مؤتمر باريس وتسويق الكذب.
○ الجزء الأول
□ شاءت الأقدار أن أتمكن من دخول القاعة رقم ٩ في معهد العالم العربي لأكون شهودا علي افتتاحية الفعالية الجانبية لمؤتمر باريس، التي خصصت لبعض السودانيين حيث كان الجميع مستسلمين كالذي تم تخديره تمهيدا لإجراء عملية جراحية، وبدا واضحا ومن خلال قراءتي للغة الجسد أن رئيس الجلسة (الخواجة ) واثقا من قدرته في السيطرة علي مجريات الجلسة وتمرير أمر ما.
□ عرّف الضيوف بأسمائهم وكانوا كلهم مرتبكين خاصة عندما بدأت في التصوير لدرجة أن أحدهم كان يضع يده حائلا بين كاميرا هاتفي ووجهه.
□ وخالد سلك عرّف نفسه بأنه ( نائب عمر ده )، أما وليد مادبو فقدّم نفسه خبيرا للحوكمة، مع أن القاصي والداني يعلم أن حضور وليد مادبو كان من بوابة الجنجويد، (طبعا كانت لوليد جلسة خاصة مع جنجنويد فرنسا عقب المؤتمر ) في باحة فندق Canopy.
□ كان كل شئ يمضي كما تريد المنصة، ولكن إنبري سلطان دار مساليت السلطان سعد بحر الدين وقال كلمته القوية، التي قلبت الطاولة على الجميع وكأن السلطان على موعد مع التاريخ ليسجل اسمه بأحرف من نور.
□ تم طردي بعد نصف ساعة تقريبا أو أقل بإيعاز من أحد قيادات تقدم الذي له سابق معرفة بشخصي الضعيف، بحجة أنني لست ضمن قائمة المدعوين فطلبت من الأمن أن يخرج الإعلاميين الآخرين الأجانب، ولكنه لم يفعل فخرجت ولكنني لم أتحسر على خروجي لأنني إطمأننت حينها أن هذا المحفل لن يؤتي السودان من قبل منظميه وحاضريه طالما فيهم ( السلطان سعد ) وآخرون، ممن ظن أهل المؤتمر أنهم يمكن أن يستمالوا بالوعود الجوفاء ويباعوا وتعرض ذممهم في مثل هذا البازار الكاسد.
□ ماروج له بأنه ندوة للمجتمع المدني السوداني في معهد العالم العربي لم يكن ندوة، بل كان لقاء سياسيا ضمن أجندة مؤتمر باريس دعوا له من يريدون من السياسيين، وغيبوا من لا يريدون.
□ لذلك فإن أي فرضية تدعيها تقدم أن مؤتمر باريس فقط مؤتمر للشأن الإنساني فهي فرية للأسباب التالية:
○ أولا:
حضور منسوبي تقدم وآخرين أتوا بهم في محاولة لإستمالتهم وشق صف مناصري معركة الكرامة، وهؤلاء سياسيون معروفون وليسوا رؤساء منظمات إنسانية.
○ ثانيا:
لقاء حمدوك ومن أتى بهم مع الرئيس ماكرون وهو لقاء ذي طابع سياسي، وفيه محاولة لإعادة تدوير قحت وتسويقها للعالم وللشعب السوداني الذي لفظها.
○ ثالثا:
تصريح السيد ماكرون بأنه لم يدعو الحكومة السودانية لأنها انقلبت على المدنيين في أكتوبر ٢٠٢١م ( يقصد حمدوك ومن معه )، ونسي السيد ماكرون أن المدنيين الذين يقصدهم لم تأت بهم الجماهير عبر صناديق الانتخابات، وأن حمدوك نفسه عاد رئيسا للوزراء بعد قرارات أكتوبر تلك، ثم قدم استقالته طائعا مختارا واذا كانت هنالك شرعية لحمدوك فهو منحها للحكومة الحالية بعودته بعد قرارات أكتوبر وتنازل عنها لهم بإرادته، لذلك فإن التصريحات واللقاءات التي قام بها ماكرون مع مجموعة تقدم وتم بثها بكثافة عبر وسائل الإعلام هي مجرد التسويق لشرعية من لا شرعية له في مهرجان سياسي فاشل سمي عبثا أنه مؤتمر إنساني.
