جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-29@18:26:24 GMT

وهل تُشرق شمس السودان مجددًا؟!

تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT

وهل تُشرق شمس السودان مجددًا؟!

 

 

هبة بت عريض

 

 مضت سنوات عديدة والآلام تتكاثر علينا، صراعات سياسية ومحاصصات حزبية وفشل مشترك مضاعف حزبي وسياسي، والنتيجة فساد نخر عظام الدولة وتخلف عن اللحاق بنهضة دول العالم في الحكم والسياسة والاقتصاد وإدارة الموارد وتحقيق التنمية، الفشل أصاب كل شيء وسرت العدوى لتصيبنا في السلوك والأخلاقيات.

 

لعنة القدر أم سهام العين أم بما كسبت أيدينا!!،

فبدلاً من أن يحاول السياسيون والمسؤولون الاعتراف بالخطأ والاعتذار للشعب، نجدهم يبذلون كل طاقاتهم وجهودهم لإقناع الناس بأن المسألة مؤامرة تحاك ضدنا فقط!، ولأننا شعب ووطن مستهدف، والحقيقة أن كل الإرهاب والخيانات والفساد تم التمكين لغالبيته داخلياً بواسطة أذرع الفساد الطويلة، والانشغال بالنثريات والمحاصصة والكيد السياسي والتخوين لبعضهم، وإهمال بناء الدولة الذي ساهم بدوره في سوء الأمن وتردي الخدمات وانهيار الاقتصاد مقترناً بفشل سياسي منقطع النظير .

.

 

ومهما حاول السياسيون والمسؤولون إقناع الناس بأن كل ما يحصل في السودان سببه وجود الدولة العميقه (الكيزان) وأن السياسيين والحاكمين مساكين لا حول لهم ولا قوة، نقول لهم: (هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)، نقولها لأحزابكم الكبرى وعوائلكم المترفة وأنصاركم الكثر ومتملقيكم وفضائياتكم وصحفكم ومواقع الإنترنت الخاصة بكم وطابور الإعلاميين والسياسيين المطبل لكم والملمع لصوركم الباهتة.

 

لقد أدمن الشعب فشلكم، وكذب وعودكم، وإنه لم يعد يهتم لكم، لأنه انشغل بما هو أهم منكم، انشغل بالجوع والفقر والمرض بعد أن خاب ظنه فيكم وبكم...

 

ونحن وبعد أن أدمنا الفشل استصعبنا التفكير!، بلد غني بموارده وبثرواته الكبيرة دون أثر واضح لها في مفاصل حياة المواطن، ولا نمو يواكب العصر، ولا كريزما تخطف الأبصار لقياديه، ولا مؤهلات ولا أدني حضور على خارطة الفاعلين محليًا أو عالميا،، وما نجده يسعى بيننا هو التخلف في كل شيء علمياً ومدرسياً وجامعياً وصناعياً وخدمياً وصحياً وسياسياً واقتصادياً .

 

 هذا أمر وواقع مؤلم بكل المقاييس وهو الأكثر إيلاماً في هذه المعادلة المحيرة، وفوق ذلك وبعد ذلك لا توجد صحوة ضمير ولا بصيص ندم لدى الذين تصدروا المشهد السياسي .

 

 وهذه وفي حد ذاتها كارثة بكل مقاييس المنطق والوجدان السليم، وبمعنى آخر فذلك يعني مواصلة الانحطاط والسير بخطى ثابتة هذه المرة نحو المزيد من التخلف لننهي وبالصربة القاضية الفنية مستقبل أجيال قادمة بعد أن تم تدمير مستقبل شباب وجيل اليوم وبنجاح منقطع النظير !..

 

# لماذا لا تُدعو الأحزاب السياسية الورقية للانتخابات؟، ولماذا لا نتفق على إعداد قانون انتخابات مختلف ومفوضية جديدة مستقلة بإشراف قضائي ودولي في آن معاً ؟..

 

لماذا لانعطي الشعب فرصة ليُعبّر هذه المرة عن ذاته وبرأي ربما يكون مختلفا ومفاجئا لما يعتقده الساسة وعشاق الكراسي الملتهبة، يحدث ذلك عندما يأت الشعب بشخصيات وكفاءات جديدة لم تُجرَب من قبل، ولم تتلوث أياديهم بفيروسات المحسوبية والجهوية وبعفن الفساد، هذا بعد أن فشلت دعوات حكومة (التكنقراط) إبان الفترة الانتقالية سيئة الصيت.

