"هل ستدخل الدول العربية في المجهول بعد ضربة الاحتلال الإسرائيلي في إيران؟ وهل أماطت بيانات الدول العربية بخصوص الرد الإيراني على الاحتلال الإسرائيلي اللثام عن عداوات السنين المدفونة؟".. هذه أمثلة عن جُملة من الاستفسارات التي باتت تجوب مختلف منصات التواصل الاجتماعي، خلال الأيام القليلة الماضية.

وبين من يقول إن "إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي، تخوض حربا خفية، منذ سنوات" مستشهدا بعمليات اغتيال علماء إيرانيين متخصصين في المجال النووي وهجمات على دولة الاحتلال الإسرائيلي ينفذها أنصار إيران في طليعتهم حزب الله اللبناني، وبين من يشير إلى ما يصفها بـ"العداوات المدفونة بين إيران وعدد من الدول العربية"، رصدت "عربي21" جُملة من التعليقات والمنشورات.



في السياسة لا يوجد أصدقاء وأعداء المصالح هي من تضبط إيقاع العلاقات ، العلاقات الايرانية مع الدول العربية المجاورة متوترة بسبب ضعفها بما يشجّع ايران على التدخل في شؤونها وإخضاعها لنفوذها ، في حين تفرض المصالح أنماط مختلفة من التعاون والتنسيق مع الدول القوية الأخرى كإسرائيل. — د.عادل المسني (@AdelAlmasani) April 15, 2024 فرصة من أجل قيام وحدة وطنية في إيران بين التيار المحافظ الذي يحلم بالثأر من العرب وبين التيار الليبرالي الذي يريد استخدام القضية الفلسطينية لترتيب علاقاته مع واشنطن وتل أبيب لاترى طهران التبعات الخطيرة جدا على مستقبل العلاقات الإيرانية العربية جراء انخراطها على أسس طائفية صريحه — Abd Algader (@AbdAlga85365860) April 14, 2024 من أهم ما أسفرت عنه الضربات الإيرانية ضد المحتل أنها بعثت الحياةفي التصوّرات النظرية وفي أفكارنا عن حجم العلاقات بين محور التطبيع العربي وبين الكيان الصهيوني ومستواها وترجمت هذه التصوّرات إلى واقع يتشكّل ويتحرك ع الأرض ويعبّر عن ذاته بهذه الانتفاضة الرسمية العربية ضد المسيّرات⬇️ https://t.co/Ja5Zzb8jId — مراد المهدي (@muradMSalmahdi) April 15, 2024
العلاقات العربية الإيرانية.. إلى أين؟
ردا على استهداف دولة الاحتلال الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية المتواجدة في دمشق، وقتل عدد من القادة العسكريين في الأول من نيسان/ أبريل الجاري؛ شنّت إيران أول هجوم عسكري مباشر في تاريخها على دولة الاحتلال الإسرائيلي في 13 نيسان/ أبريل الجاري، وأطلقت عليه تسمية "الوعد الصادق".

وعلى إثر ذلك، أعلنت كل من دولة الاحتلال الإسرائيلي وأمريكا وبريطانيا وفرنسا أنها صدّت 99 في المئة من الصواريخ والمسيرات الإيرانية، في الوقت الذي أكّد فيه التلفزيون الإيراني إصابة نصف هذه الصواريخ والمسيرات الأهداف التي أطلقت لأجلها.

كذلك، هزّت انفجارات، قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية العسكرية في إيران، فيما أكد مسؤول أمريكي بدء هجوم الاحتلال الإسرائيلي على إيران. وقال التلفزيون الرسمي الإيراني إن المواقع النووية في إقليم أصفهان لم تتعرض لأي ضرر، بعدما جرى تفعيل أنظمة الدفاع الجوي في أصفهان، للتعامل مع ما يشتبه في أنها طائرات مسيرة.
صور متداولة لانفجارات وحرائق في موقع عسكري بمحيط مطار #أصفهان #إيران
pic.twitter.com/nJ6XiYtBO4 — Dr.Sam Youssef Ph.D.,M.Sc.,DPT. (@drhossamsamy65) April 19, 2024 فرحة الفلسطينيين في الخليل الضفة
بصواريخ ايران تضرب اسرائيل
. pic.twitter.com/zhMl5nVDtZ — الاهوازي (@alahvazii) April 17, 2024
وفي الوقت الذي كثر فيه الحديث، عن العلاقات العربية الإيرانية الأخيرة على ضوء الأحداث المُتسارعة، وتسارع منشورات من قبيل أن "إيران تُمارس ضغوطا على الأردن ومصر ودول الخليج العربي تحت زعم فتح طريقها لتحرير فلسطين، علاوة على ضغوطها ومناوراتها في لبنان وسوريا"؛ يرى المختص في الأمن القومي العربي، منعم أمشاوي، أن "المنطقة العربية منذ عقود تفتقد لأي مشروع إقليمي عربي، وتعيش على وقع الصراعات العربية البينية، وهو الأمر الذي أتاح المجال إلى بروز مشاريع أخرى كالمشروع الإيراني والتركي والإسرائيلي". 

