عودة: أباطرة العهد الأول للمسيحية كانوا وثنيين فيما أباطرة عصرنا يدّعون الإيمان
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة قداس الأحد الخامس من الصوم الأربعيني المقدس، في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.
بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "نفاجأ كل فترة، ونحن آتون إلى الكنيسة إما بسباق أو بماراتون أو بحدث ترفيهي يحرم المؤمنين من الوصول إلى الكنيسة.
أضاف: "في مثل هذا اليوم نتذكر أخوينا مطراني حلب بولس ويوحنا اللذين مضى على اختطافهما أحد عشر عاما ولم يتم اكتشاف مصيرهما حتى اليوم. يؤلمنا أنهما ما زالا غائبين ولا نعرف عنهما شيئا، كما يؤلمنا الصمت الدولي عن قضيتهما. نرفع معكم الدعاء إلى الرب كي يلتئم جرح غيابهما القسري بعودتهما سالمين إلى الكنيسة ورعيتيهما، كما نصلي من أجل أن يعود كل مخطوف ومأسور إلى أحبائه، وكل مهجر إلى بلده وأرضه. نحن لا نريد أن يتحول حدث اختطافهما إلى ذكرى سنوية تتكرر عاما بعد عام، بل نريد عودتهما سريعا لنفرح بهما، ونحن باقون على الرجاء، كما نرجو أن يعود إنسان عصرنا إلى إنسانيته فتتوقف النزاعات والحروب، وينتفي الحقد والظلم والخطف، ويعيش الإنسان بسلام مع أخيه الإنسان، في عالم تسوده العدالة والمحبة".
وتابع: "في هذا الأحد الخامس من الصوم الأربعيني المقدس، نقترب من نهاية القسم الأول من الصوم الذي كنا خلاله ننقي ذواتنا، ونتسربل حلل الفضائل، ممنطقين أنفسنا بأسلحة البر، للوصول إلى القسم الثاني الأسبوع المقبل، مع إقامة لعازر ودخول ربنا ومخلصنا يسوع المسيح إلى أورشليم، والإشتراك معه في موته وقيامته. في إنجيل اليوم سمعنا المسيح يقول لتلاميذه: «هوذا نحن صاعدون إلى أورشليم، وابن البشر يسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه إلى الأمم فيهزأون به ويبصقون عليه ويجلدونه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم». لقد وصلنا إلى غاية صومنا وجهادنا، أي الإشتراك في سر الصليب والفداء. لكي نستطيع المشاركة في هذا الحدث العظيم، يحذرنا الرب من التعلق بالإهتمامات الدنيوية والسلطوية. وحدها الغلبة على التجارب توصلنا إلى القيامة، والرب هو من يقودنا إلى الغلبة. ظن يعقوب ويوحنا ابنا زبدى أن الرب يسوع ماض إلى مملكة أرضية، وأنه سيحكم من أورشليم، لذلك سألاه امتياز الجلوس في المقاعد الأولى قائلين: «أعطنا أن يجلس أحدنا عن يمينك والآخر عن يسارك في مجدك». إفترض التلميذان أن كل شيء انتهى، وأن العمل بأكمله قد تم لكنهما أساءا فهم رسالة الرب يسوع، وظنا أنه يسعى إلى ملك أرضي، وأنه سيكون لهما منصب فيه، وقد استاء بقية التلاميذ لانفرادهما بطلب هذا الإمتياز. لكن جواب الرب على طلب التلميذين جاء بصيغة سؤال: «أتستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا وأن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها أنا؟»، وكأنه يقول لهما: أنتما تطلبان الشرف والمجد الأرضيين، بينما أنا أدعوكما إلى الشرف والمجد الإلهيين، إلى الموت!"
