في يوم واحد.. تمويل وعقاب من الولايات المتحدة لإسرائيل
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
في سياق الصراع المستمر في منطقة الشرق الأوسط، يثار الحديث بين الفينة والأخرى قلقًا بشأن استقرار العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
حيث تتناول التقارير الحالة المتزايدة من عدم الاستقرار والتوتر الناجم عن الرؤى المختلفة حول إدارة الصراع في قطاع غزة، الذي شهد تصعيدًا غير مسبوق وتوترات تصل إلى حد المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران، أكبر عدو لها.
وقد تناولت وسائل الإعلام العديد من التقارير منذ الهجوم في 7 أكتوبر، مشيرة إلى توتر العلاقات ووصفت محادثات الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها "حادة"، خاصة فيما يتعلق بإدارة الحرب، مع التركيز على الإصرار الإسرائيلي على اجتياح رفح.
ورغم ذلك، تقارير أشارت إلى فرض عقوبات أميركية على كتيبة في الجيش الإسرائيلي، فيما أقرت واشنطن مساعدات بالمليارات في طريقها إلى تل أبيب، مما يظهر أن الخلافات لم تؤثر بشكل كبير على العلاقات بين البلدين.
وفي سياق مماثل، يظهر تصويت مجلس النواب الأميركي لصالح حزمة مساعدات بقيمة 17 مليار دولار لإسرائيل، تشمل تعويض النقص في نظام الدفاع الصاروخي وتوسيعه، وشراء أنظمة أسلحة متقدمة، بما يعكس التزام واشنطن بضمان أمن إسرائيل وتقديم الدعم العسكري والأمني اللازم.
فبعد هجوم 7 أكتوبر، بدأت العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل في التقلب "شكليا"، حيث برزت خطوات أميركية، حتى لو كانت "بسيطة"، تكشف عن عدم الرضا التام على سلوك القوات الإسرائيلية خلال الحرب في غزة أو في الضفة الغربية المحتلة.
وفي هذا السياق، تُحلل جميع التصريحات أو الأفعال الأميركية تجاه إسرائيل بعناية.
وتعد آخر الأفعال التي توضح هذه السياسة الأميركية، المعلومات التي تشير إلى إمكانية إعلان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال الأيام القليلة المقبلة، عن عقوبات ضد كتيبة "نيتساح يهودا" التابعة للجيش الإسرائيلي، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في الضفة الغربية المحتلة التي وقعت قبل أحداث 7 أكتوبر، وفقًا لثلاث مصادر أميركية مطلعة على الأمر تحدثت لموقع "أكسيوس" الإخباري.
وستكون هذه المرة الأولى التي تفرض فيها الولايات المتحدة عقوبات على كتيبة عسكرية إسرائيلية، وذلك في خطوة غير مسبوقة.
ووفقًا للمصادر، ستمنع العقوبات الكتيبة وأفرادها من استقبال أي نوع من المساعدة أو التدريب العسكري الأميركي.
ومع ذلك، يُعتقد أن هذه العقوبات قد لا تؤثر بشكل كبير على قدرات الجيش الإسرائيلي، الذي يحظى بدعم أميركي مطلق.
وينص قانون أميركي صدر في عام 1997 على منع المساعدات الخارجية الأميركية وبرامج التدريب التابعة لوزارة الدفاع الموجهة لوحدات الأمن والجيش والشرطة الأجنبية التي يُزعم أنها ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان.
وذكرت تقارير صحفية أميركية يوم الخميس أن لجنة خاصة تابعة لوزارة الخارجية قد حققت في انتهاكات لحقوق الإنسان وأوصت قبل أشهر بحرمان العديد من وحدات الجيش والشرطة الإسرائيلية التي تعمل في الضفة الغربية من تلقي المساعدات الأميركية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الولايات المتحدة بنيامين نتنياهو مساعدات الشرق الأوسط صاروخ دعم اجتياح رفح المساعد لمساعدات منطقة الشرق
إقرأ أيضاً:
ما سر الغضب الإسرائيلي الأميركي من أوامر الجنائية الدولية؟
قوبلت أوامر المحكمة الجنائية الدولية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بغضب واستياء عارمين في تل أبيب وواشنطن وتهديدات بإجراءات قوية ضدها.
