حذر مدير مكتب الطوارئ والصمود لدى منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو»، رين بولسن، من خطر المجاعة الذي يحوم على السودان، والنقص الحاد في التمويل، فيما يواجه عدد كبير من المزارعين صعوبة في الوصول إلى أراضيهم.

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال بولسن، إن الصراع هو المحرك الرئيسي لأزمة الغذاء، إلا أنه أشار إلى أن الوضع صعب حتى في المناطق التي تتمتع ببعض الأمان والتي هي على الخطوط الأمامية لتغير المناخ.

وأكد رين بولسن، أنه ذهب إلى السودان للعمل مع مكتب منظمة الأغذية والزراعة كجزء من مساهمة المنظمة في الجهود الجماعية الجارية للوقاية من المجاعة، وكجزء من خطة الاستجابة المشتركة بين الوكالات لأزمة الأمن الغذائي، وأن الفاو كوكالة أممية متخصصة تركز على الأغذية والزراعة، وبمواسم المحاصيل.

وأشار رين بولسن، إلى أن هناك العديد من الإجراءات التي يجب اتخاذها، حيث أظهر تقييم الفاو للمحاصيل والإمدادات الغذائية للعام 2023 انخفاضا بنسبة 46 في المائة على المستوى الوطني من حيث إنتاج المحاصيل الرئيسية، من بينها القمح والذرة والدخن والأرز. وأنه ليس من الممكن سد تلك الفجوة من خلال المساعدات الغذائية العينية فقط أو بتوزيعات نقدية.

وأوضح مسؤول الفاو أنه ثمة مجموعتين رئيسيتين من التحديات التي تواجه منظمة الأغذية والزراعة، هما التمويل والوصول. يجب معالجة هذين الأمرين حتى نتمكن من منع المجاعة، وأن الفاو تحتاج حالياً 104 مليون دولار لدعم ما يزيد قليلاً عن 10 ملايين سوداني في عام 2024، إلا أن التمويل حتى الآن بلغ أقل من عشرة في المائة من المبلغ المطلوب، كما أن حالة انعدام الأمن الغذائي أسوأ هذا العام مقارنة بالعام الماضي. لذا فإن هذين المسارين يسيران في اتجاهات خاطئة.

اقرأ أيضاًوزير الخارجية التركي: نعمل مع مصر لإيجاد حلول جذرية لوقف الحرب في السودان ومتفقون على وحدة ليبيا

البرهان يشيد بموقف منظمة البحيرات العظمى من الحرب في السودان

عام على الأزمة السودانية.. نزوح 1.5 مليون سوداني هربا من ويلات الحرب

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: السودان الفاو أحداث السودان

إقرأ أيضاً:

وحدة السودان

بسم الله الرحمن الرحيم
السودان بعد أن ألحت عليه الخطوب، وألحفت عليه الكوارث، هل يستطيع أن يحتفظ بقوميته؟، يحتفظ بوحدته وشعوره، وبمثله العليا وعقله، هل تستطيع أقاليمه، ومدنه، وقراه، بعد هذه الأحداث العظيمة التي هزتها، أن تنخرط في غير عنف ولا اكراه، بعد أن تضع الحرب أوزارها، في نفس الوحدة التي كانت عليها؟، وحدة التفكير، والشعور، والآلام، والأمال، هل ستظل محتفظة بهذا كله؟ أم تنقسم ولاياته وتستقل بعضها عن بعض؟
الشيء الذي استطيع أن أجزم به وأنا مطمئن، أن شعب السودان على اختلاف شرائحه، وسحنه، وطوائفه، ليس بحاجة إلى فطنة أو ذكاء، حتى يحكم على الأشياء حكماً صحيحاً أو مقارباً، فالشعب الذي نفذت بصيرته، وأصبح عقله قادراً على أن يفهم الساسة حينما يتحدثون، حتماً سيبتغي إلى الوحدة وسائلها، وسيسلك إليها سبلها، وسيكون مهيأً دائماً لأن ينهض بواجباتها، لأنه مستيقن بقلبه، وعقله، أن أبغض شيء إليه، وأنآه عنه، هو الفرقة والتشرذم.
السودانيون المقيم منهم أو الظاعن، المطمئن أو القلق، الموسر أو المعسر، سيجدون في أنفسهم هذه المشاعر الفياضة التي لا ينكرها إلا المكابرون، مشاعر الألفة والتضامن التي تملك القلوب، وتسيطر على الضمائر، سنرى مهد العصبية سيهجر أو كاد يهجر، وسيعود الناس إلى سجيتهم القديمة، يعودون إلى سماحة طبعهم، ونبل أخلاقهم، وستخضع تلك القبائل النافرة التي أشعلت أوار الحرب إلى ما يبتغيه الأغلبية، وسيخوضون مع هذه الأغلبية فيما يخوضون فيه، وستفرض عليهم بنود الوحدة التي يأنفون منها حتى يأخذوا بحظ منها، وسيكون التعليم هو سبيل هذا الأخذ، حينها تتحقق الصلة بينهم وبين الوحدة دون إكراه، أو ارغام، أو عنف، نعم هذا ما سيتحقق، كل هذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن الوحدة كامنة بعقل السواد الأعظم من هذا الشعب وبشعوره ووجدانه ومتربعة في حناياه.
لقد صاغت الحرب عقولنا، ولعل من مأثرها أننا لن نتردد ولن نتلكأ في أن تجري الأمور على هذا النحو بيننا وبين من أشعلوا نائرتها، سنظل على هذه الخصومة المتصلة، والحرب التي لا تأصرها آصرة، حتى تثوب تلك القوى إلى رشدها، ولن نتركها تمضي هائمة حتى ندبر لها حبالاً وثيقة حول أعناقها، نفعل ذلك حتى تبقى الصلة متينة بيننا وبين ماضينا التليد، الذي لا يجوز التفريط فيه، فنحن أمة لا تعنو إلى قهر، أو تطمئن إلى غضاضة، و"محل الرهيفة تنقد" كما يقول المثل السوداني.
د.الطيب النقر

nagar_88@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • مستغربين ليه..!!
  • تعزيزاً للأمن الغذائي في المملكة.. فرص استثمارية لإنتاج البن والتين بالباحة
  • بروكسل تطرح استراتيجيتها الدفاعية التي طال انتظارها.. ولكن من أين سيأتي التمويل؟
  • هآرتس: إسرائيل وليست حماس هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار
  • الذهب يحوم قرب أعلى مستوى قياسي له مع الطلب على الملاذ الآمن
  • رئيس الوزراء: الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية
  • وحدة السودان
  • مقتل كابتن بحري مقرب من وزير النفط العراقي إثر إطلاق نار في الفاو
  • الأمم المتحدة: حصار «زمزم» يفاقم المجاعة وسوء التغذية يتفشى في الخرطوم
  • منظمة: الحرب التجارية الأميركية تهدد النمو الاقتصادي العالمي وترفع التضخم