خان يونس ثاني أكبر مدينة بقطاع غزة
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
ثاني أكبر مدن قطاع غزة من حيث المساحة والسكان، تقع أقصى جنوب غربي غزة على بعد 20 كيلومترا من الحدود المصرية، و25 كيلومترا من مدينة غزة. يتكون اسم خان يونس من كلمتين، الأولى خان وتعني الفندق، والثانية يونس نسبة إلى مؤسس الخان الأمير يونس النوروزي الداودار.
وكان للمدينة دور بطولي في مقاومة الاحتلال البريطاني ثم الاحتلال الإسرائيلي، إذ جرت فيها العديد من المعارك والاشتباكات عامي 1956 و1967، ومنها انطلقت الطلائع الأولى لانتفاضة الحجارة عام 1987.
وقد تعرضت المدينة في ديسمبر/كانون الأول 2023 لقصف جوي ومدفعي من قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان على قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى، أعقبه توغل بري.
وشهدت المدينة -التي تعتبر معقل كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- اشتباكات عنيفة بين جنود الاحتلال والمقاومة الفلسطينية استمرت 4 أشهر.
وانسحب الجيش الإسرائيلي من المدينة في 7 أبريل/نيسان 2023 بعد ارتكاب مجازر بحق المدنيين وتدمير البنية التحتية بشكل كامل من طرق ومستشفيات ومبان سكنية ومدارس وغيرها.
الموقع والمناختقع خان يونس أقصى جنوب غربي غزة على بعد 20 كيلومترا من الحدود المصرية و25 كيلومترا من مدينة غزة، وتحدها من الجنوب مدينة رفح ومن الشمال مدينة دير البلح، وتطل على البحر المتوسط من الغرب، وترتفع بنحو 50 كيلومترا عن سطح البحر.
وتتميز بمناخ صحراوي متوسطي، ورغم تأثرها بالمناخ المعتدل الرطب للأبيض المتوسط فإن موقعها بالساحل الجنوبي يقلل من تأثير الرياح الجنوبية الغربية المطيرة شتاء، ومن جهة ثانية فالمنطقة نافذة غربية لصحراء النقب، مما يجعلها تتعرض لمؤثرات الصحراء في كثير من الأحيان، إذ تهب عليها رياح شرقية وجنوبية شرقية باردة جافة في الشتاء، كما تهب عليها رياح شمالية شرقية جافة صيفا.
وهي تعتبر ثاني أكبر مدينة في قطاع غزة من حيث المساحة بعد مدينة غزة، وتبلغ مساحتها 54 كيلومترا مربعا.
السكانحسب تقديرات جهاز الإحصاء المركزي، بلغ عدد سكان محافظة خان يونس سنة 2023 نحو 438 ألف نسمة، يتوزعون على 8 تجمعات سكنية، هي: مدينة خان يونس عاصمة المحافظة وعدد سكانها 243 ألف نسمة، ويتوزع باقي السكان على مخيمات خان يونس والقرارة وخزاعة والفخاري وعبسان الكبيرة وعبسان الجديدة وبني سهيلا.
ويقيم في خان يونس عدد من العشائر/العائلات التي تتوزع على أحياء المدينة المختلفة، وتشكل العشيرة الواحدة غالبية سكان الحي الذي يعرف باسمها عادة، وتنحدر هذه العشائر من أصول قبلية عربية استقر بعضها في وقت مبكر بالمدينة، بينما استقر بعضها الآخر في وقت متأخر نسبيا، ومن العائلات المعروفة في المدينة: الأغا والفرا والأسطل والنجار وشبير وزعرب وبريخ والشاعر والبشيتي والعقاد والسقا والمجايدة والقدوة وفارس وغيرها.
وتقطن في المدينة عائلات مصرية الأصل، ويرجح الباحثون أن أجدادهم قدموا إلى فلسطين أثناء الحكم المصري بالقرن 19، أو ينحدرون من نسل الحاميات المصرية التي كانت بالقلعة أثناء العصر العثماني، كما تستقر في المدينة عائلات من أعقاب الأتراك والشراكسة الذين عهد إليهم بحماية القلعة، وقد استقر بعضهم في خان يونس وانتقلت فروع منهم إلى المدن المجاورة مثل غزة ورفح.
مشهد من مخيم اللاجئين في خان يونس بقطاع غزة (أسوشيتد برس) أصل التسميةيتكون اسم مدينة خان يونس من كلمتين: الأولى خان وتعني الفندق، والثانية يونس نسبة إلى مؤسس الخان الأمير يونس النوروزي الداودار.
التاريخيرجح عدد من المؤرخين أنها بنيت على أنقاض مدينة قديمة في العصر اليوناني كانت تعرف باسم جنيسس، ولم تعرف خان يونس إلا بالقرن 14 الميلادي عندما أنشأ الأمير المملوكي يونس النوروزي الداودار خانا في هذا الموقع لخدمة التجار والمسافرين عام 789 هجرية، الموافق 1387 ميلادية.
وكان يونس الداودار أميرا زمن السلطان المملوكي الملك الظاهر برقوق أول سلطان لدولة المماليك الشركسية وأشهرهم. والداودار لقب لأحد كبار موظفي الديوان المكلف بالرد على رسائل السلطان الرسمية، وكتابة الرسائل التي يبعث بها السلطان إلى مختلف الملوك والأمراء، وتعني كلمة داودار بالفارسية ممسك الدواة، أي أنه كان بمثابة الكاتب الأول للسلطان برقوق.
وأقيم الخان على شكل قلعة حصينة عالية الجدران ولا يزال بعض أبراجها قائما، وتقول المصادر التاريخية إن القلعة كانت أشبه بمجمع حكومي كامل، إذ كانت تقيم فيها حامية من الفرسان وفيها مسجد تطل مئذنته من فوق سور القلعة، وأقيم فيها نزل لإيواء المسافرين وإسطبل للخيول وعلى أسوار القلعة الخارجية 4 أبراج.
وبسبب غلبة النشاط التجاري على النشاط الحربي للقلعة، فقد غلب اسم الخان على اسم القلعة، وعرفت باسم خان يونس بعد وقت قصير من بنائها.
وكانت المدينة في العهد المملوكي تابعة للواء غزة الذي كان يضم مساحات واسعة من النقب وجنوب الأردن حتى مدينة الكرك. وفي العهد العثماني تم تجديد القلعة وتحصينها، وأقيمت فيها حامية عسكرية لتوفير الأمن للمسافرين والتجار والحجاج العابرين من المدينة والمتوقفين فيها للاستراحة في نزلها.
وأصبحت القلعة والأراضي المحيطة بها عامل جذب لاستقرار السكان بسبب موقعها على حافة الصحراء وفي الطرف الجنوبي لسهل فلسطين الساحلي، وأنشئ أول مجلس بلدي في خان يونس أواخر القرن 19 حين شرعت الحكومة العثمانية في تشكيل التنظيمات البلدية سنة 1874.
وفي أعقاب حرب عام 1948 أصبحت خان يونس جزءا من قطاع غزة، وقد خسرت مساحات تابعة لها فترة الانتداب البريطاني بسبب الاحتلال الإسرائيلي لجزء كبير من القطاع.
أرض المعارككان لسكانها دور بطولي في التصدي للغزو البريطاني، مما اضطر هذه القوات لاستهداف قلعتها بنيران المدفعية، فألحقت بها أضرارا كبيرة وظلت مهملة ومهجورة إلى أن تحولت الأراضي الواقعة داخلها إلى ملكيات خاصة.
وفي فترة الإدارة المصرية لقطاع غزة، حدثت في خان يونس معركة عنيفة عام 1956 خلال العدوان الثلاثي الذي شنته إسرائيل وبريطانيا وفرنسا على مصر وقطاع غزة.
ولاقت القوات الإسرائيلية -التي حاولت دخول المدينة- مقاومة شرسة اضطرتها للتوقف وإعادة بناء صفوفها والاستعانة بالطيران لقصف مواقع المقاومة، وتمكنت في النهاية من احتلالها يوم 3 نوفمبر/تشرين الثاني 1956، ثم انسحبت منها في مارس/آذار 1957 ليعود القطاع مجددا لحكم الإدارة المصرية.
وارتكب الاحتلال الإسرائيلي خلال سيطرته على المدينة مجزرة رهيبة عرفت بمذبحة خان يونس 1956، حيث دعا الجيش عبر مكبرات الصوت جميع الذكور الذين تتروح أعمارهم بين 16 و50 سنة إلى الخروج للساحات والشوارع قبل أن يعمد إلى إطلاق الرصاص عليهم بشكل عشوائي، وتم توثيق استشهاد نحو 520 مدنيا فلسطينيا بالمجزرة، في حين يقول باحثون إن الأعداد تتجاوز ذلك.
