يمن مونيتور/ إفتخار عبده

لم يكن الجانب الطبي في اليمن قبل الحرب ينعم بالاستقرار، لكن الحرب زادته سوءًا وتدهورًا فكثرت الأخطاء الطبية وانتشر الإهمال فيه بشكل غير مسبوق؛ ما أدى إلى ازدياد حالات الوفاة في المستشفيات اليمنية بشكل مقلق للجميع.

وللحرب اليد الأقوى في ارتفاع أسعار الأدوية والمستلزمات الطبية؛ الأمر الذي جعل التداوي بالمستشفيات موقوفًا على من استطاع إليه سبيلا.

وفي السنوات الأخيرة كثرت حوادث الأخطاء الطبية في الكثير من المستشفيات الحكومية والخاصة، وإلى جانبه لم يعد هناك اهتمام بالمرضى من قبل بعض المستشفيات ومن فيها بقدر الاهتمام بما يحمله المرضى في جيوبهم من المال.

ولم يبق من سبيل لدى الكثير من المرضى الذين طرقوا أبواب المستشفيات فأوصدت في وجوههم، أو فتحت لكنها لم تأتهم بشيء مفيد، ما كان من سبيل أمام هؤلاء العاجزين إلا أن يلجأوا للتداوي بالطب البديل الذي يوفر لهم الكثير من الجهد والمال.

ولقد أصبح التداوي بالطب البديل ظاهرة مجتمعية؛ إذ يعتمد عليه الكثير من الناس سواء كانوا هم المرضى أو من ذوييهم، ويرون أن العافية فيه أفضل من العلاج الكيماوي بكثير.

في الوقت ذاته هناك من يستغل هذا الجانب من الباعة والعطارين الذين يقومون ببيع خلطات بسيطة بأسعار باهظة الثمن.

*إذا لم ينفعك فهو غير ضار* 

بهذا الشأن تقول خوزران سعيد( 60 عامًا- مصابة بالتهابات مزمنة في الصدر)” طرقتُ أبواب الكثير من المستشفيات والمراكز الطبية، وفي كل باب أطرقه أدفع المال الكثير، منه للأجهزة والفحوصات والكشافات، ومنه للأدوية التي ما نفعتني بشيء”.

وأضافت لـ” يمن مونيتور” سعر الجهاز الواحد الذي عمله لي الأطباء تجاوز الستين ألف ريال، وسعر الفحص الواحد كان يصل إلى عشرين ألف ريال بالعملة الجديدة، ناهيك عن سعر الأدوية فالإبرة الواحدة سعرها ثمانية آلاف ريال”.

وأردفت” كل هذه الأدوية وهذه الأجهزة والفحوصات لم تفدني بشيء، فقد كنت أشعر بنوع من التعافي وسرعان ما تعود حالتي إلى ما كانت عليه، سعال جاف مؤلم، والتهاب شديد في الصدر”.

وتابعت قائلة” أشارت لي امرأة وأنا على متن باص داخلة إلى مدينة تعز للعلاج، قالت لي أن أستخدم شجر يسمى( الرُّصاف ) أن أقوم بطهوه وتنقيع الماء منه ثم شرب الماء بعد ذلك، ففعلت ووجدت نتيجة مرضية أفضل بكثير مما فعله فيَّ الدواء”.

وأشارت إلى أن” التداوي بالأعشاب الطبيعية إذا لم ينفع صاحبه فهو غير ضار على الإطلاق” مضيفة” العشبة الواحدة قد تكون نافعة لكثير من الأمراض وخصوصا تلك التي تعزز المناعة داخل جسم الإنسان كالحمضيات وغيرها”.

في السياق ذاته يقول، محمد الطيب جلال( طبيب عام يعمل لدى مستشفى الصفوة في مدينة تعز)” لست ضد التداوي بالطب البديل، ولكن ينبغي أن يكون استخدام هذه الأدوية والخلطات بحذر كبير وبكميات محدودة، وإلا فعواقب ذلك قد تكون وخيمة بلا شك”.

وأضاف الجلال لـ” يمن مونيتور” أدوية الطب البديل هي عبارة عن مواد كيمياوية حتى وإن كانت من أشجار، ومخطئ من يقول إنها غير كيماوية وليس لها أعراض جانبية؛ بل بالعكس من ذلك فلها مضاعفات وأعراض جانبية قد تكون ضارة أكثر”.