وأبرز أمشاوي، أنها "مشاريع حاولت استقطاب بعض البلدان العربية إلى هذا الجانب أو ذاك"، مردفا: "لقد بات من الجلّي أن المشروع الإيراني طوّر نفوذه في العقد الأخير، واستفاد من الأحداث التي عرفتها بعض البلدان العربية المجاورة له، وبات يتحكم بشكل أو بآخر في بلدان كسوريا واليمن والعراق ولبنان، واستطاعت إيران عبر أذرعها والجماعات الموالية لها التحكم بشكل كلي أو جزئي في قرارات تلك البلدان".

وتابع المختص في الأمن القومي العربي، في حديثه لـ"عربي21" أنه "في المقابل فإن "إسرائيل" بدورها استفادات من التحولات التي عرفتها المنطقة، ووسعت دائرة التطبيع مع مجموعة من البلدان العربية، وأصبحت ترتبط بها بمعاهدات واتفاقيات تعاون".


"هو الأمر الذي يعني أن أي تصادم مباشر بين إيران وإسرائيل سيُلقي بظلاله على باقي البلدان"، يسترسل المتحدث نفسه، مشيرا إلى أنه "في الوقت الذي اختارت الأطراف الموالية لإيران، المشاركة المباشرة في الصراع مع إسرائيل، سواء من لبنان أو اليمن أو العراق، فإنه بالمقابل ساهمت الأردن باعتبارها بلد مرتبط باسرائيل باتفاقيات سلام وتعاون، في التصدي للهجوم الإيراني وإسقاط بعض المقذوفات الإيرانية التي عبرت أجواءها".

وأكد أمشاوي: "طبعا البلدان العربية أصدرت مواقف وردود كلاسيكية، مثل: التعبير عن القلق ودعوات إلى عدم جر المنطقة إلى حرب مباشرة.. وهو ما عبرت عنه مصر والإمارات والأردن وسلطنة عمان وغيرها"، مردفا: "أعتقد أنها مواقف دبلوماسية كلاسيكية تعبر عن ضعف وتشرذم الصف العربي، الذي أصبح يتأرجح بين مشاريع إقليمية هدفها الأساس السيطرة وبسط النفوذ على المنطقة، وتتصارع من أجل ذلك فوق الأراضي العربية، وفي الكثير من الأحيان بأدوات عربية".

وختم المختص في الأمن القومي العربي، حديثه لـ"عربي21" بالقول: "طبعا قد لا نحتاج إلى التذكير أن المشروعين الإيراني والاسرائيلي قد لا يقل أحدهما خطورة عن الآخر على المنطقة العربية، غير أنه تبقى إيران طرف إقليمي أصيل، رغم أطماعه التوسعية، لا يمكن تخيل المنطقة بدونه في حين أن إسرائيل مشروع احتلالي استيطاني زرع في قلب المنطقة زرعا".

ماذا جاء في بيانات الدول.. 
الإمارات ومصر والأردن وسلطنة عمان وتركيا، أعربت، الجمعة، عن قلقها بخصوص، ما سمّته في بياناتها بـ"التصعيد والأعمال العدائية المتبادلة بين إسرائيل وإيران"، فيما دعت إلى "ضبط النفس لتجنيب المنطقة الدخول في صراع أوسع نطاقا".

البداية من مصر، حيث جدّدت وزارة الخارجية المصرية، عبر بيان، الجمعة، الإعراب عن "قلقها العميق" إزاء التصعيد بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وإيران، أعقاب "التقارير الأخيرة بعد وقوع غارات جوية إسرائيلية استخدمت فيها صواريخ وطائرات دون طيار استهدفت مواقع في إيران وسوريا".

