قرى فلسطينية تعيش الخوف بسبب عنف المستوطنين
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
تسود حالة من الخوف الشديد في القرى الفلسطينية بالضفة الغربية، التي لا تزال تحصي خسائرها البشرية والمادية بسبب هجمات نفذها مستوطنون إسرائيليون.
في الأسبوع الماضي، تصاعدت الهجمات على قرى فلسطينية شمال رام الله منذ فقدان أثر فتى إسرائيلي، قبل أن تتوسع نطاقها إلى الخليل (جنوب) ونابلس (وسط) بعد الإعلان عن وفاة الفتى.
وتعرضت قرى "بيتين" و"دوما" و"المغير" الفلسطينية لهجوم من قبل مئات من الإسرائيليين المسلحين، أدى إلى مقتل، عمر حامد، البالغ من العمر 17 عاما وجهاد أبو عليا البالغ من العمر 25 عاما، فضلا عن إصابة 45 شخصا آخرين.
ووفقا لشهادات لبعض سكان تلك القرى لصحيفة "الغارديان"، فإن الفلسطينيين الذين يعيشون بالقرب من مستوطنة التي كان يقطن فيها المراهق القتيل، دفعوا أثمانا باهظة مع الوصول العنف ضدهم إلى مستويات غير مسبوقة.
وروى سكان قرية "المغير" الفلسطينية بالضفة الغربية كيف اجتاح مستوطنون قريتهم في 12 أبريل بأعداد أكبر وبأسلحة أكثر من أي هجوم آخر نفذوه من قبل.
وبعد مرور عدة أيام، لا تزال منازل وسيارات محترقة تقف شاهدة على الهجوم الذي قال السكان إنه دام لعدة ساعات ولم يفعل جنود إسرائيليون أي شيء لوقفه.
"الترحيل هو الهدف"وقال عبداللطيف أبو عليا، الذي تعرض منزله للهجوم إنهم لا يملكون سوى الحجارة، لكن المستوطنين مسلحون ويساندهم الجيش.
وتناثرت دماء فلسطينيين أصيبوا وهم يحاولون صد المهاجمين بالحجارة على سطح منزله. وأضاف أن قريبه جهاد، قُتل بالرصاص. وقال لوكالة رويترز: "طبعا الهدف الترحيل".
وأصيب في تلك الهجمات 18 شخصا بالذخيرة الحية، من بينهم فتاة تبلغ من العمر 17 عاما، حيث تعرضت لجروح في ساقيها، بحسب "الغارديان".
الضفة الغربية.. قتلى في توغل إسرائيلي "غير مسبوق" بمخيم نور شمس قالت وزارة الصحة الفلسطينية، السبت، إن القوات الإسرائيلية قتلت 13 فلسطينيا منذ بداية المداهمة في مدينة طولكرم ومخيم نور شمس للاجئين في الضفة الغربية، الخميس، وفق رويترز.وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن المستوطنين أحرقوا 21 منزلا في "المغير" بشكل كامل، مما أدى إلى نزوح 86 فلسطينيا وتلف 32 مركبة ونفوق أو سرقة نحو 220 رأسا من الأغنام.
وفي قرية "المغير" أيضا، تعرضت أيضا سيارة إطفاء جاءت لإخماد الحرائق، السبت، للهجوم، مما أدى إلى فرار رجال الإطفاء، في حين جرى إضرام النار في سيارة الإطفاء في وقت لاحق من قبل مستوطنين.
وأظهر مقطع فيديو التقطه الصحفي، محمد تركمان، تواجد جنود راجلين من الجيش الإسرائيلي ومركبات دورية مدرعة، دون أن يحركوا ساكنا لوقف الهجمات.
ولم يستجب الجيش الإسرائيلي لطلبات التعليق من صحيفة "الغارديان" على ذلك المقطع المصور. لكن الجيش قال لوكالة رويترز إنه سيتم فحص الشكاوى المتعلقة بسلوك الجنود الذي لا يتوافق مع الأوامر.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة بتاريخ 7 أكتوبر الماضي، اشتد عنف المستوطنين في جميع أنحاء الضفة الغربية، مما أدى إلى تهجير قرى بأكملها.
وقتل نحو 466 فلسطينيا في الضفة الغربية خلال الأشهر الستة الماضية، بينهم مسلحون، فضلا عن 13 إسرائيليا، من بينهم اثنان من أفراد قوات الأمن الإسرائيلية.
ويتنامى القلق لدى حلفاء إسرائيل الغربيين من عنف المستوطنين. وفرضت دول منها الولايات المتحدة عقوبات على مستوطنين بسبب العنف وحثت إسرائيل على فعل المزيد لوقف هذه الأفعال.
وفرضت واشنطن عقوبات، الجمعة، على حليف لوزير الأمن الإسرائيلي المنتمي لليمين المتشدد، إيتمار بن غفير، وكيانين جمعا أموالا لإسرائيليين متهمين بالضلوع في عنف المستوطنين.
وقال الجيش الإسرائيلي، بحسب رويترز، إن المواجهات انتشرت في المنطقة نتيجة مقتل الفتى الإسرائيلي بما في ذلك "تبادل إطلاق النار والتراشق بالحجارة وإحراق ممتلكات أصيب فيها مدنيون فلسطينيون وإسرائيليون".
ولدى سؤال عن اتهامات السكان بأن الجنود لم يفعلوا شيئا لوقف الهجوم على المغير، قال الجيش إن قواته وقوات الأمن تتصرف بهدف حماية "الممتلكات وأرواح كل المواطنين وتفريق المواجهات".