*استغلال المواطن من قبل الباعة*

وأشار إلى أن” هذه المواد- في الكثير من الأوقات- يتم من خلالها استغلال المواطن ونهبه بطريقة وبأخرى؛ إذ يقوم بعض باعة هذه الأدوية، بخلط القليل من العسل الصناعي مع بعض الأعشاب المعروف عنها أنها تعمل على تهدئة الأعصاب فيشعر المريض بقليل من الاستقرار ولذا يقال بأنه دواء للقلون وغيره وتكلفة هذه الخلطة تكون من ثلاثة إلى أربعة آلاف ويتم بيعها بعشرات الآلاف”.

وأردف”هناك ممن يقوم ببيع هذه الأدوية، وقد يكون من المشعوذين والسحرة كما حدث سابقًا مع تلك الطفلة التي اشتهر صيتها في محافظة تعز قبل فترة من الزمن”.

وأكد أن” هناك حالات وصلتني وهي في غيبوبة تامة، نتيجة استخدام بعض هذه الخلطات، منها: امرأة كانت في غيبوبة تامة، تم إدخالها إلى العناية ولم نكن نعلم ما سبب هذه الغيبوبة فتبين لنا بعد ذلك أن هذه المرأة قامت بشرب دواء أعشاب اشترته من إحدى الدلالات”.

واختتم” هناك من يستخدم العسل أو الكركم والثوم الذكر وهذا شيء جميل أما الذي أحذر منه فهو استخدام الخلطات غير الموثوقة والتي تباع بطريقة عشوائية”.

بدوره يقول زكريا المنصوب( صاحب تجربة بالطب البديل)” التداوي بالطب البديل أصبح اليوم أفضل من التداوي بالأقراص والعقاقير الكيماوية لأسباب كثيرة منها: أن الطب البديل يُفيد أفضل من الحبوب والكبسولات في كثير من الأحيان، أيضًا ضعف التشخيص من قبل الأطباء والعاملين في القطاع الصحي الذين تزداد الأمراض وتتضاعف بسببهم في الكثير من الأوقات”.

*أقل ثمنًا*

وأضاف لـ” يمن مونيتور” اليوم يلجأ الكثير من الناس للتداوي بالأعشاب لكونها أقل ثمنًا من الكيماويات في الوقت الذي أصبح فيه التداوي بالمستشفيات بعيد المنال عن الكثير وغير نافعٍ لهم”.

وأردف” لي تجربة مع العلاج بالأعشاب الطبيعية فقد أصبتُ بمرض “التهابات بالكلى” استمر قرابة ثلاثة أشهر، ذهبت خلالها للعديد من الدكاترة المتخصصين في هذا المجال وكان آخرهم قبل شهر والذي أعطاني بعد زيارتي له وبعد الفحص والمعاينة العديد من الأدوية الكيماوية والمُهدئات ولكن لم يتغير شيء؛ فالألم يزداد والمعاناة مستمرة”.

وتابع” بعد كل ذلك الوقت أعطاني أحد العطارين كيسًا فيه مجموعة أعشاب 150جرامًا تقريبًا فقمت باستخدامه لمدة أسبوع واحد فقط فانتهت كل الآلام وذهبت كل المعاناة التى استمرت ترافقني لأكثر من ثلاثة أشهر”.

الاسم**مطلوب البريد الإلكتروني**مطلوب الموقع رسالة

إرسال

Δ

وواصل” لا أقول إن الطب البديل يغنينا عن المستشفيات ولكنه قد يكون الأسهل والأقرب للمواطن في الكثير من الأمراض خاصة التي عرف التداوي لها بهذه الأعشاب كالتهاب الكلى والمعدة ومرض التيفوئيد والحميات وغيرها، وفي الوقت نفسه هناك أمراض لا ينبغي أن يتم مداواتها بالطب البديل فعلى الناس أن تعي ذلك”.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الأخطاء الطبية الطب البديل اليمن فی الکثیر من یمن مونیتور هذه الأدویة من قبل

إقرأ أيضاً:

وكالة فيتش ترفع تصنيف مصر الائتماني.. نواب: التقرير يعكس الثقة المتزايدة بالاقتصاد المصري.. ويسهم في جذب الكثير من الاستثمارات الأجنبية

