#خريطة_اطماع_إسرائيل
#موسى_العدوان
في كتابه ” #خريف_الغضب ” يقول الصحفي #محمد_حسنين_هيكل ما يلي وأقتبس :
” آرييل #شارون وزير الدفاع الإسرائيلي ( الأسبق )، حدد من وجهة نظره، ما ينبغي أن تكون عليه خريطة أطماع إسرائيل السياسية بوضوح مخيف، وكأنه يكتب الوصية السياسية لقيصر الجديد.
قال شارون: أن مدى عمل إسرائيل يمتد إلى ثلاثة حدود تتسع خطوط كل منها واحدة بعد الأخرى.
ووراء ذلك كله هناك خط الأفق الثاني لمدى العمل الإسرائيلي، وهو يشمل السعودية والعراق ومنطقة الخليج. وهو خط ينبغي على إسرائيل أن تتابع ما يجري فيه بعناية، وأن لا تدع شيئا من أموره يمر من وراء ظهرها.
و أما مدى العمل الثالث أخيرا، فهو ضرورة ان يتأكد النفوذ الإسرائيلي، على كل الخط الممتد من شرق البحر الأبيض حتى المحيط الهندي، بما في ذلك تركيا والباكستان. وفي هذا المحيط يجب أن تكون إسرائيل القوة ذات النفوذ الغالب “. انتهى الاقتباس.
* * *
التعليق : هكذا يؤكد #قادة #إسرائيل المتلاحقين على مر السنين، بأن أفكار التوسع مغروسة في أفكارهم جميعا، من اجل تحقيق شعارهم المعروف : ” وطنك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل “.
وهذا ما يفرض على العرب أخذ هذه الحقيقة في حسبانهم وتخطيطهم لمستقبل أجيالهم اللاحقة، رغم ما تدعيه إسرائيل من سعيها للسلام، ولكنه السلام الخادع . . !
التاريخ : 21 / 4 / 2024
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: موسى العدوان محمد حسنين هيكل شارون قادة إسرائيل
إقرأ أيضاً:
تناقضات نعيشها وقوالب تشكلنا
نعيش ما يكفي من تناقضات يومية تُسلمنا لكثير من القلق والتوتر والحاجة لسلام داخلي تهدأ معه أرواحنا وتتطلبه عقولنا، وتأتي السياسة والأوضاع الدولية بما تتضمنه من تحليلات ونقاشات وصراعات متوالية، وما يرافقها من ترويج مكثف لأفكار وتصورات ذهنية، وتبدلات فكرية ثقافية لتأتي على ما استجمعنا من هدوء فكري وما أولمنا من سلام نفسي، فلا أوضح من تحولات الفكر في العالم، هذه القرية الصغيرة -بعد العولمة- التي انفتحت على تأثيرات مباشرة وقرارات مُعَدَّة سلفا من قبل موجهي آلة صنع الرأي العام عالميا، ترفدها ممكنات من الإعلام غير التقليدي والإنفاق المالي الدولي والمحلي معا لنمذجة الفكر الشعبي عالميا، بعد تهيئة ذلك الفكر عبر عقود من التشتيت والتسطيح وأدوات تفريغ الوعي والقدرة على الربط والتحليل إعدادا لأوعية جديدة مُهَيَئَةً لأي فكرة طارئة مُستحدثة، أو حتى فكرة تقليدية يُراد تغييرها وتبديلها وفقا لمصلحة مؤقتة أو دائمة لإحدى قنوات النفوذ والتأثير.
