«وول ستريت جورنال»: الإدارة الأمريكية تتسابق لاحتواء التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية اليوم الأحد، النقاب عن التدافع المحموم داخل البيت الأبيض على مدار 19 يوما لتجنب حرب شاملة في الشرق الأوسط واحتواء التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران.
وأوضحت الصحيفة في تقرير حصري نشرته على موقعها الإلكتروني، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن وفريق الأمن القومي التابع له راقب بقلق متزايد يوم 13 أبريل عندما ردت إيران بإطلاق وابل من الطائرات المسيرة والصواريخ في هجوم مباشر على إسرائيل لم يسبق له مثيل.
وذكرت أن صواريخ كروز الإيرانية وسرب من الطائرات بدون طيار كانت في الجو بالفعل، وتم توقيتها للوصول في نفس الوقت، وهو وابل ضخم كان يخشى بايدن ومساعدوه أن يطغى على الدفاعات المعززة التي أمضوا هم وإسرائيل أكثر من أسبوع في إعدادها.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين قولهم إن حجم الهجوم المباشر الأول لطهران على إسرائيل يطابق أسوأ سيناريوهات وكالات التجسس الأمريكية، ولم يهدد ذلك حليفا وثيقا للولايات المتحدة فحسب، بل هدد أيضًا آمال بايدن في منع أزمة الشرق الأوسط المستمرة منذ ستة أشهر من الاتساع إلى حرب إقليمية شاملة.
وأضافت الصحيفة أن بايدن ومساعدوه تجمعوا في غرفة العمليات الساعة 5:15 مساءً يوم هجوم إيران حيث راقبوا الوضع عن كثب لأنهم كانوا غير متأكدين من أن أنظمة إسرائيل المضادة للصواريخ، والتي عززتها عمليات نشر للجيش الأمريكي في الأيام العشرة الماضية، ستمنع ما يقرب من 99% من الصواريخ الإيرانية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في إدارة بايدن كان في غرفة العمليات في ذلك اليوم قوله: إن نتائج الدفاعات لم تكن واضحة.
وتابعت أن الانتظار أثناء القصف الإيراني كان من بين اللحظات المتوترة في أزمة استمرت 19 يومًا لبايدن وفريقه للأمن القومي، حيث وجدوا أنفسهم غالبًا غير مطلعين أو غير متأكدين بشأن ما تخطط له كل من إسرائيل وإيران في الأوقات الحرجة.
وأشارت إلى أن الأزمة بدأت بهجوم فردي شن فيه الإسرائيليون ضربة جريئة على ضباط إيرانيين في دمشق دون أي تشاور مع الولايات المتحدة، وانتهت بعد أن ساعد تحالف من الجيوش الأمريكية والأوروبية وغيرهم في صد الهجوم الإيراني كما أظهرت إسرائيل استجابة للدعوات الأمريكية لضبط النفس.
ووفقا للصحيفة، أنه بينما كان المسؤولون في واشنطن وإسرائيل ينتظرون رد طهران، توقع عدد قليل من المسؤولين الإسرائيليين أو الأمريكيين أنها ستهاجم إسرائيل مباشرة، وهو أمر لم تفعله من قبل.
كما شعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق من أن الضربة الإسرائيلية قد تؤدي إلى هجمات بالوكالة الإيرانية ضد المواقع الأمريكية في العراق وسوريا، حيث ينتشر حوالي 4500 جندي ومدني أمريكي في قواعد في جميع أنحاء المنطقة كما تكهن المسؤولون الأمريكيون بأن إيران قد تحاول مهاجمة سفارة إسرائيلية خارج البلاد ردًا على ذلك.
ولفتت إلى أنه بعد يومين من الضربة الإسرائيلية لدمشق، أعرب وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عن إحباطه في مكالمة هاتفية مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت بأنه لم يذكر خطط العملية، على الرغم من أن جالانت زار أوستن في البنتاجون قبل أسبوع، حسبما قال مسؤول أمريكي.
وتابعت أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية كانت في أدنى مستوياتها، وفي مكالمة متوترة في 4 أبريل الجاري، أخبر بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الدعم الدولي يتراجع بعد حادث «المطبخ المركزي العالمي» وإن إسرائيل بحاجة إلى السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، وأن الولايات المتحدة ستحكم على إسرائيل من خلال أفعالها.
لكنه أبلغ نتيناهو أيضًا أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل ضد إيران وأنه أمر البنتاجون بتكثيف جهوده لحماية إسرائيل، وقام الجيش الأمريكي بتفعيل خطط سرية للغاية لمساعدة إسرائيل في الأزمات كما ذهب فريق من العسكريين الأمريكيين سرا إلى تل أبيب للعمل في مركز عمليات الدفاع الصاروخي مع نظرائهم الإسرائيليين.
