هل يمكن للكبد أن يحمل علاجا أفضل للسرطان؟
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
كشف باحثون عن السبب الذي قد يقف وراء تطور السرطان بشكل أكثر شراسة لدى مرضى السرطان الذين يعانون من التهاب الكبد.
وأجرى الدراسة باحثون من مركز أبرامسون للسرطان وكلية بيرلمان للطب في جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأميركية (the Abramson Cancer Center and Perelman School of Medicine at the University of Pennsylvania)، ونشرت في 19 أبريل/نيسان الجاري في مجلة نيتشر إميونولوجي (Nature Immunology)، وكتب عنها موقع يوريك أليرت (Eurek Alert).
ارتبط التهاب الكبد بنتائج أسوأ للمرضى المصابين بالسرطان. ويقصد بالنتائج هو مآل المرض وكيف يتفاقم. والتهاب الكبد هو أحد الآثار الجانبية الشائعة للسرطانات.
اكتشف الباحثون في دراستهم، أن التهاب الكبد الناجم عن السرطان يجعل خلايا الكبد تفرز بروتينات في الدم تسمى بروتينات "أميلويد إيه" (amyloid A) أو ما يعرف اختصارا بـ"إس إيه إيه" (SAA)، والتي تنتشر عبر الجسم وتعيق قدرة الخلايا التائية -وهي أسلحة رئيسية مضادة للسرطان من الجهاز المناعي- على التسلل ومهاجمة الأورام في أماكن أخرى.
وقال كبير الباحثين جريجوري بيتي، الطبيب الذي يحمل درجة الدكتوراة والأستاذ المشارك في أمراض الدم والأورام ومدير الأبحاث السريرية والتحويلية لمركز بنسلفانيا لأبحاث سرطان البنكرياس: "نريد أن نفهم بشكل أفضل الأسباب التي تجعل السرطان يقاوم أو يستجيب للعلاج المناعي للمساعدة في تصميم إستراتيجيات أكثر فعالية للمرضى".
وأضاف أن النتائج التي توصلوا إليها تظهر أن خلايا الكبد -مع إطلاقها لبروتينات إس إيه إيه- تعمل بشكل فعال كنقطة تفتيش مناعية تنظم المناعة المضادة للسرطان، مما يجعلها هدفا علاجيا واعدا.
واعتمدت الدراسة على الأبحاث السابقة التي أجراها الفريق حول التهاب الكبد في السرطان، عام 2019، والتي أظهرت كيف يعزز ورم البنكرياس انتقال الورم الخبيث إلى الكبد.
وفي عام 2021، لاحظ باحثون من مختبر بيتي أن الالتهاب الجهازي، وهو التهاب مزمن وواسع النطاق والذي يشمل العديد من الجزيئات نفسها المتورطة في الورم الخبيث في الكبد، يرتبط باستجابات أسوأ للعلاجات المناعية لدى مرضى سرطان البنكرياس.
وتم تصميم الدراسة الأخيرة للتحقيق بمزيد من التفصيل في كيفية قيام التهاب الكبد بعرقلة تأثيرات هذه العلاجات المعززة للمناعة.
والعلاج المناعي هو فئة من الأدوية التي تستدعي جهاز المناعة في الجسم لمحاربة السرطان. ويتوقع أطباء أن يشكل العلاج المناعي نقطة تحول مهمة في جهود الأطباء والباحثين لإيجاد علاج للسرطان.
نظر الباحثون في نماذج الفئران المصابة بسرطان البنكرياس، وقاموا بقياس كمية تسلل الخلايا التائية في أورام البنكرياس، وهو مؤشر أساسي للنشاط المناعي المضاد للورم. ووجدوا أن الفئران التي لديها قدر أقل من تسلل الخلايا التائية في أورامها تميل إلى الإصابة بالتهاب الكبد بشكل أكبر.
وأظهرت هذه الفئران أيضا علامات أقوى لمسار الإشارات الالتهابية المسمى مسار "إنتيرلوكين 6/جيه إيه كيه/ إس تي إيه تي 3" (IL-6/JAK/STAT3)، وهو نفس المسار الذي أشار إليه الفريق في دراسته لورم خبيث في الكبد عام 2019.
أظهر الباحثون بعد ذلك أن تنشيط "إس تي إيه تي 3" (STAT3) في خلايا الكبد يرتبط بانخفاض إنتاج الخلايا المناعية التي تسمى الخلايا التغصنية (dendritic cells)، والتي تعتبر ضرورية لاستجابات الخلايا التائية الطبيعية. عندما قام العلماء بحذف "إس تي إيه تي 3" من خلايا الكبد، ارتفع إنتاج الخلايا التغصنية ونشاط الخلايا التائية.
في نهاية المطاف، وجد الفريق أن تنشيط "إس تي إيه تي 3" في خلايا الكبد له تأثير تثبيطي للخلايا التغصنية والخلايا التائية عن طريق تحفيز إنتاج بروتينات "إس إيه إيه" التي تستهدف المستقبلات على الخلايا المناعية.