وأبرزت الوزارة المصرية، في بيان لها، نشر على حسابها الرسمي على منصة "إكس": "قلق مصر بشأن احتمال اتساع نطاق الأعمال العدائية في المنطقة"، بالقول إنها "قد تشكل عواقب وخيمة على الاستقرار الإقليمي وسلامة شعوبها".
pic.twitter.com/J8HM8AluTS — Egypt MFA Spokesperson (@MfaEgypt) April 19, 2024
وفي الوقت الذي أشارت فيه إلى أنها "تضغط على الطرفين للالتزام الصارم بالقانون الدولي والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة"؛ أكدت أنها "سوف تستمر في تكثيف اتصالاتها مع كافة الأطراف المعنية والمؤثرة لاحتواء التوتر والتصعيد الجاري".

بدوره، وجّه وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، تحذيرات من "التصعيد الإقليمي المستمر"، فيما أدان "التصرفات" التي قال إنها "تهدد بجر المنطقة إلى مزيد من الصراع".
فيديو ..#ايمن_الصفدي وزير الخارجية الاردني من مجلس الأمن:

- لن نسمح لأي كان لا لإسرائيل ولا لإيران أن يجعل الأردن ساحة للصراع.

- جولة الباطل في فلسطين طالت ولن يستطيع التطرف الإسرائيلي مهما بطش وظلم أن يقتل إرادة الشعب الفلسطيني في الحرية.

- لن يتحقق السلام والاستقرار والأمن… pic.twitter.com/eKfSvKFwwt — تركي الدعجاني ???????? (@zzyzoom) April 18, 2024
وأوضح الصفدي، عبر منشور على منصة "إكس"، الجمعة، أن "الانتقام الإسرائيلي -الإيراني يجب أن ينتهي. الحرب اللاإنسانية على غزة يجب أن تنتهي الآن".

كذلك، شدّد الصفدي، على أن "تركيز المجتمع الدولي يجب أن ينصب بشكل عاجل إلى إنهاء العدوان الكارثي على غزة".


إلى ذلك، أعربت الإمارات العربية المتحدة عن ما وُصف بـ"قلقها العميق"، وحثت كلا من دولة الاحتلال الإسرائيلي وإيران على "الامتناع عن الأعمال التي قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد".

وشددت وزارة الخارجية الإماراتية، عبر بيان، الجمعة، على "ضرورة ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لمنع انزلاق المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار"؛ مؤكدة على "أهمية التوصّل إلى حلول جوهرية للخلافات والأزمات المستمرة في المنطقة، بهدف تهدئة التوترات، وحل النزاعات عبر الحوار والقنوات الدبلوماسية، والالتزام بسيادة القانون واحترام ميثاق الأمم المتحدة".

وفي السياق نفسه، قال متحدث باسم وزارة الخارجية العمانية، الجمعة، إن سلطنة عمان "تتابع استمرار التوتر في الإقليم وتدين الهجوم الإسرائيلي هذا الصباح على أصفهان في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما تدين وتستنكر اعتداءات إسرائيل العسكرية المتكررة في المنطقة".
القناة 12 العبرية: #الأردن والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية #السعودية لعبوا دورًا أساسيًا في أكبر عملية دفاع جوي في التاريخ، لإحباط الهجوم الإيراني على "إسرائيل"#فلسطين #الكيان_المؤقت #الإمارات #إيران #الخنادق pic.twitter.com/kOdewP6UNF — alkhanadeq (@alkhanadeq_) April 15, 2024
وتابع المتحدث، وفق بيان، نشرته "وكالة الأنباء العمانية الرسمية" أن "سلطنة عمان تناشد مجددا المجتمع الدولي بضرورة معالجة أسباب وجذور التوتر والنزاع عبر الحوار والدبلوماسية والحلول السياسية، والتركيز على جهود وقف إطلاق النار في غزة، والاحتكام للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة للتوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، من أجل استعادة الأمن والاستقرار والسلام الشامل للمنطقة بأسرها".

بدورها، أكّدت وزارة الخارجية التركية، عبر بيان، الجمعة، على قلقها بخصوص التصعيد الأخير في المنطقة بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وإيران، والذي خلّف ما وصفته بـ"الهجوم غير القانوني، الذي شنته إسرائيل على السفارة الإيرانية في دمشق".

وأوضحت وزارة الخارجية التركية أنها "تراقب الوضع عن قرب"، بينما دعت، جميع الأطراف المعنية، إلى "تجنب الأعمال التي قد تؤدي إلى توسيع رقعة الصراع".

