قصر الأمير محمد علي بالمنيل.. تحفة فنية شاهدة على تاريخ مصر
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
يقف متحف قصر الأمير محمد علي بالمنيل شامخا في قلب القاهرة ليروي قسما مهما من تاريخ مصر ، فالقصر الذي يعد من أجمل وأهم المتاحف التاريخية في مصر، يعبر عن فترة مهمة من تاريخ مصر الحديث وينفرد بتصميمه المعماري المميز.
بني القصر على طراز إسلامي حديث مقتبس من المدارس الفنية الفارسية والمملوكية، وبه بعض الزخارف السورية والمغربية والأندلسية، بالإضافة إلى اكتسابه الروح العثمانية، مما جعله مدرسة فنية جامعة لعناصر الفنون الإسلامية المختلفة .
صاحب القصر هو الأمير محمد علي توفيق نجل الخديو توفيق وشقيق الخديو عباس حلمي الثاني وكان وصيا على العرش بعد وفاة الملك فؤاد الأول لحين وصول الملك فاروق للسن القانونية في 28 أبريل 1936، ثم أصبح وليا للعهد إلى أن أنجب فاروق ابنه الأمير أحمد فؤاد الثاني.
وبنى الأمير محمد علي قصره في الفترة ما بين 1900- 1929م، ويتكون القصر من سور خارجي يحيط بمدخل القصر، ويضم داخل أسواره سراي الاستقبال، برج الساعة، السبيل، المسجد، متحف الصيد، سراي الإقامة، سراي العرش، المتحف الخاص، والقاعة الذهبية، بالإضافة إلى الحديقة الرائعة المحيطة بالقصر والفريدة من نوعها.
ومن أهم معالم القصر سراي الاستقبال الذي يطلق عليه "السلاملك"؛ وهو يتكون من طابقين؛ يضم الأرضي قاعتين للاستقبال يفصل بينهما باب، خُصصت الأولى لاستقبال الضيوف الرسميين وكبار رجال الدولة وغيرهم القادمين لتهنئة الأمير محمد علي توفيق في الاحتفالات الرسمية، بينما خُصصت القاعة الأخرى لاستقبال كبار المصلين القادمين لأداء صلاة الجمعة بالمسجد المقام داخل القصر.
تضم الردهة الواقعة بين الطابقين الأول والثاني نموذجاً مصغراً لمسجد قايتباي مصنوع من الخشب المُطعم بالصدف بالمدرسة التي أنشأتها أمينة الهامي والدة الأمير محمد علي توفيق للحرف.
ويضم الطابق العلوي قاعتين؛ (القاعة المغربية) والتي تقع على اليسار وتتميز بزخارفها المصممة على الطراز المغربي، بينما القاعة الأخرى تُعرف (بالقاعة السورية) وذلك لأن جدرانها وسقفها مغطاة بحشوات خشبية مزخرفة على نفس نمط الزخارف الخشبية بالعمائر الشامية في العصر العثماني.
ويسبق القاعة السورية ردهة تفتح على غرفة المشربية التي كانت مُخصصة لجلوس السيدات اللاتي تحضرن مع ضيوف الأمير، كما يضم هذا السراي- بالإضافة إلى القاعات الرئيسية بالطابقين- عدد من الحجرات وملحقاتها.
كما يضم القصر سراي العرش المكونة من طابقين؛ يحتوي الطابق الأرضي على قاعة مستطيلة يوجد بها كرسي العرش، ويغطيها سقف يتوسطه قرص الشمس، الذي تنبثق منه إشعاعات ذهبية.
ويتصدر القاعة لوحة تصور لمحمد علي باشا حاكم مصر وجد الأمير محمد علي كما يوجد على جانبي القاعة أثاث مُذهب مكسي بالقطيفة الحمراء.
