قال الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر، إن ظاهرة الإسلاموفوبيا حاولت النيل من الإسلام والمسلمين وبث الكراهية ضد كل ما هو إسلامي.

وأضاف وكيل الأزهر، خلال المؤتمر الدولي لكلية اللغات والترجمة بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، أن ضعف تحري الدقة في ترجمة ما يتعلق بديننا أدى إلى انتشار هذه الظاهرة لان الترجمة الضعيفة قد تكون مقصودة من أصحاب الاجندات المشبوهة.

وأشار إلى أن المسلمون ترجموا المعاني بصدق وكانوا أصحاب هدف في استعارة المعاني، ونحن الان نأمل ان تكون الترجمة صادقة دون تشويه لصورة الآخرين.

وأكد أن الاسلام يواجه حملة لتشويه صورته في العالم الغربي، منوها أن الترجمة الإسلامية من أصعب الترجمات بخلاف غيرها من المجالات، فالترجمة الدينية تستند الي علوم الإسلام ومناهج فهمها ووسائل قرائتها لذا فهي تحتاج إلى مهارة عالية حتى لا نقع في تشويه أو خلط من حيث لا ندرك.

وأكد اننا لابد من إعداد كوادر للقيام بهذه المهمة، وقام الأزهر الشريف بدوره في هذا المجال من خلال انشاء مركزا للغات الأجنبية ومرصدا باللغات الأجنبية ورصد كل ما يتعلق بأمور الدين في الخارج.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

ملتقى الأزهر: فترة الدعوة المحمدية بمثابة «ورشة عمل كبرى» لتعليم قيم التعايش

عقد الجامع الأزهر، اليوم الجمعة، حلقة جديدة من حلقات ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، والتي تناولت موضوع «السلام في الإسلام»، بحضور عدد من كبار علماء الأزهر، وفي مقدمتهم فضيلة الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمود الصاوي، وكيل كليتي الدعوة والإعلام السابق بجامعة الأزهر، وأدار الملتقى الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة العلمية بالجامع الأزهر.

في بداية الملتقى، أكد فضيلة الدكتور محمد الجندي أن السلام في الإسلام ليس مجرد مفهوم نظري، بل ترجمة عملية وجزء من الرسالة العالمية التي جاء بها نبينا محمد ﷺ، حيث قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَٰكَ إِلَّا رَحْمَةًۭ لِّلْعَٰلَمِينَ﴾. وأضاف فضيلته أن الرحمة والعفو والصفح قيم عالمية مثل السلام، وقد أرساها الأزهر الشريف في مختلف جهوده وحواراته ومنصاته، سواء كانت واقعية أو افتراضية.

وأشار الدكتور الجندي إلى أن الجامع الأزهر كان - ولا يزال - منبرًا يعج بالسلام في أروقته، فقد احتضنت أروقته على مر العصور طلابًا من مختلف أنحاء العالم، جاءوا ليتعلموا علوم الدين واللغة، ثم عادوا إلى بلادهم سفراء للسلام. وذكر أن الأروقة العلمية التي أنشئت داخل الأزهر، كأروقة السليمانية، والجبرت، والشوام، والمغاربة، والجاوة، وغيرها، كانت تمثل تنوعًا ثقافيًّا يعكس رسالة الإسلام العالمية في نشر العلم والتسامح.

وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن الأزهر يوفد مبعوثيه إلى مختلف دول العالم لتعزيز ثقافة الحوار والتفاهم، تأكيدًا لرسالته السامية في نشر قيم السلام، وهو ما يتجلى أيضًا في وثيقة «الأخوة الإنسانية» التي وقعها شيخ الأزهر، والتي تتلاقى مع «وثيقة المدينة» التي وضعها النبي ﷺ لترسيخ مبدأ التعايش السلمي بين أبناء المجتمع الواحد بمختلف أديانهم ومذاهبهم.

من جانبه، شدد الدكتور محمود الصاوي، وكيل كليتي الدعوة والإعلام بجامعة الأزهر، على أن السلام ليس مجرد تحية يتبادلها المسلمون، بل هو جزء أصيل من عقيدتهم، حيث إن «السلام» اسم من أسماء الله الحسنى، وهو التحية التي يرددها المسلمون يوميًّا عشرات المرات في صلواتهم وفي حياتهم وتعاملاتهم.