وتعرضت مرة ثانية لعدوان في يونيو/حزيران 1967 وحدثت فيها معارك بين القوات الإسرائيلية المهاجمة وبين جيش التحرير الفلسطيني، واستمرت 3 أيام انتهت بسقوطها في يد الإسرائيليين الذين انتقموا من المقاومة الشرسة التي واجهوها بسفك دماء الأبرياء وتدمير البنية التحتية.
وقد قدر عدد الشهداء من المدنيين والعسكريين في هذه المذبحة بحوالي ألف شهيد، كما تعرضت المستشفيات للقصف والتدمير، إذ تم قصف مستشفى ناصر الرئيسي بالمدينة وهدم غرفة العمليات وغرفة أخرى على من فيها من المرضى وقتل ما لا يقل عن 100 شخص داخل المستشفى.
وعملت إسرائيل هذه الفترة على السيطرة على الامتداد الإقليمي لخان يونس بإنشاء العديد من المستوطنات وسلب المياه ومحاصرتها بهدف كسر روح المقاومة بين سكانها.
وكان سكان مخيم اللاجئين في خان يونس من طلائع المنضمين للانتفاضة الأولى في 9 ديسمبر/كانون الأول 1987، وبالنظر لدوره في الانتفاضة خصصت له إسرائيل 4 فرق عسكرية إضافية، وفرضت فيه حظر التجول واعتقلت عددا مهما من سكانه.
وظلت خان يونس تحت الاحتلال حتى عام 1995 تاريخ تشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية وتسلمها إدارة شؤون الفلسطينيين، وأصبحت المدينة مركز المحافظة، وخلف الاحتلال بعد جلائه منها بنية تحتية مدمرة، فبدأت مرحلة جديدة لإعادة بناء المدينة وبنيتها التحتية ورصف الشوارع وشق الطرق وإنشاء محطات تحلية المياه وشبكة الصرف الصحي وغيرها من المشاريع.
وعام 1999 قامت البلدية -بالتعاون مع فريق متطوعي الأمم المتحدة– بإعداد المخطط الهيكلي لخان يونس، وتم إعداد مخطط تفصيلي لمركز المدينة.
أحد أسواق مدينة خان يونس في يوليو/تموز 2021 (رويترز) الاقتصادتعتبر الزراعة من القطاعات الأساسية في مدينة خان يونس، وتحتل المرتبة الأولى في قطاع غزة من حيث قيمة الإنتاج. ومن أهم المحاصيل الزراعية الحبوب (كالقمح والشعير) والخضار والبطيخ والشمام والحمضيات واللوز والزيتون والقصب.
وتشهد المدينة رواجا تجاريا، إذ تنتشر المحلات التجارية داخل الأحياء السكنية، كما تحتضن أحد أكبر أسواق القطاع وهو سوق الأربعاء الأسبوعي.
أما الصناعة فنشاطها محدود ويتركز في مجالات الصناعات الغذائية والصناعات الكيميائية والسجاد والأخشاب.
مخيم خان يونسبعد عام 1948 أنشأت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مخيما للاجئين في الطرف الشمالي الغربي من خان يونس، فوق الكثبان الرملية التي تمتد بين المدينة وشاطئ البحر، ويضم هذا المخيم خليطا من أبناء اللاجئين الذين هجروا قسرا من مدنهم وقراهم الأصلية بفلسطين واستقروا في خان يونس، ومعظمهم من منطقة بئر السبع.
ويقطن في المخيم حاليا حوالي 89 ألف لاجئ، يعتمد معظمهم على المساعدات الغذائية والنقدية التي تقدمها الأونروا بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة، والذي تسبب في تدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.
وتوجد في المخيم 25 منشأة تابعة للأونروا و16 مبنى مدرسيا ومركزان لتوزيع الأغذية و3 مراكز صحية. ويعاني المخيم من الاكتظاظ السكاني وضيق المساحة، وهو ما يضطر العائلات إلى بناء طوابق إضافية بدون تصميم منظم.
معركة خان يونس 2023أول ديسمبر/كانون الأول 2023، شن جيش الاحتلال غارات واسعة النطاق على خان يونس، واستهدفت القوات الإسرائيلية الجوية والبحرية والبرية عشرات الأهداف تمهيدا لهجوم بري.
وبعد أيام من القصف، بدأت القوات الإسرائيلية توغلا بريا إلى محافظة خان يونس التي تعرف بكونها معقل كتائب القسام، كما أنها مسقط رأس القائد العام للكتائب محمد الضيف ورئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار.