كان لحذف بروتينات "إس إيه إيه" نفس تأثير استعادة المناعة مثل حذف "إس تي إيه تي 3″، وزيادة فترات البقاء على قيد الحياة، واحتمالية الشفاء في الفئران التي تمت إزالة أورام البنكرياس فيها جراحيا.
لمعرفة ما إذا كانت نتائج نموذج الفأر ستترجم إلى البشر، قام الباحثون بقياس مستويات "إس إيه إيه" في عينات الأنسجة من المرضى الذين تمت إزالة أورام البنكرياس لديهم جراحيا، ووجدوا أن أولئك الذين لديهم مستويات منخفضة من "إس إيه إيه" في الجراحة قد بقوا على قيد الحياة لفترة أطول بكثير بعد ذلك.
عائق أمام العلاج المناعي
وقال بيتي: "إن النتائج في مرضى البشر تسلط الضوء على الأهمية السريرية المحتملة لاكتشافاتنا في الفئران". وأضاف: "الآن بعد أن أظهرنا كيف يشكل التهاب الكبد عائقا أمام العلاج المناعي، فإن خطوتنا التالية هي معرفة ما إذا كان يمكن استهداف نفس المسار لعكس الالتهاب لدى المرضى الذين لديهم بالفعل ورم خبيث في الكبد".
يعمل فريق البحث الآن على إجراء المزيد من الدراسات ما قبل السريرية وفي نهاية المطاف الدراسات السريرية للعوامل المثبطة لـ"إس تي إيه تي 3″ و"إس إيه إيه" أو أحدهما كعلاجات إضافية محتملة بالاشتراك مع العلاج المناعي والتي يمكن أن تحسن نتائج مرضى السرطان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الخلایا التائیة العلاج المناعی التهاب الکبد خلایا الکبد إس إیه إیه
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف مخاطر تناول الكحول وتأثيره على الدماغ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة حديثة قام بأجرها فريق من الباحثيين بجامعة جونزهوبكنز الأمريكية عن مخاطر تناول الكحول وتاثيرهاعلى القدرات الإدراكية ومناطق اتخاذ القرارات فى الدماغ وفقا لما نشرتة مجلة Naukatv.ru.
أظهرت الدراسة كيف يدمر الكحول المناطق الرئيسية في الدماغ المسؤولة عن القدرات الإدراكية قام الفريق البحثي بقيادة عالمة الأعصاب باتريشيا جاناك بإعطاء جرعات عالية من الكحول للفئران لمدة شهر كامل وبعد مرور ما يقرب من ثلاثة أشهر بدون كحول تم اختبارها.
أظهرت الفئران التي تعرضت للكحول أداء أسوأ بكثير من الفئران السليمة حيث تأخرت في التحول إلى الذراع الصحيحة الجديدة وأظهرت صعوبات واضحة في اتخاذ القرارات.
وأثبتت هذه النتائج التأثير طويل المدى للكحول على وظائف الدماغ الإدراكية حتى بعد فترة طويلة من التوقف عن تعاطي الكحول.
واكتشف العلماء حدوث تغيرات كبيرة في أدمغة الفئران وتحديدا في منطقة تسمى الجسم المخطط الظهري الإنسي وهذه المنطقة مسؤولة عن التخطيط والتفكير الاستراتيجي.
وأظهرت النتائج أن الفئران التي تناولت الكحول عانت من ضعف في الإشارات العصبية وانخفاض كفاءة معالجة المعلومات.
والمثير للدهشة أن هذه الاضطرابات استمرت حتى بعد 3 أشهر من التوقف عن تعاطي الكحول مما يدل على أن الأضرار التي يسببها الكحول للدماغ قد تكون دائمة أو طويلة الأمد.
وأن الكحول لا يعطل الدماغ مؤقتا فحسب بل ويتسبب في أضرار دائمةقد يفسر ذلك سبب عودة المدمنين إلى تناول المشروبات الكحولية بشكل متكرر حيث يفقد الدماغ قدرته على اتخاذ قرارات صحيحة.
ولوحظ أن التغيرات كانت أكثر وضوحا لدى ذكور الفئران مقارنة بالإناث مما يشير إلى أن ردود فعل الذكور والإناث تجاه الكحول قد تختلف وهي حقيقة مثيرة للاهتمام تستحق المزيد من البحث.
وأوضحت الدراسة أن تلف الدوائر العصبية قد يكون سببا لارتفاع معدلات الانتكاس حتى بعد إتمام العلاج ويخطط العلماء الآن لدراسة تأثير الكحول على مناطق أخرى من الدماغ وأسباب تأثر ذكور الفئران بشكل أكبر من الإناث.
وقد تمهد هذه الأبحاث الطريق لتطوير أساليب علاجية جديدة للإدمان وبرامج وقائية أكثر فعالية وفهم أعمق للاختلافات بين الجنسين في الاستجابة للكحول.