لا نعجب اليوم (مع متابعة الصراعات الدولية) من محاولات تقبيح وتجريم ما كان جميلا ملائكيا في فترة تاريخية ما، كما لا نعجب من تجميل وتنزيه ما كان قبيحا مُجرّما قبل سنوات، بل الأنكى من ذلك إمكانية سعي دائرة النفوذ السياسي لتجريم فكرة ما في مربع جغرافي معين، وتنزيهها وتجميلها في مربع أو مربعات أخرى في الوقت ذاته، دون أي اعتبار لتراكمية المعرفة أو تواصلية الإعلام وشراكة الحصول على المعلومات، فما الذي جعل دوائر النفوذ السياسية الاقتصادية تجزم بقدرتها على نمذجة العقل الشعبي، وتعوّل على تمكن آلة المال والسلطة من قولبة سلوك الشعوب؟ ولا نعجب من التصرف في إعداد سيناريوهات الإخراج السياسي لذات النصوص العتيقة التي يسهل معها تحويل ما كان سلبيا مشيطنا بالأمس إلى بطولة ملائكية لا تمس اليوم!
إن المرء ليتساءل ما الذي أسلم عقول البشر اليوم لمثل هذه الدعة، وكل هذا الخمول؟ قد لا نحتاج طويل وقت وتفكيرا وتحليلا وصولا لبرنامج عالمي جشع مبني على عمل متصل دؤوب لعقود من تجهيل وتجويع العامة بإغراقهم في قضاياهم المعيشية ومشقة توفير قوت يومهم وأمان مسكنهم بعيدا عن قضايا أوطانهم الكبرى ومصائر شعوبهم ليقعوا فرائس سهلة للعبة التشتيت ونماذج التسطيح، وهو ما تعهدت به وسائل التواصل الاجتماعي في تقديمها نماذج غير واقعية لشخصيات يومية تشعر العامة بضآلتهم وصعوبة تحقق ذواتهم مقارنة مع شخصيات عالم التواصل الاجتماعي المثالية فاحشة الثراء ليستغرق هؤلاء في الحسرة وتخيل الطرق الأقصر لبلوغ مجدهم المادي متمثلا في تحقق الثراء والثروة وإن كانا على حساب التضحية بالثوابت، سواء كانت تلك الثوابت قيمية أخلاقية أو وطنية قومية، ولا أسهل حينها من الوصول للتأثير على هؤلاء وأولئك (أقصد هؤلاء المنهكين بالأعباء اليومية وتحديات الواقع أو أولئك التافهين لابسي أقنعة الترف والثراء)، والحقيقة التي لا شك فيها أن الجميع ضحايا لآلة التشتيت ومادة للعبة التوجيه السلوكي النفسي وإلا فكيف يمكن تصديق ما يقدم الإعلام اليوم من نماذج لبطولات شخصيات مؤثرة سياسيا بكل ما تتبنى هذه الشخصيات من برامج لحركات فكرية تم شيطنتها سابقة واتهامها بأبشع التهم من إرهاب وإجرام وعنصرية وتصفيات؟ والأهم من كل ذلك كيف يمكن اتخاذ الدين (آخر معاقل الفقراء) محورا لكل تلك التبدلات ملبسيه ثوب أحادية الرأي والوحشية في السعي للتخلص من المختلف بدموية وبلا رحمة متى شاءوا، ثم ثوب التسامح والوسطية والمدنية وتقبل المختلف، بل حتى التكامل معه متى شاءوا؟
كيف يمكن لعقل الإنسان المعاصر استيعاب تناقضات يومه وواقعه وتقاطعات ذلك التناقض بذاته والناس حوله، ثم كل تناقضات الواقع السياسي عالميا ؟ وليس ذلك حال أنه معنيٌّ بالشأن السياسي باحث عن حيثياته، بل إنه غارق في تأثيرات الحدث السياسي بكل مستوياته إذ ما زال العامة هم وقود الأحداث السياسية الكبرى صراعا وتصادما كما أنهم رمادها ختاما ونتيجة وتداعيات، فلا أقل من أمنية للهدوء وفسحة للتدبر بعيدا عن النماذج الفكرية المُعَدّة، والقوالب السلوكية المتوقعة، لعلّنا حينها ندرك بعض السلام الروحي وبعضا من الإنصاف في التعامل مع هذه التحولات العصرية.
حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية