أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقريراً جديداً حول الإذاعة بعنوان "تأثير ممتد على مر العصور"، سلط من خلاله الضوء على التاريخ العريق للإذاعة، واستعرض دورها في إذكاء الوعي المجتمعي محلياً وعالمياً، وتعزيز التثقيف والتنوير السلوكي.

وأشار إلى اختيار المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) يوم 13 فبراير من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للإذاعة، وهو التاريخ الذي يعود إلى عام 1946 عندما تم بث أول إذاعة لهيئة الأمم المتحدة، ومنذ ذلك الحين، تنعم البشرية بأثير البث الصوتي حاملًا بين تردداته مزيج من حياتنا اليومية ورؤانا للحاضر والمستقبل.

ولفت تقرير المركز إلى نمو سوق محطات الراديو العالمية من 83.74 مليار دولار أمريكي في عام 2022 إلى 87.31 مليار دولار أمريكي في عام 2023 بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 4.3%.

وذكر أنه من المتوقع أن تصل إلى 100.64 مليار دولار أمريكي في عام 2027 بمعدل نمو سنوي مركب قدره 3.6%.

ومن المتوقع أن تنمو صناعة سوق الراديو الرقمي المحمول (Digital Mobile Radio) من 4.91 مليار دولار أمريكي في عام 2022 إلى 13.20 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 13.2% خلال الفترة (2022-2030).

وكان لجائحة "كوفيد-19" تأثير كبير على سوق الراديو الرقمي المحمول، فقد أدت الحاجة المتزايدة للاتصالات عن بٌعد، وتدابير التباعد الاجتماعي إلى زيادة الطلب على أجهزة الراديو المحمولة الرقمية؛ لأنها تسمح بالاتصال الآمن والموثوق بين العمال في مواقع مختلفة، بالإضافة إلى ذلك، أدى الاستخدام المتزايد لأجهزة الراديو الرقمية المحمولة في خدمات الرعاية الصحية والطوارئ إلى زيادة نمو السوق.

وقد زاد وصول الأمريكيين إلى الراديو عبر الإنترنت بشكل كبير في العقد الماضي؛ حيث استمع 75% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية إلى الراديو عبر الإنترنت حتى يونيو 2023، مقارنة بـ 45% قبل عشر سنوات، كما زاد الاستهلاك الأسبوعي للراديو عبر الإنترنت بين المستمعين في الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث ارتفع من 12% في عام 2007 إلى 70% في عام 2023.

واستعرض التقرير أبرز التحديات التي تواجه الإذاعة على المستوى العالمي خلال الفترة الحالية مشيراً أنها على النحو الآتي: 

- انخفاض نسبة المستمعين: في عصر تهيمن عليه الهواتف الذكية، وخدمات البث، والمحتوى حسب الطلب. 

- ظهور المنصات الرقمية: حيث أحدثت المنصات الرقمية مثل "سبوتي فاي" (Spotify) و"ميوزيك آبل" (Apple Music) ثورة في الطريقة التي يستهلك بها الأفراد الموسيقى، وباتت بدائل للراديو التقليدي، مع مكتبة واسعة من الموسيقى، فالمستمعون الآن يتمتعون بحرية تنظيم تجاربهم الصوتية الخاصة، وقد أثر هذا التحول نحو استهلاك المحتوى المخصص وحسب الطلب بشكل كبير على قدرة صناعة الراديو على جذب جمهور كبير والاحتفاظ به. 

- الانتشار العالمي الواسع للمنصات الرقمية: فمع كسر الإنترنت للحواجز الجغرافية، تتمتع خدمات البث بالقدرة على جذب جمهور عالمي واسع، وقد أدت إمكانية الوصول العالمية هذه إلى ظهور عدد كبير من منشئي المحتوى المستقلين والمذيعين المتخصصين، الذين يمكنهم الآن التواصل مع المستمعين في جميع أنحاء العالم دون الحاجة إلى البنية التحتية التقليدية للبث. ونتيجة لذلك، تواجه محطات الراديو منافسة متزايدة على المستمعين، حيث يتوافر لدى الجمهور عدد كبير من الخيارات المتاحة لهم. 

- انتشار الهواتف الذكية: أدى انتشار الهواتف الذكية في كل مكان إلى تغيير طريقة وصول الناس إلى الوسائط واستهلاكها، فمع ظهور تطبيقات الهاتف المحمول والاتصال بالإنترنت، أصبح لدى الأفراد الآن مجموعة لا مثيل لها من خيارات الترفيه المتاحة لهم. 

