مرسي والسيسي والكهرباء.. موش قد الشيلة متشيلش
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
قبل أحد عشر عاما وخلال العام الوحيد لحكم الرئيس الراحل محمد مرسي، كانت أزمة انقطاع الكهرباء هي الأبرز بين الأزمات الطبيعية أو المصطنعة لإفشال حكم الإخوان سريعا، كان للأزمة في ذلك الوقت جانب موضوعي تمثل في نقص الطاقة اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء، ولكن الجانب الأخطر كان في الفعل المتعمد لقطع الكهرباء لفترات طويلة ومتكررة دون داع بهدف زيادة السخط الشعبي ضد مرسي ورجاله.
ولأن المشاركين في صناعة تلك الأزمة كانوا جزءا من الثورة المضادة لحكم مرسي، فإن الأزمة اختفت فور الانقلاب العسكري في 3 تموز/ يوليو 2013، ما يعني أن السبب لم يكن فقط نقص الطاقة، ولكنه بفعل فاعل، وهلل الإعلام الداعم للانقلاب لهذا الانجاز السريع جدا الذي شعر به المواطنون فورا، وراحوا ينسبون الفضل للقيادة الجديدة!!
احتفت إذن وسائل الإعلام الداعمة للنظام بما اعتبرته إنجازا كبيرا في توفير الكهرباء بشكل منتظم دون انقطاع، وراحت تقارن بين هذا الوضع وما كان قائما في عهد مرسي، وروجت على نطاق واسع أن طاقة الكهرباء أصبحت تغطي الاحتياجات المحلية بالكامل، ويتم تصدير الفائض منها لعدة بلدان مجاورة منها الأردن والسودان، الجميع الآن يدرك الفشل الكبير للنظام في احتواء أزمة الكهرباء، لكن النظام يحاول التنصل من المسئولية كعادته، وإلقاءها على حرارة الجو وبالتالي زيادة الاستهلاك، وكذا نقص واردات الطاقة اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء، وهو ما قوبل بعاصفة من الرفض والسخرية من المصريينبل تسعى للتصدير إلى أوروبا عبر اليونان (قبل عدة أشهرصرح نائب وزير الكهرباء والطاقة المهندس أسامة عسران أن مصر التي عانت من عجز في إنتاج الطاقة الكهربائية 20 في المئة، انتقلت إلى تحقيق فائض واحتياطي يتخطى 21.8 في المئة، ويبلغ نحو 28.5 جيجاوات!)
في صيف العام الماضي بدأت الحكومة تنفيذ خطة لتخفيف الأحمال بسبب عجز الطاقة المتاحة من الكهرباء عن تلبية كامل الاحتياجات، ولكنها أعلنت أنها عملية مؤقتة إلى حين انتهاء حرارة الصيف، وتشغيل محطات جديدة أو تطوير محطات قديمة، ونظرا لاقتران شهر رمضان المنصرم مع تعويم جديد للجنيه فقد قررت الحكومة وقف خطة تخفيف الأحمال خلال الشهر الكريم تجنبا لمزيد من السخط الشعبي، وبمجرد انتهاء الشهر عاد الانقطاع مجددا لأكثر من ساعتين يوميا.
الجميع الآن يدرك الفشل الكبير للنظام في احتواء أزمة الكهرباء، لكن النظام يحاول التنصل من المسئولية كعادته، وإلقاءها على حرارة الجو وبالتالي زيادة الاستهلاك، وكذا نقص واردات الطاقة اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء، وهو ما قوبل بعاصفة من الرفض والسخرية من المصريين، فالفترة الماضية كان الجو باردا، أما مشكلة الطاقة فإن المصريين لا ينسون الاحتفالات الكبرى بمناسبة اكتشاف حقل ظهر للغاز في البحر المتوسط في العام 2018 وهو ما وُصف في حينه بأكبر حقل، وأنه سيحقق الاكتفاء الذاتي، بل سيُدخل مصر في دائرة الدول المصدرة للطاقة، ولتكون مركزا إقليميا للطاقة، وبناء على ذلك دخلت مصر في اتفاقيات تصدير غاز إلى أوروبا، وتوقعت أن خفض استهلاك الغاز الطبيعي محليا بنسبة 15 في المئة يحقق لها عوائد تصديرية بقيمة 450 مليون دولار شهريا، وهو ما ثبت خطؤه بعد التراجع الكبير لأسعار الغاز عالميا.
