ويتواصل البناء.. مصر تحتفل بالذكرى 42 لتحرير سيناء.. ملحمة عسكرية ودبلوماسية أعادت البقعة المقدسة لأحضان الوطن.. القوات المسلحة تكمل أمجاد الماضي بتنمية غير مسبوقة على أرض الفيروز
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في 25 أبريل من كل عام، تحتفل مصر والقوات المسلحة بذكرى تحرير سيناء، ويشهد عام 2024 الذكرى 42 لهذا العيد الخاص لدى كل مصري، حيث كانت ملحمة الانتصار العسكري والدبلوماسي لمصر، واستعادة تلك الأرض الطاهرة ومعبر الأنبياء، البقعة المقدسة التي طالما مثلت لمصر عمقا استراتيجيًا، والتي تتمتع بمكانة راسخة في قلوب المصريين.
تم تحرير أرض الفيروز «سيناء» من الاحتلال الإسرائيلي في عام 1982، واكتمل التحرير بعودة طابا عام 1988، حيث قام الكيان الصهيوني، باحتلال سيناء كاملة بعد حرب يونيو عام 1967، ومن بعدها، انطلق الكفاح المسلح بين الجيش والشعب في حرب الاستنزاف، وأنتهى بالملحمة الكبرى في نصر أكتوبر 1973.
بعد نصر أكتوبر، بدأت «المعركة الدبلوماسية» بين مصر وإسرائيل، وكانت بدايتها المفاوضات للفصل بين القوات المصرية والإسرائيلية عام 1974 وعام 1975، ثم بعد ذلك مباحثات «كامب ديفيد»، التي أفضت إلى إطار السلام في الشرق الأوسط، وبعدها تم توقيع معاهدة السلام «المصرية – الإسرائيلية» عام 1979.
المفاوضات المصرية الإسرائيلية
في 25 إبريل عام 1982، رفع الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك العلم المصري فوق شبه جزيرة سيناء بعد استعادتها كاملة من إسرائيل، وكان هذا هو المشهد الأخير في سلسلة طويلة من الصراع المصري الإسرائيلي انتهى باستعادة الأراضي المصرية كاملة بعد انتصار كاسح للسياسة والعسكرية المصرية.
وفي مباحثات الكيلو 101، في شهري أكتوبر ونوفمبر عام 1973، تم الاتفاق على تمهيد الطريق أمام المحادثات السياسية للوصول إلى تسوية دائمة في الشرق الأوسط، حيث تم التوقيع في 11 نوفمبر 1973 على اتفاق تضمن التزامًا بوقف إطلاق النار ووصول الإمدادات اليومية إلى مدينة السويس، وتتولى قوات الطوارئ الدولية مراقبة الطريق ثم يبدأ تبادل الأسرى والجرحى، واعتبر هذا الاتفاق مرحلة افتتاحية هامة في إقامة سلام دائم وعادل في منطقة الشرق الأوسط.
وفي يناير من عام 1974، تم توقيع الاتفاق الأول لفض الاشتباك بين مصر وإسرائيل، والذي حدد الخط الذي ستنسحب إليه القوات الإسرائيلية على مساحة 30 كيلومترًا شرق القناة وخطوط منطقة الفصل بين القوات التي سترابط فيها قوات الطوارئ الدولية، وفي سبتمبر 1975 تم التوقيع على الاتفاق الثاني الذي بموجبه تقدمت مصر إلى خطوط جديدة مستردة حوالي 4500 كيلو متر من أرض سيناء، ومن أهم ما تضمنه الاتفاق أن النزاع في الشرق الأوسط لن يحسم بالقوة العسكرية ولكن بالوسائل السلمية.
زيارة الرئيس السادات للقدس
زار الرئيس الراحل أنور السـادات القدس في نوفمبر 1977، بعد الخطاب الشهير الذي ألقاهُ في مجلس الشعب المصري باستعداده للذهاب لإسرائيل من أجل السلام، وبالفعل قام السادات بزيارة إسرائيل، وألقى كلمة بالكنيست الإسرائيلي طرح من خلالها مبادرته للسلام، والتي تتكون من 5 أسس محددة يقوم عليها السلام وهي: «إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي العربية التي احتلت عام 1967- تحقيق الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير بما في ذلك حقه في إقامة دولته- حق كل دول المنطقة في العيش في سلام داخل حدودها الآمنة والمضمونة عن طريق إجراءات يتفق عليها تحقيق الأمن المناسب للحدود الدولية بالإضافة إلى الضمانات الدولية المناسبة- تلتزم كل دول المنطقة بإدارة العلاقات فيما بينها طبقًا لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وبصفة خاصة عدم اللجوء إلى القوة وحل الخلافات بينهم بالوسائل السلمية- إنهاء حالة الحرب القائمة في المنطقة».
كامب ديفيد وتوقيع اتفاقية السلام
في 5 سبتمبر 1978، وافقت مصر وإسرائيل على الاقتراح الأمريكي بعقد مؤتمر ثلاثي في كامب ديفيد بالولايات المتحدة الأمريكية، وتم الإعلان عن التوصل لاتفاق بين مصر وإسرائيل يوم 17 سبتمبر عام 1978، كما تم التوقيع على وثيقة كامب ديفيد في البيت الأبيض يوم 18 سبتمبر 1978.