وتابع بيان وزارة الخارجية التركية أن "أولوية المجتمع الدولي يجب أن تتمثل في وقف المذبحة في غزة، وضمان السلام الدائم في منطقتنا من خلال إقامة دولة فلسطينية".

إيران والدول العربية.. لا عداوات حاليا
واستمرارا لعملية تحليل ما أتى بقلب بيانات عدد من الدول العربية، قال المتخصص في القانون العام والعلوم السياسية، سيف الدين جرادات، إن "الإحتلال الإسرائيلي وإيران، عمليا، حريصين، على أن لا تؤدي هذه الضربات فيما بينهم إلى التصعيد وزيادة التوتر، واتساع رقعة الحرب، بحيث تصل إلى حد الحرب الإقليمية". 

وأوضح جرادات، في حديثه لـ"عربي21" أن "ذلك لا يصب في مصلحة كلاهما"، مشيرا إلى أن الأمر "يظهر جليّا عبر نوعية الأسلحة المستخدمة، وطبيعة الأماكن المستهدفة. وإذا كان هذا هو الحال بالنسبة للأطراف المعنية، فإن الدول العربية كذلك معنية بذات الهدف. فلا مصلحة للجميع في ذلك".

"بالتالي لا يمكن القول بأن الضربات الإسرائيلية والرد الإيراني عليها ستكون سبباً لظهور العداوات العربية مع إيران، على الأقل في المرحلة الحالية" يتابع المتخصص في القانون العام والعلوم السياسية، مردفا بأن "طبيعة الرد الإيراني، جاء متفق مع مقولة: الرد من أجل الرد، وكذلك جاء الرد الإسرائيلي، فكلاهما كان حريص على أن لا تسبب هذه الردود إلى حد الحرب الإقليمية".


أمّا فيما يرتبط بمواقف عدد من الدول العربية، فيقول جرادات، إنها "أتت واضحة وصريحة ومتّفقة على تجنّب الطرفين للتصعيد فيما بينهما، واتساع رقعة الصراع في الدول العربية"، مؤكدا أنها "لا تريد أن يصل هذا التصعيد لحد الحرب الإقليمية، الذي يعني عدم الاستقرار في المنطقة، وآثاره خطيرة على الأمن القومي لدول المنطقة".

إلى ذلك، ختم جرادات، حديثه لـ"عربي21" بالقول إن "هجوم الإحتلال الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية كان محاولة من نتنياهو (بشكل منفرد) لا يتفق مع توجهات السياسة العامة للاحتلال الإسرائيلي؛ من أجل تقليل الضغط الذي يعاني منه داخلياً وخارجياً بسبب حربه على قطاع غزة، وربما قد تكون إيران قد فهمت هذه الرسالة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية إيران مصر الاردني غزة إيران مصر الاردن غزة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال الإسرائیلی الإسرائیلی وإیران البلدان العربیة وزارة الخارجیة الدول العربیة فی الوقت الذی الأمن القومی فی المنطقة pic twitter com مع الدول فی إیران حدیثه لـ من أجل یجب أن

إقرأ أيضاً:

أول رد مصري على تهديدات الحوثي الأخيرة.. تفاصيل

عبدالملك الحوثي زعيم حركة أنصار الله (وكالات)

في خطوة دبلوماسية مدروسة، أعربت مصر عن موقفها الحازم والهادئ تجاه التهديدات الأخيرة التي أطلقها زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، موجهة رسالة حاسمة لجميع الأطراف الإقليمية والدولية.

وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس يتصاعد فيه التوتر في المنطقة، خاصة في ظل التوقعات بتصعيد جديد في البحر الأحمر.

اقرأ أيضاً ترامب يكشف عن السبب الرئيسي وراء طرده للرئيس الأوكراني من البيت الأبيض 1 مارس، 2025 أول تعليق روسي على طرد ترامب للرئيس الأوكراني من البيت الأبيض 1 مارس، 2025

 

ـ مصر ترفض التدخل الأجنبي في البحر الأحمر:

أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا رسميًا يوم السبت، أكدت فيه رفضها القاطع لأي تدخل من دول غير مطلة على البحر الأحمر في شؤون المنطقة، خاصة فيما يتعلق بأمن الممرات الملاحية الحيوية.

وأوضح البيان أن مصر تعتبر أمن البحر الأحمر جزءًا لا يتجزأ من أمنها القومي، وأنها ترفض أي محاولات للتدخل في هذا الملف الحساس.