- التحولات الديموغرافية: أدت التحولات الديموغرافية والتفضيلات المتغيرة بين الأجيال الشابة إلى تفاقم التحديات التي يواجهها الراديو، فغالبًا ما يعطي جيل الألفية والجيل Z -الذين نشأوا في عالم رقمي بشكل متزايد-، مما يعزز تفضيل خدمات البث والبودكاست التي تقدم توصيات مخصصة ورواية قصص غامرة.

وقد ذكر التقرير أنه على الرغم من هيمنة الوسائط الرقمية وخدمات البث المباشر، فإن صناعة الراديو التقليدية ما زالت قوية وتُظهر إمكانات نمو واعدة، حيث تشير التوقعات العالمية إلى أن صناعة الراديو ستحافظ على حجم سوقي قوي قدره 11.76 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027، بالإضافة إلى ما يقدر بنحو 224 مليون مستمع في الولايات المتحدة بحلول عام 2027، ولمواجهة زخم التطور التكنولوجي والانتشار الواسع للمنصات الرقمية بمزايا مختلفة، شهدت المحطات الإذاعية تحولاً كبيرًا من خلال عدد من الإجراءات من بينها: 

- تبني تقنيات جديدة: حيث عمدت الإذاعة إلى تبني تقنيات جديدة تتلاءم مع تغيير تفضيلات وسلوكيات المستمعين، وكان أحد الابتكارات الرئيسة التي تم تقديمها هو "البودكاست"، فقد أصبحت المدونات الصوتية (البودكاست) تحظى بشعبية كبيرة في السنوات الأخيرة، وتستفيد محطات الراديو من هذا الاتجاه من خلال إعادة توجيه محتوى البث إلى حلقات حسب الطلب، وهذا يوسع نطاق وصولهم والدخول إلى سوق البودكاست، ما يسمح بتلبية احتياجات جمهور أوسع.

 - التكيف مع تغير سلوكيات المستهلك: أثبتت الصناعة قدرتها على التكيف والتطور مع تغير سلوكيات المستهلك، حيث أتاح دمج الأجهزة التي تعمل بالصوت ومكبرات الصوت الذكية إمكانية الوصول إلى محطات الراديو من خلال الأوامر الصوتية، وقد أدى هذا إلى تحول كبير في كيفية استهلاك الأفراد لمحتوى الراديو، باستخدام أمر صوتي بسيط، يستطيع المستمعون الآن الاستماع إلى محطة الراديو أو برنامجهم المفضل من أي مكان في العالم. 

- توظيف منصات وسائل التواصل الاجتماعي: استفادت صناعة الراديو أيضًا من منصات وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع مستمعيها. وقد مكنهم ذلك من إنشاء تجربة استماع أكثر تفاعلية وشخصية لجمهورهم؛ حيث زودت منصات التواصل الاجتماعي مثل تويتر، وفيسبوك، وإنستجرام محطات الراديو بطرق جديدة للتواصل مع مستمعيها، والترويج لمحتواها.

كما استعرض التقرير التحولات التي شهدتها الإذاعة والمزايا التي جعلتها تحافظ على مكانتها: 

- التعاون مع منصات أخرى والمشاركة في الأحداث الحية: غامرت محطات الراديو بالمشاركة في الأحداث الحية والحفلات الموسيقية والتعاون مع منصات الوسائط الأخرى، ومن خلال الاستفادة من التعرف على علامتها التجارية وتأثيرها على الجمهور، تعمل محطات الراديو على خلق مصادر دخل جديدة وفرص للنمو. 

- المحتوى المتصل بالموقع (Location-Specific Content): إحدى نقاط القوة في صناعة الراديو هي قدرتها على توفير محتوى محلي، حيث يمكن للراديو التقليدي تقديم معلومات في الوقت الفعلي مصممة خصيصًا لموقع الأفراد، سواء أكانت تحديثات حركة المرور، أو تقارير الطقس، أو الأحداث المجتمعية، فإن محطات الراديو المحلية دائمًا ما تكون على دراية بما يحدث في مناطق الأفراد. 