يزين الجدار الأيسر للقاعة لوحات زيتية للفنان "هدايت" تمثل صور شخصية لحكام من أسرة محمد علي، بينما الجدار الأيمن تزينه لوحتان تصوران مناظر طبيعية لمصر، فضلاً عن المرايا ذات الأطر المذهبة، يوجد بجانب السلم الرخامي المؤدي إلى الطابق العلوي نموذج مُصغر مصنوع من الخشب لجامع محمد علي بالقلعة.
ويحتوي الطابق العلوي على ثلاث غرف؛ الأولي سُميت بحجرة "الأوبيسون" لأن جدرانها مغطاه بنسيج الأوبيسون المصنوع في فرنسا، والثانية عبارة عن قاعة استقبال "صالون" جدرانها مغطاة ببلاطات خزفية ذات الطراز الإسلامي، وتتطابق ألوانها مع الأواني المعروضة بداخلها؛ والتي جاءت باللون الأزرق والأبيض، أما القاعة الأخيرة تتضمن سرير فضي بأربعة أعمدة، خاص بالأميرة "أمينة هانم إلهامي"، والدة الأمير محمد علي، كما يوجد فى هذه القاعة مدفأة خشبية مطلية بالذهب.
كما يضم القصر سراي الإقامة وهي من أقدم المباني التي شيدت بالقصر ويتكون من بدروم يعلوه طابقان بالإضافة إلى البرج.
ويحتوي البدروم على عدد من الحجرات، بينما يضم الطابق الأرضي بهو النافورة أو بهو الاستقبال، الذي يشرف على عدد من الحجرات والقاعات الجانبية، كما يحتوي الطابق الأرضي على بهو المرايا المخصص لمجالس الأدب والشعر وملحق به عدد من الحجرات والقاعات منها مكتب الأمير محمد علي.
أما الطابق العلوي فيضم عدة غرف منها غرفة المجوهرات، الغرفة العربية، غرفة نوم للأمير وأخرى للوصيفة. وذلك بالإضافة إلى باقي الوحدات الخدمية بالسراي.
كما يضم القصر مسجدا بطراز معماري فريد يتميز من الخارج بالعناصر الزخرفية المتنوعة والنقوش الرائعة المنفذة بالخط العربي، والتي جاءت على الطراز الإسلامي.
ومدخل المسجد ذو عقد مدبب، يزخرفه نقوش بارزة، يوجد على جانبي المدخل لوحتان تتضمن كتابات، تشتمل اللوحة اليمنى على النص التأسيسي للمسجد، بينما تشتمل الأخرى على أسماء العمال والفنانين المشاركين في بناء المسجد وكذلك تاريخ تأسيس المسجد وهو عام 2531هـ (3391م).
ويحتوي القصر كذلك على برج الساعة وهو برج مستطيل الشكل، صُمم على نفس طراز صومعة (مأذنة) مسجد حسان بالرباط، والذي بُني في عهد دولة الموحدين بالمغرب، خلال القرن الثاني عشر الميلادي.
وقد وُضعت في أعلى واجهته ساعة على نفس نمط الساعة التي وضعها الخديو عباس حلمي الثاني شقيق الأمير محمد علي توفيق في محطة سكة حديد مصر بالقاهرة.
ويزين البرج زخارف نباتية بارزة، بينما يعلو المدخل أشرطة من الكتابات العربية، تتضمن البسملة "بسم الله الرحمن الرحيم"، وللبرج 4 شرفات محمولة على كوابيل حجرية، فضلاً عن فتحات النوافذ المعقودة والمزاغل، كما توجد أشرطة بأعلى البرج بداخلها زخرفة الأطباق النجمية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأمیر محمد علی توفیق الطابق العلوی بالإضافة إلى کما یضم
إقرأ أيضاً:
احتفالات الثقافة بالعام الجديد .. ورش وعروض فنية للأطفال ذوي الهمم
عدد من الفعاليات الثقافية والفنية قدمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، في مدرسة جنة الأطفال للتربية الفكرية، احتفالاً بالعام الجديد، ضمن برامج وزارة الثقافة.
