رأي اليوم:
2024-07-05@03:04:34 GMT

روز اليوسف شعبان: صمتٌ وضياع

تاريخ النشر: 30th, July 2023 GMT

روز اليوسف شعبان: صمتٌ وضياع

 

روز اليوسف شعبان صمتٌ ثقيل يطبق على أنفاسي، الأجواء من حولي مشحونةٌ بالغضب، صراخٌ هنا، عويلٌ هناك، أصوات الرصاص تقرع طبلة أذني، سيارات الإسعاف، سيارات الشرطة.. هلعٌ شديد في الطرقات، ورغم كل ذلك أشعر بصمت قاتل. أنظر بذهول من حولي، أصغي السمع لعلّ أصواتًا أخرى غير الرصاص والعويل تخترق أذني، لكن دون جدوى.

أين أنا؟ في أي بقعةٍ من هذا الكون أتواجد؟ من أكون؟ أأنا الضحيّة أم الجلّاد؟ لماذا يخنقني هذا الصمت؟ حرت في أمري، كيف أضعت هويتي؟ كيف فقدت معالم وطني؟ من يقودني؟ وإلى أين؟ اشتدّ الصراخ والعويل وبدأ يقطّع نياط قلبي، ألي قلب؟ تساءلت في حيرة، كيف أسمع العويل وأصمت؟ ركبت صهوة جنوني وحلّقت في الآفاق، فلربما أجد تعليلا لهذا الصمت الخانق، أو ربما أكتشف هويتي الضائعة!! لا أدري كيف وصلت الى مكان معتم، كل ما حولي ظلام، الوجوه غائرة في العتمة، لا أميّزها، لا أعرفها! تساءلت: أين أنا؟ من أنتم؟ ماذا تريدون مني؟ قال أحدهم: ألست تبحث عن هويتك الضالة؟ ألا تريد أن تفك لغز الصمت الذي يخنقك؟ قلت : بلا، ولكن من أنت؟ من أنتم؟ ما هذه الوجوه الغائرة في العتمة؟ أجابوا بصوت واحد: نحن من سيأخذك الى النور، سننقذك من الصمت، سنهبك كنوزًا لا تفنى! قصورا وسيارات فارهة قلت: هل ستعيد لي الكنوز هويتي؟ وهل سأتخلّص من هذا الصمت الخانق؟ قالوا: نعم، قلت وما الضمان؟ قالوا: خذ هذا السلاح واطلق الرصاص منه عندما نعطيك إشارة.، وسننقلك إلى حياة الرفاهية والنعيم؛ فتنسى فيها هذا العالم. –  أنا أطلق الرصاص؟ – نعم أنت. – ولماذا أطلق الرصاص؟ على من؟ – على أي شخص لا يستجيب لطلباتنا ورغباتنا. – لا يمكنني إطلاق الرصاص، لا لن أفعل. – بل ستفعل. – دعوني أفكر. اطلقوا سراحي وسأعود اليكم. مثقلا بالهموم، مخنوقا بالصمت، عدت إلى نفسي، نظرت حولي، كان الظلام يغشى اليابسة، ارتعبت، تسارعت دقّات قلبي، هرولت مسرعًا لا أدري إلى أين، أهرب والصمت يلاحقني، العتمة تعميني، شيءٌ ما اخترق صدري،، ألمٌ حادّ  ألمّ بي، سقطت أرضًا، وغبت في عالم آخر. صحوت على صوت دافءٍ حنون يقول لي: حمدا لله على سلامتك! قلت: من أنتِ؟ أين أنا؟ لماذا السلامة؟ ماذا حصل لي؟ –  أحضرك رجال الإسعاف الى المستشفى في ساعة متأخرة من الليل – لماذا؟ ماذا حصل لي؟ – لا أعرف التفاصيل، لكني الطبيبة التي عالجتك ، أجريت لك عملية جراحية في صدرك إثر نزيف حادّ فيه، هناك رصاصة أصابتك فيه، وقد نجحنا في إخراجها. – يا الهي! رصاصة! – لا عليك! لا تتحدث الآن، عليك أن ترتاح. المهم أننا أنقذنا حياتك. – سأتركك لترتاح  قليلًا وسأعود بعد ساعة للاطمئنان عليك. – أشكرك مرّة أخرى نظرت من زجاج النافذة المغلقة بإحكام بجانب سريري، كانت الشمس تتربع في كبد السماء، الشوارع تضجّ  بالسيارات والسابلة، حاولت أن أتذكر ماذا حدث لي، أين كنت؟ لماذا سقطت؟ شيئا فشيئا بدأت الذكريات تعود اليّ، الظلام، الوجوه الغائرة في العتمة، الأموال، الرصاص، السيارات الفارهة، لكني لا أذكر من أنا، من أطلق الرصاص عليّ؟ ولماذا؟ أأنا الجلّاد أم الضحيةّ؟ اغرورقت عيناي بالدموع، أغمضتهما وعدت أبحث عن ذاتي، بدأت صور الأموال والسيارات الفارهة تتضاءل شيئًا فشيئًا، ومعها تختفي الوجوه الغائرة في العتمة.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