- المحتوى المتعلق بالتفضيلات الشخصية (Personalized Content): الراديو التقليدي يعد أيضًا وسيلة رائعة في تقديم محتوى مخصص، فمع وجود مجموعة واسعة من المحطات التي تلبي جميع الاهتمامات يمكن للمستمعين بسهولة العثور على برنامج يناسب أذواقهم، فهناك محطة مثالية لكل فرد.

- اتصال جذاب وأصيل: كان الراديو وسيلة شعبية لعقود من الزمن ولسبب وجيه. يمكنها إنشاء اتصال جذاب وحقيقي مع مستمعيها، وهو ما تكافح الأشكال الأخرى من وسائل الإعلام لتكراره، وذلك لأن الراديو يحفز الخيال والعواطف من خلال الصوت وحده بدلاً من الاعتماد على الوسائل البصرية. ونتيجة لذلك، فهو يعزز رابطة عاطفية قوية مع الجمهور.

وأوضح التقرير أنه على الرغم من أن الراديو لم يعد المصدر الموسيقى الرئيس، فإنه لا يزال أداة مهمة للأعمال الموسيقية، فهو يساعد على اكتشاف الفنانين الجدد واكتساب الشعبية، كما أنه يساعد الفنانين المعروفين في الحفاظ على شعبيتهم، ووفقًا لأحدث البيانات خلال السنوات الأخيرة، يستمع 94% من الأشخاص إلى راديو (AM/FM)، وهو التنسيق الأكثر شيوعًا.

وسلط التقرير الضوء على كيفية مساهمة الإذاعة في التنشئة الاجتماعية، مشيراً إلى أن الإذاعة تسهم في تنشئة الأطفال وذلك من خلال الآتي: 

- الاستماع إلى الراديو يحسن التركيز على اللغة المنطوقة، حيث يدرك الأطفال الصغار بيئتهم بشكل رئيس من خلال السمع. 

- توفير المعلومات: إذ تُعدٌّ الإذاعة مصدرًا مهمًا لحصولهم على الأطفال المعرفة حول العالم، دون الصور المزعجة المحتملة التي يمكن أن تُرى مع الوسائط المرئية. 

- يشجع الراديو والوسائط الصوتية الأخرى الأطفال على الإبداع: فالاستماع إلى الراديو يفتح عالمًا جديدًا تمامًا للأطفال، مختلفًا تمامًا عن العالم الذي تعرفوا عليه من خلال الهواتف الذكية والتلفزيون، وتخلق الإذاعة بيئة حرة لاكتشاف هوية الأطفال، ومساحة مميزة لها لغتها وموسيقاها ومحتواها الخاص.

وأشار التقرير إلى أن الإذاعة، بميزاتها الواسعة، توسع آفاق الطفل ورؤاه وتصوراته وتعبيره وتفكيره ونظرته للعالم، فهي تقوم بتعليم وإعلام وترفيه ونشر وتنشئة وتواصل وتحرير الأفراد وحمايتهم من التفاهة والأحكام السريعة على الآخرين، ويمكن للأطفال أيضًا أن يتعلموا عادات التسامح والانفتاح والأخلاق الحميدة وآداب السلوك، التي يمكن أن تساعده في إدارة مشكلاته.

كما أبرز التقرير دور البرامج الإذاعية في تعزيز حقوق المرأة ومكافحة العنف المنزلي، حيث أدت الإذاعة دورًا مهمًا في التوعية بحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، وساهمت في بدء حوارات إيجابية تمكن المرأة من التعبير عن نفسها بحرية، وفي أفريقيا، ظهر العديد من المحطات والبرامج الإذاعية التي تعمل على تمكين المرأة وتعزيز دورها المجتمعي.

كما استعرض التقرير الإجراءات التي من شأنها نشر الثقافة بالمجتمع، وتعزيز الدور الحيوي الذي تؤديه الإذاعة أو البث الإذاعي في الحفاظ على التراث الثقافي وزيادة فعاليته، خاصة في ظل التطور التكنولوجي الحالي والمنصات الرقمية الموجودة، ومن بين هذه الإجراءات: 

- التوطين والحفاظ على الثقافة: وتشمل جهود التوطين بث الأخبار والموسيقى والبرامج الحوارية باللغات واللهجات الإقليمية، ولا تحافظ خدمات الراديو الإقليمية والعرقية على التراث الثقافي فحسب، بل تعمل أيضًا على تعزيز الروابط داخل مجتمعها. 

