أدى التوسع في سوق بطاريات أيون الليثيوم إلى زيادة الطلب على مصادر الليثيوم، غير أن استخراج الليثيوم من الأرض ومن البحر يعاني من صعوبات كبيرة.

ومن هنا تأتي أهمية دراسة حديثة قام بها باحثون صينيون من جامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا ونُشرت في مجلة "إلزفير" في 27 فبراير/شباط الماضي، حيث نجحوا في استخراج الليثيوم النشط من بطاريات الليثيوم المستهلكة في عملية ترشيح كيميائي بسيطة وفعالة ومنخفضة في استهلاك الطاقة وفي درجة حرارة الغرفة.

ماذا نعرف عن بطاريات الليثيوم أيون؟

بطاريات الليثيوم أيون (إل آي بي إس) نوع من البطاريات القابلة لإعادة الشحن عن طريق انتقال أيونات الليثيوم من القطب السالب إلى القطب الموجب أثناء التفريغ، ثم تعود عند الشحن. وهي واحدة من أكثر أنواع البطاريات القابلة لإعادة الشحن شيوعا بالنسبة للإلكترونيات المحمولة، فهي تتميز بكثافة طاقة عالية وتفريغ ذاتي منخفض.

في أوائل السبعينيات طوّر "ستانلي ويتنغهام" أول بطارية ليثيوم وظيفية، وفي عام 1980، قام "جون جودنوف" بمضاعفة إمكانات البطارية، وفي 1985 نجح "أكيرا يوشينو" في الاعتماد على أيونات الليثيوم بدلا من الليثيوم النقي، لأن أيونات الليثيوم أكثر أمانا من الليثيوم النقي، مما جعل البطارية قابلة للتطبيق عمليا.

وفي 1991 بدأت إحدى شركات الإلكترونيات اليابانية الكبرى في بيع أولى بطاريات "الليثيوم أيون"، مما أدى إلى ثورة في مجال الإلكترونيات، وحققت بطاريات الليثيوم أيون فائدة كبيرة للبشرية، لأنها فتحت الطريق أمام تطوير أجهزة الحاسوب المحمولة والهواتف المحمولة والمركبات الكهربائية وتخزين الطاقة المولَّدة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وفي عام 2019 مُنحت جائزة نوبل في الكيمياء إلى "جون بي جوديناف" و"إم ستانلي ويتنغهام" و"أكيرا يوشينو"، لمساهماتهم السابقة في تطوير بطارية أيون الليثيوم.

رسم توضيحي لطريقة عمل بطارية الليثيوم أيون (ساينس دايركت) لماذا يحاول العلماء تطوير تقنيات لإعادة تدوير بطاريات الليثيوم المستهلكة؟

كان ظهور بطاريات الليثيوم أيون حلا مبتكرا لتخزين الطاقة المتجددة، مما خفف بشكل فعال من أزمات الطاقة المستمرة والتلوث البيئي، وأدى استعمالها الواسع في قطاعات متنوعة إلى دفع الطلب في السوق العالمية عليها.

لذا تضاعف الطلب على الليثيوم، وهو العنصر الأساسي في هذه البطاريات، ومع ذلك فإن عقبات استخراج الليثيوم من الأرض والبحر من حيث طبيعة أماكن الاستخراج وتقنيات الاستخراج المتأخرة والتلوث البيئي الناتج؛ تسببت بالكثير من المشكلات في توريد الكميات الكافية من الليثيوم.

وتشير التوقعات إلى أن كميات بطاريات الليثيوم أيون المستهلكة ستتجاوز 11 مليون طن بحلول عام 2030. وعدم الاستفادة من هذه البطاريات المستهلكة لا يؤدي إلى هدر كبير للموارد فحسب، بل يؤدي أيضا إلى عواقب بيئية كبيرة. ولهذه الأسباب فإن تطوير تقنيات لإعادة تدوير بطاريات الليثيوم المستهلكة واستخدام الليثيوم الموجود بها لتصنيع بطاريات جديدة أمر مهم لتقليل الطلب على المواد الخام وكذلك للحفاظ على البيئة.

