سودانايل:
2025-01-04@11:14:41 GMT

حزب الجيش السوداني السياسي المسلح

تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT

د. بشير إدريس محمدزين

• لابد من القول بوضوح إن جيشنا ليس جيشاً مهنياً محترفاً بمعنى الكلمة..
والحقيقة فإن هنالك جيشين: جيش في مخيلة الطيبين والبسطاء والمخمومين، وفي فهم بعض ضباطه المحترفين القدامى أو الجدد، وجيش آخر موجود على الأرض، يمشي بين الناس، ويعايشونه كل يوم، ويرونه بأمهات أعينهم رأي معرفةٍ وتحقيق !!

• وإذا كان الجيشُ جيشاً، وبمثل التصور المثالي المخيالي الذي يصفه به بعض المتخيلين والإسفيريين والتصويريين، فما الذي يجعل الناس منقسمةً في تأييده المطلق هكذا وإلى هذا الحد ؟!!

• الواقع إن الجيش السوداني، ومنذ أول إنقلاب له في العام ١٩٥٩م على حكومة منتخبة أصبح حزباً سياسياً بالباب الواحد، ثم أصبح أقرب إلى الماليشيا الحزبية في الثلاثين سنةً الآخيرة.

.هذا توصيف مؤلم، ومتعب، ولكنه أقرب إلى الحقيقة فعلاً..

• وأما بعد الإطاحة بنظام الإنقاذ، ثم بعد فض الإعتصام، وبعد إنقلاب البرهان، ثم أثناء وبعد هذه الحرب التي نعايشها فلقد أصبح الجيش أيَّ شئ وكلَّ شئ ولكن ليس جيشاً نظامياً محترفاً..

• بعد إطاحة نظام الإنقاذ أصبح الجيش (لا يواري دقنو) في ممارسة السياسة البلهاء المفضوحة، فهو (يتخاطف) السلطة مع المدنيين، ويصنع السياسة الخارجية للدولة، ويقرر في علاقات الدولة السودانية المصيرية، ويتبنى الحواضن السياسية ويكوّنها، ويخرِج ويرعى المظاهرات السياسية والمناوئة (لغرمائه) السياسيين، ويشرف على، ويغلق الميناء بأمر حلفائه السياسيين لإسقاط حكومة مدنية عزلاء يخشاها، ثم هو يمارس القوة الغاشمة لإيقاف انتقال سلطة سياسية لجهة مدنية سياسية (شريكة) له، وهو آخيراً يجر البلاد لحرب طاحنة بلا تردد لأنه فقط يريد أن يتنصل من إتفاقٍ (سياسي) وقّع عليه قائده بالموافقة، ثم رأى أن يتنصل عنه (وهو الإطاري) كونه يريد أن يحكم منفرداً !!

• الجيش إذن أصبح مؤسسةً سياسية، ولكنها تمتلك السلاح، بعكس القوى المدنية والسياسية التي ينافسها في الحكم، وهذا كان ديدنه منذ أمد بعيد وحتى الآن !!

والخلاصة ..
أن الجيش عندما إنبرى للسياسة (بالدرب العديل) فشل فيها، وفي العسكرية معاً، ومردود ذلك ما نشاهده الآن:

أصبح الجيش مسخاً عجيباً لا هو بالسياسي الحاذق الذرِب، ولا هو بالعسكري المنضبط المجوِّد، والنتيجة هي ما نرى من بؤس الأداء على الأرض عسكرياً، ومن إنكسارات وإنسحابات وإنسحاقات واستسلامات وفشل ماحق ..
وأما على مستوى السياسة فاكبر تبديات فشله أنه ليس له الآن صليحٌ ولا حليفٌ لا إقليمياً ولا دولياً إلا من الأنظمة المارقة والمنبوذة ..

وداخلياً فمؤسف أن من أكبر (صلحائه) الكيزان والأرادلة، ممن أسقطهم الشعب في ثورةٍ مشهودة دفع فيها دماءً غالية وأنفساً عزيزة وتحمل إنتهاكات لا حدود لها، وهاهم يحارب الجيش لهم، أو معهم، ليعودوا مجدداً وليفعلوا ما كانوا قد فعلوا، ومجدداً، بل سيكونون أبشع وأضل..

• الجيش السوداني هو بدقة شديدة حزبٌ سياسيٌ بالمعنى المكتمل للكلمة، وعندما تؤيده يا صديقنا، أو تعارضه أو حتى إذا عمِلت على اسقاطه (سياسياً) فأنت فقط تؤيد أو تعارض أو تعمل على إسقاط حزبٍ سياسي لا غير.. والمخاطرة الوحيدة في ذلك أنه لا يرتضي قواعد اللعبة السياسية حتى النهاية، وأنه مستعدٌ أن يقلبها إلى عنف في أي وقت لا تعجبه، لأنه يمتلك أدوات العنف.. وبس !!

bashirkhuzami@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

10 قتلى بينهم طفلان في إطلاق نار بمطعم في مونتينيغرو

قالت الشرطة ووسائل إعلام محلية إن مسلحا قتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص، بينهم طفلان، في إطلاق نار وأصاب أربعة آخرين الأربعاء بمدينة سيتينيي في مونتينيغرو "الجبل الأسود" بعد مشاجرة في حانة.

وحددت الشرطة هوية منفذ الهجوم الذي ما زال طليقا باعتباره كو مارتينوفيتش "45 عاما".

وقال وزير الداخلية دانيلو سارانوفيتش في مؤتمر صحفي: "نركز في هذه اللحظة على إلقاء القبض على المسلح".

ودفعت الشرطة قوات خاصة للبحث عن المهاجم في سيتينيي، على بعد نحو (30 كيلومترا) شمال غرب العاصمة بودغوريتشا.

وأفاد بيان للشرطة بأن المسلح فتح النار في حانة وفرّ من مكان الجريمة ومعه سلاح.

وذكر الرئيس ياكوف ميلاتوفيتش عبر منصة إكس إنه "مصدوم ومندهش" إزاء المأساة.

وأضاف: "بدلا من فرحة العطلة... تملكنا الحزن بسبب فقدان الأرواح البريئة".

وزار رئيس وزراء مونتينيغرو ميلويكو سبايتش المستشفى الذي يتلقى فيه المصابون العلاج وأعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام.

وعلّق سبايتش على الحادث قائلا: "هذه مأساة فظيعة أثرت علينا جميعا... كل فرق الشرطة منتشرة".

مقالات مشابهة

  • السوداني:النظام السياسي في العراق لن يتغيير بوجود “المقاومة الإسلامية الشيعية”!
  • السوداني: الإنجازات أكبر وأكثر في نظامنا السياسي المستند الى دستور يمثل جميع العراقيين
  • السوداني: لا مجال لمناقشة تغيير النظام السياسي في العراق
  • منسقية النازحين واللاجئين: الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يقصفان مخيمين بشمال دارفور
  • أكذوبة الزوارق النهرية…عندما يتحول الوهم إلى سلاح الجيش السوداني!
  • الجيش السوداني بجري تعديلات وتنقلات واسعة في قادة المناطق العسكرية
  • مصدر إطاري:السوداني سيزور طهران الأربعاء المقبل لدعم الاقتصاد الإيراني وتعزيز وحدة الموقف السياسي
  • نائب:حكومة السوداني سحبت بعض القوانين المهمة من البرلمان لأغراض سياسية
  • 10 قتلى بينهم طفلان في إطلاق نار بمطعم في مونتينيغرو
  • النمسا توجه صفعة للغاز الروسي وأوكرانيا تسقط جيشا من المسيرات الروسية