يحتوي الاتفاق على وثيقتين هامتين لتحقيق تسوية شاملة للنزاع العربي الإسرائيلي، حيث نصت الوثيقة الأولى السلام في الشرق الأوسط على أن مواد ميثاق الأمم المتحدة، والقواعد الأخرى للقانون الدولي والشرعية توفر الآن مستويات مقبولة لسير العلاقات بين جميع الدول، وتحقيق علاقة سلام وفقا لروح المادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة وإجراء مفاوضات في المستقبل بين إسرائيل وأي دولة مجاورة ومستعدة للتفاوض بشأن السلام والأمن معها، هو أمر ضروري لتنفيذ جميع البنود والمبادئ في قراري مجلس الأمن رقم 242 و338.
الوثيقة الثانية؛ في إطار الاتفاق لمعاهدة سلام بين مصر وإسرائيل: وقعت مصر وإسرائيل في 26 مارس 1979 معاهدة السلام اقتناعًا منهما بالضرورة الماسة لإقامة سلام عادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط وفقًا لقراري مجلس الأمن 242 و238 وتؤكدان من جديد التزامهما بإطار السلام في الشرق الأوسط المتفق عليه في كامب ديفيد.
ووقعت مصر وإسرائيل معاهدة السلام اقتناعًا منهما بالضرورة الماسة لإقامة سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط، والتي نصت على إنهاء الحرب بين الطرفين وإقامة السلام بينهما وسحب إسرائيل كافة قواتها المسلحة وأيضًا المدنيين من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب وتستأنف مصر ممارسة سيادتها الكاملة على سيناء.
عودة سيناء
أدت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل إلى انسحاب إسرائيلي كامل من شبه جزيرة سيناء، وعودة السيادة المصرية على كامل ترابها المصري، وتم تحديد جدول زمني للانسحاب المرحلي من سيناء على النحو التالي:
في 26 مايو 1979، تم رفع العلم المصري على مدينة العريش وانسحاب إسرائيل من خط "العريش / رأس محمد" وبدء تنفيذ اتفاقية السلام.
في 26 يوليو 1979، بدأت المرحلة الثانية للانسحاب الإسرائيلي من سيناء، من "أبوزنيبة حتى أبو خربة.
في 19 نوفمبر 1979، تم تسليم وثيقة تولي محافظة جنوب سيناء سلطاتها من القوات المسلحة المصرية بعد أداء واجبها وتحرير الأرض وتحقيق السلام.
في 19 نوفمبر 1979، تم الانسحاب الإسرائيلي من منطقة "سانت كاترين ووادي الطور"، واعتبار ذلك اليوم هو العيد القومي لمحافظة جنوب سيناء.
في 25 أبريل 1982، تم رفع العلم المصري على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من سيناء بعد احتلال دام 15 عامًا وإعلان هذا اليوم عيدًا قوميًا مصريًا في ذكرى تحرير كل شبر من سيناء.
فيما عدا الجزء الأخير ممثلًا في مشكلة طابا التي أوجدتها إسرائيل في آخر أيام انسحابها من سيناء، حيث استغرقت المعركة الدبلوماسية لتحرير هذه البقعة الغالية 7 سنوات من الجهد الدبلوماسي المصري المكثف، وفي 19 مارس 1989، رفع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك علم مصر على طابا المصرية.
«ويتواصل البناء».. شعار الاحتفال بذكرى تحرير سيناء 2024
تحتفل مصر والقوات المسلحة يوم 25 أبريل هذا العام بعيد تحرير سيناء، تحت شعار «ويتواصل البناء»، وأبرز برومو القوات المسلحة عددا من اللقطات النادرة لرفع علم مصر على شبه جزيرة سيناء بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي منها.
وذكرت القوات المسلحة في البرومو، أنّه في قلب الظروف القاسية وقت الاحتلال، وقف رجال القوات المسلحة حتى ملأت روح الحرية داخلها عنان السماء، وبعد سنوات من النضال والتضحيات تبدلت الرايات «في إشارة من القوات المسلحة لنجاح مصر في تحرير أراضيها كاملة من الاحتلال الإسرائيلي»، موضحة أن أمجاد الماضي بتحرير سيناء تلاحقها أمجاد الحاضر عبر عمليات تنمية غير مسبوقة على «أرض الفيروز»، لصنع مستقبل مشرق لها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أرض سيناء أرض الفيروز استعادة الأرض الاحتلال الإسرائيلي القوات المسلحة تحرير سيناء حرب الاستنزاف حرب 1973 دولة الاحتلال الإسرائيلي رفع علم مصر رجال القوات المسلحة شبه جزيرة سيناء معاهدة السلام الاحتلال الإسرائیلی بین مصر وإسرائیل فی الشرق الأوسط القوات المسلحة معاهدة السلام الإسرائیلی من تحریر سیناء کامب دیفید السلام فی من سیناء
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع يهنئ الرئيس السيسي بذكرى تحرير سيناء: القوات المسلحة درع الوطن الحصين
بعث الفريق أول عبد المجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، برقية تهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وذلك بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء، مؤكدًا خلالها على الولاء المطلق للقوات المسلحة ودعمها الكامل لقيادة الدولة، واستعدادها التام للتضحية من أجل الدفاع عن تراب الوطن وسلامة أراضيه.
