غزة- أعلن الناطق باسم حركة التحرير الوطني "فتح" منذر الحايك أن حركته ستتوافق مع الفصائل الفلسطينية، ومن بينها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حول إدارة قطاع غزة، بعد انتهاء الحرب، مستبعدا نشوب خلاف حول هذا الأمر.

وذكر الحايك الذي يقيم في مدينة غزة، شمالي القطاع، في حوار مع الجزيرة نت أن "فتح" تدعو إلى بسط السلطة الفلسطينية سيطرتها على كل أنحاء القطاع، بعد الحرب، بغرض تحقيق "وحدة الجغرافيا" وإعادة بناء ما دمره الاحتلال.

وأشار إلى أن أبواب منظمة التحرير مفتوحة أمام حركتي حماس والجهاد على أساس "الشراكة، لا المحاصصة"، والالتزام بالبرنامج السياسي للمنظمة.

وفيما يلي نص الحوار.

بحكم وجودك في شمالي قطاع غزة، ما تقييمك لمعركة "طوفان الأقصى" وصمود المقاومة والمواطنين في وجه الإجرام الإسرائيلي؟

من حق شعبنا الدفاع عن نفسه، وعن مقدساته، خاصة أن ما حدث قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وصل إلى درجة انتهاك مقدساتنا في كافة أراضينا المحتلة، وفي الحقيقة لقد أبلت المقاومة بلاء حسنا، لكنّ القوة النارية التي استخدمتها إسرائيل دمرت كل شيء في قطاع غزة.

لكن إلى حد ما، المقاومة تقاوم بما لديها من إمكانيات، وهذا بالنسبة لنا كفلسطينيين هو حق مشروع، فمن حقنا أن ندافع عن أنفسنا.

هل تشارك أجنحة عسكرية تتبع لـ"فتح" كـ"كتائب شهداء الأقصى" في المقاومة؟

كما تعلمون "فتح" في حالة صدام مع حركة حماس في غزة، وهذا ما جعل الجناح العسكري لا يمتلك إمكانيات كبيرة، لكنّ "فتح" شاركت في أكثر من أمر، أهمه تمتين الجبهة الداخلية عبر تشكيل لجان حماية الممتلكات.

وكتائب شهداء الأقصى نفذت عمليات، وأطلقت بعض القذائف والصواريخ، وشاهدنا لها بعض الفيديوهات عبر وسائل الإعلام، لكن بالمجمل، فتح موجودة شعبيا بين الجماهير لتمتين الجبهة الداخلية والحفاظ على النسيج الاجتماعي، حتى تستمر المقاومة في الدفاع عن مقدساتنا وعن وجودنا في قطاع غزة.

ما الدور الذي تقوم به حركة "فتح" في عمليات الإغاثة للمواطنين؟

في جنوب القطاع، حركة فتح تعمل بكامل طاقتها تجاه المواطنين، لكن في الشمال، لنكن صريحين كان الحصار على كل الفلسطينيين سواء مجتمع مدني أو فصائل سياسية وحزبية، فكنا لا نستطيع تقديم أي شيء.

حقيقة، كل ما استطعنا عمله هو تشكيل لجان حماية للبيوت والمنازل والشقق السكنية لحمايتها من تجار الحروب واللصوص وحتى هذه المنظومة، في لحظة من اللحظات كلها انهارت في مدينة غزة والشمال، لأن الحصار كان شديدا وحصار التجويع كان شديدا، وكنا -كحركة فتح- لا نستطيع أن نُدخل أي شيء، ولذلك كانت الأمور صعبة.

أما الآن -بعد تحسن الظروف- بالإمكان أن تقوم حركة فتح بواجبها تجاه المواطنين.

حدث توتر في العلاقات بينكم وبين حماس بعد اتهامها جهاز المخابرات بإرسال ضباط أمن إلى شمال قطاع غزة، ما حقيقة هذا الاتهام؟

عار من الصحة أن المخابرات العامة أرسلت ضباطا أو جنودا أو عناصر من مكان آخر، ما حدث بالضبط هو أن مجموعة من الشاحنات تابعة للهلال الأحمر والذي هو جزء من مؤسسات منظمة التحرير، دخلت إلى الشمال، وهناك شباب لا شك أنهم من جهاز المخابرات العامة، لكنهم أبناء الشمال وأبناء مدينة غزة، قاموا بتأمين تلك الشاحنات، وبالتالي لا يوجد أي شخص جاء من خارج قطاع غزة عبر الشاحنات، وهنا نستهجن ما قامت به حركة حماس.

