دراسة: المواد البلاستيكية الدقيقة لا يقتصر ضررها على الأمعاء
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
أظهرت دراسة حديثة أجريت على مجموعة من الفئران أنّ المواد البلاستيكية الدقيقة من الممكن أن تتجاوز الأمعاء وتتسلل إلى الأعضاء الحيوية الأخرى في الجسم فتشكل مخاطر صحية عديدة.
والمواد البلاستيكية الدقيقة هي التي لا يزيد طولها عن 5 ملم من مواد البلاستيك، وتوجد هذه القطع البلاستيكية عادةً في مستحضرات التجميل والمخلفات الصناعية.
ويعتقد الخبراء بأن جُل المواد البلاستيكية الدقيقة ينتهي بها المطاف في المحيطات، حيث توجد كميات ضخمة تتراوح بين 50 و75 تريليون قطعة. ويقول الأستاذ المشارك في قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد في جامعة نيو مكسيكو "إليسيو كاستيلو": هذه الجسيمات باتت موجودة في كل مكان تقريبا.
ويعد انتشارها على هذا النحو أمرا مقلقا للغاية، لأنها تحتوي على مواد كيميائية ثبت أنها تعمل على تعطيل نشاط الهرمونات الطبيعية في الجسم، مما يزيد من احتمالية الإصابة ببعض أنواع الأورام الخبيثة، وقد تحمل كذلك سموما مثل المعادن الثقيلة التي تؤثر بشكل مباشر في الأعضاء الحية.
وكانت دراسة سابقة أشارت إلى أنّ المواد البلاستيكية الدقيقة من الممكن أن تؤثر في صحة البكتيريا الموجودة في الأمعاء، لكنّ الدراسة الحديثة أظهرت أن الأمر يتجاوز ذلك ويتعدى مستوى الجهاز الهضمي لتنتشر هذه المواد الضارة في عموم الجسم.
المواد البلاستيكية الدقيقة هي أجزاء يتراوح حجمها بين 5 ملم و1 ميكرومتر (شترستوك)وضمن الدراسة التي حملت عنوان "توزيع الأنسجة داخل الكائن الحي للميكروسفيرات من البوليستيرين أو البوليمرات المختلطة والتحليل الأيضي بعد التعرض الفموي في الفئران"، أجرى الباحثون تجربة على مجموعة من الفئران بإجبارها على شرب ماء يحتوي على مواد بلاستيكية دقيقة، وكانت المستويات تعادل التركيزات التي يتعرّض لها الإنسان في حياته اليومية. وبعد 4 أسابيع لاحظ الباحثون أنّ تلك المواد البلاستيكية الدقيقة تسللت من أمعاء الفئران وظهرت في الكبد والكلى وحتى الدماغ.
ويوضح كاستيلو أنّ الجسم الحي بمجرد تعرضه لهذه الأجسام الغريبة، فإنها يمكن أن تجتمع وتتكتل في أنسجة معينة من الجسم، وهذا دليل على أنّ المواد البلاستيكية الدقيقة يمكنها اختراق حاجز الأمعاء والتسلل إلى بقية الأعضاء.
وأظهرت الدراسة كذلك أنّ المواد البلاستيكية الدقيقة تُغيّر من نمط عملية التمثيل الغذائي لتلك الأنسجة، وهذا يعني حدوث اختلال في العمليات البيوكيميائية قد يؤثر في إنتاج الطاقة في الجسم.
وما يزيد الأمر سوءا بنظر القائمين على الدراسة، أنّ النتائج ظهرت بشكل ملحوظ في فترة زمنية قياسية، إذ لم يمض أكثر من 4 أسابيع. ويقول كاستيلو أنّ تناول الإنسان لهذه المواد الضارة يرافقه منذ لحظة ولادته ويستمر مدى الحياة.
ويأمل الباحثون أن يتعرفوا عما إذا كان النظام الغذائي يمكن أن يؤثر في انتشار المواد البلاستيكية الدقيقة في الجسم، وسيعملون على تغيير الأنظمة الغذائية وتوزيعها على الفئران، فيكون تارة نظاما غنيا بالألياف وتارة أخرى نظاما غنيا بالدهون والكولسترول.
وهذا ما سيرفع من حظوظ الفريق في فهم أوسع وأشمل لكيفية تفاعل الجسم الحي مع المواد البلاستيكية الدقيقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات المواد البلاستیکیة الدقیقة فی الجسم
إقرأ أيضاً:
الأرض بها 6 قارات فقط.. دراسة حديثة قد تغير خريطة العالم
في تحول علمي صادم، قد يغير خريطة العالم بالكامل ويسلبه إحدى قاراته، بعد اكتشاف وجود 6 قارات فقط على الكوكب وليس 7، مع دمج قاراتي أمريكا الشمالية وأوروبا، على أن يكونا كيانا واحدا.. فما تفاصيل تلك الدراسة التي قد تقلب الموازين؟
دراسة تكشف مفاجأة عن قارة أوروبادراسة حديثة تحت قيادة الدكتور جوردان فيثيان من جامعة ديربي بالمملكة المتحدة، أزاحت الستار عن مفاجأة قوية، حول احتمال وجود 6 قارات فقط على كوكب الأرض، بدلًا من 7 كما هو متعارف عليه، مع دمج قاراتي أوروبا وأمريكا الشمالية، ليصبحا كيانا واحدا، بحسب صحيفة «ديلي إكسبرس».
الاكتشاف المثير للجدل اعتمد على تحليل جديد للحركات التكتونية، التي يعتقد أنها فصلت بين الصفيحتين التكتونيتين لأمريكا الشمالية وأوراسيا «كتيلة أرضية كانت مكونة من أوروبا وآسيا» منذ نحو 52 مليون سنة، لكن وفقًا للدراسة فإنّ الأدلة تشير إلى عدم انفصالهما ما يُثير تساؤلات حول تصنيف أوروبا وأمريكا الشمالية كقارتين منفصلتين.
تركز الدراسة بشكل خاص على أيسلندا، الجزيرة التي يعتقد تقليديًا أنها تشكلت بسبب النشاط البركاني على طول حافة منتصف المحيط الأطلسي، ورغم ذلك فإنّ الأبحاث والدراسات الحديثة تشير إلى أن أيسلندا قد تحتوي على بقايا جيولوجية من كل من الصفيحتين الأوروبية والأمريكية الشمالية.
إعادة تعريف الخرائط الجيولوجية للعالموحال تأكدت تلك النتائج، قد يؤدي ذلك إلى إعادة تعريف الخرائط الجيولوجية للعالم وتغيير فهم العالم لتاريخ الأرض الجيولوجي، خاصة أن الفريق القائم على تلك الدراسة يعتقد وجود قارات لم يتم اكتشافها حتى اللحظة.
الأمر الذي زاد من حيرة الباحثين القائمين على الدراسة بشكل كبير، احتمالية وجود كمية كبيرة من القشرة القارية في منطقة جرينلاند، أيسلندا، جزر فارو، ما يشير إلى احتمالية وجود قارة كبيرة لم يتم الكشف عنها حتى اللحظة.