- المشاركة المجتمعية: تعمل هذه المحطات الإذاعية على تعزيز المشاركة المجتمعية من خلال معالجة القضايا المحلية، وتوفير الأخبار المحلية وتحديثات الأحداث. 

- التمثيل والشمولية: تلبي البرامج الإذاعية العرقية احتياجات مجتمعات محددة قد لا تجد تمثيلاً مناسبًا في وسائل الإعلام الرئيسة.

- تطوير البنية التحتية: يؤدي هذا إلى تحويل مشهد الخدمات الإذاعية الإقليمية والعرقية، وتمكينها من خلال زيادة التغطية وتحسين جودة الإشارة والوصول إلى خدمات الإنترنت والبث المباشر. ومن خلال الاستفادة من هذه التطورات، يمكن لمحطات الإذاعة الإقليمية والعرقية التواصل مع جماهير أوسع، وسد الحواجز الجغرافية، والمساهمة في الحفاظ على التراث الثقافي. 

- التواجد على الويب: يمكن لمحطات الراديو إنشاء موقع ويب سهل الاستخدام وتطوير تطبيقات الهاتف المحمول لتلبية احتياجات المستمعين المهتمين بالتكنولوجيا، مما يسمح لهم بالبث والوصول إلى أرشيفات البرامج والتفاعل مع المحطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. 

- تحليلات البيانات: يمكن أن يساعد استخدام أدوات تحليل البيانات محطات الراديو على فهم تفضيلات المستمعين، وتحليل التركيبة السكانية للجمهور، وتصميم المحتوى وفقًا لذلك، ما يعزز تجربة المستخدم ويجذب المعلنين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ملیار دولار أمریکی فی عام التواصل الاجتماعی الهواتف الذکیة إلى الرادیو من خلال

إقرأ أيضاً:

«معلومات الوزراء» يستعرض مؤشرات المؤسسات الدولية حول أداء الاقتصاد العالمي

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقريرا جديدا حول «أداء الاقتصاد العالمي خلال عام 2024 وتوقعات عام 2025»، من خلال تسليط الضوء على بعض الموضوعات المختارة كمجال السياسة النقدية والتضخم والتجارة والسياحة وسوق العمل العالمية، حيث أشار المركز إلى أن عام 2024 قد شهد تباطؤًا في النمو الاقتصادي العالمي مقارنة بعام 2023، ويأتي ذلك مدفوعًا بالعديد من التحديات الاقتصادية والجيوسياسية والمناخية العالمية، حيث استمرت أسعار الفائدة مرتفعة في ظل مساعي البنوك المركزية حول العالم لكبح التضخم، كما أثرت التوترات الجيوسياسية -لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشرق أوروبا- سلبًا على الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، وكذلك استمرار الحرب الروسية الأوكرانية. وقد جاء الأداء الاقتصادي في عام 2024 متباينًا بين المناطق المختلفة حول العالم، وبين الاقتصادات المتقدمة والأسواق الناشئة والدول النامية، حيث حققت بعض الاقتصادات نموًّا أفضل من غيرها، وتشير التوقعات لعام 2025 إلى أن التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وشرق أوروبا سوف تستمر خلال العام المقبل، مما يشير إلى استمرار التحديات الاقتصادية العالمية.

أشار التقرير، إلى أن الاقتصاد العالمي حافظ على صموده ومرونته نوعاً ما في عام 2024، متجنبًا الدخول في حالة ركود، رغم التشديد الحاد والمتزامن للسياسات النقدية العالمية، مع استمرار النمو ولكن دون التوقعات، فوفقًا لتقديرات صندوق النقد الدولي في أكتوبر 2024، سيتباطأ النمو من 3.3% عام 2023 إلى 3.2% في عامي 2024 و2025.

ومن جهة أخرى، توقع تقرير «الآفاق الاقتصادية العالمية»، الصادر عن البنك الدولي في يونيو 2024، أن يسجل الاقتصاد العالمي نمواً ضعيفاً ثابتًا عند 2.6% في عام 2024 قبل أن يرتفع إلى 2.7% في عامي 2025 و2026، وهو أقل من المتوسط البالغ 3.1% في العقد السابق للجائحة. كما توقعت وكالة ستاندرد آند بورز تباطؤ في النمو العالمي من 3.5% في عام 2023 إلى 3.3% في عام 2024، ثم إلى 3% في عام 2025.

