خبير: «الحرارة الأرضية» مصدر جديد للطاقة قليلة الانبعاثات في مصر
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
قال الدكتور أحمد سلطان الخبير الطاقي، ورئيس لجنة الطاقة بنقابة مهندسي القاهرة، إنّ جميع دول العالم تسعى لتنويع مصادر الطاقة، وتأمين إمدادات مستدامة بسبب محدودية موارد الطاقة غير المتجددة واختلال مناطق توزيعها عالميًا، إضافة إلى أنّ حركة أسعار البترول تتأثر بالأحداث.
وأضاف سلطان، في تقريرٍ للمركز المصري للدراسات، أنّ جميع دول العالم تسعى إلى الوصول إلى أفضل مزيجٍ متوفرٍ من مصادر الطاقة المتنوعة؛ لتقي بلادها من اضطراب إمدادات الطاقة، وشهدت مصادر الطاقة خلال الأعوام القليلة الماضية تحولًا عالميًا كبيرًا واضحًا نحو الاستفادة من مصادر الطاقة، إحداها هي الطاقة الحرارية الأرضية، وهي الحرارة المنبعثة من باطن الأرض والموجودة باستمرار وفي كل مكان تحت أقدامنا، ويمكن استخدامها لتوليد الحرارة والكهرباء.
وأشار إلى أنّ مصر تمتلك موارد الطاقة الحرارية الأرضية وهي ذات إمكانات متوسطة وهناك مواقع عدة واعدة، ومن ضمنها منطقة الينابيع الحرارية في حمام فرعون في خليج السويس، والتي تُعد من أفضل المواقع والتي تقع في نطاق مناسب لتركيب محطة لتوليد الطاقة الجوفية في مصر، وفقًا للإمكانات العالية التي تتمتع بها المنطقة، إضافة إلى ارتفاع مستويات درجة حرارة الأرض.
واتخذت مصر مؤخرًا العديد من الخطوات الجادة، التي تهدف إلى استغلال موارد مصر الطبيعية، التي تُساهم بشكل كبير في إمكانية إنتاج الطاقة الحرارية ضمن خطوات تهدف إلى الوصول لمعادلة طاقة متزنة.
مبادرة تأهيل كوادر في مجال إنتاج الطاقة الحراريةومن هذه الخطوات مبادرة تأهيل كوادر في مجال إنتاج الطاقة الحرارية، وتتطلع المبادرات المتعددة الأطراف إلى بناء الخبرة اللازمة لانطلاق هذا القطاع الاستراتيجي في مصر، ويهدف مشروع بناء قدرات الطاقة الحرارية الجوفية في مصر، الذي جرى إطلاقه العام الماضي 2023، إلى تقديم أول دبلومة محلية للخريجين في هندسة الطاقة الحرارية الأرضية، مهندسين متخصصين من قطاع البترول والثروة المعدنية.
توقيع مذكرة تفاهم بين البترول وشركة شلمبرجير لاستغلال الطاقة الحراريةوفي فبراير الماضي، شهد المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، توقيع مذكرة تفاهم لإجراء دراسة عن استغلال الطاقة الحرارية الأرضية لتوليد الطاقة الكهربائية بين شركة جنوب الوادي المصرية القابضة للبترول وشركة شلمبرجير العالمية.
واتفق الطرفان على دراسة الجدوى التقنية والاقتصادية للتعاون فيما يتعلق بإنشاء محطات الطاقة الحرارية الأرضية وتقديم الخدمات ذات الصلة. في هذه الاتفاقية، يتفق الطرفان على استكشاف أفضل المواقع وجدوى استخدام الطاقة الحرارية الأرضية لتوليد الطاقة في مصر.
توقعات وانعكاسات إيجابية على الاقتصاد المصريتاريخيًا، لا تمتلك مصر طاقة حرارية أرضية بمفهوم تجاري أو اقتصادي، وتُعد حاليًا ضمن الدول التي تسعى إلى إنتاجها واستغلالها، بسبب أن الطاقة الحرارية الأرضية تُقدم حلولًا عديدة للتغلب على أزمة الطاقة في العالم، إضافة إلى جاذبيتها الواضحة والتجارية كمصدر مهم لتوليد الكهرباء.
وتحقيق تنوع مصادر الطاقة للدولة، وهو الاتجاه الذي بدأ منذ عام 2014 في مصر، ضمن استراتيجية الدولة والتي تعتمد حاليًا على مزيج الطاقة، وذلك من خلال تنويع مصادر الطاقة ووجود معادلة متزنة من الطاقة لمصر لأول مرة.
