سودانايل:
2024-11-22@11:08:15 GMT

عام من الحرب: لم ينجح احد

تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT

فيصل محمد صالح

بدأتُ الكتابة في هذه الصحيفة في مايو (أيار) 2023، بعد أسابيع قليلة من بداية الحرب في السودان، وكان من أول المقالات التي نشرتها هنا مادة بعنوان «حرب السودان: من يخسر أكثر – 23 مايو 2023» قلت فيه إن هذه حرب بلا منتصر، وإن السباق سيكون في من يتكبد خسائر أكثر، وإن المتضررين الأساسيين هم السكان المدنيون.

الآن بعد مضي عام كامل على الحرب لا تزال الصورة كما هي، ولا تزال الخسائر في الأرواح والممتلكات تتزايد. ولم يكن في الأمر تنبؤات أو قراءات تحتاج عقلاً عبقرياً ليقول ما سيحدث، بل مجرد بحث سريع في تاريخ الحروب في دول وضعها شبيه بوضع السودان، مع استعادة صور ونتائج حروب السودان في الجنوب والشرق ودارفور، والتي لم تحسم إلا على موائد التفاوض.

ولا بأس من استعادة بعض فقرات قليلة من ذلك المقال… حيث يقول: «خلال هذا الشهر، تكسرت أوهام كثيرة، أهمها على الإطلاق وهمُ الانتصار السريع، وإمكانية تحطيم الخصم في يومين أو ثلاثة. فقد بدا واضحاً أن هذا الصراع سيستمر لفترة طويلة، وليست ثمة نهاية قريبة له بانتصار طرف على الطرف الآخر. كما أن المشهد العسكري الذي تكوّن في الأيام الثلاثة الأولى للحرب ظل صامداً كما هو، من دون تغيير يذكر. ويقع المدنيون ضحايا لهذا الصراع، خصوصاً في مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع»، حيث يتم نهب المنازل والمتاجر والمصانع والأسواق العامة، وحيث تم تسجيل عدد من حالات الاغتصاب».

وتعرض المقال لرؤية وموقف المكون المدني، المطالِب بوقف الحرب، من «قوات الدعم السريع»… فقال: «المدهش أن الأنصار الجدد للحرب، ومعظمهم من أنصار النظام القديم، لم يُعرف لهم موقف واحد ضد (قوات الدعم السريع) طوال السنوات الأربع الماضية، بل كان معظمهم من المدافعين عنها، وأن المجموعات التي تقف ضد الحرب من حيث المبدأ، هي في معظمها من أنصار الحركة السياسية المدنية التي ظلت ترفع شعار ضرورة حل (قوات الدعم السريع) وتكوين جيش وطني موحد. والفرق أنهم يرون أن موضوع حل الميليشيات ودمجها يجب أن يتم عبر عملية سياسية واتفاق ملزم، بدلاً من الحرب التي لن يكسبها أي طرف، والجميع فيها خاسرون».

ما كتبناه منذ ذلك الوقت المبكر، وما كتبه وقاله غيرنا في هذا الاتجاه نفسه، لم يمضِ بلا انتباه أو دراسة، وإنما تعرض لحملات تخوين متعددة، فقد أراد البعض أن يغمض عينيه عن الحقائق، وأن يغالط الواقع، ولم يكفه عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين والعسكريين من كل أنحاء السودان، ولا البنيات الأساسية التي تعرضت للتدمير، ومنازل المواطنين التي تعرضت للسلب والنهب.

لا تزال الأوضاع على الأرض بنفس ما كانت عليه منذ عام، وتعطي النتيجة نفسها بأن لا أحد سيكسب الحرب. والحقيقة أن الأمر ازداد سوءاً بالنسبة للجيش والمواطنين المدنيين، وتوسعت «قوات الدعم السريع» فسيطرت على كل دارفور، ما عدا أجزاء من ولاية شمال دارفور، ثم اجتاحت ولاية الجزيرة وسيطرت على كل أقسامها، شرق النيل الأزرق وغربه، وهي تهدد مدن النيل الأبيض، وأجزاء من ولاية سنار. وقد حاولت قوات الجيش خلال شهر رمضان الماضي استعادة السيطرة على الجزيرة وعاصمتها مدينة «ود مدني»، وهاجمتها من محاور عدة، لكنها تراجعت بعد مقاومة عنيفة من «قوات الدعم السريع».

وفي العاصمة الخرطوم، حققت قوات الجيش تقدماً في مدينة أم درمان، واستطاعت السيطرة على كل أحيائها القديمة وأجزاء من منطقة أمبدة، بينما لا تزال «قوات الدعم السريع» موجودة في مناطق جنوب أم درمان الممتدة حتى خزان جبل الأولياء. في الوقت نفسه لم تتغير الأوضاع كثيراً في مدينتي الخرطوم وبحري وشرق النيل، والتي تقع معظمها تحت سيطرة «قوات الدعم السريع».