ويقول الأكاديمي والخبير في الشأن الإسرائيلي محمد هلسة إن التصريحات الغاضبة لإسرائيل تأتي في سياق ردود أفعال مشابهة أطلقتها ضد هيئات دولية أخرى مثل أوامر محكمة العدل الدولية، وهي نتاج نفسية ليست وليدة اللحظة إنما تربت فكريا وشجعها العالم.
وأشار هلسة إلى أن التصريحات الغاضبة لإسرائيل تأتي في سياق اعتقادها الحصري أنها "فوق القانون" واحتكارها "فكرة الضحية، ولا أحد سواها، في حين البقية بنظرها أعداء معتدون".
وإضافة إلى ما وصفه "المركّب النفسي التكويني الإسرائيلي" قال الخبير بالشأن الإسرائيلي إن "التعاطي اللين من طرف الولايات المتحدة والغرب وضع إسرائيل فوق القانون".
وفي وقت سابق اليوم الخميس، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت، وقالت إن هناك "أسبابا منطقية" للاعتقاد بأنهما ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.
وقالت المحكمة في بيان إن جرائم الحرب المنسوبة إلى نتنياهو وغالانت تشمل استخدام التجويع سلاح حرب، كما تشمل جرائم ضد الإنسانية، والمتمثلة في القتل والاضطهاد وغيرهما من الأفعال غير الإنسانية بحق السكان المدنيين.
وعقب القرار شن وزراء إسرائيليون وقادة بارزون في المعارضة هجوما ضد المحكمة الجنائية الدولية، ووصفوا قرارها بـ"وصمة عار أخلاقية معادية للسامية وتحط من العدالة".
ولا تتقبل إسرائيل نفسيا فكرة انتقادها لفظيا وكلاميا حيث "يُجن جنونها عندما يغرد أحد خارج سربها" -وفق هلسة- رغم أنها تدرك أن قرارات هذه الهيئات الدولية "لن تمنعها من مواصلة أفعالها على الأرض".
وحسب الأكاديمي هلسة، ذهبت إسرائيل تاريخيا إلى مزيد من البطش والقتل والمجازر والتدمير ضد الفلسطينيين فيما بدا كأنها "معاقبة المنابر والهيئات الدولية".
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر بحث مع سفراء إسرائيل بالخارج ما بعد قرار "الجنائية الدولية".
تهديدات أميركيةبدوره، يرى المحامي المختص في قضايا حقوق الإنسان ريموند ميرفي أن "الجنائية الدولية" باتت معتادة على التهديدات الأميركية التي تطلق بحق المدعي العام للمحكمة وأفراد عائلته وقضاتها.
وقال ميرفي إن نظام روما الأساسي يحظى بتأييد أكثر من 120 دولة، مطالبا هذه الدول بدعم المدعي العام للجنائية الدولية ومؤسسات المحكمة من أجل "ضمان محاسبة من وجهت إليه مذكرات الاعتقال".
وخلص إلى أن "الجنائية الدولية" لن تُقوض رغم التضييقات والتهديدات الأميركية.
ورفضت الإدارة الأميركية الحالية المنتهية ولايتها برئاسة جو بايدن ونظيرتها المنتخبة بقيادة دونالد ترامب بـ"شكل قاطع" قرار "الجنائية الدولية" بحق نتنياهو وغالانت.
وكشفت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية أن إسرائيل أعدت توصيات لإدارة ترامب المقبلة بشأن فرض عقوبات على المحكمة الدولية وأعضاء فيها.
بدوره، تعهد مايكل والتز مستشار الأمن القومي للرئيس المنتخب ترامب بـ"رد قوي في يناير/كانون الثاني (موعد تنصيب ترامب) على تحيز الجنائية الدولية المعادي للسامية".
وقال والتز إن "الجنائية الدولية" لا تتمتع بأي مصداقية، معتبرا أن إسرائيل "دافعت بشكل قانوني عن شعبها وحدودها ضد الإرهابيين".
و"الجنائية الدولية" محكمة أُسست بصفة قانونية في الأول من يوليو/تموز 2002 بموجب ميثاق روما الذي دخل حيز التنفيذ في 11 أبريل/نيسان من السنة نفسها، وتعمل على وقف انتهاكات حقوق الإنسان عبر التحقيق في جرائم الإبادة وجرائم الحرب.