○ رابعا:
كنت حضورا في ندوة تمهيدية لمؤتمر باريس عقدت في يوم ١٢ ابريل تحدث فيها السيد William Carter وهو المدير القطري للسودان بمنظمة NRC النرويجية، وعندما سألته عن كيفية إيصال المساعدات للمحتاجين في السودان قال: إنهم ينسقون مع الحكومة التشادية والدعم السريع في دارفور، ولام حكومة السودان قائلا إنها تضع بعض العراقيل ونسى أن العالم كله يفضح حديثه، ويعلم من الذي يضع العراقيل ويهاجم قوافل المعونة ومقرات البعثات الأممية، ونسى قوله أنه قادم للتو من السودان دون أن يعترض سبيله أحد من الحكومة التي إدعي أنها تضع العراقيل.
□ فبالتالي هو لعب على الذقون ودعم للجنجويد وجناحهم السياسي (تقدم) عبر بوابة العون الإنساني.
□ أغرب ماجاء من ردود أفعال حول مؤتمر باريس هو بيان تقدم الذي خرجت به بعد يوم من المؤتمر، وسوقت فيه لأكبر أكذوبة في المؤتمر .
□ ذكرت تقدم في بيانها أن المؤتمر انتهى بجمع نحو ملياري يورو مع العلم أنه لم يجمع ولا يورو واحد، بل كانت مجرد تعهدات لم يناقش المؤتمرون كيفية وشروط جمعها وكيفية توزيعها للمحتاجين وعبر أي آلية ومتى سيكون ذلك !!!
□ وأنا هنا فقط أترك للقارئ الحصيف بعد الرجوع بالذاكرة للوراء قليلا كم مرة إلتزمت وتعهدت تلك الدول، ولم توفي بأي إلتزام، وأن يركز كيف حولت قحت أو تقدم في بيانها كلمة (تعهد) إلى (جمع) !
□ إنه التسويق للغش والخداع السياسي في سوق نخاسة كاسد، لأن البائعين فيه كاذبون والسلعة مغشوشة.
□ مافعله شباب باريس الذين هتفوا ضد القحاتة أمام معهد العالم العربي لم يكن أمرا عاديا، بل فيه عدة رسائل مهمة جدا فيها:
○ رسالة للدول التي حضرت المؤتمر وللإتحاد الأوروبي مفادها أن أي محاولة للإلتفاف على إرادة الشعب السوداني فإنها مفضوحة وفاشلة ومرفوضة.
○ رسالة أخرى للبلد الراعية ورئيسها محتواها أن من تحاولون شرعنتهم هم قلة لا يمثلون إلا أنفسهم، وملفوظون من بني جلدتهم داخل وخارج السودان، وهم سلعة منتهية الصلاحية غير قابلة للاستهلاك مرة أخرى.
□ رسالة ثالثة أكثر أهمية تمثلت في الاحتفاء بالسلطان سعد الدين والهتاف له (سلطانا فوق )، وهي أن من يقدر مكانة بلده ويحفظ كرامة وعزة شعبه في وقت بيعت فيه الذمم بأرخص الأثمان في أسواق النخاسة المنتشرة حول العالم يستحق التبجيل والإحترام .
□ أما الرسالة الأخيرة فهي لأهل قحت لو أنهم يعقلون أو فيهم بقيّة من إحساس نصها: ( إن الشعب وعيه متقدم جدا، وأن الفهلوة ومحاولات سرقة إرادته وصوته لن تجدي مرة أخرى، وأن كرسي السلطة ليس عبر تاتشر الجنجويد ولا على أكتاف الأجانب ومن يدفعون تكاليف السفر والإقامة في أرقى الفنادق والمنتجعات في باريس وجنيف وهلسنكي، ولا على حساب جماجم وأجساد وشرف الضحايا من شعب السودان.