وقال: "يقول القديس ثيوفيلكتس، الذي عاش في القرن التاسع: «لقد قصد الرب بالكأس والصبغة الصليب. الكأس هي الجرعة التي نتقبلها بواسطته بعذوبة، والصبغة هي علة تطهيرنا من خطايانا. لقد أجابه التلميذان قائلين «نستطيع» إذ حسباه يتحدث عن كأس منظورة وعن المعمودية التي كان اليهود يمارسونها، التي هي الغسل قبل الأكل». بدوره، يعلم القديس يوحنا الذهبي الفم قائلا: «المسيح يدعو صلبه بالكأس، وموته بالمعمودية. لقد دعا صلبه كأسا لأنه كان ماضيا إليه طوعا وبفرح. ودعا موته معمودية لأنه بواسطتها سيطهر العالم بأسره». بقولهما «نعم، نستطيع» تنبأ التلميذان بمصيرهما إذ اقتبل كلاهما الكأس والمعمودية، أي الشهادة. فالقديس يعقوب مات شهيدا بقطع الرأس في أورشليم حوالى العام 45 والقديس يوحنا عاش الإضطهاد في روما ونفي إلى جزيرة باتمس. أوضح الرب لتلاميذه أن حب الرئاسة والسلطة من صفات أسياد هذا العالم، معلما إياهم وقائلا: «من أراد أن يكون فيكم كبيرا فليكن لكم خادما، ومن أراد أن يكون فيكم أول فليكن للجميع عبدا، فإن ابن البشر لم يأت ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فداء عن كثيرين». إنها سلطة الخدمة ورئاسة المحبة، والتضحية التي قدمها الرب يسوع مثالا لتلاميذه. هل لنا بعد أن نتجاسر على الرب ونطلب تمجيد ذواتنا؟ التواضع هو الطريق نحو التمثل بالرب، وبذل الذات للخدمة هو المبتغى. نقرأ عن القديس بوليكربوس تلميذ القديس إغناطيوس الأنطاكي أنه، يوم استشهاده، وأثناء تعذيبه، رفع عينيه إلى السماء وقال: «أيها الرب الكلي القدرة، أباركك لأنك أهلتني في هذا اليوم، وفي هذه الساعة، لأكون من عداد شهدائك، ومن مشاركي كأس مسيحك لقيامة النفس والجسد في الحياة الأبدية من دون فساد».
وسأل: "أين مسؤولو هذه البلاد وسواها من البلدان من موضوع الاستشهاد الحقيقي، أي شهادة المحبة والتضحية والمسؤولية الملقاة على عاتقهم؟ يجوع أبناء الأرض ويعانون الفقر والخوف والذل والموت، وقد يستشهدون، فيما هم قابعون على عروشهم، بعيدا عن ممارسة السلطة الحقة، والخدمة والمسؤولية، يتمتعون بمناظر الدم المسال، ويتلذذون بعذاب الأبرياء، كأباطرة العهد الأول للمسيحية. الفرق بين الزمنين أن الأباطرة كانوا وثنيين، فيما أباطرة عصرنا يدعون الإيمان والدفاع عنه، وهم ليسوا سوى عبدة مال وسلطة. ليتهم يعرفون معنى التوبة والصلاة والصوم، ويدركون أنهم مهما جمعوا من مال ومقتنيات وألقاب، ومهما بطشوا وقويت سلطتهم، هم عاجزون عن زيادة يوم واحد على حياتهم، وعن إقصاء أي مرض أو ضعف عن أحبائهم، ومهما كبروا سيمثلون أمام الرب العلي لتقديم الحساب، وقد يسبقهم إلى الملكوت الضعيف والفقير والمرذول الذين احتقروهم ومنعوا عنهم المحبة والرحمة، تماما كما حصل في مثل الغني ولعازر الفقير. كلنا بحاجة إلى رحمة الله ومغفرته ولكن هل نستحقها كلنا؟"
أضاف: "اليوم تضع الكنيسة أمام أعيننا سيرة القديسة مريم المصرية التي بدأت حياتها في الخطيئة والفجور ثم أدركت عمق انحرافها فتابت توبة حقيقية وعاشت حياة زهد وصلاة، فتقبل الرب توبتها ومنحها إكليل القداسة فصارت مثالا نقتدي به".