ودخلت القوات الإسرائيلية البرية المدينة من معسكر كيسوفيم المحاذي لبلدة القرارة، وصولا إلى حاجز المطاحن الواقع على شارع صلاح الدين الذي يقسم المدينة إلى شطرين.
وشهدت خان يونس معارك طاحنة بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، وأجبرت قوات الاحتلال السكان على النزوح إلى مدينة رفح عبر بوابات أقامتها تم فيها التدقيق بهويات النازحين واعتقال العديد منهم.
وارتكبت إسرائيل عدة مجازر بحق المدنيين في المدينة، منها مجزرة 25 ديسمبر/كانون الأول 2023، إذ أغار سلاح الجو الإسرائيلي على منازل مكتظة بالنازحين مما أدى إلى استشهاد ما يزيد على 31 فلسطينيا.
وفي السابع من أبريل/نيسان 2024 أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي سحب قواته البرية من منطقة خان يونس بعد 4 أشهر من القتال.
وبعد انسحاب الجيش، قام فريق أممي بمهمة تقييم في خان يونس، وأفاد بحدوث دمار واسع النطاق بالمدينة، معلنا أن الأضرار لحقت بكل المباني وبشكل خاص البنية التحتية والمدارس والمستشفيات، وتحولت الطرق المعبدة إلى مسارات ترابية. وأضاف الفريق أن الشوارع والأماكن العامة تمتلئ بالذخائر غير المنفجرة، مما يشكل مخاطر شديدة على المدنيين، وخاصة الأطفال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الاحتلال الإسرائیلی القوات الإسرائیلیة دیسمبر کانون الأول مدینة خان یونس کیلومترا من فی خان یونس فی المدینة قطاع غزة مدینة فی
إقرأ أيضاً:
ما هي منظمة حاباد اليهودية التي اختفى أحد حاخاماتها في الإمارات؟
أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، أن حاخاما يهوديا من منظمة "حاباد" اختفى في الإمارات منذ أربعة أيام في ظروف غامضة.
وتشتبه السلطات الإسرائيلية بأن الحاخام زفي كوغان، والذي ذكرت وسائل إعلام أنه ضابط في الجيش أيضا، تعرض للاختطاف أو القتل من قبل "جهة معادية" خلال وجوده في الإمارات.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن كوغان كان يقيم في الإمارات بشكل رسمي بصفته مساعدا للحاخام اليهودي الأكبر في أبو ظبي.
وينتمي كوغان إلى منظمة "حاباد" أو "شاباد" اليهودية، والتي برزت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفي تموز/ يوليو ظهر علم "حاباد" باللون الأصفر على إحدى دبابات الاحتلال، التي دمرها مقاتل من كتائب القسام، بواسطة عبوة ناسفة في تل السلطان برفح.
ويظهر على العلم الملون بالأصفر، تاج أزرق، وتحته بالعبرية عبارة "مشيح" أو مسيح، ويقصد بها المسيح المخلص وفقا للاعتقاد اليهودي الذي سيأتي في آخر الزمان ليقود اليهود.
وترفع هذا العلم منظمة حاباد أو "حاباد لوبافيتش"، وهي من أشهر المنظمات اليهودية الأرثوذكسية الحسيدية، حول العالم، والتي تمتلك علاقات واسعة على مستوى السياسيين، وتنفتح على العلمانيين لتحقيق أهدافها.
والحسيديون هم اليهود المتدينون الغربيون، القادمون من دول أوروبا الشرقية، ونسبة انفتاحهم أكبر من الحريديم، وهم اليهود الشرقيون والذين يبقون منغلقين على أنفسهم، وخاصة على الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، والتي حرموها مؤخرا.
تأسيس المنظمة
يعود تأسيس الحاباد إلى عام 1775 على يد الحاخام شنيور زلمان ليادي واشتق اسمها من اختصار الكلمات العبرية الثلاث "دآت، بيناه، حوكماه"، وتعني "الحكمة والفهم والمعرفة"، وفي الثلاثينيات نقل أحد حاخاماتها مركزها من مدينة لوبافيتش بروسيا إلى بولندا، ثم مع الحرب العالمية الثانية والعلاقة السيئة مع النازيين انتقلوا إلى الولايات المتحدة.
