أضحت دولة الإمارات العربية المتحدة، مثالاً يحتذى إقليمياً و عالمياً، برؤيتها الاستباقية ونموذجها التنموي والاقتصادي المتفرد، ومساهماتها غير المسبوقة في تعزيز التعاون الدولي والتعايش بين الأمم والشعوب، ومبادئ حسن الجوار، ما مكّنها من الإسهام الفعّال في صياغة تفاهمات محورية، ومبادرات مؤثرة إقليمياً ودولياً، وأن تحظى بمكانة عالمية مرموقة، ما عزز صدقيتها والثقة بدورها الإيجابي المؤثر بمختلف القضايا الإقليمية والعالمية.

ولعل من أبرز المجالات التي تركت دولة الإمارات بصمتها المتميزة فيه، الإسهام في إعادة تشكيل مفاهيم العمل، وقيم العيش المشترك عالمياً. ويأتي نجاحها على هذا الصعيد، من منطلق إيمانها بأن الإنسان هو الهدف والمحور، بل الغاية من وراء النهضة والتقدم، لتركز على راحته وإسعاده، عبر توفير كل مستلزمات الارتقاء به لتأهيله، لينهض بمسؤولياته على أكمل وجه، للمشاركة في مسيرة البناء والرخاء.

وبدعم القيادة الرشيدة ورؤيتها، أصبحت الإمارات حاضنة للعمالة الماهرة ورأس المال البشري، من أصحاب المواهب في القطاعات الحيوية والاقتصادية المهمة، لما تتمتّع به من سياسات وتشريعات عمالية مرنة، ما أتاح لقطاع العمل، بناء منظومة بشرية في مختلف التخصصات والمجالات.

رصيد حافل

وعززت الإمارات رصيدها من الإنجازات في هذا المجال؛ وأكدت دراسة أصدرها «مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية» (MenaCC) أن الإمارات أفضل بيئة للعيش والرفاه في العالم العربي، بفضل المميزات المتوافرة فيها.

وأوضحت الدراسة أن هناك عوامل عدة ساعدت الإمارات على تبوّؤ موقع الصدارة العربية، في هذا الصدد، منها تصدرها مؤشرات الدولة الحديثة والعصرية، التي تستجيب لتطلعات جيل المستقبل، عن طريق زيادة الوعي بالهُويّة الوطنية والاحتفاء بها، وتعزيز إنتاج المحتوى الثقافي المحلي واستهلاكه. فضلاً عن تعزيز ثقافة المسؤولية والمشاركة لجميع شرائح المجتمع.

وصنّفت الدراسة الإمارات بأنها أكثر البلدان العربية تحقيقاً لمقومات بيئة الغد المثالية، من منطلق تطبيقها استراتيجيات فعّالة، تجسد تصوراً لمجتمع حيوي نابض بالحياة، تسوده العدالة الاقتصادية والاجتماعية، يحفظ التوازن بين البيئة والإنسان، ما ينعكس جلياً على حياة المواطن والمقيم والزائر.

دولة الرخاء والازدهار

وتمكّنت الإمارات من البروز في واجهة المشهدين العالمي والإقليمي، بعدما حلّت في مقدمة دول مجلس التعاون الخليجي، وتصدرها المركز الأول عربياً، و44 عالمياً، على «مؤشر الرخاء والازدهار العالمي» لعام 2023، التابع لمعهد «ليغاتوم».

وتحرص الامارات على توفير البيئة الملائمة لاستقطاب الكفاءات العالمية في سوق العمل، ودعم القطاع الخاص، لأداء دوره الحيوي في التنمية الوطنية.

ويصنف المعهد ومقره المملكة المتحدة، 167 دولة، ويقيس معايير عدة،أهمها مدى جودة الاقتصاد، وسهولة ممارسة الأعمال، وتحقيق الأمن والأمان والرعاية الصحية والتعليم، وبيئة الأعمال والحوكمة وكذلك الحريات الشخصية.

الأولى عربياً

والإمارات مؤثّر مهم في المشهد الدولي اقتصادياً، وبرزت ريادتها بوصفها وجهة عالمية للمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، في ظل انطلاقها نحو مرحلة جديدة تواصل بها رعاية الإنسان، وتوفير سبل راحته وسعادته.