"تعذيب وعنف جنسي"والاثنين الماضي، هاجم حوالي 50 مستوطنا قرية "عقربا" بالقرب من نابلس، مما أدى إلى مقتل محمد بني جامع، 21 عاما، وعبدالرحمن بني فاضل، 30 عاما.
وخلال زيارة صحيفة "الغارديان" إلى قريتي "المغير" و"بيتين"، الخميس، كان القرويون لا يزالون يعانون من أحداث الأسبوع الماضي، حيث يقومون بتنظيف السخام الأسود من المنازل المدمرة واستخدام رافعة شوكية لإزالة المركبات المحترقة.
مقتل 10 فلسطينيين في عملية للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية واصل الجيش الإسرائيلي عملياته لليوم الثالث على التوالي، السبت، في مخيم نور شمس بالقرب من طولكرم بشمال الضفة الغربية المحتلة حيث قال إنه قتل عشرة فلسطينيين واعتقل ثمانية آخرين.وكان العديد من الرجال يضعون ضمادات على جروحهم التي أصيبوا بها، وهم يحاولون حاولوا صد المستوطنين بإلقاء الحجارة.
وحسب تقرير الصحيفة البريطانية، فإن الكثير من الأطفال أصيبوا بصدمات نفسية، جراء ما تعرضوا له من خوف وهلع.
وأوضحت رانيا، وهي شابة تبلغ من العمر 24 عاما، تحاول تنظيف منزلها المحترق، أن مهندسا أخبرها هي وزوجها أن بيتهما لم يعد آمنا للسكن.
وتابعت بأسى: "لا يوجد مكان آخر نذهب إليه، إذ إنه لا توجد بقعة آمنة من اعتداءات المستوطنين".
في الأسبوع الماضي، قالت "هيومن رايتس ووتش" إن الجيش الإسرائيلي إما شارك في هجمات المستوطنين العنيفة في الضفة الغربية أو لم يوفر للفلسطينيين الحماية، مما أدى إلى تهجير أشخاص من 20 مجمعا واقتلاع 7 مجمعات سكنية على الأقل بالكامل منذ 7 أكتوبر 2023.
وفي بيان صادر الأسبوع الماضي، اتهمت المنظمة الحقوقية الشهيرة، المستوطنين الإسرائيليين بالاعتداء على الفلسطينيين وتعذيبهم وارتكاب العنف الجنسي ضدهم، وسرقة ممتلكاتهم ومواشيهم.
كما هددوا، وفقا لـ "هيومن رايتس ووتش"، بقتلهم إذا لم يغادروا بشكل دائم، ودمروا منازلهم ومدارسهم تحت غطاء الأعمال العدائية المستمرة في غزة.
ولا يعتبر عنف المستوطنين ظاهرة جديدة في جميع أنحاء المنطقة (ج)، التي تشكل 60 بالمئة من الضفة الغربية، وهي منطقة خاضعة للسيطرة المدنية والعسكرية الإسرائيلية.
ويُنظر إلى المجتمعات الاستيطانية على أنها غير قانونية بموجب القانون الدولي، وواحدة من أكبر العقبات أمام مبدأ حل الدولتين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأشار تقرير الصحيفة البريطانية إلى أن عمليات الاستيلاء على الأراضي والهجمات العنيفة في المنطقة (ج)، زادت وتيرتها في السنوات القليلة الماضية، وذلك بهدف إجبار الفلسطينيين على ترك منازلهم.
وقال عبداللطيف أبو عليا، من سكان قرية "المغير"، إن كل ما يأمله هو أن "يكون في حماية من الحكومة، الحكومة تساعد الناس في حماية بيوتها، في تسييج بيوتها، أسوار، أبواب، شبايبك، غير هيك شو ممكن يعملولنا؟ هم حتى قادرين يحموا حالهم؟ كل يوم بيدخلوا عندهم"، في إشارة إلى مداهمات الجيش بالمدن الفلسطينية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی الضفة الغربیة الأسبوع الماضی عنف المستوطنین مما أدى إلى من العمر
إقرأ أيضاً:
حملة دهم واعتقالات إسرائيلية جديدة في الضفة الغربية طالت 25 فلسطينيًا
شنت القوات الإسرائيلية منذ أمس وحتى صباح اليوم السبت حملة مداهمات واعتقالات جديدة طالت عدة مدن ومحافظات بالضفة الغربية وأسفرت عن اعتقال 25 فلسطينيًا، وفقا لنادي الأسير الفلسطيني.
وأشار نادي الأسير الفلسطيني في بيان رسمي إلى أن حملة الاعتقالات تركزت في بلدة برقة بمدينة نابلس، فيما توزعت بقيتها على محافظات جنين وبيت لحم وطولكرم والقدس، لافتا إلى أن من بين المعقلين طفلين اثنين وأسرى سابقين، بالإضافة إلى رهائن للضغط على أبنائهم لتسليم أنفسهم.
ووفقا للبيان فقد "رافق المداهمات عمليات اعتداء على المواطنين وتخريب وتدمير واسعة في منازلهم، إلى جانب عمليات التحقيق الميداني والتي تصاعدت مؤخرا تحديدا في محافظة الخليل".
ولفت البيان إلى أن "عدد حالات الاعتقال منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر 2023 بلغت أكثر من 12 ألف مواطن من الضفة والقدس.
كما أشار البيان إلى أن القوات الإسرائيلية "تواصل اعتقال المدنيين من غزة وتحديدا من الشمال، وتنفذ جريمة الإخفاء القسري بحقهم، وترفض الإفصاح بشكل كامل عن هوياتهم وأماكن احتجازهم".
وأكد أن المؤسسات المختصة ومنذ بدء الحرب على غزة لم تتمكن من حصر حالات الاعتقال في القطاع والتي تقدر بالآلاف.