أشار التقرير، إلى أن تقديرات صندوق النقد الدولي للاقتصادات المتقدمة تظهر نمواً طفيفاً من 1.7% في عام 2023 إلى 1.8% في عام 2024 مع بقاء النسبة نفسها في عام 2025 حتى عام 2029، ومن المتوقع تباطؤ النمو في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يقدر الصندوق أن يصل إلى 2.8% عام 2024 من 2.9% عام 2023، وأن يتباطأ إلى 2.2% في عام 2025، وفي منطقة اليورو من المتوقع أن ينمو الاقتصاد من 0.4% عام 2023 إلى 0.8% عام 2024 و1.2% في عام 2025، وفي المملكة المتحدة من المقدر أن يصل النمو إلى 1.1% عام 2024 من 0.3% عام 2023.

أما بالنسبة لليابان، فمن المقدر أن يتباطأ النمو في عام 2024، ليصل إلى 0.3% من 1.7% عام 2023، وبالنسبة لكندا فمن المقدر أن يرتفع معدل النمو الاقتصادي من 1.2% عام 2023 إلى 1.3% عام 2024، وأن يصل إلى 2.4% عام 2025.

أوضح التقرير أنه وفقًا لوكالة ستاندرد آند بورز (S&P)، سوف ينتعش اقتصاد اليابان في عام 2025 ليحقق نمو نحو 1%، في حين سيبلغ معدل نمو اقتصاد المملكة المتحدة 1.5%. وفي الأسواق الناشئة الرئيسة، تُعَد الهند محركًا رئيسًا للنمو العالمي، حيث من المتوقع أن يبلغ نموها 7% أو أقل على مدى السنوات المقبلة. كما يتوقع أن ينمو اقتصاد البرازيل والمكسيك نحو 2% في عام 2025، وجنوب إفريقيا بنحو 1.5%.

ومن جهة آخري، يقدر صندوق النقد الدولي أن تسجل اقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية انخفاضًا محدودًا في النمو من 4.4% في عام 2023 إلى 4.2% في عامي 2024 و2025. كما أشار الصندوق إلى أن معدل النمو الاقتصادي في الصين انخفض من 5.2% عام 2023 إلى 4.8% في عام 2024، ومن المتوقع أن يبلغ هذا المعدل نحو 4.5% في عام 2025. أما في روسيا، فقد ظلَّ معدل النمو الاقتصادي ثابتًا عند 3.6% في عامي 2023 و2024. فيما ارتفع معدل النمو الاقتصادي في البرازيل من 2.9% عام 2023 إلى 3.0% عام 2024.

أكد التقرير أنه رغم توقع انتعاش الاستثمار وتحسن الإنتاجية ستظل توقعات النمو على المدى المتوسط للاقتصادات المتقدمة دون تغيير. أما الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، فتظل آفاق نموها ضعيفة مقارنة بتوقعات صندوق النقد الدولي لآفاق الاقتصاد العالمي لشهر أبريل 2024، وأدنى من المستويات المتوقعة قبل الجائحة. وذلك بسبب تأثير الصدمات التي شهدتها السنوات الأخيرة.

أشار التقرير إلى أنه من المتوقع أن ينخفض التضخم العالمي من 6.7% في عام 2023 إلى 5.8% عام 2024 و4.3% في عام 2025 على أساس سنوي. ويعكس هذا الانخفاض في التضخم العالمي تراجعاً واسع النطاق في عامي 2024 و2025، على عكس الوضع في عام 2023، حيث انخفض التضخم العام بشكل أساسي بسبب انخفاض أسعار الوقود.كما أنه من المتوقع أن ينخفض التضخم الأساسي بمقدار 1.3 نقطة مئوية في عام 2024، يليه انخفاض بنسبة 0.1 نقطة مئوية في عام 2025.

أشار التقرير إلى أنه من المتوقع أن يستغرق تحقيق معدلات التضخم المستهدفة في معظم الاقتصادات حتى عام 2025. وعلى الرغم من أن وتيرة انخفاض التضخم كانت أسرع من المتوقع في أكتوبر 2023، فإن التباين بين أداء الاقتصادات المختلفة يُتوقع أن يصبح أكثر وضوحًا خلال الفترة المقبلة. أما عن الاقتصادات المتقدمة فتشير تقديرات صندوق النقد الدولي إلى أن التضخم في عام 2023 بلغ 3.1%، في حين تشير التوقعات إلى تراجع معدلات التضخم في عامي 2024 و2025، إذ إنه من المتوقع أن يبلغ التضخم 2.2% في عام 2024، وإلى 2% في عام 2025. كما تشير التقديرات إلى انخفاض معدل التضخم في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية من 8.1% عام 2023 إلى 7.9% في عام 2024 مع وصوله إلى 5.9% في عام 2025.

