على مدار أكثر من خمسين عاما، كانت الرياضة وسيلة لتجسيد أواصر عمق العلاقات بين سلطنة عمان وشقيقتها دولة الإمارات العربية المتحدة في مختلف المجالات ومنها المجال الرياضي بالطبع. العلاقات التي تتطور بشكل مستمر بفضل الدعم والمساندة من القيادة الرشيدة في البلدين، ويشهد التاريخ الرياضي في أكثر من محطة، تعزيز التعاون المشترك بين البلدين وكان أبرزها مذكرة التفاهم بين حكومة سلطنة عمان وحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الشباب والرياضة الموقعة في مسقط يوم 27 سبتمبر 1998 والتي تم التصديق عليها بعد ذلك بمرسوم سلطاني رقم 77/1998 والصادر يوم 8 نوفمبر 1998.

وخلال أكثر من خمسين عاما كان هناك تعاون مثمر بين العديد من الاتحادات الرياضية في البلدين على كافة الأصعدة الفنية والإدارية، وإقامة المعسكرات الخاصة بالمنتخبات الوطنية، وخوض المباريات الودية الرياضية بين مختلف الأندية، وغيرها من الأمور التي تصب في مصلحة الرياضة في البلدين الشقيقين.

وكانت البدايات الأولى للتعاون المشترك في مرحلة السبعينات حيث حضر اللاعبون الإماراتيون مع الأندية العمانية ولعب العديد منهم مع أندية سلطنة عمان نذكر منهم أحمد بن عبدالله الراشدي الذي لعب في صفوف نادي الطليعة وأحرز أول هدف مع انطلاقة أول دوري عماني كما لعب أيضا العديد من اللاعبين العمانيين في الأندية الإماراتية في تلك الحقبة الزمنية، وتبادلت الأندية العمانية والإماراتية الزيارات الودية خاصة أيام الأعياد كما شهدت تلك الفترة تؤامة بين العديد من الأندية العمانية والإماراتية نذكر منها على سبيل المثال تؤامة نادي السيب مع الوصل الإماراتي التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا.

الفوز واحد

في العاشر من أبريل 1976 كانت أول مواجهة رسمية جمعت بين منتخبي البلدين في كرة القدم، خلال كأس الخليج العربي (خليجي 4) في قطر عام 1976، وانتهت بالتعادل 1-1، ولا تزال هذه المباراة عالقة في الأذهان حيث توحد جمهور المنتخبين وتم دمجهما مع بعض لتشجيع المنتخبين في رابطة واحدة.

وتكرر المشهد في نهائي كأس الخليج الثالثة والعشرين التي أقيمت في دولة الكويت الشقيقة وزين هاشتاج البطولة "عمان والإمارات الفوز واحد" مؤكدا على عمق العلاقات بين دولة سلطنة عمان وشقيقتها دولة الإمارات في مختلف المجالات ومنها المجال الرياضي بالطبع، وأطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، هذا الهاشتاج عبر حسابه الشخصي في "تويتر" مع تأهل منتخبي البلدين إلى المباراة النهائية للبطولة، ليؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، والضاربة بجذورها في عمق التاريخ. ووضع منظمو (خليجي 23) بالكويت كلمات الـ"هاشتاج" على الساعة الإلكترونية لإستاد جابر الدولي، وتفاعلت الجماهير الإماراتية والعمانية والخليجية معه ليصبح هذا الـ"هاشتاج" ضمن قائمة الأكثر تداولا على "تويتر" بعد مشاركة الآلاف فيه.

مسيرة حب

ومن أبرز المظاهر التي تؤكد عمق العلاقات بين البلدين مسيرة الحب والمودة التي قام بها 15 دراجًا من دولة الإمارات في نوفمبر 2021 عابرين بدراجاتهم الحدود، ليلتقوا بدراجين عمانيين اشتركوا جميعا في الهواية نفسها، وعبروا من خلالها على عمق المحبة بين الشعبين، في رسالة تؤكد الوحدة والإخاء احتفالا بالعيد الوطني لسلطنة عمان. وأثبت الرياضيون العمانيون جدارة وتفوقا واضحين في كثير من البطولات الرياضية التي تنظمها الإمارات، وخوضهم للمنافسات في أجواء من الدعم والمساندة الكبيرين مما ساعدهم في الوقوف على منصات التتويج بأكثر من مناسبة في رياضات عديدة وآخرها دورة الألعاب الخليجية للشباب المقامة حاليا في دولة الإمارات التي يحقق منها خلال أبناء سلطنة عمان نتائج إيجابية.

تجارب ودية سنوية

وتلتقي أندية سلطنة عمان والأندية الإماراتية في تجارب ودية سنويا قبل بداية كل موسم كما تحتضن الإمارات معسكرات المنتخبات الوطنية. وأصبح دوري المحترفين الإماراتي الواجهة الخليجية الأولى للاعبين العمانيين على مدار السنوات الماضية، خاصة عندما سمحت اللوائح بتسجيل 4 لاعبين أجانب في صفوف كل فريق من بينهم لاعب آسيوي، ولم تخل قوائم الأندية الإماراتية في أي موسم من أسماء اللاعبين العمانيين، سواء في عصر الهواة أو بعد تطبيق نظام الاحتراف. وكان فوزي بشير أحد أشهر اللاعبين العمانيين بالدوري الإماراتي، وخاض أطول مسيرة احترافية له مع الأندية الإماراتية رافقه بني ياس في تجربة امتدت 5 مواسم، ثم انتقل إلى الظفرة، وبعدها لنادي عجمان وأحرز معه كأس رابطة المحترفين في موسم 2012-2013 للمرة الأولى في تاريخ الفريق.

