دبي - وام
أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش أن القيم الإنسانية ضرورية لتحقيق الانتقال إلى ذكاء اصطناعي، يتسم بشمولية أكثر وأقل ضرراً للجميع في الوقت نفسه وقال إن «المنهجيات الإبداعية في الابتكار والتطور التكنولوجي تعد عاملاً حاسماً في نمونا الاقتصادي المستمر ونجاحنا الاجتماعي.
جاء ذلك في كلمة للشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان خلال قمة «الرؤية بعيون الآلة 2024» العالمية، التي عقدت في متحف المستقبل مؤخراً وسلّط فيها الضوء على الحاجة لضمان الحفاظ على البشرية ومواصلة الابتكار نحو مستقبل آمن وسعيد ومزدهر ومتسامح للجميع.


وأضاف:«يتعين علينا أن نهتم دوماً برفاهية جميع البشر وأن تكون لدينا الإرادة لاتخاذ الإجراءات التي تضمن لنا أن نرى كل فرد يتمتع بمستقبل إيجابي ومستوى عال من المعيشة.. نحن نشهد هذا الاهتمام وهو يتحقق بصفة يومية هنا في الإمارات، التي تتطلع إلى مستقبل تكون فيه الاقتصادات الناجحة على مستوى العالم هي الاقتصادات الإنسانية التي تراعي القيم والاحتياجات الإنسانية في مساعيها لتحقيق النمو والتقدم، وفي ظل القيادة الحكيمة لدولة الإمارات، تتحرك الأمة من مُنطلَق القناعة الراسخة لدى قيادتها، بوجوب أن تعمل قيم التسامح والأُخُوَّة الإنسانية على تشكيل ملامح الابتكار التكنولوجي».
وأثنى على قمة «الرؤية بعيون الآلة» باعتبارها مبادرة تدمج على نحو صريح قيم التسامح والتعايش في كل جانب من جوانب الذكاء الاصطناعي.
ولفت الشيخ نهيان بن مبارك إلى أن النمو الهائل للذكاء الاصطناعي التوليدي التطبيقي على مدار الأشهر الـ 18 الماضية ساهم في دفع عجلة الابتكارات، ما أوجد أسواقاً وصناعات جديدة ومجتمعاً جديداً أيضاً.
وقال إن« من شأن السعي الجماعي لتحقيق تلك الأهداف السامية أن يعمل على تحسين جودة حياتنا جميعاً وهذا أمر مثير وملهم، غير أنه يجب علينا أن نظل مدركين للأبعاد الأخلاقية والمعنوية لعملنا ذلك أن الابتكارات تحمل عواقب غير متوقعة وغير مقصودة تؤثر في الاقتصاد والمجتمع عند تطبيق تقنيات جديدة».
وتطرق إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمع وجودة الحياة، مؤكداً أهمية البُعد الأخلاقي والمعنوي للذكاء الاصطناعي الذي يتطلب انتباهنا واهتمامنا.
وأضاف أن مقدرتنا كبشر على الاستفادة من مزايا الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة مع تجنب مخاطرهما المحتملة في الوقت نفسه، تتطلب مراعاة ودعم 3 مجالات على الأقل تتمثل في تقييم جاذبية خيارات التصميم للبشر، واللوائح التي تضمن تبني وتطبيق الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة على نحو مسؤول، والتعاون العالمي للتعامل مع كل من الفرص والتحديات الكامنة في التكنولوجيا.
وقال إن التسامح والقيم الإنسانية المشتركة عامل حاسم لمعالجة تلك المتطلبات الثلاثة بشكل فعّال والمساعدة على جني الفوائد الاقتصادية والاجتماعية للذكاء الاصطناعي.
وأضاف:«نقوم بصفة منتظمة بمراجعة وتنقيح القوانين واللوائح اللازمة لضمان عدم تجاوز التكنولوجيا لقدرتنا على التعامل معها، ونتعاون مع الآخرين حول العالم من أجل مستقبل يسوده السلام والرخاء للجميع.. ملتزمون بالحفاظ على مكانة الإمارات بيئة نموذجية للمبتكرين لتمكينهم من تحقيق النجاح، ونشجع البحث والحوار المستمر بشأن العلاقة بين القيم الإنسانية والتكنولوجيا وكيفية ضمان الحفاظ على هذه القيم».
