رسالة لكل زوج وزوجة.. لا تقارن شريك حياتك بالآخرين
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
يخلق كلا الزوجين نموذجا خياليا يقيس عليه تصرفات شريك الحياة، ويبدأ في المقارنة الدائمة وعادة ما تكون هذه المقارنة في غير صالح الطرف الآخر. مما ينتهي بحدوث التصادم والخلافات الزوجية.
خاصة و مع مرور وقت بعد الزواج ، فمع طول المعاشرة تهدأ المشاعر. وتتوازن الأحاسيس ، ويعلو صوت العقل.. ويفرض الواقع حقيقته فتتضح الرؤية.
فإلى جوار المميزات ثمة عيوب، و إلى جانب المتشابهات هناك اختلافات، وعلى قدر المساحات المشتركة هناك فجوات وثغرات ومناطق فاصلة..
ولعل البعض يدرك هذه الحقائق ويتعامل معها بوضوح وروية، فيعمل على إذابة الاختلافات وتقبل العيوب، مع السعي الحثيث لتغييرها وتقريب المساحات المشتركة لتجتاز الفوارق والفجوات. لكن البعض قد يسقط في اضطراب الصدمة أو ما بعد الصدمة..ليتصور أنه كان ضحية خدعة طويلة المدى، وأنه بدأ يكتشف تفاصيلها بعد الزواج. والأخطر أن يسلم كل منهما نفسه لتيار الانفصال والانعزال الشعوري الذي يرمي بكل طرف في جزيرة منفصلة من الانشغالات والاهتمامات الخاصة.
أما الأشد خطورة هو أن يقع في أسر النموذج الافتراضي لشريك الحياة: وهو مجموعة الصفات الطيبة التي يفتقدها كل طرفٍ في الآخر، وتتجلى بصورة واضحة في أحد الأقارب أو الأصدقاء أو الزملاء أو حتى في نموذج وهمي من صنع الخيال..
سلوكات غير مرغوبةفكثير من الرجال عندما تظهر من زوجاتهم سلوكيات غير مرغوبة ترتد إليه بوضوح صورة أمه أو أخته أو إحدى قريباته ممن يتميزن بهذه الصفات. ويحدث ذلك عند بعض النساء كذلك ،حيث يتجسد في خاطرها صورة الأب أو الأخ أو الخال أو العم. وينسى كل منهما أن صاحب هذا النموذج لم يكن إنسانا كاملا متكاملا. بل كانت له ميزاته ،وله عيوبه وزلاته، وأن هذه الصفات لم تكن بهذا الإبهار في السابق.
إلا أنه بهذه المقارنات يلجأ لحيلة دفاعية نفسية ليقنع نفسه بخطأ وتقصير الطرف الآخر، ويبرر لنفسه أي سلوك عدائي وجاف تجاهه. فهي ناقصة لأنها لا تطهو مثل أمه. ومهملة لأنها لا تتزين وتتهيأ مثل أخته. وجاهلة لأنها لا تملك ثقافة ابنة عمه. وهو بخيل لأنه ليس بجود وكرم أبيها ، وهو جاف لأنه ليس بهشاشة وجه أخيها ، وهو عصبي لأنه ليس في هدوء خالها..
وكلما حدث الصدام أو الخلاف اختبأ كل منهما وراء نموذجه الافتراضي ، الذي يتصور فيه في هذه اللحظات الكمال.
بل إن الأخطر أن يبحث أي منهما أو كلاهما عن نموذجه عبر الصداقات الخارجية والتعارف مع الجنس الآخر عبر الأنترنت والجوال وخلافه..ليتصور أنه بهذا يجد ضالته المنشودة ويسد منابع الجفاف والحرمان في حياته، فما عليكما إذن سوى التعامل مع الواقع وتحرير أنفسكما من أسر هذا النموذج:
– فالزواج لا يعني تطابق أو تمثل في الصفات والميول والعادات والتقاليد..الزواج رحلة مشتركة بين طرفين يتطلب حداً أدنى من التوافق في الأسس والمبادئ ..ويتقبل الاختلافات التي يمكن التعامل معها بمرونة وتقبل..
– حاول أن تتناسى في التعامل مع شريك حياتك النماذج المحيطة بك ، لأنك لا ترى فيها إلا ما تفتقده في شريك حياتك ، بينما قد تجد لديهم من العيوب ما لا تتقبله ، ولا تتحمل التعايش معه،فالكمال لله وحده..
