميمي جمال، تفاصيل اللحظات الأخيرة من حياة زوجها الفنان الراحل حسن مصطفي، قائلة "هو كان في العناية المركزة وانا كنت واخدة اوضة في المستشفي عشان الزيارة كانت ممنوعة منه فكنت انا استقبل الناس .. وبعد ما خرج من العناية جابوه في الاوضة جمبي وهو كان علي السرير وانا علي الكنبة".

حسن مصطفي 

وأضافت "ميمي جمال" خلال حوارها التليفزيوني في برنامج "واحد من الناس" المذاع علي قناة "الحياة" الفضائية، أن بعد خروجه من العناية المركزة ووضعه في غرفة أخري قام بطلب اكل كومبوت فاحضرت له وأكل وبعدها شرب المياة وطلب منها الجلوس بجواره، فجلست ووضعت يدها علي خدها، فقال لها "شيلي إيدك من علي خدك .. الأيام الجاية هتعملي كده كتير".

حسن مصطفي 

وتابعت الفنانة ميمي جمال، أن بعد ذلك أسند رأسه الي الخلف ولم يتحدث مرة أخري وفاضت روحه، وعلمت بذلك عندما كانت تحادثه ولم يقوم بالرد عليها.

نبذة عن حياته وأعماله

بدأ حسن مصطفى مسيرته الفنية في سن مبكرة، حيث التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج منه. عمل في البداية في المسرح القومي وعدد من الفرق المسرحية الكبيرة، مما أكسبه خبرة واسعة في فنون التمثيل.

الأعمال المسرحية

كان للمسرح النصيب الأكبر من أعمال حسن مصطفى، حيث شارك في العديد من المسرحيات التي أصبحت علامات بارزة في تاريخ المسرح المصري. من أشهر أعماله المسرحية:

مدرسة المشاغبين: حيث قدم دور الناظر، الذي أصبح أيقونة في المسرح المصري.

العيال كبرت: أحد الأدوار التي أثرت في جيل كامل بأدائه الكوميدي المميز.

سك على بناتك: إحدى المسرحيات التي لا تزال تُعرض وتحقق نجاحاً حتى اليوم.

حسن مصطفي وميمي جمال الأعمال السينمائية

رغم تألقه الكبير في المسرح، إلا أن حسن مصطفى لم يغفل السينما، حيث قدم العديد من الأفلام التي رسخت مكانته كأحد كبار الفنانين في مصر. من أشهر أفلامه:

أخطر رجل في العالم

مراتي مدير عام

إسماعيل ياسين في الأسطول

مقالات مشابهة

  • محمد علي حسن: مؤتمر الاستثمار المصري- الأوروبي جاء وسط تحديات إقليمية ودولية
  • مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي.. مقومات هائلة جذبت أنظار العالم
  • وزيرة التخطيط: مصر مرت بعدة برامج إصلاح مختلفة على مدار 10 سنوات
  • الرئيس السيسي: نواجه أزمات دولية وإقليمية متعاقبة تلقي بظلال شديدة السلبية على جميع دول العالم
  • معالي عبدالسلام المرشدي يكتب عبر “أثير”: كان سيدًا بأخلاقه قبل نسبه
  • «القاضي»: مؤتمر الشباب أعظم وسيلة تتواصل بها الدولة مع مستقبلها
  • كنعاني: “الديمقراطية وحقوق الإنسان” الأمريكية مجرد شعار فارغ
  • د. محمد ممدوح يكتب: الوضع الاقتصادي وحقوق الإنسان قبل وبعد الثورة
  • محمد ممدوح: تمكنت الدولة المصرية من دحض ادعاءات جماعة الإخوان الإرهابية
  • ذكري ميلاده.. اللحظات الأخيرة في حياة حسن مصطفى