من جانبه أكد عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد أن الإمارات تتقدم على طريق تحقيق هدفها الطموح المتمثل في أن تصبح رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031، مع تركيز استراتيجي على تبنّي التطورات المبتَكَرَة وإطلاق العنان لمجموعة من الفرص التحولية عبر المجالات الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية.
وقال إن من شأن تحقيق هذا الهدف أن يحفز نمواً غير مسبوق لمواطني الإمارات ومؤسساتها الحكومية وشركاتها، على السواء، موضحاً أن الدولة تستهدف توسيع نطاق تواجدها الاقتصادي على الساحة العالمية بشكل ملحوظ، وترسيخ مكانتها قوة هائلة في المجالات الرئيسية ذات الأهمية الاستراتيجية عبر الاستفادة من إمكانيات الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وجمعت قمة «الرؤية بعيون الآلة»، إحدى كبرى القمم العالمية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والرؤى الحوسبية، أفضل العقول حول العالم، وذلك بالتعاون مع مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، وتطبيقات العمل عن بعد في حكومة دولة الإمارات.
واستكشفت القمة السنوية الاتجاهات الجديدة في مجالات الذكاء الاصطناعي التوليدي، والرؤية الحوسبية والاستثمار والتعليم، بما يتماشى مع استراتيجية دولة الإمارات، لترسيخ مكانة دبي عاصمة عالمية للذكاء الاصطناعي.
وشهدت القمة إعلان نتائج تحدي التصميم الداخلي التوليدي الذي شارك فيه 32 فريقاً من مختلف أنحاء العالم، وحصد فريق DECEM المركز الأول وجائزة نقدية قدرها 7000 دولار، يليه فريق STABLEDESIGN وفريق XENONSTACK في المركزين الثاني والثالث على التوالي.
وتعليقاً على نجاح القمة، قال «ألكسندر خانين»، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة «بولينوم إيفينتس»، المنظمة لقمة «الرؤية بعيون الآلة»:«فخورون بطرح أجندة علمية واقتصادية متنوعة في القمة، واستضافة نخبة من الباحثين المشهورين لتسليط الضوء على التطورات العصرية التي ترسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي، واكتشاف التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي عبر صناعات مختلفة وتبسيط العمليات التجارية لتعزيز الحياة الحضرية».
بدوره، قال البروفيسور«تيموثي بالدوين»، عميد جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والأستاذ في قسم معالجة اللغات الطبيعية بها إن قمة (الرؤية بعيون الآلة) أتاحت منصة مثالية لمناقشة جوانب رئيسية للذكاء الاصطناعي، وتأثيره المحتمل على المجتمع.
وأضاف أنه «باعتبارها أول جامعة متخصصة في أبحاث الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، شاركت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي آخر المستجدات البحثية والابتكارات الجديدة، في مجموعة متنوعة من المجالات، لاسيما النماذج التأسيسية للتطبيقات المتعددة الوسائط إلى جانب الانخراط في مناقشات رئيسية مع نظرائنا العالميين بشأن أهمية تطوير مهارات مواهب الذكاء الاصطناعي لدعم الأهداف الحكومية والاقتصادية الطموحة».
جدير بالذكر أن القمة حظيت بدعم الشركات التكنولوجية الرائدة عالمياً ومن ضمنها شركة «إنفيديا» العالمية، ومعهد الابتكار التكنولوجي، و«أيه آي 71»، و«كور 42»، و«أنتيما»، وفعاليات دبي للأعمال، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وطيران الإمارات.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات ذكاء اصطناعي الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی نهیان بن مبارک وقال إن