وخلال العقود التي تلت الخمسينيات، باتت منظمة حاباد، واحدة من أكثر المنظمات اليهودية انتشارا حول العالم، وتشعبت في العديد من القطاعات مستهدفة اليهود في العالم، وكان يتزعمها آنذاك، الحاخام، مناحيم مندل شنايرسون، والذي وصل تقديس أتباعه له إلى حد أن يطلقوا عليه لقب المسيح.
ويقدر عدد أتباع الحاباد، من الحسيديم بنحو 95 ألف شخص، أي ما يمثل قرابة 13 بالمئة من الحسيديم حول العالم، ولها نفوذ واسع في الولايات المتحدة.
التخلص من الفلسطينيين
تعد منظمة حاباد، من المنظمات المتطرفة، التي لا تؤمن بوجود الفلسطينيين، وتدعو للتخلص منهم وطردهم من فلسطين المحتلة، وتعارض أي اتفاق يمكن أن يمنحهم جزءا من أراضيهم.
ونشطت منذ بدء العدوان على غزة، عبر دعم جيش الاحتلال، بالتجهيزات اللوجستية للجنود، وجمع التبرعات لتوفير احتياجاته، والحضور بشكل واضح باسمها خلال العدوان.
ونظمت العديد من الفعاليات، ورفعت لافتات، تدعو فيها بصراحة إلى عودة الاستيطانية إلى قطاع غزة، فضلا عن توسيع التهام الأراضي في الضفة الغربية لصالح الاستيطان.
وقام عدد من جنود الاحتلال، في بداية العدوان، برفع لافتة على أحد منازل بيت حانون شمال غزة، وأطلقوا عليه اسم "أول بيت حاباد" في غزة، وأقاموا فيه احتفالا بعيد الحانوكاه اليهودي، قبل أن ينسحبوا على وقع ضربات المقاومة ويدمروا المنطقة.
وخلال المعارك في غزة، رفعت رايات ولافتات منظمة حاباد، وشعار المسيح كرايات وعلى الدبابات التي فجرتها المقاومة وظهر ذلك على الأقل في توثيقين مصورين لكتائب القسام.
كما قامت المنظمة بنصب شمعدان يهودي للاحتفال بعيد الحانوكاه في قطاع غزة، قبل أن ينسحبوا من المنطقة التي جرى فيها الاحتلال بدايات العدوان.
السيطرة على الجيش
كشفت تقارير عبرية، أن 80 بالمئة من الفعاليات التربوية الدينية، لجنود جيش الاحتلال، والتي يشارك فيها ضباط من قادة السرايا والرتب الأكبر، ويطلق عليها "أيام السبت التربوية"، تنفذها منظمات يمينية استيطانية، تخضع جميعها لحركة حاباد اليهودية.
وقالت صحيفة معاريف العبرية، إن الجيش تخلى عن المجال التربوي للجنود لصالح منظمات يهودية لها أجندة مثل حاباد، وهو ما يعتبره ضباط خطرا على خطاب الهوية الإسرائيلية.
وتمكنت حاباد من التسلل إلى القطاع التربوي في جيش الاحتلال، عبر بند التمويل، والذي يشترط فيه الجيش، أن تنظيم الفعاليات من أية جهة، يجب أن تموله المنظمة بنفسها عبر التبرعات، وحاباد من أقوى المنظمات التي يمكنها جمع التبرعات من اليهود المتطرفين، لإقامة فعاليات توراتية داخل الجيش.
مناطق التواجد
تسيطر منظمة حاباد على منطقة تدعى كفار حاباد، وهي الضاحية الملاصقة لمطار بن غوريون على أراضي يافا المحتلة، والتي يقدر عدد قاطنيها بأكثر من 7 آلاف نسمة، وهم من أتباعها، كما أن لهم وجودا في صفد، منذ تسلل اليهود من أوروبا الشرقية إلى فلسطين المحتلة، ما بين 1777- 1840، وقاموا بإنشاء مجتمع خاص بهم، ومعابد ومحاولات استيطانية مبكرة عبر الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين.
كما أن لهم تواجدا بعشرات الآلاف في كل من فرنسا وكندا، إضافة إلى الإمارات، والتي أنشأوا فيها المركز المجتمعي اليهودي والذي يحوي كنيسا ولفائف من التوراة، ويوفر الدواجن الحلال وفقا للشريعة اليهودية "الطعام الكوشير"، لأتباع المنظمة في الإمارات، ويترأس مركز الحاباد الحاخام ليفي دوشمان.