برلمانية: رفع التصنيف الإئتماني لمصر شهادة ثقة جديدة تجسد قوة الاقتصادالنائب علي مهران: رفع فيتش التصنيف الائتماني لمصر خطوة لجذب مزيد من الاستثماراتبرلماني: رفع التصنيف الائتماني لمصر ثقة المستثمرين في الاقتصاد

رفعت وكالة "فيتش" الدولية التصنيف الائتماني لمصر للمرة الأولى منذ عام 2019، في خطوة تمثل دفعة جديدة للاقتصاد المصري، وقامت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني برفع تصنيف مصر بمستوى واحد من "B-" إلى "B"، مع نظرة مستقبلية مستقرة، وذلك وفقًا لبيان صدر أمس الجمعة.

وفي هذا الصدد ، أشاد عدد من نواب البرلمان برفع وكالة فيتش تصنيف مصر الإئتماني مع نظرة مستقبلية مستقرة ، مؤكدين انها شهادة ثقة في قوة وصلابة الاقتصاد المصري.

وأشاروا إلى أن الترقية مدعومة بالتدفقات الأخيرة من الاستثمارات الأجنبية، لا سيما صفقة رأس الحكمة، التي عززت احتياطيات مصر من النقد الأجنبي. كما عززت الإصلاحات مثل زيادة مرونة سعر الصرف والسياسات النقدية الأكثر صرامة فيما يتعلق بالمالية الخارجية لمصر، مما زاد الثقة في متانة هذه التعديلات.

بداية ، أكدت النائبة ميرفت الكسان، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، بتقرير وكالة فيتش بشأن رفعها تصنيف مصر الائتماني إلى "B" مع نظرة مستقبلية مستقرة، شهادة ثقة جديدة تجسد قوة وتنوع الاقتصاد المصري وقدرته على التعامل الإيجابى مع تداعيات الأزمات الاقتصادية العالمية .

وأشارت " الكسان " خلال تصريحات خاصة " لصدى البلد " إلى أن تقرير وكالة فيتش خلال الوقت الحالي له مدلول إيجابي على الفترة المقبلة للاقتصاد، حيث سيعطي الثقة الكبيرة للمستثمرين الأجانب سواء في أدوات الدين الحكومي، الأمر الذي سيسهم في توفير  الملابين من فرص العمل .

من جانبه، أشاد النائب الدكتور علي مهران، عضو لجنة الصحة والسكان بمجلس الشيوخ، بإعلان وكالة فيتش للتصنيف الائتماني رفع تصنيف مصر الائتماني طويل الأجل الخاص بالعملة الأجنبية من -B إلى B مع نظرة مستقبلية مستقرة.

وأكد مهران، في بيان له، أن هذا التقييم الإيجابي يعكس الثقة المتزايدة في الاقتصاد المصري وقدرته على تحقيق الاستقرار والنمو المستدام في ظل التحديات العالمية، وجذب مزيد من الاستثمارات

وأضاف عضو لجنة الصحة والسكان بمجلس الشيوخ، أن هذا التحسن في التصنيف الائتماني يأتي في وقت شهدت فيه احتياطيات النقد الأجنبي ارتفاعاً ملحوظاً لتصل إلى 44.5 مليار دولار، مشيراً إلى أن هذا الارتفاع يعزز من قدرة الدولة على تمويل احتياجاتها الاقتصادية ودعم استقرار العملة المحلية.

وأوضح النائب علي مهران،وفقا لتقرير فيتش فأن جزءاً كبيراً من هذا الدعم جاء نتيجة الصفقة الكبرى لتطوير مدينة رأس الحكمة، والتي استقطبت نحو 24 مليار دولار، مما يعزز من مكانة مصر كوجهة استثمارية جذابة في المنطقة.

وأشار عضو لجنة الصحة والسكان بمجلس الشيوخ، إلى أن هذه التطورات تعكس نجاح استراتيجية الدولة في تنفيذ برامج الإصلاح الاقتصادي وتحقيق التوازن المالي، وهو ما يُسهم في تحسين مناخ الاستثمار وجذب المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية لدعم المشروعات القومية الكبرى.

وشدد النائب الدكتور علي مهران، على أن رفع التصنيف الائتماني لمصر يعكس قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها المالية الدولية، مما يعزز من ثقة المستثمرين والمؤسسات المالية الدولية.