عليه أن يعتبر أزمة الكهرباء ذات أولوية قصوى يخصص لها بعض تلك الأموال لتوفير الطاقة اللازمة لتشغيل محطات إنتاج الكهرباء بكل طاقتها، بدلا من إنفاقها في بناء قصور رئاسية، أو بناء أكبر وأطول وأعرض وأغرب بناء
فجأة تراجع الإنتاج في حقل ظهر من 30 تريليون قدم مكعب إلى 10 تريليون قدم فقط بسبب تسرب المياه إليه، وهنا حولت مصر جزءا من الإنتاج المخصص للاحتياجات المحلية إلى السوق الأوروبية للوفاء باتفاقاتها، وحتى تتجنب العقوبات والغرامات، وحتى تحصل على العملة الصعبة التي تغطي بها جانبا من عجوزاتها المالية. لكن المصيبة أن مصر ستستورد الغاز المسال لمواجهة النقص الداخلي حاليا لتشغيل محطات الكهرباء، وهذا الاستيراد سيكون بالدولار أيضا (تحتاج وزارة الكهرباء يومياً لنحو 135 مليون متر مكعب من الغاز، و10 آلاف طن من المازوت، حتى تنتهي الانقطاعات المتكررة للكهرباء في مصر).
كل التبريرات التي يقدمها النظام لأزمة الكهرباء والقطع المتكرر لم تقنع المواطنين الذين يعرفون فقط أنه من صنع الأزمة وأنه المكلف بحلها، وإذا لم يكن قادرا على الحل فليرحل، وليخلِ الطريق لمن يقدر، وبصوت لميس الحديدي "موش قد الشيلة متشيلش".
لقد تلقى النظام مؤخرا سيولة دولارية ضخمة بدأت بـ35 مليار دولار من الإمارات قيمة صفقة رأس الحكمة، تلتها 8 مليارات دولار قرض من صندوق النقد ومثلها من الاتحاد الأوروبي، بخلاف ما دفعه البنك الدولي للتعمير والبنك الأفريقي.. الخ، وبخلاف وعود لبعض الدول والمؤسسات بضخ مليارات جديدة، وعليه أن يعتبر أزمة الكهرباء ذات أولوية قصوى يخصص لها بعض تلك الأموال لتوفير الطاقة اللازمة لتشغيل محطات إنتاج الكهرباء بكل طاقتها، بدلا من إنفاقها في بناء قصور رئاسية، أو بناء أكبر وأطول وأعرض وأغرب بناء!!!
twitter.com/kotbelaraby
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الكهرباء الطاقة مصر مصر السيسي الكهرباء الطاقة مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة مقالات صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لتشغیل محطات الکهرباء أزمة الکهرباء وهو ما
إقرأ أيضاً:
«معلومات الوزراء» يستعرض تقرير الوكالة الدولية للطاقة حول نمو استهلاك الكهرباء العالمي حتى 2027
سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على تقرير الوكالة الدولية للطاقة (IEA) بعنوان «الكهرباء 2025»، والذي توقع ارتفاع استهلاك الكهرباء في العالم بأسرع وتيرة له في السنوات المقبلة، نتيجة ازياد استخدام الطاقة في العديد من القطاعات الاقتصادية، خاصة في الإنتاج الصناعي، وزيادة الطلب على تكييف الهواء، وتسارع التحول نحو استخدام الكهرباء خاصةً في قطاع النقل، إلى جانب التوسع السريع في مراكز البيانات.
أشار التقرير إلى أن معظم الطلب الإضافي خلال السنوات الثلاث المقبلة سيأتي من الاقتصادات الناشئة والنامية، والتي تمثل 85% من نمو الطلب، وهذا الاتجاه يبدو أكثر وضوحًا في الصين، حيث ينمو الطلب على الكهرباء بوتيرة أسرع من نمو الاقتصاد منذ عام 2020.