وتواصل الدعم والتعاون الرياضي بين البلدين على صعيد الاتحادات الرياضية، وأكد الاتحادان الإماراتي والعماني لكرة القدم على تعزيز سبل التعاون المشترك بينهما على كافة الأصعدة الفنية والإدارية، وإقامة المعسكرات الخاصة بالمنتخبات، وكذلك المباريات الودية، بما يصب في مصلحة اللعبة بالبلدين، وترتبط العديد من الاتحادات الرياضية في البلدين باتفاقيات تعاون مشتركة بما يخدم المصلحة العامة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأندیة الإماراتیة دولة الإمارات عمق العلاقات بین البلدین سلطنة عمان فی البلدین العدید من

إقرأ أيضاً:

سفير سلطنة عمان: التنسيق مستمر مع مصر لمواجهة التحديات الراهنة

أكد السفير عبدالله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عمان لدى القاهرة، متانة العلاقات بين سلطنة عمان ومصر واصفًا إياها بأنها "نموذج يُحتذى به في التعاون العربي"، مشددا على أن هذه العلاقات تقوم على أسس الأخوة، والاحترام المتبادل، والعمل المشترك لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.


وقال السفير الرحبي إن زيارة وزير الخارجية بدر عبد العاطي، إلى مسقط تؤكد عمق الروابط الأخوية التي تجمع البلدين، وأهمية التنسيق المستمر بينهما لمواجهة التحديات الراهنة التي تشهدها المنطقة، في إطار العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع البلدين .


وأضاف الرحبي أن زيارة وزير الخارجية تهدف إلى تعزيز أطر التعاون المشترك في مختلف المجالات، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمة هذه القضايا، الحرب المأساوية على قطاع غزة، حيث تشدد مصر وسلطنة عمان على ضرورة إيقافها فوراً والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية دون أي قيود، تأكيدًا على مواقفهما الثابتة لدعم الشعب الفلسطيني، مجددا موقف سلطنة عمان الراسخ بأن الحل العادل للقضية الفلسطينية يتمثل في الحوار والسلام العادل الذي يفضي إلى حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية.

توافق البلدين حول أهمية إيجاد حلول سياسية للأزمة السورية

وأوضح أن الزيارة تُبرز توافق البلدين حول أهمية إيجاد حلول سياسية للأزمة السورية بما يحقق الأمن والاستقرار والأمل بحياة أفضل، للشعب السوري، في سياق دعم مشترك لرؤية عربية موحدة تجاه هذه القضايا، مشددا على موقف السلطنة بشأن وحدة الأراضي السورية واسترجاع الجولان السوري المحتل.


وفي هذا السياق، نوه السفير الرحبي إلى تأكيد مصر وسلطنة عمان بأن "من يعتقد أن الحرب وسيلة لتحقيق السلام فهو يعيش في وهم، وأن الحوار والدبلوماسية هما السبيل الأمثل لتحقيق حلول مستدامة تحفظ الحقوق وتنهي المآسي الإنسانية".


وأشار إلى أنه في إطار الزيارة، من المقرر تنظيم لقاء بين رجال الأعمال العمانيين والمصريين بحضور الوزير بدر عبد العاطي وعدد من المسؤولين في سلطنة عمان، حيث يأتي هذا اللقاء ضمن جهود البلدين لتعظيم الاستفادة من الاستثمارات البينية وترويج الصادرات بين البلدين، بما يعزز التعاون الاقتصادي ويحقق التنمية المستدامة، لافتا إلى حرص السلطنة على خلق مناخ استثماري جاذب يعكس "رؤية عمان 2040"، في حين تسعى مصر لتعزيز شراكاتها الاقتصادية مع الأشقاء العرب لتحقيق تطلعات شعوب المنطقة، مشددا على أهمية التعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين، وضرورة البناء على النجاحات السابقة لتعزيز العلاقات الثنائية.


يشار إلى أن هذه هي الزيارة الأولى لوزير الخارجية بدر عبد العاطي إلى سلطنة عمان بعد توليه الوزارة، والتي تأتي في إطار تعميق العلاقات الثنائية وتوطيد التنسيق المشترك بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.

مقالات مشابهة

  • «الشراكة».. الهُوية التي نذهب بها نحو العالم
  • 11 يناير.. و5 سنوات من أجل عُمان
  • 6.6 ألف ترخيصًا مائيًا في سلطنة عمان بنهاية 2024
  • يومان فقط.. تأثر أجواء سلطنة عمان بأخدود من منخفض جوي .. عاجل
  • نهضة سلطنة عمان المتجددة.. خمس سنوات مثمرة
  • سلطنة عمان تستلم 11 يمنيًا قادمًا من معتقل جوانتانامو
  • انطلاق الرحلة الاستكشافية سلطنة عمان: جوهرة العرب
  • نقل 11 معتقلا من غوانتانامو إلى سلطنة عمان
  • السفير الرحبي: زيارة الدكتور بدر عبد العاطي إلى مسقط تؤكد عمق الروابط الأخوية التي تجمع البلدين
  • سفير سلطنة عمان: التنسيق مستمر مع مصر لمواجهة التحديات الراهنة