البيان جاء في وقت حساس، حيث تشهد المنطقة تطورات مقلقة على خلفية تحركات عسكرية أمريكية محتملة في البحر الأحمر، حيث يلوح في الأفق تصعيد جديد تحت ذريعة "حماية الملاحة".

وقد اعتبر الخبير الدبلوماسي المصري سامح عسكر أن هذا البيان يمثل ردًا صريحًا من مصر على أي محاولة أمريكية للتصعيد في المنطقة.

وأضاف عسكر أن أي تدخل عسكري في البحر الأحمر سيلحق الضرر بالدول المطلة على هذا الممر الحيوي، وبالتالي سيكون له آثار سلبية على الأمن الإقليمي.

 

ـ التهديد الحوثي وتداعياته:

تزامن هذا البيان المصري مع تصريحات حادة من زعيم حركة "أنصار الله" عبد الملك الحوثي، الذي حذر من أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في غزة وعدم انسحابه من محور رفح يشكل تهديدًا خطيرًا ليس فقط على الشعب الفلسطيني، بل أيضًا على مصر وكل من يتعاون مع إسرائيل في هذا الملف.

وحمل الحوثي في تصريحاته تهديدًا مباشرًا لمصر، مشيرًا إلى أن أي تقاعس من الحكومة المصرية في التعامل مع هذا الوضع سيقوض استقرار المنطقة.

وفي هذا السياق، اعتبر الخبراء أن البيان المصري جاء كرد إيجابي على هذه التهديدات، وهو بمثابة خطوة نحو تعزيز العلاقات بين مصر واليمن في مواجهة التحديات الإقليمية المشتركة.

كما أكد بعض المحللين أن توقيت البيان يعكس تحولًا في السياسة المصرية تجاه اليمن والمنطقة بشكل عام، حيث تسعى القاهرة إلى الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وتوجيه رسائل تهدئة بدلاً من التصعيد.

 

ـ مصر واليمن: علاقة متجددة وأفق أوسع:

من ناحية أخرى، يعد البيان المصري بمثابة تجديد للرسائل الإيجابية بين مصر واليمن، خصوصًا في ظل الأوضاع السياسية الراهنة التي تميز العلاقة بين البلدين.

يراهن بعض الخبراء على أن هذا الموقف المصري قد يشهد تحولًا نحو تعزيز التعاون الثنائي بين القاهرة وصنعاء، في وقت حساس يتطلب التكاتف بين الدول العربية في مواجهة الأزمات المستمرة في المنطقة.

 

ـ الترقب العالمي:

وبينما تتصاعد التوترات في المنطقة، يترقب العالم مزيدًا من التطورات في البحر الأحمر، خاصة في ظل المحاولات الأمريكية للتدخل في الأمن الملاحي.

تتزايد المخاوف من أن يؤدي أي تصعيد عسكري في هذه المنطقة الاستراتيجية إلى آثار كبيرة على الأمن العالمي، خاصة في ظل التحديات المتزايدة في غزة والضغوط الدولية على اليمن.

مقالات مشابهة

  • إيران: يمكن شراء الأمن من خارج منطقة الشرق الأوسط
  • إيران: الأمن في منطقة الشرق الأوسط يجب أن يتم داخلياً
  • بعد الحلقة 3 من إش إش.. مي عمر ترند على منصات الدول العربية ويوتيوب
  • جنبلاط: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف تفتيت سوريا عبر الطوائف
  • جامعة الدول العربية تدعو لإدارة الموارد المائية بطريقة متكاملة وعادلة لضمان أمن المياه
  • مشاهد جوية ترصد الجيش الإسرائيلي في ثلاث نقاط بالقنيطرة السورية
  • تزامنا مع القلق الذي أثاره “قاتل المدن”.. ناسا ترصد 5 كويكبات اقتربت من الأرض هذا الأسبوع
  • أول رد مصري على تهديدات الحوثي الأخيرة.. تفاصيل
  • ثورة فردية غيّرت المشهد الاقتصادي.. عربي21 ترصد عودة المُقاطعة بالمغرب قبيل رمضان (شاهد)
  • دول المنطقة تتحمل عبء إعادة إعمار غزة دون الاحتلال أحد بنود الخطة العربية:حماس تطالب الوسطاء بالضغط على العدو الصهيوني للدخول في المرحلة الثانية