عاجل:- السيسي يتوجه إلى جيبوتي لبحث تعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق الإقليمي عاجل:- الرئيس السيسي يصل إلى جيبوتي لبحث التعاون الثنائي والأوضاع الإقليمية نص البرقية: يوم تحرير سيناء سيظل رمزًا للعزة والكبرياء الوطنيوجاء في نص البرقية التي وجهها وزير الدفاع إلى الرئيس السيسي:
"يطيب لي أن أبعث إلى سيادتكم بأصدق آيات التهاني بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء الغالية، داعيًا الله العلي القدير أن يعيدها عليكم بموفور الصحة والعطاء، وعلى الوطن المفدى بالأمن والاستقرار."
وأكد وزير الدفاع في برقيته أن هذا اليوم العظيم يعد رمزًا خالدًا في ذاكرة الأمة المصرية، ويعكس قوة وصلابة الشعب المصري، وقدرته على اجتياز التحديات وتحقيق المستحيل من أجل حماية الأرض والعرض.
القوات المسلحة تجدد العهد وتؤكد الاصطفاف خلف القيادة السياسية
وأضاف الفريق أول عبد المجيد صقر في نص البرقية:
"إن هذا اليوم المجيد من أيام الكبرياء الوطني يمثل في وجدان كل مصري رمزًا لعظمة هذا الشعب الأصيل وقوة وصلابة أبنائه، وقدرتهم على صنع المستحيل لتحقيق الأهداف والغايات القومية العليا وحماية التراب الوطني."
وشدد وزير الدفاع على أن رجال القوات المسلحة، وهم يهنئون الرئيس بهذه المناسبة، يجددون العهد والولاء لقيادتهم الرشيدة، مؤكدين استعدادهم الدائم للدفاع عن كل شبر من أرض الوطن، والحفاظ على ما تحقق من إنجازات في ربوع سيناء، والاقتداء بروح أكتوبر المجيدة.
وتابع قائلًا:
"ليظل رجال القوات المسلحة درعًا قويًا وحصنًا منيعًا يصون الوطن ويدافع عن مقدساته ووحدة وسلامة أراضيه."
تهنئة مماثلة من رئيس الأركان للرئيس السيسي
كما بعث الفريق أحمد خليفة، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، برقية تهنئة مماثلة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمناسبة الذكرى السنوية لتحرير سيناء، مؤكدًا خلالها على فخر القوات المسلحة بهذه المناسبة الوطنية الخالدة، وتجديد العهد على حماية الوطن بكل ما يملكون من قوة وجهد وإخلاص.
توجيهات بتهنئة عناصر القوات المسلحة في الداخل والخارج
وأصدر الفريق أول عبد المجيد صقر توجيهًا بقيام القيادات المعنية بتهنئة كافة أفراد القوات المسلحة، من القادة والضباط وضباط الصف والصناع العسكريين والجنود والعاملين المدنيين، بالإضافة إلى أفراد القوات المسلحة المشاركين في قوات حفظ السلام بالخارج، بهذه المناسبة الوطنية الغالية.
وشملت التوجيهات التي أصدرها كذلك الفريق أحمد خليفة، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، بتقديم التهنئة لكافة عناصر القوات المسلحة بمناسبة ذكرى تحرير سيناء، تأكيدًا على أهمية هذه المناسبة في ترسيخ قيم الوطنية والانتماء، واعتزاز المؤسسة العسكرية بتضحيات أبطالها من أجل تحرير الأرض والحفاظ على كرامة الوطن.
تحرير سيناء: صفحة مضيئة في تاريخ العسكرية المصريةوتُعد ذكرى تحرير سيناء، التي توافق يوم 25 أبريل من كل عام، واحدة من أهم المناسبات الوطنية في مصر، إذ استعادت مصر كامل أراضيها في شبه جزيرة سيناء بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها عام 1982، بموجب اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية.
ويأتي الاحتفال بالذكرى هذا العام، في ظل ما تشهده مصر من استقرار أمني وتقدم تنموي ملحوظ في سيناء، بفضل الجهود المتواصلة التي تبذلها القوات المسلحة والقيادة السياسية لتعزيز الأمن وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.
روح أكتوبر حاضرة في كل مناسبة وطنية
وتؤكد القوات المسلحة في كل مناسبة وطنية، وعلى رأسها ذكرى تحرير سيناء، أن روح أكتوبر لا تزال حاضرة في نفوس أبناء الجيش المصري، وأن القيم العسكرية المتمثلة في الانضباط والتضحية والولاء للوطن هي الركائز التي تبنى عليها العقيدة القتالية للجيش المصري الحديث.