أوضح التقرير أن السياسات النقدية لدى البنوك المركزية شهدت تحولات كبيرة خلال العامين الماضيين والعام الجاري، نتيجة لارتفاع التضخم والتباطؤ الاقتصادي والاضطرابات الجيوسياسية، فخلال عامي 2022 و2023 اتجهت البنوك المركزية إلى تشديد سياساتها النقدية، ومع تراجع التضخم في عام 2024 بدأت بعض البنوك المركزية في تنبي سياسات نقدية أكثر مرونة، وفيما يلي عرض لأبرز مسارات وتوقعات السياسة النقدية لدى البنوك المركزية الكبرى في العالم:

-الولايات المتحدة الأمريكية: بعد رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة في 11 اجتماعًا متتاليًا في عامي 2022 و2023، ثم أبقاها بين 5.25% و5.5% لأكثر من عام، وفي اجتماع 18 سبتمبر 2024 خفض الفيدرالي أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ أربع سنوات بمقدار 50 نقطة مئوية، لتتراوح بين 4.75% و5.0%. وفي اجتماع نوفمبر 2024، خفضها للمرة الثانية على التوالي خلال 2024 بمقدار 25 نقطة لتتراوح بين 4.50 بالمئة و4.75 بالمئة. ثم خفضها للمرة الثالثة على التوالي في ديسمبر 2024، وذلك بواقع 25 نقطة أساس بحيث باتت تتراوح بين 4.25 و4.50%

-منطقة اليورو (البنك المركزي الأوروبي): في اجتماعه الذي انعقد في 12 ديسمبر 2024، خفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الرئيس بمقدار 25 نقطة أساس، مع خفض سعر الفائدة على الودائع من 3.25% إلى 3.00%. وكان هذا الخفض الرابع منذ انتهاء دورة رفع أسعار الفائدة في سبتمبر 2023 (حيث كان الخفض الأول في يونيو 2024). ومنذ مارس 2023، بدأ البنك تفكيك أحد برامجه الرئيسة للتيسير الكمي، مع تخفيضات في الحجم الإجمالي لبرنامج التيسير الكمي المرتبط بالجائحة أيضًا في النصف الثاني من عام 2024، وكان البنك قد أطلق استجابته للجائحة في 12 مارس 2020 ووسعها بشكل كبير في 18 مارس و4 يونيو من العام نفسه. بالإضافة إلى تقديم قروض رخيصة للبنوك لتشجيعها على إقراض الشركات.

وفيما يتعلق بالتجارة الخارجية، أشار مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار إلى أن منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) أصدرت يوم 5 ديسمبر 2024 تقريرًا بعنوان "تحديث التجارة العالمية: ديسمبر 2024"، توقعت فيه أن يصل حجم التجارة العالمية إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند نحو 33 تريليون دولار في عام 2024، بزيادة قدرها تريليون دولار عن العام السابق.

اتصالًا، يأتي هذا النمو السنوي في التجارة العالمية والبالغ 3.3% مدفوعًا إلى حد كبير بارتفاع بنسبة 7% في تجارة الخدمات، حيث نمت تجارة السلع بمعدل أبطأ بلغ 2% هذا العام، لكنه أقل من ذروتها في عام 2022. وشهد كلا القطاعين (تجارة السلع - تجارة الخدمات) ارتفاعًا في قيم التداول في الربع الثالث، ومن المتوقع أن يستمر الزخم في الربع الأخير من عام 2024.

وفي الربع الثالث من عام 2024، قادت الاقتصادات المتقدمة نمو التجارة العالمية، حيث نمت وارداتها بنسبة 3%، وصادرتها بنسبة 2%. وسجلت اليابان أقوى نمو ربع سنوي في صادرات السلع (5%) وأعلى ارتفاع سنوي في صادرات الخدمات (13%). كما ارتفعت واردات السلع الأمريكية بنسبة 4%، مع زيادة الصادرات بنسبة 2% على أساس سنوي و1% في الربع الثالث.