وكما قلنا مرارا وتكرارا، منوط بحركة فتح وبالسلطة الفلسطينية وبجهاز المخابرات الذي نعتبره جزءا من مؤسسات السلطة الفلسطينية العمل على إدخال أي شاحنة لدعم الشعب وسكان الشمال، خاصة في ظل حرب التجويع، إن كان قادرا على ذلك، فهذا من مهماته ومنوط به فعل ذلك، ولكن للأسف الشديد الضجة الإعلامية التي أحدثتها حماس كانت غير مبررة، ونحن استهجنا الأمر، وقلنا إن من كان مع الشاحنات هم من أبناء الأجهزة الأمنية من داخل القطاع، ولم يأتوا من الخارج.

في ظل الحرب المستعرة بغزة، والاعتداءات في الضفة، تعتقد أطراف فلسطينية عدة أن المصالحة وإعادة بناء منظمة التحرير باتت مسألة وجودية، وليست مجرد خيار سياسي.. ما الذي يحول دون تحقيق هذا المسار الوطني؟

نحن نعتبر أن أبواب منظمة التحرير مفتوحة لكل الفصائل، بما فيها حماس والجهاد، لكن نحن في "فتح" ندعو أن يكون الانضمام للمنظمة من خلال الشراكة لا المحاصصة، وكذلك الالتزام ببرنامج المنظمة الداعي لإقامة دولة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وأعتقد أن ميثاق حركة حماس المُعدّل متفق معنا في هذه النقطة، خاصة أننا نواجه الآن مجتمعا دوليا كاملا بما فيه الولايات المتحدة.

ولكن بالمجمل والمحصلة النهائية نريد أن تكون المنظمة هي المظلة لكل الشعب، وهي كذلك، ولا يضرها ولا يُفقدها شرعيتها عدم انضمام حماس والجهاد الإسلامي لها، كأي حكومة في الدول الأخرى لا ينضم لها الجميع وتكون هناك معارضة، لكن بالتأكيد دخول الحركتين يعطي زخما للمنظمة، ولكن نؤكد مرة أخرى أن المحاصصة هي لغة مرفوضة بالنسبة لنا.

وبالمناسبة، نحن لا نقبل مصطلح "إصلاح منظمة التحرير"، ولكن نريد تطوير المنظمة فالإصلاح يعني أن هناك فسادا داخل المنظمة وهذا غير صحيح.

في سياق الحديث عن لم شمل القوى الفلسطينية لمواجهة الاحتلال، هل من اتصالات بينكم وبين "تيار الإصلاح" بقيادة محمد دحلان؟

لا يوجد أي اتصالات مع السيد محمد دحلان، ونحن نعتبر أن الأخ دحلان هو خارج حركة فتح، لكن نؤكد تواصلنا مع كل الفصائل والقوى من أجل رفع هذا الظلم الواقع على شعبنا ومساعدة الناس، في تمكينهم من استلام الإغاثة والمساعدات الإنسانية.

الحايك: فتح تسهم في المقاومة من خلال تمتين الجبهة الداخلية وتشكيل لجان لحماية المنازل (الجزيرة) في تقديركم كيف سيكون المشهد الفلسطيني بعد وقف الحرب في غزة؟ وهل سنشهد بداية جديدة في العلاقة بين الضفة وغزة؟

نحن أولا نتمنى أن تكون هناك نهاية لهذه الحرب المجنونة بحق شعبنا. وبخصوص المشهد في اليوم التالي للحرب، نحن نريد أن تكون العلاقة الوطنية قوية، خاصة لأن وحدة الجغرافيا بين غزة والضفة مهمة لنا في حركة فتح، لأننا نعتبر أن المشروع الوطني قائم عليها، لإنشاء دولتنا وعاصمتها القدس، ولذلك بالتأكيد نريد أن تكون هناك علاقة واضحة مع كل الفصائل بما فيها حماس، لكن كل ذلك يجب أن يكون ضمن إطار منظمة التحرير التي نعتبرها نحن وكل أبناء شعبنا، الممثل الشرعي والوحيد.