وأكد عضو مجلس الشيوخ، أن رفع التصنيف الائتماني يعكس أيضاً الثقة في قدرة مصر على سداد ديونها والوفاء بالتزاماتها المالية، وهو ما يُسهم في تحسين مناخ الأعمال، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، التي تعتبر ركيزة أساسية لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.

في سياق متصل، أكد الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، ومقرر لجنة أولويات الاستثمار بالحوار الوطني، أن إعلان وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني رفع التصنيف الائتماني لمصر على المدى الطويل بالعملة الأجنبية إلى " B"، مع نظرة مستقبلية مستقرة، له دلالات شديدة الأهمية على رأسها نجاح السياسات الاقتصادية التي تتبناها الدولة المصرية، فضلا عن التأثير الإيجابي لصفقات الاستثمار الأجنبي المباشر وعلى رأسها مشروع رأس الحكمة الذي يُعد أضخم استثمار مباشر في تاريخ مصر.

وقال "محسب"، إن التصنيف الائتماني يعني الجدارة الائتمانية، أو قدرة تلك الكيانات على الحصول على القروض اللازمة، ومدى قدرتها على الوفاء بما عليها من التزامات في موعدها، مشيرا إلى أن حالة الاستقرار السياسي والأمني التي تعيشها الدولة المصرية أيضا لها تأثير مباشر على التصنيف الائتماني  لما لها من تداعيات على الوضع الاقتصادي  وقدرة الدولة على سداد الديون.

وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن وكالة فيتش أكدت أن المرونة التي أظهرتها مصر في سعر الصرف، فضلًا عن الشروط النقدية الأكثر صرامة، ساهمت بشكل كبير في تعزيز استدامة المالية الخارجية، والاستدامة هنا تعنى أن الدولة قادرة على سداد ديونها من فوائد وأقساط، في مواعيدها، وأنها لن تطلب تأجيل السداد، أو إعادة هيكلة الديون، أو مد أجل السداد أو لم تتعثر في السداد، ومن ثم يكون مؤهلا للحصول على القروض من المؤسسات الدولية، مؤكدا أن هذا التقرير وهذه النظرة المستقبلية تعزز ثقة المستثمرين والمؤسسات المالية الدولية في قوة وقدرة الاقتصاد المصرى على الوفاء بالتزاماته.

وشدد النائب أيمن محسب، أن تقرير وكالة فيتش بمثابة صك على قوة الاقتصاد المصري، وهو ما سيكون له انعكاسات إيجابية على عملية تدفق الاستثمارات الأجنبية للبلاد، ومن ثم رفع قيمة العملة المصرية، ورفع حجم الاحتياطي النقدي بالبنك المركزي،  الموجود بتلك الدولة، مؤكدا  أن رفع التصنيف الائتماني لمصر شهادة ثقة جديدة في قوة الاقتصاد المصري.

مقالات مشابهة

  • وكالة فيتش ترفع تصنيف مصر الائتماني.. نواب: التقرير يعكس الثقة المتزايدة بالاقتصاد المصري.. ويسهم في جذب الكثير من الاستثمارات الأجنبية
  • تقرير خبراء مجلس الأمن: الانتقالي يعرقل انعقاد البرلمان ويروج لإحلال هذا البديل
  • 20 دعاء بعد صلاة العشاء للرزق بالمال الكثير.. لن يعرف الفقر عنوانك
  • اليمنيون يواجهون الجن ولا يخشون القرود
  • خبير: وصول ترامب إلى البيت الأبيض سيغير الكثير من الأمور في المنطقة
  • السنتيسي: مشروع قانون المالية لا يرقى إلى الإنتظارات والزيادة في الأجور لن توقف الغلاء
  • مدبولي: الحكومة تدرس إجراءات للحماية المجتمعية..ونواب: يجب تحويلها إلى سياسات وليس رد فعل على الغلاء
  • مليشيا الحوثي تسطو على أحد أشهر المستشفيات وسط اليمن
  • إسرائيل تقصف مستشفى كمال عدوان وتحرق مخزن الأدوية
  • وزيرة الشؤون: دولة الكويت تقدم الكثير من الخدمات لاستدامة واستقرار الأسرة