وتصدرت دولة الإمارات، المرتبة الأولي عربياً في مؤشر العمل العالمي 2024، حسب التقرير الصادر عن شركة الاستشارات العالمية «وايتشيلد» الذي أوضح أن الإمارات، سجلت أعلى معدل لمرونة أسواق العمل في المنطقة العربية، بفضل قوانينها الضريبية المرنة والتسهيلات التي تقدمها للمستثمرين.

وسبق أن أعلنت وزارة الموارد البشرية والتوطين، تصدر الإمارات خمسة من المؤشرات العالمية المتعلقة بسوق العمل، والصادرة عن جهات ومؤسسات عالمية، في إنجاز يضاف إلى الإنجازات التي حققتها الدولة، لترسيخ ريادتها نموذجاً تنموياً رائداً عالمياً.

وعززت الإمارات مكانتها وجاذبيتها العالمية، وجاءت في المرتبة الأولى إقليمياً، وال22 عالمياً، بحسب النسخة السنوية العاشرة لمؤشر تنافسية المواهب العالمية 2023، الصادر عن كلية «إنسياد» العالمية لإدارة الأعمال. وتبوّأت المرتبة الأولى عالمياً في مؤشرات تنافسية عدة، وسجلت زيادة في القوى العاملة بنسبة 11.43% على عام 2022.

نحو الأفضل

ودائما تتطلع الإمارات نحو الأفضل عبر تبنّي خطط متسارعة تهدف إلى جعل الدولة من بين الوجهات العالمية للمستثمرين والشركات، وإنشاء تجمّعات اقتصادية متخصّصة، وبناء منظومة ابتكار حيوية تعتمد على القطاع الخاص.

وينظر العالم للإمارات بوصفها وجهةً مثاليةً للعيش والعمل والاستثمار، للأفراد والشركات، وتطبيقها لوائح تنظيمية مدروسة بدقة، تماثل أفضل المعايير الدولية المطبقة عالمياً.

ولا تكتفي الإمارات بصدارتها الإقليمية في تبنّي أفضل الممارسات في حوكمة الشركات، ترسيخاً لقيم الشفافية، بل تواصل مسعاها لبلوغ ذلك بتعزيز الإطار التنظيمي، بما يلبّي الحاجة إلى ترسيخ حمايتها لحقوق المستثمرين.

قفزة نوعية

ومن المتوقع أن يشهد المستقبل القريب قفزة نوعية، في شفافية الأعمال، كون الإمارات الأولى عالمياً، في إصدار تشريع متكامل لحوكمة الشركات العائلية، بعدما دخل قانون حوكمة مجالس الإدارة حيّز التنفيذ في يناير 2023، اتحادياً.

من أسعد شعوب العالم

ويطمح كثير من الناس في العالم، للعمل في مكان يقدم لهم مستوى معيشة مميزاً، عبر تركيزه على الرفاهية في جميع المجالات، بما فيها القطاعات الاقتصادية والرقمية والصحية والتعليمية، وسوق العمل والبنية التحتية والمساواة بين الجنسين.

وفي أحدث نسخة من "تقرير السعادة العالمي" الذي يقيس الدعم الاجتماعي والدخل والصحة والحرية، وغياب الفساد، لتحديد السعادة الوطنية في 137 دولة، حلت الإمارات في المركز الثاني عربياً وال22 عالمياً.

وتعي الإمارات، منذ بدايات التأسيس أهمية توفير حياة عالية الجودة، لأبناء شعبها وأجياله المقبلة، والمقيمين على أرضها. وتدرك أن ذلك عامل جوهري لتعزيز رفاه الجميع، وجعل الدولة وجهة عالمية جاذبة، توفر أفضل مستويات الحياة، خصوصاً للأسر، شاملاً مجالات رئيسة، كالتعليم والرعاية الصحية والترفيه والثقافة والبيئة والسلامة العامة.

وتشتهر الإمارات بجودة الحياة،وتعدّ في هذا المجال نموذجاً يحتذى فيما تقدمه لمواطنيها وللمقيمين على أرضها، من أجل الارتقاء بجودة الحياة والمعيشة، لتكون بين أفضل دول العالم.