 

أيّهَا الوَطَنُ المَمْزُوجُ فِيهِ دَمِي

مَتَى أَرَاكَ تُحَاكِي نَهْضَةَ الأُمَمِ ؟

متَى أَرَى صُبْحَكَ الوَضَاءَ مُنبلِجاً ؟

تُبَدِدُ الجَهْلَ تَمْحو شَقْوَةَ الظُلَمِ

متَى أَرَاكَ وَقدْ عُوفِيتَ يَا وَطَني ؟

طَالَ الزَمَانُ وأَضْحَى مُوجِعاً أَلَمي

فانفض غُباراً تَمَادى أَصْلَ نشأتِهِ

وَزِحْ سِنيناً سَطتْ جَهلاً عَلَى القيمْ

وَعُدْ كَمَا كُنْتَ مَجْدَاً شَامِخَاً عَلَمَا

مؤَرِخَاً شَاهِدَاً بِالسَيفِ وَالْقَلَمِ

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محمد أبوزيد كروم: الشهادة السودانية .. تحدي المكان والزمان

..-اسأل الله التوفيق والسداد للطلاب الجالسين لإمتحانات الشهادة السودانية اليوم السبت، وأسأله الله أن يهون عليهم ويخفف عنهم وأن يحميهم ويحفظهم وينصرهم..

-قطعاً ستكون هنالك نواقص وهنات ولكنه الظرف والتحدي، تحدي أن نهزم المستحيل ونرفع الراية ونرفض الهوان لمن أرادوا لبلادنا وأجيالنا الضياع والشتات ..

-امتحانات اليوم هي تحدي لعزيمة الدولة وثباتها وإصرارها، وتحدي للطلاب وأسرهم ولجميع أفراد الشعب السوداني أمام محاولات تدمير البلاد وكسر عودها ..

-المطمئن أن الجهات المختصة والتي بذلت بذلاً كبيراً لتيسير الإجراءات ووضع المعالجات، أنها قد وضعت كل الاحتمالات أمام أعينها وأوجدت الحلول والبدائل سواء كان في معالجة أرقام الجلوس أو المعالجات الفنية الأخرى، والمؤكد أن الأعداء في الداخل والخارج سيبذلون كل الجهد لتخريب الاستحقاق التعليمي وذلك بمنع الطلاب من الوصول إلى مراكز الامتحانات كما حدث في القطينة من مليشيا ال دقلو، وكما حدث في الدلنج من منع لوصول مطلوبات الامتحانات من قبل قوات المتمرد عبد العزيز الحلو، أو كما حدث من الدولة المتآمرة تشاد التي منعت قيام الامتحانات على أراضيها دون أي سبب لذلك غير التآمر والتبعية للإمارات والمليشيا والكيد ضد السودان وشعبه..

-بالطبع لن تكون العملية مكتملة ولا شاملة لأننا لسنا في ظرف طبيعي يجعل من ذلك ممكناً، ولكن أملنا أن تكون المعالجات مرضية وقادرة على إكمال النواقص حتى تكتمل العملية وتحقق المطلوب تدريجياً..

-هذا التحدي يؤكد أن السودان وشعبه لن يخضع لمخططات التخريب والتجهيل والتغييب وأننا بالعزيمة والإصرار سنواجه حملات الحرب الشاملة على بلادنا بمزيد من الصلابة وبكل الكبرياء لنقول للعالم كله أننا لن نركع إلا لله، وأن مسيرة الدولة ماضية، ولن يخصع السودان لجهة، وسنقاوم ونوجد البدائل ونسترخص التضحيات في سبيل أن تكون هذه البلاد قوية وعزيزة كعادتها..

-لن ترضى المليشيا ولا اتباعها عن قيام الامتحانات فسيحاولون التشويش عليها، ولن تتوانى المليشيا من القيام بأي فعل إجرامي كعادتها ولكن الله أكبر منهم جميعا وهو خير الحافظين ..
-على الجميع أدوار مهمة وأساسية في نجاح الامتحانات بدعم الطلاب والتسهيل عليهم في الترحيل والإعاشة والسكن مع توفير البيئة المناسبة للأساتذة والطواقم الادارية وطواقم التأمين، فالمسؤولية جماعية، والقضية وطن، وما التوفيق إلا من عند الله..

محمد أبوزيد كروم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • نصيحتي لله بعد 70 عاماً من استقلال السودان
  • محمد أبوزيد كروم: الشهادة السودانية .. تحدي المكان والزمان
  • مبادرة الحزب الشيوعى السوداني لوقف الحرب واسترداد الثورة
  • فضل الله برمة لـ «التغيير»: الحكومة المدنية تسعى لوقف الحرب ولا شرعية لحكومة بورتسودان التي ترفع شعارات التقسيم وتقتل الناس على أساس الهوية
  • منع دخول الفلسطينيين القادمين من السودان وسوريا و 3 دول إلى مصر
  • «الجوع والحرب» عقوبتان علي ثورة الشعب؟!
  • معلومات جديدة عن قصف إسرائيل الأخير لمطار صنعاء.. لماذا تأجل مرتين؟
  • حوار مع صديقي ال ChatGPT الحلقة (76)
  • السودان وحالة التخلق لذهنيات جديدة
  • التفاوض أم التصعيد: أي مصير ينتظر السودان في 2025؟