الإمارات وعُمان.. علاقات أخوية وشراكة إستراتيجية راسخة
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
أبوظبي – وام
تعد زيارة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الشقيقة غداً (الإثنين) لدولة الإمارات، محطة بارزة في المسار التاريخي للعلاقات الثنائية بين البلدين التي ارتقت إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الراسخة على مختلف الصعد وفي المجالات كافة.
وتجسد الزيارة طبيعة العلاقات الإماراتية – العمانية الخاصة والاستثنائية التي عززتها معطيات التاريخ المشترك، والتقارب الشعبي والمجتمعي، والرغبة الصادقة في الارتقاء بمستوى التعاون والتنسيق بينهما إلى آفاق أرحب وأشمل في ظل توجيهات ودعم القيادة الرشيدة للبلدين ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وأخيه السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الشقيقة.
وترتبط الدولتان بعلاقات وثيقة على مختلف الأصعدة يجسدها الحوار القائم بين الجانبين بشكل دائم، واللقاءات على أعلى المستويات بين البلدين، والاجتماعات الوزارية والحكومية المستمرة بصورة تبرهن مدى الاهتمام الكبير الذي يوليانه لتطوير العلاقات الثنائية فيما بينهما.
ويمثل تعميق العلاقات مع سلطنة عُمان أولوية رئيسية لدى القيادة الدولة، وهو ما عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» بقوله: «الإمارات وعُمان، أخوّة متجذرة وعلاقات ممتدة لا تزيدها الأيام إلا رسوخاً وقوة ومحبة»، وبدوره جسد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، خصوصية العلاقات الإماراتية العُمانية وعمقها التاريخي، حيث قال سموّه: «عُمان منا ونحن منهم، إخوتنا وأشقاؤنا وعضدنا».
وتمتد العلاقات بين البلدين الشقيقين بجذورها إلى عمق التاريخ، وقد مرت خلال العقود الماضية بالعديد من المحطات البارزة ومنها اللقاء التاريخي بين المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والسلطان قابوس بن سعيد «رحمهما الله» في العام 1968، والزيارة التي قام بها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» إلى سلطنة عمان في عام 1991 والتي شهدت تشكيل لجنة عليا مشتركة أسهمت في تعزيز التعاون والتنسيق بين الدولتين في مجالات الاقتصاد والتجارة والثقافة والتعليم والعمل والاتصالات والنقل، إلى جانب تعزيز فرص ومجالات الاستثمار المشترك.
وتعد زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، إلى سلطنة عمان الشقيقة، في سبتمبر 2022، علامة فارقة في تاريخ العلاقات بين البلدين، حيث شهدت توقيع نحو 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم للتعاون المشترك في المجالات العلمية والاقتصادية، والسياسية، والأمنية، والثقافية، وغيرها من المجالات.
ويحرص البلدان على التنسيق والتشاور المستمر حيال القضايا الثنائية والعربية والدولية، وتجمعهما رؤية مشتركة للسلام والاستقرار في المنطقة، ورغبة صادقة في تعزيز وحدة وتماسك البيت الخليجي والعربي عموماً.
وتبرز العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وسلطنة عمان مستوى الشراكة الراسخة بينهما حيث يؤمن البلدان بأهمية التعاون الاقتصادي والتجاري المشترك وضرورة تفعيله عبر زيادة التبادل التجاري وتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية في مختلف المجالات والصناعية والتجارية والاستثمارية على الصعيدين الخاص والعام.
وتشهد العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين نموا مستمرا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بينهما 48,7 مليار درهم في عام 2022.
وتعتبر الإمارات أكبر شريك تجاري للسلطنة، فهي أكبر مصدّر إلى عُمان وأكبر مستورد منها، وتستحوذ على أكثر من 40 في المئة من مجمل واردات عمان من العالم، فيما تستأثر بنحو 20 في المئة من صادرات عمان إلى الأسواق العالمية.
وتأتي الإمارات في مقدمة دول العالم التي تستثمر في سلطنة عمان عبر العديد من القطاعات مثل الصناعات التحويلية والأنشطة العقارية والإيجارية وأنشطة المشروعات التجارية والإنشاءات والوساطة المالية والنقل والتخزين والفنادق وغيرها، كما تأتي الإمارات في المرتبة الأولى بصفتها وجهة للاستثمارات العمانية المباشرة إلى الخارج.
وتمثل العلاقات الثقافية أحد أهم الركائز الأساسية في العلاقات الإماراتية العمانية التي اتسمت بالنمو والازدهار، وكانت على الدوام موضع اهتمام ومتابعة من قبل القيادة الحكيمة في كلا البلدين.
ويتقاسم البلدان موروثا ثقافيا مشتركا من فنون وآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما ولجميع شعوب منطقة الخليج العربي، فيما تنعكس العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين على الكثير من المفردات في الشعر والنثر والقصة والموروث الشفهي والأمثال والمرويات الشعبية، إلى جانب ما يتصل بأساليب وطرائق الحياة بصفة عامة.
ووقع البلدان في عام 2022 على مذكرة تفاهم نصت على أن يتبادل الطرفان الخبرات والمعلومات والخبراء في المجال الثقافي والشباب، خاصة ضمن قطاعات الفنون والمكتبات، بما يعزز من دور الحوار الثقافي واللقاءات الشبابية، وتبادل الزيارات بين المسؤولين عن قطاع الثقافة والشباب، والكتّاب والمفكرين والخبراء العاملين في مجال الشباب للتعاون في السياسات الشبابية والعمل الشبابي.