وعلى النقيض، عانت البلدان النامية خلال الفترة نفسها، حيث انخفضت الواردات بنسبة 1%، خلال الربع الثالث من عام 2024، في حين ارتفعت الصادرات بنسبة 1% فقط. وتراجعت التجارة بين البلدان النامية بنسبة 1%. ومع ذلك، ظلت تجارة البلدان النامية إيجابية على أساس سنوي، حيث نمت بنحو 3%.

أما بالنسبة لمعدلات السياحة الدولية، فقد أشار تقرير مركز المعلومات لارتفاعها إلى 96% من مستويات ما قبل الجائحة في الأشهر السبعة حتى يوليو 2024، مدفوعة بالطلب القوي في أوروبا وإعادة فتح الأسواق في آسيا والمحيط الهادئ. فوفقًا للبيان الصادر عن منظمة السياحة العالمية، سافر حوالي 790 مليون سائح دولي في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024، أي بزيادة قدرها 11% عن الأشهر نفسها من عام 2023، وأقل بنسبة 4% فقط عن تلك الأشهر في عام 2019.

وأوضح التقرير أنه بفضل زيادة الربط الجوي وتسهيل الحصول على التأشيرات ودعم تعافي السفر الدولي، أظهرت البيانات أن جميع مناطق العالم سجلت عامًا قويًّا حتى الآن. حيث كانت منطقة الشرق الأوسط الأقوى نموًّا نسبيًّا، حيث ارتفع عدد الوافدين الدوليين بنسبة 26% فوق مستويات عام 2019 في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024. كما استقبلت إفريقيا 7% زيادة في عدد السياح في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024 مقارنة بالأشهر نفسها من عام 2019. واستعادت أوروبا والأميركتان 99% و97% على التوالي من الوافدين إليهما قبل الجائحة خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024. أما منطقة آسيا والمحيط الهادئ فقد سجلت نموًّا بنحو 82% من أعداد السياح خلال السبعة أشهر الأولى من عام 2024 مقارنة بما قبل الجائحة، حيث وصل إلى 85% في يونيو 2024، و86% في يوليو 2024. وفيما يتعلق بإيرادات السياحة الدولية، فقد استعادت 47 دولة من أصل 63 دولة تتوفر لها بيانات، قيمتها قبل الجائحة في الأشهر الستة الأولى من عام 2024.

أشار التقرير إلى أن البيانات المُعدَّلة لعام 2023 تُظهِر أن عائدات السياحة الدولية بلغت 1.8 تريليون دولار أمريكي، وهو المستوى نفسه تقريبًا قبل الجائحة، كما تعافى الناتج المحلي الإجمالي المباشر للسياحة من مستويات ما قبل الجائحة في عام 2023، ليصل إلى ما يقدر بنحو 3.4 تريليونات دولار أمريكي، أي ما يعادل 3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ومن المتوقع أن يكون الأداء السياحي في العام 2024 إيجابيًّا رغم التحديات، حيث يُظهر مؤشر ثقة السياحة التابع للأمم المتحدة توقعات إيجابية للأشهر الأخيرة (سبتمبر: ديسمبر) من عام 2024، عند 120 نقطة، وإن كان أقل من توقعات شهري مايو وأغسطس، والتي بلغت 130 نقطة (على مقياس من 0 إلى 200، حيث تعكس 100 أداءً متوقعًا). ووفقًا لتوقعات المكتب الوطني للسفر والسياحة التابع لإدارة التجارة الدولية من المتوقع أن يستمر إجمالي عدد الوافدين الدوليين في الزيادة بشكل كبير على مدى العامين المقبلين. وسيرتفع إجمالي عدد الوافدين الدوليين بنسبة 16.8% إلى 77.7 مليون وافد في عام 2024، ويرتفع أيضًا بنسبة 9.7% إلى 85.2 مليونًا في عام 2025، علاوة على ذلك، فقد يرتفع بنسبة 7.0% إلى 91.1 مليونًا في عام 2026.

أشار تقرير "التوظيف والتوقعات الاجتماعية في العالم: تحديث سبتمبر 2024" الصادر عن منظمة العمل الدولية (ILO)، إلى تصاعد الضغوط على عدم المساواة في التوظيف مع تراجع حصة دخل العمالة وبقاء نسبة كبيرة من الشباب خارج العمل أو التعليم أو التدريب. فقد انخفضت حصة دخل العمل العالمية بنسبة 0.6 نقطة مئوية من عام 2019 إلى عام 2022 وظلت ثابتة منذ ذلك الحين، مما زاد من تفاقم الاتجاه الهبوطي. ولو ظلت الحصة عند المستوى نفسه كما كانت في عام 2004، لكان دخل العمل أكبر بمقدار 2.4 تريليون دولار أمريكي في عام 2024.