وختم: "أهلنا الرب الإله للإشتراك في سر صليبه، الذي به خلص العالم، ومنحنا أن نتوب كالقديسة مريم المصرية لكي نتذوق فرح القيامة، ونصرخ عن استحقاق: «المسيح قام من بين الأموات، ووطئ الموت بالموت، ووهب الحياة للذين في القبور».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: إلى الکنیسة
إقرأ أيضاً:
ألهم العالم.. قصة القديس فالنتين في عيد الحب
يحتفل الملايين حول العالم بعيد الحب، في الرابع عشر من شهر فبراير من كل عام، والذى ارتبط باسم القديس فالنتاين، وهو كاهن روماني عاش في القرن الثالث الميلادي فما القصة.
يعود الإحتفال بيوم الحب إلى القديس فالنتاين الذي عاش فى القرن الثالث الميلادي ففي تلك الفترة، أصدر الإمبراطور كلوديوس الثاني قرارًا يحظر زواج الجنود، معتقدًا أن العازبين أكثر كفاءة في القتال، وذلك بعد أن تعرضت الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت لانتشار الطاعون، ما أسفر عن وفاة آلاف شخص يوميا من بينهم الكثير من الجنود.
ماهى قصة القديس فالنتاينلكن القديس فالنتاين تحدى هذا الحظر وساعد العشاق على الزواج سرًا، ما أدى إلى اعتقاله وإعدامه في 14 فبراير، نحو عام 270 ميلاديًا.
وتختلف الرويات التى تستند إلى قصة القديس فالنتاين وارتباطه بيوم الحب ففى رواية أخري وقع القديس فالنتاين في حب ابنة سجانه، وأرسل لها رسالة قبل إعدامه تحمل توقيعه الشهير: "من حبيبك، فالنتاين".
وفيما يخص أصل الاحتفال بعيد الحب، فيُعتقد أنه مستوحى من مهرجان روماني قديم يُدعى "لوبركاليا"، كان يُقام في 15 فبرايرتكريمًا للإله فاونس، إله الزراعة، ومع انتشار المسيحية، سعت الكنيسة إلى منح المهرجان طابعًا دينيا، فتم تحديد يوم 14 فبرايرليكون مناسبة لتكريم القديس فالنتاين، ومنذ ذلك الحين أصبح رمزًا للحب والوفاء.
وأصبح الاحتفال عيد الحب مناسبة عالمية تعبر فيها الشعوب عن مشاعر الحب والود، حيث بدأت فى العصور الوسطي بتقليد تبادل الرسائل الرومانسية، ومع مرور الزمن، أصبح إرسال البطاقات المزخرفة والورود الحمراء رمزا لهذا العيد.
وتشير التوقعات إلى أن صناعة بطاقات عيد الحب بدأت في القرن التاسع عشر في بريطانيا، ثم انتشرت عالميا مع تقدم وسائل الطباعة والإعلان، مما جعل العيد فرصة لتعزيز العلاقات العاطفية والاقتصادية معًا.
الاحتفال بعيد الحب حول العالميختلف الاحتفال بعيد الحب من بلد إلى آخر، بعض يركز على تبادل الهدايا والبطاقات، فى حين تقدم النساء الشوكولاتة للرجال في 14 فبرايرفى بعض الدول بينما يرد الرجال الهدايا في يوم "الرد الأبيض" بتاريخ 14 مارسأما في بعض الدول مثل البرازيل، فيتم الاحتفال بيوم العشاق في يونيو بدلًا من فبراير.
اللون الأحمر
ويعود ارتباط اللون الأحمر مع عيد الحب بإلقاء فالنتين بزهور حمراء فرحا بزواجهم وتقديرا لما فعله معهم.