وأشار مركز المعلومات إلى أن تقرير الوكالة أوضح بأن استهلاك الكهرباء في الصين ارتفعت بنسبة 7% في عام 2024، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل متوسط يبلغ حوالي 6% حتى عام 2027، ويرجع هذا النمو في الطلب في الصين جزئيًا إلى القطاع الصناعي، حيث لعبت الصناعات كثيفة استهلاك الكهرباء، مثل تصنيع الألواح الشمسية والبطاريات والمركبات الكهربائية والمواد المرتبطة بها، دورًا كبيرًا إلى جانب القطاعات التقليدية كثيفة الطاقة. كما تساهم أنظمة تكييف الهواء، واعتماد المركبات الكهربائية، ومراكز البيانات، وشبكات الجيل الخامس في هذا النمو.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، أوضح التقرير أنه من المتوقع أن يؤدي النمو القوي في الطلب على الكهرباء إلى إضافة ما يعادل استهلاك كاليفورنيا الحالي من الطاقة الكهربائية إلى الإجمالي الوطني خلال السنوات الثلاث المقبلة. وفي المقابل، يُتوقع أن يكون نمو الطلب على الكهرباء في الاتحاد الأوروبي محدودًا، حيث لن يعود إلى مستويات عام 2021 إلا بحلول عام 2027، بعد التراجعات الكبيرة في عامي 2022 و2023 بسبب أزمة الطاقة.
ويتوقع التقرير أن يكون النمو في مصادر الطاقة منخفضة الانبعاثات، وخاصةً الطاقة المتجددة والطاقة النووية، كافيًا بشكل عام لتغطية كل الزيادة في الطلب العالمي على الكهرباء خلال السنوات الثلاث المقبلة. ومن المتوقع أن تسهم الطاقة الشمسية الكهروضوئية بنحو نصف نمو الطلب العالمي على الكهرباء حتى عام 2027، بدعم من استمرار انخفاض التكاليف والسياسات الداعمة.
أشار التقرير إلى أنه في عام 2024 تجاوزت الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية تلك المولدة من الفحم في الاتحاد الأوروبي، حيث تجاوزت حصة الطاقة الشمسية 10% من مزيج الطاقة، ومن المتوقع أن تصل حصة الطاقة الشمسية الكهروضوئية من إجمالي توليد الكهرباء السنوي إلى 10% في كل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية والهند حتى عام 2027.
وفي الوقت نفسه، يشهد قطاع الطاقة النووية انتعاشًا قويًا، حيث من المتوقع أن تصل مستويات توليده للكهرباء إلى مستويات قياسية جديدة سنويًا بدءًا من عام 2025 فصاعدًا، ونتيجة لهذه التوجهات المتوقعة، يُتوقع أن تستقر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن توليد الكهرباء عالميًا خلال السنوات المقبلة، بعد أن سجلت زيادة بنحو 1% في عام 2024.
وأوضح مركز المعلومات أن التقرير يفحص بعض الضغوط الرئيسية التي واجهتها أنظمة الكهرباء في عام 2024، بما في ذلك العواصف الشتوية في الولايات المتحدة الأمريكية، والانقطاعات الناجمة عن الظواهر الجوية القاسية في البرازيل وأستراليا، والجفاف الذي أدى إلى انخفاض توليد الطاقة الكهرومائية في الإكوادور وكولومبيا والمكسيك. وتسلط هذه الأحداث الضوء على أهمية تعزيز مرونة أنظمة الكهرباء.
اختتم التقرير بتسليط الضوء على الدور الحاسم الذي يلعبه الطقس في أنظمة الكهرباء، وزيادة التقلبات في أسعار الكهرباء بالجملة في بعض المناطق، مما يشير إلى تزايد الحاجة إلى مرونة النظام الكهربائي، فقد شهدت بعض الأسواق تكرارًا متزايدًا لأسعار الكهرباء السلبية بالجملة، رغم أنها لا تزال نادرة على المستوى العالمي، وتعكس هذه الحالات في الغالب نقصًا في مرونة النظام الكهربائي بسبب أسباب تقنية أو تنظيمية أو تعاقدية.
اقرأ أيضاًمحافظ أسيوط يلتقي السفير الإسباني بالقاهرة ووفد برنامج الأغذية العالمي
كامل الوزير يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين «القابضة للنقل البحري» و «إيه پي موللر - ميرسك إيه / إس»