كما أشار التقرير إلى دور التطورات التكنولوجية، بما في ذلك الأتمتة، في تعزيز الإنتاجيةَ، إلا أن العمال لا يحصلون على نصيب عادل من المكاسب الناتجة. وفي حالة غياب سياسات شاملة لضمان تقاسم فوائد التقدم التكنولوجي على نطاق واسع، فإن التطورات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى تعميق التفاوت، مما يعرض تحقيق أهداف التنمية المستدامة للخطر.

أشار التقرير في ختامه إلى أنه في ضوء المعطيات سالفة الذكر، فإن آفاق الاقتصاد العالمي لعام 2025 تتسم بوجود مجموعة من التحديات والفرص، ومن تلك التحديات استمرار معدلات التضخم المرتفعة وإن كان بمعدلات أقل من السنوات السابقة، وذلك بسبب مجموعة عوامل، منها: اضطراب سلاسل الإمداد، وارتفاع أسعار الطاقة، مما سيجعل البنوك المركزية حذرة تجاه تخفيف سياساتها النقدية، كما ستستمر التوترات الجيوسياسية في التأثير السلبي على الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل الصراعات الدائرة وتزايد حدة التنافس بين القوى الكبرى واحتمالات نشوب حرب تجارية جديدة بين الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها التجاريين الرئيسين، وخاصة الصين.

وبالرغم من تلك التحديات، فإن هناك نقاطًا مضيئة، حيث سيشهد العالم تسارعًا في التحول الرقمي، مما يفتح آفاقًا جديدة للنمو والابتكار، بالإضافة إلى ذلك ستزداد أهمية الاستدامة البيئية، في ظل مساعي الحكومات والشركات إلى تبني ممارسات صديقة للبيئة، كما ستشهد بعض القطاعات نموًّا ملحوظًا كقطاع السياحة في ظل التنامي الكبير في أعداد السياح عالميًّا، وقطاع التكنولوجيا الذي يأتي نموه مدفوعًا بالتطور المستمر في الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، وكذلك قطاع الطاقة المتجددة في ظل تزايد الاهتمام العالمي بالطاقة المتجددة، كما ستشهد الرعاية الصحية نموًّا مستمرًا، أيضًا ستواصل التجارة الإلكترونية توسعها مدفوعة بتغيير سلوك المستهلكين.

اقرأ أيضاًالقيادة المركزية الأمريكية: نفذنا ضربة دقيقة ضد منشأة لتخزين الصواريخ للحوثيين

أستاذ استثمار: توطين الصناعة إحدى الاستراتيجيات الأساسية التي انتهجتها الدولة لتغير واقع الاقتصاد

مقالات مشابهة

  • الحرية المصري: حديث الرئيس بأكاديمية الشرطة اتسم بالمكاشفة بشأن التحديات التي تواجه الوطن
  • منال عوض: التعاون بين وزارتي التنمية والمحلية والصحة نموذج مشرف لمواجهة التحديات
  • «معلومات الوزراء» يرصد خدمات التأمين الصحى الشامل بالإسماعيلية.. فيديو
  • الشيوخ يحيل 13 تقريرا إلى الحكومة لتنفيذ ما جاء بها من توصيات
  • «معلومات الوزراء»: التأمين الصحي الشامل قدم 37 مليون خدمة خلال 5 سنوات في 6 محافظات
  • «معلومات الوزراء»: إفريقيا استقبلت 7% زيادة في عدد السياح في أول 7 أشهر من 2024
  • «معلومات الوزراء» يستعرض مؤشرات المؤسسات الدولية حول أداء الاقتصاد العالمي
  • معلومات الوزراء يصدر مستقبل مراكز الفكر في عصر الذكاء الاصطناعي
  • العراق يصدر مذكرة اعتقال بحق «أحمد الشرع» وتركيا تؤكد: هيئة تحرير الشام تقدم معلومات استخباراتية عن «داعش» 
  • السوداني يصدر توجيها يخص مدخل بغداد – موصل