دعاء الليلة الثامنة من رمضان .. ردده يقضي حوائجك ويفك الكربدعاء قبل المغرب المستجاب.. بـ10 أدعية تقضي جميع الحوائج وتصب عليك الخير صبا

وأوضح أن المسلم يبدأ صلاته بتحية السلام على النبي ﷺ، ثم يختتمها بالسلام على من حوله، وكان النبي ﷺ يقول بعد كل صلاة: «اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام». فالسلام ليس مجرد شعار في الإسلام، بل هو ممارسة فعلية أثبتها النبي ﷺ خلال بعثته، وكأن فترة الـ 23 عامًا التي قضاها في الدعوة الإسلامية كانت بمثابة «ورشة عمل كبرى» لتعليم الصحابة والأمة كلها قيم التعايش السلمي. واستشهد بقول النبي ﷺ: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ».

وأشار الدكتور الصاوي إلى أن الإسلام وضع أسسًا راسخة لتعزيز السلام العالمي، تبدأ من الإيمان بوحدة الأصل الإنساني، حيث يقول الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًۭا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌۭ﴾، مما يؤكد أن جميع البشر متساوون في الكرامة الإنسانية، وهو ما يرسخ قيم العدل والتسامح في المجتمع الإسلامي.

وفي كلمته، أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن الإسلام دين السلام، وأن الله سبحانه وتعالى سمى نفسه «السلام»، وجعل تحية أهل الجنة «السلام». وجعل أول ما يوصي به المسلمون بعضهم بعضًا هو إفشاء السلام، حيث قال النبي ﷺ: «أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ تَحَابُّوا».

وأضاف أن من يدّعي أن الأمة الإسلامية ليست أمة سلام، أو أنها لا تقبل السلام، أو أنها أمة عنف وإرهاب، فهو مخطئ، لأن الواقع والتاريخ يرد عليه، فقد أمر الله المؤمنين بقوله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱدْخُلُواْ فِى ٱلسِّلْمِ كَآفَّةًۭ﴾. وقد حذر **النبي ﷺ من ترويع الآخرين، حتى لو كان ذلك على سبيل المزاح، فقد ورد أن أحد الصحابة شدّ حبلًا على آخر ليمازحه، ففزع الرجل، فقال النبي ﷺ: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا».

وأوضح أن **الإسلام أرسى قواعد التعايش بين الطوائف المختلفة، وجاء بتحريم الاعتداء على غير المسلمين، حيث قال النبي ﷺ: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ». مؤكدًا أهمية دور الأزهر في نشر قيم السلام والتسامح في العالم، من خلال مؤسساته التعليمية، ومبعوثيه المنتشرين في مختلف الدول، ومن خلال الفضاء الإلكتروني، حيث أصبحت أروقة الأزهر اليوم تضج برسائل السلام التي يبثها لطلاب العلم في كل مكان.

وفي ختام الملتقى، فُتح باب الحوار مع الحاضرين، حيث أتيحت لهم الفرصة لطرح أسئلتهم واستفساراتهم على السادة العلماء المشاركين، في أجواء من التفاعل البنّاء، بما يثري حلقات الملتقى ويجعله أقرب إلى الجمهور. وقد تنوعت الأسئلة حول دور الأزهر في نشر ثقافة السلام، وكيفية التصدي للفكر المتطرف، وأهمية الحوار بين أتباع الأديان لتعزيز التعايش المشترك.

وقد أجاب علماء الأزهر على أسئلة الجمهور، مؤكدين أن هذه الحوارات المفتوحة تمثل فرصة لنقل الفكر الوسطي الأزهري، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتعزيز الروابط بين العلماء والجمهور، بما يرسخ رسالة الأزهر في كونه منبرًا مفتوحًا لنشر العلم وتعزيز السلم المجتمعي.

مقالات مشابهة

  • مفاجآت علمية جديدة.. لماذا حرم الإسلام أكل الحيوانات المفترسة؟
  • بصوت ندي خاشع| طالب كفيف يؤم المصلين في صلاة التراويح بالأزهر.. صور
  • «المسلمون أمة واحدة».. المرجع الشيعي جواد الخالصي يشيد بشيخ الأزهر ودعوته للوحدة الإسلامية
  • درس التراويح بالجامع الأزهر: الإسلام جعل التكافل مبدأً راسخًا لتوازن المجتمع
  • خامنئي يرد على ترامب: المفاوضات يجب أن تكون على أساس الاحترام المتبادل
  • سؤال في الدولة والمجتمع
  • ملتقى الأزهر: فترة الدعوة المحمدية بمثابة «ورشة عمل كبرى» لتعليم قيم التعايش
  • «الضويني»: الأزهر منحة ربانية منّ الله بها على الأمة لتعبر عن روح الإسلام
  • إلهام شاهين: بشار الأسد ليس مجرمًا وهناك تعمد لتشويه صورته
  • مفتي الجمهورية: الأزهر الشريف منارة الإسلام المعتدل وحصن الهوية الإسلامية