شهدت الفعاليات حضور د. جيهان حسن، مدير عام الإدارة العامة لثقافة الطفل، أمل قناوي، مدير عام إدارة الخدمات التعليمية بوزارة التربية والتعليم، مشيرة إسماعيل، مدير الإدارة التعليمية للتعليم الابتدائي، ورشا محمد، من إدارة الجودة.
وتنوعت الأنشطة بين ورش مشغولات يدوية منها ورشة إكسسوارات بالخرز تدريب رغدة كمال، وتصميم زهور وتيجان بالفوم تدريب فاطمة شعبان، بجانب ورش فنية احتفالا بالعام الجديد منها تصميم أشكال ديكورية وماسكات للوجه تدريب وفاء أبو الفضل، ورشة عمل مُعلقة صغيرة تنفيذ مريم حسن، وأخرى لعمل كروت تهنئة ومجسم لرجل الثلج تدريب ناريمان نبيل.
واختتم اليوم مع عرض مسرح عرائس للفنان عمرو حمزة، وتوزيع هدايا عينية على الأطفال المشاركين.
الفعاليات نفذها قصر ثقافة ٢٥ يناير، التابع للإدارة العامة لثقافة الطفل، وبإشراف الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، برئاسة د. حنان موسى، ضمن برنامج مكثف أعدته الهيئة العامة لقصور الثقافة للاحتفال بالعام الجديد بالمحافظات، داخل قصور الثقافة وخارجها.
ختام فعاليات الثقافة بقرى حياة كريمة في مطروح
من ناحية أخرى، اختتمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، فعالياتها الثقافية والفنية المتنوعة، بقرى "حياة كريمة" في محافظة مطروح، في إطار برامج وزارة الثقافة.
وشهد اليوم الختامي عدة فعاليات بمدرسة الحمام الرسمية للغات، بحضور د.بدوي مبروك، مدير عام ثقافة القرية، ومحمد زكريا العبد، مدير عام الشئون التنفيذية بمديرية التربية والتعليم، ولفيف من القيادات الثقافية والتنفيذية بالمحافظة.
وتضمنت الفعاليات لقاء للتعريف بأهداف المبادرات الرئاسية في مختلف المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، بحضور د. هالة خميس، معلم أول دراسات اجتماعية بمدرسة خديجة الإعدادية بنات، د. محمد حسن، متابع بإدارة الحمام التعليمية.
كما شملت الأنشطة فقرة رسم على الوجه، واكتشاف مواهب في مجالي الغناء والإنشاد، بجانب عدد من الورش الفنية والحرفية منها تعليم صناعة الحصير للفنان محمد فوزي، الحرق على الخشب، إعادة التدوير، وتصميم زهور بقماش الساتان.
ووسط تفاعل كبير من الحضور، قدمت فرقة أطفال وطلائع الشاطبي عرضا فنيا تضمن مجموعة من الفقرات الاستعراضية بقيادة الفنانة سمر القصاص منها رايات النصر، الصعيد، الفلاحي، النوبي، الإسكندراني، يلا بينا، الحدوتة، وغيرها.
كما شهد مجلس مدينة الحمام، محاضرة بعنوان "حماية شباب مصر من شبح المخدرات" أوضحت خلالها سهير حسن، مدير إدارة خدمة المواطنين، دور الدولة في مواجهة ظاهرة الإدمان من خلال توفير خدمات العلاج بالمجان بمختلف محافظات الجمهورية، وفقا للمعايير الدولية، مؤكدة على أهمية رفع وعى طلاب المدارس بخطورة تعاطي المواد المخدرة، من خلال تقديم البرامج التوعوية من قِبل قصور الثقافة ومراكز الشباب والمدارس والجامعات.
أقيمت الفعاليات من خلال الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، والإدارة العامة لثقافة القرية، ونفذت بإشراف إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، برئاسة أحمد درويش، وفرع ثقافة مطروح، برئاسة محمد حمدي، وبالتعاون مع مديرية التربية والتعليم.