ما تصور حركة فتح لـ"اليوم التالي للحرب"؟

فتح تريد أولا أن ترى في اليوم التالي للحرب انسحابا كاملا لجيش الاحتلال من قطاع غزة، وأن ترى حكومة التكنوقراط (الفلسطينية) تقوم بواجبها، وتقوم ببناء ما تم هدمه وتدميره، فتح تريد أن تُضمّد جراح الناس، وأن ترعى اليتامى والأرامل، وأن ترى غزة محررة من الاحتلال، وأن ترى السلطة الوطنية الفلسطينية تبسط سيطرتها على كل أنحاء القطاع كما هي بالضفة لتكون لنا قيادة واحدة وسلطة واحدة وشرطة واحدة، وإدارة وسلاح واحد، حتى نصل لمرحلة إقامة دولتنا المستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، بما فيها القدس.

ونحن بالتأكيد سنتفق مع الفصائل حول اليوم التالي، وبالتأكيد لن يكون هناك خلاف حول إدارة قطاع غزة، لأن هناك سلطة وطنية وهناك منظمة التحرير التي تمثل الشعب الفلسطيني.

قال نائب رئيس حركة فتح إن السلطة ستكون حاضرة في غزة بعد الحرب.. مع من تم تنسيق هذه العودة، في ظل رفض نتنياهو أي عودة للسلطة إلى القطاع؟ وما الدور الذي ستقوم به السلطة في غزة في حال عودتها؟

نتنياهو ليس هو الشخص الذي يحدد مصير قطاع غزة أو مصير السلطة الوطنية الفلسطينية، ونؤكد أن السلطة لم تغادر قطاع غزة منذ 15 يونيو/حزيران 2007 أو ما نسميه نحن بالانقلاب أو الانقسام (سيطرة حماس على القطاع).

وهنا نريد أن نقول إن السلطة تقوم بواجبها في قطاع غزة، خلال هذه السنوات جميعها، من خلال (وزارات) الصحة والتعليم وسلطة المياه، والتنمية الاجتماعية وشيكات الشؤون (مساعدات العائلات الفقيرة)، وحتى دفع رواتب الأسرى والشهداء والجرحى ودفع رواتب الموظفين وتنفيذ المشاريع التي تمولها الدول المانحة، كل ذلك تقوم به السلطة الفلسطينية، وعليه فإن السلطة أساسا موجودة ومطلوب من حكومة الدكتور محمد مصطفى أن تقوم بواجبها بتوحيد مؤسسات السلطة، والإدارات التابعة للأجهزة الأمنية حتى نكون سلطة واحدة، وقيادة واحدة، وقرارا فلسطينيا واحدا تمثله منظمة التحرير الفلسطينية.

أما موضوع أن السلطة تعود أو لا تعود؟ لا، السلطة موجودة في قطاع غزة.

لكن هناك موضوعا مهما يجب أن نتحدث فيه، وهو أن حماس منذ 2007 هي التي تسيطر على قطاع غزة أمنيا، وتفرض الأمن والنظام، وهذا بالتأكيد سيكون له حلول في الفترة القادمة.

يتحدث الاحتلال الإسرائيلي عن التوجه لتشكيل قوى موالية للاحتلال في غزة مثل "المخاتير" أو رجال الأعمال، ما موقف حركة فتح من هذه التشكيلات؟

فتح تؤكد بشكل واضح وصريح أن السلطة الوطنية الفلسطينية من خلال حكومة التكنوقراط التي تم تشكيلها هي التي ستقوم بواجبها في الضفة الغربية وقطاع غزة.

نتنياهو يسعى إلى إفشال المشروع الوطني وإفشال حلم الشعب الفلسطيني بإقامة دولته وعاصمتها القدس، عبر خطة الفصل ما بين الضفة وغزة، والتي غذّاها خلال فترة الانقسام.

ونؤكد: لن تستطيع إسرائيل أو غير إسرائيل استبعاد حركة فتح.

ما موقف فتح من الميناء الذي تبنيه الولايات المتحدة على ساحل غزة؟ وهل هناك خشية من استخدامه لتهجير السكان؟

نحن نشكر أي دولة، أيا كانت هذه الدولة، على إرسال مساعداتها عن طريق الجو أو البحر، لكن لن نقبل بأي حال من الأحوال أن يكون الممر المائي المصطنع في منطقة البيدر، وسيلة لتهجير الناس خارج فلسطين، هذا لن يكون ولن نقبله، وسنمنعه بكل ما أوتينا من قوة.