وكشفت الصحيفة استعدادات صد الهجوم الإيراني قائلة إنه مع توقع أن تستخدم إيران طائرات بدون طيار، وصلت قوة كبيرة من الطائرات المقاتلة من طراز «F-15E» إلى المنطقة للمساعدة في إسقاطها كما شاركت في العملية طائرات أخرى من طراز «F-16» متمركزة في المنطقة.
كما تم نقل حاملة الطائرات يو إس إس أيزنهاور، الموجودة بالفعل في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن، بالقرب من إسرائيل حتى تكون في وضع يمكنها من إطلاق طائرات مقاتلة لاعتراض أي طائرات بدون طيار يطلقها الحوثيون المدعومين من إيران في اليمن.
وأجرى كبار مساعدي بايدن اتصالات هاتفية، وناشدوا الحكومات الأخرى أن تطلب من إيران عدم الضرب كما طلب مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز من نظرائه في أجهزة المخابرات في أوروبا وعواصم الشرق الأوسط وتركيا حث إيران على وقف التصعيد.
ونوهت بأنه حتى عندما شاهدوا إيران وهي تنقل الصواريخ من مخازنها وتضعها على منصات الإطلاق، لم يكن حجم خطة الهجوم الإيرانية واضحًا على الفور لوكالات الاستخبارات الأمريكية حيث توقعت بعض التقارير الاستخباراتية أن تستهدف إيران فقط المنشآت الدبلوماسية الإسرائيلية أو مواقع أخرى خارج إسرائيل.
ومع مرور الأيام دون رد إيراني، رأى مسؤولو المخابرات الأمريكية والإسرائيلية أن إيران تخطط لهجوم مباشر على الأراضي الإسرائيلية وأنه سيكون هائلاً، وكان السؤال هو متى سيأتي وما هي الأهداف.
وأضافت أنه عندما بدأ الهجوم الإيراني، قام المسؤولون الأمريكيون في غرفة العمليات والبنتاجون بتتبع الموجات الثلاث من الأسلحة التي غادرت المجال الجوي الإيراني، وعبرت العراق والأردن، متجهة نحو إسرائيل فيما قال مسؤولون في الإدارة إنه حتى مع التحذير المسبق الذي تلقوه، فإن حجم القصف كان بمثابة الصدمة.
وأضافت أن واشنطن اعتقدت أن قواتها وقواتها الإسرائيلية قادرة على التعامل مع 50 صاروخًا باليستيًا، لكن أكثر من 100 منها كانت منطقة غير معروفة، فيما اعترض نظام أرو الإسرائيلي معظم الصواريخ الباليستية، في حين أسقطت المدمرتان الأمريكيتان في شرق البحر الأبيض المتوسط عدة صواريخ أخرى.
واعترضت بطارية أمريكية مضادة للصواريخ من طراز باتريوت في أربيل بالعراق بطارية أخرى.
وفي هذه الأثناء، تم إسقاط الطائرات بدون طيار من قبل مجموعة من الطائرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والإسرائيلية، وبعد أن خرجت إسرائيل سالمة تقريبا، تحول البيت الأبيض من الدفاع عن حليفته إلى كبح جماحها، وفقا للصحيفة.
اقرأ أيضًامصطفى بكري: إسرائيل لم تُعلن مسؤوليتھا عن ضرب إيران لأسباب استراتيجية
عسكرى سابق: أمريكا تتجنب التورط فى هجوم إسرائيلي على إيران
الحرب تتوسع.. مصطفى بكري يكشف تفاصيل الضربة الإسرائيلية على إيران
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الصواريخ الباليستية طهران الطائرات الأمريكية إيران وإسرائيل أخبار إيران أربيل بالعراق هجمات إيران الضربة الإسرائيلية حرب إقليمية شاملة طائرات بدون طیار الهجوم الإیرانی من الطائرات
إقرأ أيضاً:
عبد العاطي: فشل منظومات الدفاع الإسرائيلية في التصدي للصواريخ يتكرر بشكل مستمر| فيديو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني، إن اليمن استخدم صواريخ فرط صوتية مرارا خلال العدوان الإسرائيلي وفي إطار مساندة قطاع غزة، ولاحقا لبنان.
وأضاف عبد العاطي، في مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن فشل منظومات الدفاع الإسرائيلية في التصدي للصواريخ يتكرر بشكل مستمر، رغم كل ما تمتلكه دولة الاحتلال من صواريخ اعتراضية، ومساندة الصواريخ الدفاعية الأمريكية، بالإضافة إلى ما تقوم به الطائرات في المنطقة للدفاع عن دولة الاحتلال.
وتابع رئيس الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني: «الصواريخ اليمنية تكذب أن الاحتلال استطاع اعتراضها، وأن الشظايا فقط هي التي سقطت، فالصاروخ نجح في المرور من الصواريخ الدفاعية، وهو ما أدى إلى أضرار في تل أبيب، وبالتالي، فإن الصور التي سُربت سابقا، وستتسرب ستظهر أن إسرائيل تلقت خسائر فادحة، وأن منظومة الطائرات المسيرة والصواريخ اليمنية اخترقت المنظومة الأمنية الإسرائيلية».