إقرأ أيضاً:

«الإمارات الصحية» لـ«الاتحاد»: إطلاق مبادرة لتسريع دمج الذكاء الاصطناعي بـ«الرعاية الصحية»

سامي عبد الرؤوف (دبي) 

أخبار ذات صلة «⁧‫الفارس الشهم 3‬⁩» تدعم إنتاج وجبات الإفطار لنازحي جنوب ⁧‫غزة‬⁩ برعاية منصور بن زايد.. «الشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة» تطلق فعاليات مؤتمر الوقف والمجتمع

أطلقت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، مبادرة «مسار الذكاء»، ضمن الجهود المستمرة لاستكمال تمكين وتعزيز قدرات الموظفين والعاملين لتوظيف ودمج تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن قطاع الرعاية الصحية، وذلك انسجاماً مع استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، وبما يدعم مستهدفات مئوية الإمارات 2071 لتحقيق تحول نوعي في جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.
وقالت مباركة إبراهيم، الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، في تصريح لـ«الاتحاد»: «تركّز مبادرة (مسار الذكاء) على ثلاثة محاور رئيسية تشمل تطوير الكوادر البشرية، ودمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات الطبية، وضمان الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه التقنيات». وأضافت: «تعد مبادرة (مسار الذكاء) جزءاً من خطة تطوير ممنهجة تستند إلى أفضل الممارسات وأحدث الاتجاهات العالمية في هذا المجال». 
وأشارت إلى أن المؤسسة تتعاون بخصوص هذه المبادرة مع مجموعة من الشركاء الاستراتيجيين العالميين، لدعم جهود تطوير برامج تدريبية متخصصة تدعم الكوادر، وتسهم في تزويدهم بالمعرفة والخبرة اللازمة، وتضمنت هذه الجهود مجموعة متنوعة من الأنشطة التعليمية مثل الدورات الذاتية عبر منصة التعلم الخاصة بالمؤسسة، وورش العمل التفاعلية، والتدريب العملي، والندوات الإلكترونية، ولقاءات التدريب الرقمية، والنشرات التوعوية. وأكدّت، أن هذه المبادرة تجسد حرص والتزام المؤسسة بتوظيف إمكانيات الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية على جميع المستويات، وإيمانها العميق بدوره المحوري في إحداث نقلة نوعية في جودة الخدمات الطبية من خلال إعادة تعريف أساليب التشخيص والعلاج وتعزيز قدرات التنبؤ الاستباقي بالأمراض لضمان رعاية أكثر كفاءة وفعالية. 
وأشارت إلى أن الاستثمار في التعليم والتدريب المتخصص يشكل ركيزة أساسية لإعداد كوادر قادرة على مواكبة التطورات التكنولوجية وتسخيرها للارتقاء بتجربة المرضى وتحسين مخرجات الرعاية الصحية.
وأفادت أن مبادرة «مسار الذكاء» تمثل خطوة متقدمة نحو ترسيخ مكانة المؤسسة بين رواد الابتكار في مجال الرعاية الصحية عالمياً، منوهة بالتقدم الذي تم تحقيقه وثقتها بقدرة الذكاء الاصطناعي على تعزيز كفاءة الكوادر البشرية والارتقاء بجودة رعاية المرضى وإحداث تحول جذري في طريقة أساليب الخدمات الصحية على مستوى المنطقة. 
وأشارت إلى استكمال المؤسسة جهودها في التدريب والتطوير المستمر، وبناء قدرات كوادرها الوظيفية، وتنمية مهاراتهم الرقمية، عبر تعزيز جاهزيتهم وتمكينهم من التعامل بفعالية مع تقنيات الذكاء الاصطناعي.  وذكرت أنه ضمن جهود تعزيز دمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات الطبية، قامت المؤسسة بتطبيق مجموعة من النماذج الذكية التي تغطي مجالات التنبؤ والتحليل الاستشرافي وتحسين سير العمل وإدارة الموارد وتعزيز الاستدامة ورفع مستوى تفاعل المرضى.  ولفتت إلى تبني المؤسسة حلولاً متقدمة قائمة على الذكاء الاصطناعي في مجالات الروبوتات والجينوم والتوثيق الطبي الصوتي والتصوير التشخيصي، بهدف تحسين العمليات التشغيلية وتقليل الضغوط النفسية على الكوادر الطبية، مما يسهم في تعزيز نتائج المرضى ورفع مستوى سعادتهم ورضاهم. وتطرقت إلى اعتماد المؤسسة «سياسة الذكاء الاصطناعي الآمن»، استكمالاً لمسيرتها في تعزيز الحوكمة الرقمية وتبني أفضل الممارسات في هذا المجال، انسجاماً مع جهود دولة الإمارات في تعزيز الاستخدام المسؤول والأخلاقي لتقنيات الذكاء الاصطناعي. وبينت أن سياسة الذكاء الاصطناعي للمؤسسة وضعت إطاراً متكاملاً يضمن الحوكمة الفعالة لهذه التقنيات، مع التركيز على أربعة أهداف رئيسية تشمل ضمان التوافق مع المعايير الأخلاقية المعتمدة وطنياً في استخدام الذكاء الاصطناعي، وتحقيق التكامل مع الإطار الوطني لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، إلى جانب تعزيز القيم الإنسانية لضمان معاملة عادلة وآمنة لجميع أفراد المجتمع، والموازنة بين دعم الابتكار القائم على الذكاء الاصطناعي والحفاظ على أعلى معايير الأمان.
تعدّ مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية من أوّل الجهات الحكومية التي تعتمد سياسة داخلية شاملة لضمان الاستخدام الآمن والمسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يعزز التزامها بالعدالة والشفافية والمساءلة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ويسهم في توفير نهج منظّم لتقييم المخاطر والحدّ منها، مما يضمن تحقيق التوازن بين الابتكار والأمان والموثوقية في التقنيات المطبقة.

مقالات مشابهة

  • نهيان بن مبارك يشيد برسالة «راجاديراج» الإنسانية
  • نهيان بن مبارك: محمد بن زايد ملتزم بتعزيز القيم الإنسانية
  • نهيان بن مبارك يشيد بالقيم الإنسانية في ختام المسرحية العالمية "راجاديراج"
  • «الإمارات الصحية» لـ«الاتحاد»: إطلاق مبادرة لتسريع دمج الذكاء الاصطناعي بـ«الرعاية الصحية»
  • نهيان بن مبارك: الوقف ركيزة أساسية لتنمية المجتمع وتعزيز التكافل
  • بين الابتكار والسيطرة.. هيمنة الذكاء الاصطناعي الصيني
  • نهيان بن مبارك: رعاية الطفل تجسيد حي للقيم الإماراتية الأصيلة
  • نهيان بن مبارك: التزام رئيس الدولة برعاية الطفل تجسيد لقيمنا
  • نهيان بن مبارك : التزام رئيس الدولة برعاية الطفل تجسيد حي للقيم الإماراتية الأصيلة
  • نهيان بن مبارك: التزام رئيس الدولة برعاية الطفل تجسيد حي للقيم الإماراتية الأصيلة