وتقدم إحصاءات المنظمات الدولية صورة قاتمة للأوضاع الإنسانية في البلاد، حيث تشرد الملايين من السكان المدنيين بين لاجئين ونازحين، ويعاني معظم السكان في الولايات المتأثرة بالحرب من سوء التغذية وشبح المجاعة، وتتدهور الأوضاع الاقتصادية لمعظم السكان، حيث توقفت المصانع والمصارف والمكاتب الحكومية والشركات في معظم المدن عن العمل، ويواجه الموسم الزراعي خطر الفشل، ويتهدد الجوع والعطش الثروة الحيوانية. في الوقت نفسه يتزايد خطر الحرب الأهلية الشاملة بسبب التحشيد الإثني والقبلي وانتشار السلاح وسط المدنيين.

وقد فشلت حتى الآن كل جولات التفاوض في المبادرات المختلفة من تحقيق تقدم في أي مجال، لا وقف لإطلاق النار، ولا تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ولا تسهيل حركة المدنيين، دعك من التوصل لاتفاق سلام.

وسط كل هذه الآلام والأوجاع يتطلع الناس لجولة جديدة من التفاوض في منبر جدة، والذي من المفترض أن يلتئم في الأسابيع المقبلة، لعلها تحقق تقدماً في أي ملف يعيد بعض الأمل للناس بقرب انتهاء معاناتهم، ليلتقطوا أنفاسهم، ثم يتفاكروا في كيفية معالجة التعقيدات السياسية المتشابكة.

نقلا عن “الشرق الأوسط”  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع لا تزال

إقرأ أيضاً:

تقدم ملحوظ للجيش السوداني.. والبرهان: لا وقف لإطلاق النار إلا بانسحاب الدعم السريع

أحرز الجيش السوادني تقدمًا كبيرًا نحو مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار جنوب شرق البلاد، خلال الساعات الماضية؛ إذ سيطر على عدة مواقع استراتيجية منها نقاط لتمركز الدعم السريع، بحسب ما جاء في وسائل إعلام سودانية.

تقدم ملحوظ للجيش السوداني ضد الدعم السريع

واستطاع الجيش تدمير 8 عربات قتالية وشاحنة ذخائر مع تراجع لقوات الدعم السريع، وأشارت مصادر إلى أن الجيش شن هجومه من ثلاثة محاور، متوقعة تقدما واسعا للجيش خلال الأيام القليلة المقبلة؛ إذ يفرض الجيش السوداني، حصارا على عناصر الدعم السريع في سنجة، والتي تعاني منذ فترة بسبب الحصار ونقص الذخائر والإمداد.

واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل 2023، بين الجيش الوطني بقيادة عبدالفتاح البرهان، وميلشيا الدعم السريع المتمردة بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيينن، بحسب ما جاء في «القاهرة الإخبارية».

البرهان: لا وقف لإطلاق النار إلا بانسحاب ميليشيا الدعم السريع

ومن جانبه، خرج عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة في السودان، في تصريحات نقلتها عن وكالة الأنباء السودانية «سونا»، أن السودان لن يذهب للتفاوض ولن يوقف إطلاق النار إلا بانسحاب ميليشيا الدعم السريع من كل المناطق.

وقال البرهان إن السودان لم يوافق على قرار مجلس الأمن لأنه ينتهك سيادته، مضيفًا أن السودان لم يكن موافقا على مشروع القرار البريطاني أمام مجلس الأمن لأنه معيب ويخدش السيادة.

وشدد على ضرورة وقف الحرب وخروج ميليشيا الدعم السريع لمناطق تجمعهم بعد الاتفاق عليها، مؤكدًا أن الجيش لن يقبل بأي عمل سياسي يهدد وحدة السودان، كما أن الحل الوحيد أمام ميليشيا الدعم السريع هو الخروج من الأعيان المدنية وتجمعهم في مناطق آمنة، بحسب «القاهرة الإخبارية».

وأكد «البرهان» أن مجلس السيادة السوداني لن يذهب باتجاه وقف النار ما لم يصحبه انسحاب ميلشيا الدعم السريع من المدن والقرى، متابعا: «نرفض أي تدخل خارجي أو فرض حلول مستجلبة إلى السودان، ونشدد على أن الحرب تمضي إلى نهاياتها، والنظر في الشأن السياسي بالعودة للفترة الانتقالية وتشكيل حكومة من المستقلين بالتوافق مرهون بوقف الحرب في السودان». 

مقالات مشابهة

  • مشروع قرار في مجلس النواب الأمريكي لحظر بيع الأسلحة للإمارات بسبب الدعم السريع
  • الإمارات دربت الدعم السريع بذريعة القتال في اليمن.. هذه تفاصيل زيارة حميدتي
  • عمليات قتل تطال العشرات في ود عشيب السودانية.. واتهامات للدعم السريع بالوقوف وراءها
  • عشرات القتلى في ود عشيب السودانية.. واتهامات لـالدعم السريع بالوقوف وراءها
  • نشطاء يكشفون مقتل العشرات رمياً بالرصاص على يد قوات الدعم السريع في السودان
  • 40 قتيلا بهجوم لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة بوسط السودان  
  • السودان.. قوات الدعم السريع تهاجم قرية وتقتل 40 مدنياً
  • 40 قتيلاً بهجوم لقوات الدعم السريع في وسط السودان
  • استشهاد 40 شخصا جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان
  • تقدم ملحوظ للجيش السوداني.. والبرهان: لا وقف لإطلاق النار إلا بانسحاب الدعم السريع