ما الطرق الحالية لاستخراج الليثيوم؟

أهم طريقة سائدة لإعادة تدوير البطاريات المستهلكة في الوقت الحالي هي الطريقة الحرارية التقليدية لاستخلاص المعادن من الماء، والتي تستخدمها العديد من الشركات على نطاق واسع بسبب ملاءمتها الكبيرة للتطبيق.

ولكن معالجة المعادن الحرارية تستلزم صهرا بدرجات حرارة عالية ومعدات محددة، مما يؤدي إلى استنزاف موارد الليثيوم والطاقة، إلى جانب انبعاث غازات ملوثة للبيئة.

كما تَستخدم هذه الطريقة المائية أحماضا وقلويات قوية ككواشف ترشيح، مما يتطلب مراحل وإجراءات معقدة ومتعددة للحصول على منتجات عالية النقاء، وينتج عن هذه الطريقة توليد مياه صرف هائلة.

ويستلزم استخراج الليثيوم من كاثود البطاريات بهذه الطريقة التقليدية خطوات مثل الترشيح والترسيب والفصل والتنقية، ولهذه الأسباب كان من الضروري تطوير طرق إعادة تدوير جديدة وصديقة للبيئة ومنخفضة الطاقة وفعالة اقتصاديا.

وبعكس الطريقة المستخدمة حاليا، فإن الطريقة التي تقدمها الدراسة الجديدة تقوم على إعادة التدوير المباشر لليثيوم النشط من البطاريات المستهلكة بخطوة واحدة وفي ظروف درجة الحرارة المحيطة، ويمكن بعدها استخدام الليثيوم المستخرج في تصنيع بطاريات جديدة. وهذه الطريقة آمنة بيئيا وتحقق كفاءة استخلاص تتجاوز 93%. وتُجرى هذه العملية باستخدام محلول يحتوي كواشف من "الهيدروكربونات العطرية" متعددة الحلقات ومذيبات الأثير.

ولاختيار الكاشف الأمثل المناسب للاستخراج فحص الباحثون سلسلة من الكواشف ذات إمكانات الأكسدة والاختزال المختلفة ومدى ذوبانها بناء على الخصائص الهيكلية الجزيئية، ودرسوا آليات ربطها بالليثيوم.

صورة توضح الطريقة التقليدية المعقدة لتدوير بطاريات الليثيوم مقارنة مع الطريقة الجديدة المباشرة (ساينس تشاينا برس) هل من فوائد أخرى للّيثيوم المستخرج؟

يمكن للّيثيوم النشط المستعاد أن يُستخدم في صناعة بطاريات أخرى غير بطاريات الليثيوم أيون، فيمكن استخدامه مباشرة للتفاعل مع فوسفات الحديد من خلال تفاعلات الأكسدة والاختزال التلقائية، وبالتالي تحضير مواد فوسفات حديد الليثيوم عالية الأداء.

وأكدت اختبارات التوصيف الفيزيائي الكيميائي والأداء الكهروكيميائي تفوق المواد المحضرة بهذه الإستراتيجية، كما أن إعادة تدوير الليثيوم من البطاريات التجارية يسّرت إعداد مواد "كاثود فوسفات حديد الليثيوم" على نطاق واسع وبشكل يمكن أن يلبي المتطلبات التجارية للسوق، مما يبشر بآفاق واسعة للتطبيق العملي لهذه الطريقة.

هل تتسبب عملية استخراج الليثيوم بأي مضار على البيئة؟

تعمل طريقة استخراج الليثيوم ضمن نظام حلقة مغلقة، مما يقلل من احتمالية التلوث البيئي، وبالإضافة إلى ذلك يمكن إعادة تدوير كواشف استخلاص الليثيوم لإعادة استخدامها.