وأفصحت منصة «إنترنيشنز» عن قائمة أفضل الدول في العالم، بناء على جودة الحياة، وجاءت الإمارات ضمن الخمسة الكبار، والدولة الشرق أوسطية الوحيدة، ضمن قائمة أفضل 5 دول للمغتربين، وواحداً من أفضل البلدان أمناً وأماناً وجودة حياة.

الأفضل عالميا للزيارة

وتشهد الإمارات عصراً جديداً في صناعة السياحة والترفيه، خاصة بعد إطلاقها الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031 التي تستهدف رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الوطني، إلى 450 مليار درهم، بحلول عام 2031 وجذب استثمارات جديدة بقيمة 100 مليار درهم للقطاع السياحي في الدولة، واستقطاب 40 مليون نزيل في المنشآت الفندقية.

وتواصل دولة الإمارات النابضة بالحياة والازدهار، برؤية القيادة الرشيدة، مسيرة التألق والتقدم على في السياحة والأعمال، بعدما أحرزت المركز العاشر عالمياً، ضمن 30 دولة، طبقاً لتصنيف مجلة «سي أي أو ورلد» الأمريكية، فيما يخصّ الدول التي تستحق الزيارة، ولو مرة واحدة على الأقل ضمن ترشيحات العام الجاري. (وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

الإمارات تستضيف بطولات وأحداثاً رياضية عالمية كبرى في ديسمبر

 