وتخدم مذكرة التفاهم واقع العمل في قطاع المكتبات، حيث ستعزز من مجالات التعاون وتبادل الكتب والمطبوعات التي تتناول ثقافة البلدين، كما تتيح المجال نحو تبادل زيارات مجموعات فنون الأداء، مثل: فنون السينما، والمسرح، والموسيقى، والفنون الشعبية، إلى جانب تبادل المشاركة في الأنشطة والفعاليات الثقافية والشبابية بين البلدين، وتسهيل الإجراءات المتعلقة بذلك.
ويمثل التعاون الرياضي أحد الجوانب المشرقة في العلاقات الإماراتية العمانية، إذ تحرص الهيئات الرياضية في البلدين الشقيقين على تعزيز التعاون المشترك بين العديد من الاتحادات الرياضية على كافة الجوانب الفنية والإدارية، وإقامة المعسكرات الخاصة بالمنتخبات الوطنية، وخوض المباريات الودية الرياضية بين مختلف الأندية، وغيرها من الأمور التي تصب في مصلحة الرياضة.
ويشهد التاريخ على أن أولى التجارب الاحترافية الخارجية لمدربي كرة القدم الإماراتيين، كانت في سلطنة عمان، عن طريق المدرب حسن علي في ثمانينيات القرن الماضي.
وأصبح دوري المحترفين الإماراتي مقصداً للاعبين العمانيين على مدى السنوات الماضية، مثل فوزي بشير مع أندية بني ياس والظفرة وعجمان، وحسن مظفر مع نادي الوحدة، وأرشد العلوي مع نادي الإمارات، وأحمد كانو مع نادي العين.
وتشهد الأيام الحالية مشاركة كبيرة للمنتخبات الرياضية العمانية المختلفة في دورة الألعاب الخليجية الأولى للشباب التي تستضيفها الإمارات، كما سيشارك المنتخب العماني لألعاب القِوَى في كأس آسيا التي تستضيفها دولة الإمارات في دبي من 24 إلى 27 أبريل الحالي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات سلطنة عمان صاحب السمو الشیخ محمد بن العلاقات الإماراتیة رئیس الدولة بین البلدین سلطنة عمان آل نهیان
إقرأ أيضاً:
سلطنة عمان وبيلاروس تؤكدان عزمهما على تعميق الشراكة في عدة قطاعات
العُمانية : أكّدت سلطنةُ عُمان وجمهوريةُ بيلاروس على عزمهما على تعزيز العلاقات الثّنائية، وتطوير الشراكة في المجالات الاقتصاديّة والسياسيّة والثقافيّة، وتحديد عدد من القطاعات لتعميق الشراكة.
جاء ذلك في البيان المشترك بين سلطنةِ عُمان وجمهوريةِ بيلاروس الصادرِ بمناسبة الزيارة الرسميّة لفخامة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو رئيسِ جمهورية بيلاروس لسلطنة عُمان، فيما يأتي نصُّه:
بدعوةٍ كريمةٍ من لدن حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظهُ اللهُ ورعاهُ-، قام فخامةُ الرئيس ألكسندر لوكاشينكو رئيسُ جمهورية بيلاروس بزيارة رسميّة إلى سلطنة عُمان من 14 إلى 18 ديسمبر 2024.
وقد عقد جلالتُه -أبقاهُ اللهُ- محادثات مع فخامةِ الرئيس تناولت العلاقات بين البلدين وسُبل تعزيز التعاون المشترك.
وأكّد القائدان على عزمهما على العمل معًا لتحقيق الأهداف المشتركة وإقامة العلاقات على أساس الاحترام المتبادل والتفاهم، مُشيديْن بتعزيز العلاقات الثُّنائية، وأهمية تطوير الشراكة في المجالات الاقتصاديّة والسياسيّة والثقافيّة، كما تمّ تحديد عدد من القطاعات لتعميق الشراكة، منها: الطاقة النظيفة، والسياحة، والتعليم، والرعاية الصحية، والتكنولوجيا، والنقل، والخدمات اللوجستية.
ورحّب الجانبان بالجهود الثُّنائية لتعزيز التعاون في مجال الصناعات، بما في ذلك المشروعات المشتركة لتجميع المعدات في سلطنة عُمان.
وحثّ القائدان على تعزيز التعاون في مجالي الزراعة والأمن الغذائي، مُعربيْن عن ترحيبهما بنجاح المفاوضات التي جرت خلال معرض عُمان أغروفود 2024، مؤكّدَيْن على دعمهما للمشروعات المشتركة في إنتاج حليب الأطفال ومنتجات الألبان.
واتفق الجانبان على أن تقوم الجهات المعنية في كلا البلدين بدراسة جدوى إنشاء لجنة مشتركة لدعم المبادرات المشتركة.
ورحّبت جمهورية بيلاروس بقرار إعفاء مواطنيها من تأشيرة الدخول لزيارة سلطنة عُمان لمدة تصل إلى 14 يومًا، كما ناقش الطرفان إمكانية إطلاق رحلات جوية مباشرة بين البلدين، إلى جانب اتفاقية متبادلة للإعفاء من التأشيرات.
وتبادل حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان المعظم -أعزّهُ اللهُ- وفخامةُ رئيس جمهورية بيلاروس وجهات النظر حول القضايا الإقليميّة والدوليّة، مُؤكديْن احترامهما للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ومُبْرِزيْن أهمية التعاون في إطار المنظمات الدولية لتحقيق الأمن والسلام.
وعقدت الوفود الرسمية للبلدين اجتماعات ناقشت خلالها استراتيجيات التنمية الوطنيّة، وسُبل تعزيز التجارة والاستثمار بينهما، بالإضافة إلى التعاون في مواجهة التحدّيات العالميّة مثل الأمن الغذائي.
وأعرب فخامةُ رئيس جمهورية بيلاروسيا عن شُكره وتقديره على حفاوة الاستقبال وكرم الضّيافة، كما قدّم دعوة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لزيارة جمهورية بيلاروس".