تُسهم مشروعات إنتاج الطاقة الحرارية الأرضية في تعزيز الجهود المصرية نحو هدفها لتعزيز مكانتها كمركز إقليمي لتجارة وتداول الطاقة في المنطقة، من خلال زيادة نفوذها الإقليمي والعالمي كنقطة عبور للطاقة المتجددة في العالم.
ويمهد الطريق أمام مصر لتكون مركزًا مهمًا لمصادر الطاقة النظيفة، وحماية الاقتصاد المصري من حالة التذبذب والتقلب في أسعار النفط العالمية، كما أنها مصدرٌ لطاقة منخفضة الكربون، حيث يتم استخلاص الحرارة من حرارة الأرض الطبيعية دون الحاجة إلى الاحتراق، وعليه فإنّ الطاقة الحرارية الأرضية تساهم في الحد من مستويات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وبالتالي التخفيف من التغيرات المناخية.
وتُساهم صناعة وإنتاج الطاقة الحرارية في تعزيز النمو الاقتصادي، والعمل على خلق فرص عمل في الدولة المصرية، ومن الممكن أن تساعد على توفير أكثر من نحو 500 ألف فرصة عمل مختلفة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البترول خفض الانبعاثات الطاقة الحرارية وزارة البترول الطاقة الحراریة الأرضیة مصادر الطاقة التی ت فی مصر
إقرأ أيضاً:
مشروع ستارغيت العملاق يراهن على الطاقة الشمسية
ذكرت تقارير أن مشروع "ستارغيت" الضخم، الذي تبلغ قيمته 100 مليار دولار، سيعتمد جزئيا على الطاقة الشمسية والبطاريات لتشغيل مراكز البيانات الجديدة.
رؤية بـ 100 مليار دولار لذكاء اصطناعي أكثر استدامة
اقرأ أيضاً.. الذكاء الاصطناعي.. مستقبل الاستدامة
وبحسب تقرير من بلومبرغ، سيتم تنفيذ منشآت الطاقة المتجددة بواسطة شركة "SB Energy" المدعومة من "سوفت بنك"، ولكن من غير المتوقع أن تكون هذه المصادر المتجددة المصدر الوحيد للطاقة في المشروع. يُعد "ستارغيت" شراكة بين "OpenAI" و"Oracle" ومجموعة "سوفت بنك"، ويهدف إلى إنشاء مجموعة من مراكز البيانات لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
تشير التقارير إلى تزايد الطلب على الطاقة مع نمو الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، حيث توقعت وزارة الطاقة الأمريكية أن تستهلك مراكز البيانات نحو 12% من إجمالي الطاقة المنتجة في الولايات المتحدة بحلول عام 2028، مقارنة بـ4.4% فقط في عام 2023.
الطاقة النووية أم الشمسية: أيهما الأنسب لمراكز البيانات العملاقة؟
في ظل هذه التحديات، برزت الطاقة النووية كخيار مفضل لبعض الشركات، مثل صفقة "جوجل" مع شركة "Kairos" للطاقة النووية، وخطة "مايكروسوفت" لإعادة تشغيل أحد المفاعلات المغلقة في جزيرة "Three Mile Island". كما أعلنت شركة "Switch" عن اتفاق مع شركة "Oklo" المدعومة من سام ألتمان للحصول على قدرة طاقة تصل إلى 12 غيغاواط.
ورغم ذلك، تعاني مشاريع الطاقة النووية من تجاوز التكاليف والتأخيرات.
تحاول شركات ناشئة التغلب على هذه العقبات من خلال إنتاج مكونات المفاعلات بشكل نمطي وموسع، إلا أن أولى مفاعلاتها التجارية لن تبدأ العمل قبل عام 2030، ما يجعلها غير قادرة على معالجة النقص الحالي في الطاقة. كما أن محطات الطاقة التي تعمل بالغاز الطبيعي تحتاج إلى سنوات لإنجازها.
التحديات البيئية والزمنية
في المقابل، تُعتبر مزارع الطاقة الشمسية والرياح أسرع في التنفيذ، حيث يمكن إنشاؤها في نصف الوقت الذي تحتاجه محطات الطاقة النووية أو الغاز الطبيعي. ويستغرق إنشاء محطة للطاقة الشمسية في المتوسط حوالي 18 شهرًا، بفضل طبيعتها النمطية التي تتيح بدء الإنتاج قبل اكتمال المشروع.
قد تشكل الطاقة الشمسية الخيار الأبرز لتشغيل مراكز بيانات مشروع "ستارغيت"، خاصة مع إمكانية تسريع تصاريح البناء وربط المرافق بالشبكة الكهربائية، ما يعكس السعي لتلبية الاحتياجات العاجلة للطاقة في المشروع.
إسلام العبادي(أبوظبي)