ونقول إن الطريق الأفضل لإرسال المساعدات هو فتح معابر القطاع (البرية) السبعة مع دولة الكيان (الإسرائيلي)، فهذه طريقة أفضل من إدخالها عن طريق البحر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات السلطة الفلسطینیة منظمة التحریر الیوم التالی فی قطاع غزة حرکة فتح أن تکون نرید أن من خلال فی غزة أن ترى

إقرأ أيضاً:

اغتيال قائد حركة حماس في لبنان على يد الإحتلال الإسرائيلي  

 

 

حيروت – وكالات

أعلنت حركة “حماس” الاثنين، اغتيال إسرائيل لقائدها في لبنان فتح شريف، بغارة جوية استهدفت منزله في مخيم “البص” جنوب البلاد.

 

 

 

وقالت الحركة في بيان، إنها “تنعى الشهيد فتح شريف أبو الأمين، قائد حماس في لبنان وعضو قيادة الحركة في الخارج شهيداً على طريق القدس، وفي ظلال ملحمة طوفان الأقصى”.

 

 

 

وأضافت أن “شريف ترجّل فجر هذا اليوم بعد عملية اغتيال إرهابية وإجرامية، طالته هو وزوجته المجاهدة أمية إبراهيم عبد الحميد، ونجله أمين وابنته وفاء، إثر غارة جويّة إسرائيلية استهدفتهم جميعا بمنزلهم في مخيّم البص بالجنوب اللبناني”.

 

 

 

وتابعت: “لقد مضى القائد أبو الأمين شهيداً، في معركة طوفان الأقصى المباركة على طريق قادة حركتنا وشعبنا الشهداء، بعد مسيرة حافلة بالعمل خدمة لشعبنا الفلسطيني ونضاله المشروع وقضيته العادلة”.

 

 

 

وفجر الاثنين، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، بأن الطائرات الإسرائيلية استهدفت للمرة الأولى مخيم البص قرب مدينة صور جنوب البلاد.

 

 

 

ومنذ بداية حرب إسرائيل على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الثاني والمواجهات مع “حزب الله” في الثامن من الشهر نفسه، اغتال الجيش الإسرائيلي عدداً من مسؤولي وعناصر “حماس” وجناحها العسكري “كتائب القسام” في لبنان.

 

 

 

وأبرز هذه العمليات كانت اغتيال نائب رئيس الحركة صالح العاروري بغارة نفذتها طائرة مسيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت في 2 يناير/ كانون الثاني الماضي.

 

 

 

ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الجاري تشن إسرائيل “أعنف وأوسع” هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” قبل نحو عام، ما أسفر حتى الأحد عن ما لا يقل عن 916 قتيلا، بينهم أطفال ونساء، و2709 جرحى، وفق رصد الأناضول لبيانات السلطات اللبنانية، وسط مخاوف من وصول المواجهات لحرب إقليمية.

 

 

 

وتعززت تلك المخاوف بعد اغتيال إسرائيل عدة قيادات في “حزب الله”، وعلى رأسهم أمين عام الحزب، حسن نصر الله في غارة جوية، مساء الجمعة، استخدمت فيها 85 طنا من القنابل على هدف بمنطقة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، المعقل الرئيسي لـ”حزب الله”.

 

 

 

منذ 8 أكتوبر تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا على الحدود، أسفر حتى مساء الأحد عن 1764 قتيلا، بينهم أطفال ونساء و8 آلاف و808 جرحى، حسب رصد الأناضول.

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال: اغتلنا 3 قيادات من حركة حماس من بينهم مشتهى
  • جيش الاحتلال: اغتيال 3 قيادات في حركة «حماس» بغارة قبل 3 أشهر
  • المطران عطاالله حنا: ندعو الكنائس في الأراضي المقدسة برفع الصلوات لوقف الحرب
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال 3 قيادات في حركة حماس بغزة قبل 3 أشهر
  • المتحدث باسم جيش #الاحتلال: ندعو السكان للبقاء في الملاجئ تحسبا لأي هجوم إيراني
  • حماس وسرايا القدس تنعيان مقاوما طاردته السلطة وقتله الاحتلال
  • عن حرب الكذبة والفجار (لعنة الكيزان)!!
  • حماس تنعى الشهيد عبد الحكيم شاهين
  • وفاة الشاعر السوداني محمد المكي إبراهيم.. الموت في زمن الشتات ورحيل هرم شعري ناطق
  • اغتيال قائد حركة حماس في لبنان على يد الإحتلال الإسرائيلي