– شريك حياتك بشر له من المميزات مثلما له من العيوب ، لديه من الجوانب المشرقة مثلما لديه من الزلات والهنات والأخطاء..فضع قاعدة أساسية لديك وهي والتجاوز،القبول أول أبواب الحوار والتجاوز ، وعبور المسافات الفاصلة.
– ثق إن الإغراق في هذا النموذج سيقف حائلاً بينك وبين الشعور بالآخر ، وسيجعل الحياة سلسلة من الصراعات التي لا تنتهي والثمن عندها سيكون باهظاً.
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: شریک حیاتک
إقرأ أيضاً:
حقيقة الحرب !
مناظير الاثنين 4 نوفمبر، 2024
زهير السراج
Manazzeer@yahoo.com
* سيأتي يوم يكتشف فيه مروجو الحرب وأتباعهم من السذج والمغفلين الحقيقة المؤلمة التي لا يستطيعون فهمها وتقبلها الآن، بأن الحرب التي يروجون لها، ليست كما يعتقدون، بين طرفين يصطرعان على السلطة والمال أو حرب كرامة بين جيش الوطن ومليشيا متمردة، وإنما مؤامرة كبرى الهدف منها إنهاء دولة إسمها السودان والسيطرة على خيراتها ومواردها وتشريد واسترقاق شعبها ..!
* حتما سيكتشفون، سواء كانوا في هذا الطرف أو ذاك، أن الحرب التي كانوا يروجون لها لم تكن سوى حرب عليهم وعلى حياتهم ومستقبلهم ووجودهم كوطن وشعب، وأن مَن كانوا يظنون أنهم أصدقاء أو حلفاء أو داعمون لهم في الحرب ليسوا سوى متآمرين عليهم لتأجيج الحرب وجر السودان الى حالة انهيار للسيطرة عليه وعلى موارده وخيراته واستغلال شعبه وتشريده واسترقاقه، وانهم كانوا متفقين على كل شئ وعلى كل تفاصيل ما يحدث على أرض المعركة داخل أو خارج السودان!
* يمكن لأي شخص يريد التأكد من هذه الحقيقة المؤلمة أن يسأل نفسه: كيف يمكن لأصدقاء وحلفاء وشركاء في كل شئ أن يدعم بعضهم احد طرفى الحرب، ويدعم البعض الآخر الطرف الآخر، بينما هم حلفاء واصدقاء وشركاء في كل شئ مثل التوأم السيامي .. أليس هذا لغزا يحتاج للتفكير والتفكيك والإجابة ؟!
* لماذا يدعم البعض هذا الطرف ويدعم البعض الآخر ذلك الطرف، بينما تربطهم صداقة حميمة ومصالح ضخمة وشراكة لا تنفصم؟!
* الإجابة بكل بساطة أنهم يفعلون ذلك حتى حتى لا ينتصر احد الخصمين على الآخر، فتستمر الحرب وتظل مشتعلة ويرتفع اوارها الى عنان السماء ويصل الخصمان الى أقصى درجات الضعف، ويقترب السودان من نقطة الانهيار، وهنا تحين اللحظة المناسبة للسيطرة على كل شئ فيه، وتحقيق الهدف المنشود والمتفق عليه بتقسيم السودان وتقاسم خيراته تحت ظل حكومة سودانية ذليلة تابعة وخانعة لا تملك من سيادتها وقرارها وامرها شيئاً، وإذا اعتقد الذين يتقاتلون الآن أو احدهما أنه سيكون الحاكم بأمره في (سودان) ما بعد الحرب فهو إما ساذج أو غبي لا يفقه شيئا في لعبة السياسة، حيث تثبت كل المعطيات والبراهين والتجارب الإنسانية السابقة انهم لن يحصلون على شئ وانما يهدرون وقتهم وجهودهم وارواح المواطنين في الحرب الدائرة الآن، ويدمرون الوطن ويشردون الشعب ويُمرِّغون كرامته في التراب، من أجل سيطرة الآخرين على كل شئ في السودان أو ما كان يُعرف بالسودان (مدركين او غير مدركين)، وإعادة استعماره وتشريد شعبه !
* قريبا جدا سيكتشف الذين يهللون للحرب هذه الحقيقة الموجعة ويغرقون في الندم ويتمنون لو أنهم ماتوا (سمبلة) كالذين ماتوا في هذه الحرب، فهو على الاقل أفضل كثيرا من التشرد والعبودية والرق !