تعود لما قبل التاريخ.. دراسة تكشف جذور البن في إثيوبيا
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
تشكل القهوة جزءًا لا غنى عنه من الثقافة العالمية، وتُعتبر القهوة العربية النوع الأكثر تفضيلاً بين عشاق هذا المشروب الرائع.
في الآونة الأخيرة، نجح باحثون في فك شيفرة الشريط الوراثي “الجينوم” لنبات البن العربي (أرابيكا)، وتتبعوا أصول هذا النبات إلى تهجين نوعين آخرين من البن قبل ما يقارب من 610 إلى مليون عام في غابات إثيوبيا.
أجروا الباحثون تتبعًا للشرائط الوراثية لتسعة وثلاثين نوعًا من نبات البن العربي، بما في ذلك أصناف تعود إلى القرن الثامن عشر، بهدف تحديد الشريط الوراثي الأعلى جودة حتى الآن، والمعروف بالاسم العلمي “كوفيا أرابيكا”.
وقال الدكتور فيكتور ألبيرت، الخبير في تطور النباتات في جامعة بافالو بولاية نيويورك الأمريكية: “إن البن العربي يعتبر واحدًا من أبرز المحاصيل الزراعية الرئيسية عالميًا، حيث يمثل جزءًا كبيرًا من الاقتصادات الزراعية في البلدان التي يتم زراعته فيها”. وألبيرت هو أحد المشاركين الرئيسيين في الدراسة التي نُشرت هذا الأسبوع في مجلة “نيتشر جينتكس” العلمية.
وأظهر البحث أن محصول بن أرابيكا زاد وتقلص على مدى آلاف الأعوام مع ارتفاع حرارة المناخ وانخفاضها. وزرع ذلك النوع لأول مرة في إثيوبيا واليمن قبل أن ينتشر في بقية العالم.
وقال باتريك ديكومب، كبير خبراء علم الجينوم في مؤسسة “نستله ريسيرش” والمحاضر في معهد التكنولوجيا الاتحادي السويسري “البن والبشرية وثيقا الصلة على مدى التاريخ. وفي كثير من الدول المنتجة، يمثل بن أرابيكا أكثر من مجرد محصول، إنه جزء من الثقافة والتقاليد”. وديكومب معد رئيسي آخر للدراسة.
ووجد أن بن أرابيكا به تنوع وراثي منخفض بسبب عدم تهجينه وضآلة محاصيله. ويمكن زراعة البن، المعرض للآفات والأوبئة، في عدد محدود من البيئات المحلية حيث تكون الظروف المناخية مواتية وتهديد الأوبئة منخفض.
وذكر ديكومب أن البحث “يمهد الطريق لطرق تهجين جديدة في البن، وهو ما سيؤدي في نهاية المطاف إلى تطوير أصناف جديدة بمقاومة أفضل للأوبئة وتغيرات المناخ وبخواص مذاق جديدة في الأقداح”.
وقال الباحثون إن بن أرابيكا نشأ نتيجة تهجين طبيعي بين نوعين هما البن القصبي “كوفيا كانيفورا” و”كوفيا يوجينيويديس”. والبن القصبي يسمى بن روبستا، وكشف العلماء شريطه الوراثي في 2014.
وينمو بن يوجينيويديس على ارتفاعات شاهقة في كينيا.
رويترز
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
دراسة طبية حديثة تكشف عن وجود كائنات حية "مجنونة" في أفواه وأمعاء البشر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة طبية حديثة قام بإجرئها الباحثون في جامعة ستانفورد عن وجود شكل جديد وغريب من كائنات حية مجنونة في أفواه وأمعاء البشر تشبه الفيروسات تحمل أسرار مذهلة قد تغير مفهوم الكائنات الدقيقة وفقا لما نشرته مجلة ديلي ميل.
أطلق العلماء على هذه الكائنات الحية اسم "المسلات"وهي عبارة عن قطع دائرية من المادة الوراثية تحتوي على جين أو جينين وتنظم نفسها بشكل يشبه العصا.
وتظهر في أفواه نصف سكان العالم بينما يحملها 7% فقط في أمعائهم ولكنها اكتشفت فقط عندما كان العلماء يبحثون عن أنماط لا تتطابق مع أي كائنات حية معروفة في المكتبات الجينية.
وتستعمر هذه البكتيريا أفواه وأمعاء البشر وتعيش داخل مضيفها لمدة تصل إلى عام تقريبا و لكن العلماء لا يعرفون كيف تنتشر كما انها تحتوي على جينومات من حلقات الحمض النووي الريبوزي أشباه الفيروسات وهي ممرضات نباتية ما يترك الخبراء في حيرة من أمرهم حول سبب وجودها في بكتيريا مرتبطة بالبشر.
وقال مارك بييفر عالم الأحياء الخلوية والتطورإنه أمر جنوني كلما نظرنا أكثر رأينا أشياء أكثر جنونا وما يزال غير واضح إذا كانت المسلات ضارة أو مفيدة
كما قال العلماء إن هذه الكائنات الصغيرة والبدائية قد تكون لعبت دورا حيويا في تشكيل التنوع البيولوجي الذي يوجد على الأرض اليوم حيث قد تكون قادرة على إصابة كائنات من أنواع حية مختلفة طوال تطورها.
وما يزال العلماء غير متأكدين مما إذا كانت هذه الكائنات الحية المكتشفة حديثا قادرة على جعل البشر مرضى ولكن هناك نوعا واحدا من الفيروسات النباتية يمكنه ذلل وهو التهاب الكبد الوبائي د.
ويشير العلماء إلى أن المسلات والفيروسات النباتية هي كائنات غير حية من الناحية الفنية وتعتمد على المضيف للبقاء على قيد الحياة فهي لا تأكل ولا تتجدد ولا تتكاثر.
ومع ذلك يعتقد بعض العلماء أن الفيروسات النباتية تمثل أقدم الكائنات الحية على كوكب الأرض.
وقادت إيفان زيلوديف عالمة الكيمياء الحيوية في جامعة ستانفورد الفريق لاكتشاف المسلات من خلال تحليل بيانات من قاعدة بيانات حمض نووي ريبوزي (RNA) تحتوي على آلاف التسلسلات التي تم جمعها من أفواه وأمعاء البشر ومصادر أخرى وكشفت تحليلاتهم عن 30 ألف نوع مختلف منها وكانت جينوماتها قد تم تجاهلها سابقا لأنها تختلف تماما عن أي كائن حي معروف سابقا.
لكن النتائج تشير إلى أن المسلات ليست نادرة وتفاوت نوع المسلات بناء على الجزء الذي وجد فيه من الجسم والعينة البشرية التي جاء منها.
وأشارت التحليلات طويلة الأمد إلى أن نوعا واحدا من المسلات يمكن أن يعيش داخل مضيف بشري لمدة عام تقريبا ويعتقد العلماء أن هذه الكائنات تستعمر خلايا البكتيريا لتتكاثر بطريقة مشابهة لكيفية إصابة الفيروسات للمضيف ثم تتكاثر داخله.
وفي الوقت الحالي يمكن للعلماء فقط التكهن بالأدوار التطورية والبيئية التي تلعبها المسلات ومن المحتمل أن تكون هذه الكائنات طفيلية وتسبب ضررا لخلايا مضيفها لكنها قد تكون أيضا مفيدة أو غير ضارة.
وإذا كشفت الدراسات المستقبلية أن المسلات لها تأثير كبير على صحة أو وظيفة الميكروبيوم البشري فسيكون ذلك اكتشافا مهما لصحة الإنسان.