فتح الرحمن يوسف سيد أحمد
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: مؤتمر باریس
إقرأ أيضاً:
رئيس مؤسسة النفط يشارك بـ«مؤتمر الطاقة العالمي» في هيوستن
شارك رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط المكلّف، المهندس مسعود سليمان، والوفد المرافق له، صباح اليوم في هيوستن، في فعاليات افتتاح مؤتمر أسبوع الطاقة العالمي “CERAWeek” العريق، الذي يُعقد سنوياً منذ أكثر من 43 سنة بهدف تحديث استراتيجيات صناعة الطاقة في العالم.
ويُعَدّ مؤتمر “CERAWeek”، “التجمّع السنوي الأبرز في قطاع الطاقة، ويُصنَّف ضمن أفضل خمسة “مؤتمرات لقيادات الشركات” على مستوى العالم”.
ويجمع هذا الحدث الرائد “أكثر من 450 من كبار المسؤولين التنفيذيين، و80 وزيرًا ومسؤولًا رفيع المستوى، و325 ممثلاً لوسائل الإعلام، مع أكثر من 10,000 مشارك من أكثر من 2050 شركة في 80 دولة، للحوار حول الأجندة المقبلة مع دخول العالم عصرًا جديدًا من التحول في مجال الطاقة”.
ويتمحور أسبوع الطاقة العالمي 2025 حول “استراتيجيات الطاقة في العالم، والتحديات المقبلة فيما يتعلق بأمن الطاقة والإمدادات وطموحات المناخ، بالإضافة إلى الأسواق والبنية الأساسية واتجاهات السياسة والتقدم التكنولوجي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، وما يعنيه هذا لجميع جوانب الصناعة وما وراءها”.
كما شارك المهندس مسعود، في وقت سابق من صباح اليوم، قبيل انطلاق أعمال هذا المؤتمر، “في قمة عالمية لاستكشاف وإنتاج النفط بحضور رؤساء وممثلي ومديري كبرى الشركات النفطية في العالم”.
وأكد رئيس مجلس إدارة المؤسسة، خلال هذه القمة، أن “ليبيا تتطلع إلى توسيع نشاطها في مجال صناعة الطاقة، لافتاً إلى أن الظروف مهيأة لذلك، وأن حالة الاستقرار النسبي التي تنعم بها ليبيا اليوم كانت دافعاً رئيسياً للإعلان عن انطلاق جولة العطاء العام للاستكشاف والتنقيب”.
وأوضح المهندس مسعود أن “زيادة معدلات الإنتاج من النفط والغاز هو الهدف الرئيس الذي تسعى المؤسسة الوطنية للنفط إلى تحقيقه، وتتحمل مسؤوليته على عاتقها، لأن زيادة الإنتاج هي السبيل الوحيد لتحسين الدخل القومي الليبي وتحقيق نهضة اقتصادية لليبيا والليبيين”.
وأشار إلى أنه “هنا اليوم، على رأس وفد من نخبة القياديين بالمؤسسة الوطنية للنفط، ليضع أمام الشركات النفطية العالمية 22 فرصة استثمارية في مجال الطاقة، تتمثل في 11 موقعًا بحريًا و11 موقعًا بريًا آخر، تنتظر من يستكشف ما تخبئه في جوفها من فوائد لنا ولكم”.
كما وجّه دعوته للشركات الراغبة “في خوض غمار الاستكشاف والتنقيب في ليبيا، والاستثمار في هذه المساحات وفق مواد تعاقدية تنافسية، تمت صياغتها بالتعاون مع أعرق بيوت الخبرة العالمية، وحسب أعلى معايير الشفافية والنزاهة”.