وبالمقارنة مع تقنيات إعادة التدوير الأخرى، تتمتع هذه التقنية بفوائد اقتصادية جيدة وآفاق عملية، ومن المتوقع أن تعزز التنمية المستدامة لبطاريات الليثيوم أيون.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات بطاریات اللیثیوم أیون لإعادة تدویر من البطاریات هذه الطریقة إعادة تدویر اللیثیوم من

إقرأ أيضاً:

افتتح المنتدى وثمّن دعم القيادة.. أمير الشرقية: الأحساء وجهة واعدة للمشاريع والاستثمار

البلاد – الأحساء
قال صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية ، إننا نعيش، ولله الحمد ، العديد من الإنجازات المحليّة والعالميّة المتتاليّة على مستويات عدة، بدعم ورعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء “حفظهما الله“ وهو ما يعكس اهتمام قيادتنا الرشيدة ” وفقها الله ورعاها “ بمدن ومحافظات المنطقة والمملكة كافة، ويؤكد كذلك مكانة محافظة الأحساء، وما تتميّز به من إمكانات طبيعية وبشرية وصناعيّة متنوّعة.”
جاء ذلك خلال رعايته افتتاح الدورة السابعة لـ “منتدى الأحساء 2025″، أمس الأربعاء بعنوان “الأحساء.. اقتصاد مُستدام”، الذي تُنظّمه غرفة المحافظة بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين هيئة تطوير الأحساء وشركة أرامكو ، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء وعدد من الوزراء وقطاعات الأعمال والمستثمرين ، كما افتتح سمو أمير المنطقة، المعرض المصاحب للمنتدى ، وقام بجولة في أجنحته وأركانه المختلفة.

وقال الأمير سعود بن نايف إن قطاع الأعمال في الأحساء يثبت يومًا بعد آخر تفاعله الكبير مع قضايا وطنه ومجتمعه ، وأن تجربة هذا المنتدى الناجح هي نموذج لصورة العمل التضامني المجتمعي التنموي الذي نتطلع إليه جميعًا تماشيًا مع رؤية السعودية 2030 ، وإبراز مكانة واحة الأحساء كوجهة استثمارية واعدة نحو التطور والتنمية واستقطاب الاستثمارات والمشاريع.

استدامة تنموية
من جهته وقال زير السياحة أحمد الخطيب، إن منظومة السياحة تدعم العديد من المشاريع السياحية في الأحساء في ظل ما تتمتع به من مميزات استثنائية تؤهلها لأن تصبح من الوجهات السياحية الكبرى في المملكة والمنطقة ، مشيرا إلى نمو مرافق السياحة والضيافة في المحافظة بنسبة ٥٢٪، تزامنا مع أعمال تطوير البنية الأساسية للمنطقة، مبينًا أن عدد السياح في الأحساء بلغ ٣ مليون سائح بنهاية عام 2024 بإجمالي إنفاق تخطى 3,3 مليار ريال.
وبالنسبة للقطاع الزراعي ، أوضح نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور بن هلال المشيطي أن مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي، بلغت حوالي 109 مليار ريال في عام 2023، ومن المتوقع أن تبلغ 112 مليار ريال في عام 2024، منها 12% من محافظة الأحساء، موضحًا أن الوزارة تقوم بالعمل على مشاريع زراعية مبتكرة في الأحساء، لافتًا إلى أن الأحساء أول محافظة على مستوى المملكة تحقق استدامة واستخدام كامل للمياه .

مقالات مشابهة

  • تجارب سعودية رائدة لاستخلاص الليثيوم الثمين من مياه البحر
  • إعادة تدوير مبتكرة لقشر الجريب فروت.. طاقة وأجهزة استشعار وتقليل النفايات
  • مدير فرع هيئة الاستثمار في السويداء: فرص استثمارية واعدة بالمحافظة
  • افتتح المنتدى وثمّن دعم القيادة.. أمير الشرقية: الأحساء وجهة واعدة للمشاريع والاستثمار
  • مصر وصربيا تتفقان على فرص شراكة رقمية واعدة
  • مجموعة غلاكسي إس 25 تحت المجهر.. ترقيات جديدة أم مجرد إعادة تدوير؟
  • محافظ كفر الشيخ يتفقد مشروع إنشاء مصنع تدوير المخلفات الصلبة
  • محافظ كفر الشيخ يتفقد مشروع إنشاء مصنع تدوير المخلفات الصلبة بمركز دسوق
  • محافظ كفر الشيخ يتفقد مشروع إنشاء مصنع تدوير المخلفات الصلبة بدسوق.. صور
  • وزير الزراعة يدعو رجال الأعمال للاستثمار في صناعة الأسمدة بمصر: لدينا فرص واعدة