إيران تدخل الصمت الانتخابي عشية الجولة الثانية لاقتراع الرئاسة

أعلنت لجنة الانتخابات في وزارة الداخلية الإيرانية عن انتهاء الدعاية الانتخابية ودخول مرحلة الصمت الانتخابي اليوم الخميس عشية الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة غدا الجمعة.

ويتنافس في الجولة الثانية المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان (69 عاما) والمحافظ سعيد جليلي (58 عاما)، حيث لم يحصل أي منهما على الأغلبية المطلقة في الجولة الأولى التي جرت في 28 يونيو/حزيران الماضي.

وعلى مدى الأيام الماضية، عقد المرشحان اجتماعات حاشدة مع أنصارهما في العاصمة طهران ومحافظات أخرى، وكانا قد شاركا مساء الاثنين في مناظرة تلفزيونية أولى بينهما تواصلت حتى وقت مبكر الثلاثاء، وسعيا خلالها لاستمالة الناخبين.

وخلال الجولة الأولى التي شهدت مشاركة 40% من الناخبين المسجلين، حصل بزشكيان على 42.4% من الأصوات مقابل 38.6% لجليلي، بينما حل محافظ آخر هو محمد باقر قاليباف في المرتبة الثالثة.

ويوصف بزشكيان بأنه مؤيد للتقارب مع الغرب، ويحظى بدعم الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، وكان قد شغل منصب وزير الصحة بين 2001 و2005 في حكومة خاتمي.

وفي المقابل، أكد جليلي خلال المناظرة التلفزيونية الأخيرة بموقفه المعارض لأي تقارب بين إيران والدول الغربية.

وقد نظمت الانتخابات الرئاسية المبكرة في إيران على عجل لاختيار رئيس يحل محل إبراهيم رئيسي الذي توفي بحادث مروحية في 19 مايو/أيار.

مقالات مشابهة

  • إيران تدخل الصمت الانتخابي عشية الجولة الثانية لاقتراع الرئاسة
  • أول ظهور لحفيدة شعبان عبد الرحيم مع سعد الصغير
  • «نور بعد العتمة».. حياة كريمة تعيد الأمل لـ«وليد» بتوفير سلع في محل بقالته
  • صمت الضمير العربي.. فلسطين جُرح لا يندمل
  • فنية حمص لألعاب القوى تقيم بطولة المحافظة استعداداً لبطولة الجمهورية
  • استشاري نفسي يوضح مخاطر الألعاب الإلكترونية التي بها جرائم على الطفل .. فيديو
  • مقاومون فلسطينيون يشتبكون مع قوات العدو في نابلس وجنين والخليل
  • مؤامرة الصمت.. أزمة حكومات بـ91 تريليون دولار تهدد شعوب العالم
  • الاقتصاد العراقي تحت رحمة الرصاص: كيف يؤثر العنف على الاستثمار
  • 270 يوما من العدوان على غزة تحت رعاية الصمت العالمي