تشهد دولة الإمارات خلال شهر ديسمبر الجاري، زخمًا رياضيًا كبيرًا من خلال استضافة مجموعة واسعة من البطولات والفعاليات الدولية، بما يؤكد مكانتها على خريطة الرياضة العالمية ويبرز جاهزيتها التنظيمية وبنيتها التحتية المتطورة، كوجهة رئيسية للاستثمار الرياضي والسياحة.
وتوزعت الفعاليات بين إمارات الدولة، حيث بدأت العاصمة أبو ظبي فعاليات الشهر باستضافة النسخة الـ16 من سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا 1 على حلبة مرسى ياس، الذي شهد حضورًا جماهيريًا عالميًا وتابعه ملايين المشاهدين حول العالم، بما يجسد أهمية الحدث ومكانة أبوظبي كمركز رياضي بارز.
وتواصلت الأجندة الرياضية مع فعاليات بارزة في عدد من إمارات الدولة، حيث شهدت أبوظبي ماراثون أدنوك أبوظبي، وبطولة العالم للدراجات في المناطق الحضرية، إضافة إلى المنتدى العالمي للتنقل ومدن الدراجات الهوائية، والدوري العالمي للتنس، وبطولة آسيا للشطرنج، وكأس رئيس الدولة للخيول العربية، وبطولة الفرسان الدولية لقفز الحواجز.
وفي الشارقة، استضافت الإمارة جائزة الشارقة الكبرى، الجولة الختامية من بطولة العالم للزوارق السريعة “فورمولا 1” في دورتها الـ23، التي أقيمت في بحيرة خالد بمشاركة 19 من نخبة السائقين العالميين، ما أضفى أجواء حماسية وترويجًا سياحيًا للإمارة، فضلا عن مهرجان الشارقة كلباء السادس للجواد العربي، الذي نظمه نادي الشارقة للفروسية والسباق على شاطئ كورنيش كلباء، بمشاركة 242 جوادًا من مختلف مرابط وأندية الدولة.
وحضرت دبي، بقوة عبر عدة فعاليات كبرى؛ إذ استضافت النسخة الأولى من قمة تأثير الرياضة 2024، التي شارك فيها 200 شخصية عالمية بارزة من صنّاع القرار في المجال الرياضي، كما نظمت بطولة دبي الدولية للياقة البدنية، التي جمعت نخبة الرياضيين العالميين من الرجال والنساء، إضافة إلى بطولة تحدي دبي العالمية للموانع 2024 التي نظمتها القيادة العامة لشرطة دبي ودائرة الاقتصاد والسياحة، ومجلس دبي الرياضي، بالتنسيق مع الاتحاد الدولي لسباقات الحواجز، وبمشاركة 1170 رياضيًا ورياضية من دول العالم، وجائزة دبي الكبرى للزوارق السريعة “إكس كات”، وهي الجولة الختامية من بطولة العالم 2024، وبطولة الدوري العالمي للسباحة الفنية التي شاركت فيها 15 دولة، وبطولة تشرشل للبولو في نادي ومنتجع الحبتور للبولو والفروسية، وهي بطولة سنوية تشهد منافسة بين فرق محلية ودولية، وتعتبر استعدادًا لبطولة كأس دبي الفضية.
ويُختتم الشهر في دبي بحدثين مميزين هما مؤتمر دبي الرياضي الدولي وحفل دبي جلوب سوكر، المقرر عقدهما في 27 ديسمبر، بينما يقام في 29 ديسمبر، السباق الأول من بطولة السلم للدراجات الهوائية، التي تعد من أكبر البطولات المجتمعية، وتسهم في إبراز معالم الإمارة الطبيعية وتعزيز الرياضة المجتمعية.
وتستضيف منطقة الظفرة، مهرجان ليوا الدولي “ليوا 2025″، الذي يقام من 13 ديسمبر إلى 4 يناير، ويبرز كوجهة شتوية مهمة لعشاق التخييم والرياضات التراثية وسباقات السيارات والدراجات، ويجذب مشاركين من مختلف أنحاء العالم.
وتسهم هذه الفعاليات الرياضية في تعزيز الاقتصاد الإماراتي من خلال جذب الاستثمارات في قطاعات الضيافة والنقل والبنية التحتية، وزيادة التدفق السياحي، حيث يتوافد آلاف الزوار لحضور هذه البطولات والاستمتاع بالوجهات السياحية المتنوعة في الدولة.
وفي هذا السياق، أكد عبد الباسط علي، رئيس اللجنة التنظيمية العليا لبطولة دبي العالمية للموانع، أن استضافة هذه البطولات تعكس ريادة الإمارات في تنظيم الفعاليات العالمية، وتتيح للرياضيين فرصة لاختبار قدراتهم ومهاراتهم.
و أوضح عبد الله شهداد، مدير مجمع حمدان الرياضي، أن البنية التحتية المتطورة في الإمارات تشجع الرياضيين حول العالم على الاستقرار والاستثمار في الدولة، مضيفا أن المجمع يستضيف سنويًا 58 فعالية تشمل 28 لعبة رياضية متنوعة.
من جانبه، أشار محمد عبد الله حارب الفلاحي، المدير التنفيذي لنادي دبي الدولي للرياضات البحرية، إلى أن قدرة الإمارات على تنظيم البطولات البحرية تعكس كفاءة التنظيم وجودة التسهيلات، بما يعزز مكانة الدولة في أجندة الاتحاد الدولي للسباقات البحرية.
وتُبرز هذه الفعاليات قدرة الإمارات على الجمع بين الرياضة، والسياحة، والاستثمار، بما يرسخ مكانتها كوجهة رياضية عالمية بامتياز.وام


مقالات مشابهة

  • وزير الإسكان يلتقى مجموعة من المطورين العقاريين لمناقشة التحديات التي تواجه القطاع العقاري وبحث فرص التعاون المشترك
  • الإمارات تنضم إلى معاهدة القارة القطبية الجنوبية لتسريع العمل المناخي
  • 2.5 تريليون درهم قيمة سوق العقارات في الإمارات
  • الإمارات تستضيف بطولات وأحداثاً رياضية عالمية كبرى في ديسمبر
  • المزروعي: الإمارات وجهة مثالية لتأسيس المشاريع المبتكرة
  • 300 ألف وظيفة قد تتأثر بالأتمتة بقطاعات الإدارة والدعم والحوكمة
  • خبير اقتصادي: مصر أعلى دولة إفريقية تحقيقا للإيرادات السياحية بـ14.4 مليار دولار
  • فرضيات انهيار دول الشرق الأوسط
  • الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا
  • إنارة شجرة الميلاد وسط طرابلس.. وكلمات شددت على العيش الواحد المشترك